أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم رمزي - تجميل الدعارة














المزيد.....

تجميل الدعارة


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 02:56
المحور: كتابات ساخرة
    


افتتنتْ "بمظهره، وفيض لَغَطِه" شابة غريرة .. وهو الذي أحسن اختيار "أكل الكتف" وارتقاء درجات الشهرة بأسهل الطرق .. اختار أن يكون شيخا.‏
أجلْ: شيخ، إمام، متفقه، حكيم، فلكي، فرضي، واعظ، متدين، ملتزم ... وباختصار: مشارِكٌ ـ حسب التعبير القديم ـ، "بضاعتُه" نصيبٌ من معارف ‏الغابرين، وباعٌ في "علوم" النقل*، وتخلّفٌ فاضح في علوم العقل، ... يُحذِق تحديدَ "الثوابت" التي لا يجوز خدْشُها ولو بنسمة هواء .. بينما فريق مذْهبي ‏مناقضٌ لا يمنحها أدنى اعتبار أو تقديس ..‏
يكثر من الحوقلة والمَشيأة والبسملة والتعوذ .. يبتسم نادرا، ويقطب كثيرا، يظن أن العبوس يضفي على كلامه وقارا وصِدْقية .. يعلو جبهته قرص أسود، ‏ـ ووِفْقَ ما وصف الشعراء ـ تنسدل لحيته المُحنَّاة* من عذاريْه إلى صدره ... ‏
يوزّع الفتاوي والتوجيهات ذات اليمين وذات الشمال .. يُخرِجها من "نَقْله"، كما يُخرِج الحاوي من جرابه الحيّاتِ بِسُمّها وتِرْياقها .. يذكِّر بالمرجعيات .. ‏ويخرّج شروحَها واستنباطَ ما فيها من إباحة وحلال، ويستفيض في التحذير مما فيها من حرام ووعيد بالعذاب ..‏

اتصلت به الشابة الغريرة تظنه ماجدا حاملا لواء العفة .. غير أنه بلا تعفف أو تقوى همَّ بها، ثم كان ما كان "مما لست أذكره". ولما قضى منها وطرا ‏نبذها، فقدّمت دعوى ضده تتهمته بتخديرها ثم اغتصابها .. ‏
مريدوه "ومؤلِّهُوه" رأوا ـ بلا استهجان ـ أن الأمر عادٍ، لا يستحق المناقشة، "إن كانت: طائعة، راضية، غير مكرهة".‏
في بداية التحقيق، كذَبَ الشيخُ* متعمّدا، وأنكر معرفته بها، وتحصَّن باكتفائه بزيجاته القابعات بجحورهن، ولو أُلجِيءَ لغَموس لَانْفرَج ضِيقُه، لكن نزلتْ ‏عليه المحاصرةُ بالحجج، وإغلاق منافذ الإمعان في الإنكار والتهرب. ‏

أشار المحقق لكومة بجانبه: هذه محجوزات تسجيلاتك وكتاباتك عن الغابرين .. تصف الشاذة والفاذة في حيواتهم .. رغم القرون التي تفصل بين زمانهم ‏وزمانك .. وربما زيّن لك تخيُّلك وهْماً بأنك تعيش معهم/ بينهم .. وتستمد منهم تراخيص العبث بشرف النساء .. والنصب على أفراد الأمة .. والاستهتار ‏بالقانون .. ‏
وإذا كان الأمر كذلك فيا له من حاضر بئيس، يبدو أنك تعيشه سرا، تغتنم تنوّعه وسِلْمه، وتقطف ثمره، ثم تنفصل عنه، لاعنا من يتشبث به، أو يتطلع ‏لتقليدك في الاستفادة منه.‏
احتقن وجه المحقق، سكت حتى صار الصمت ثقيلا، ثم قال بهدوء وهو يضغط على كل حرف ينطق به: نريد إجابات مفصلة عن: متي؟ أين؟ كيف؟ ‏لماذا؟
أجاب الشيخ: لا أتذكّر.‏
قال المحقق: مضامين "هذه المحجوزات" تتذكّرها دائما؟ وتعجز عن تذكر تفاصيل حدثٍ قريبِ الزمن؟
أشار المحقق بيده .. وبعد هنيهة جيء بكرسي متحرك، فوقه فتاة مشلولة، .. صاحت مذعورة لما رأت "جلادها" .. ثم أغمي عليها .. فأبعِدتْ .. ‏
قال المحقق: ما ترى في واقع يشهد عليك؟
اِنهارَ مِتراس تنصّله وهو يراها قد صارت مشلولة، فبرّر فعلته ـ دون مبالاة ـ بقوله: ‏
كُـــنَّا في غنىً عن الشهود* والوليّ، فقدْ وهبتْ نفسَها لي.‏

‏06/05/2023‏
‏* من مكر اللغة أن يقال في الدارجة المغربية عن غنم تثغو: تتْبَعْبَعْ. وتصوِّت: بَاعْ.‏
‏* مخضَّبة بالحِنّاء.‏
‏* نساير الاصطلاح المشرقي، بينما في المغرب نجد عدة دلالات لكلمة شيخ: فهو المتقدم في السن. وهو الموظف الإداري في المجال القروي. وهو ‏رئيس فرقة شِيخَات (جوقة فنية شعبية أغلبها نساء) مما قد يترتب عنه ـ لدى البعض ـ وسْم قدْحي.‏
‏* اثنان أو أربعة، حسب الحالة (نكاح أو زنا) ‏‎!!!‎



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضال عَفِن
- مهمة سريّة
- نادي المرتشين
- حراس المعبد يزْحَرون
- رشيدة ... التي كانت ..‏
- حرب النجوم
- لحظة حميمية
- ‏«مَدَام ‏Madam‏»‏
- الإجهاض
- حرق
- سنذهب جميعا إلى الجنة
- تفاهة
- تشاؤم وتفاؤل
- لحظات شاردة
- مصور فوتوغرافي
- سورة الطيران
- تذكر المواطن
- حزن وضحك
- إجهاض دجاجة
- استراحة برلمانية


المزيد.....




- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم رمزي - تجميل الدعارة