إبراهيم رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 08:28
المحور:
المجتمع المدني
جيوب السياح قحطت ولم تعد تهطل مالا.
جف القطر "فالبازات" أركانها تتغطى بأنسجة العنكبوت، وتشكو قحولا.
(كورونا) أوقف تدفق سكان الأحواز، وأفواج الزوار، وأمواج السياح ..
عربات الخيول .. سيارات الأجرة .. كنتُ لسوّاقها زبونا مَهِينا.
كرامتي موؤودة، .. لا يلتفتون نحوي إلا لماما.
كلهم يرجو اقتناص عطاء سخيّ من جيب "الگاوري* الغبي"، .. ،
مساومتي .. "شْطارْتي" .. تمسُّكي "بالطريفة ** " حوّلتني إلى "عدو" مُستغنى عنه في غالب الأيام.
الآن يرجون أن أكون مِصَلا وطوقَ نجاة ..
لوقف كسادهم وإطعام خيولهم وبيوتهم من جوع.
(كورونا) يحفر خندقا حول المنتظرون للسياح الأجانب ..
يغلف أمنياتهم بأكفان بلا ألوان ..
يحاصر المجْتَرّين والآملين ..
مثلما حاصر كل العاملين في مجال السياحة.
ملوا من وضع أياديهم على الخدود،
صاروا من حسرتهم يتألمون،
وبابتسامات كالعبوس لي يتقربون،
ابتسامات يقطر منها سم الرياء والنفاق،
يغرونني أن أكون الزبون المكرَّم،
فعند احتماء العصيدة .. قد يُستندون دور "الصديق" لك..
وما أنا بالصديق ولا شبيه الصديق.
فيا أيها التجار المتباكون المتاجرون بالمشاعر، ..
لست مسؤولا عن تعاليكم .. عن جوعكم ..
عن عربداتكم .. عن ازدراء المواطن ..
فعسى (الوباء) يهذب أخلاقكم .. ويذكركم بالمواطنين .. بالوطن ..
* في الدارجة تطلق كلمة الكاوري على الأجنبي، وخاصة المنتمي لأوربا ولأمريكا.
** تسعيرة محددة، من الأصل: Tarif
#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟