أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - نيران النعرات الدينية














المزيد.....

نيران النعرات الدينية


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 14:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعقب مجزرة نيوزيلاندا، الإشادة بتصرف مراهق لم تعجبه أفكار أحد المتطرفين. وشاع مقطع فيديو لأشخاص يعتلون كنيسة ويحطمون صليبا وهم يكبرون.

المواقف وردود الأفعال تتباين، ووصفها يستند إلى مرجعيات وأهواء متعددة .. والاختلاف في الآراء شيء وارد حسب زاوية النظر، مثل الاختلاف في إطلاق تسمية: الشهيد، والإرهابي.

غير أن أسوأ ما في الموضوع هو الشحن ـ قصداً، أو عَرَضاً ـ بالأحقاد ـ حتى ولو كانت بسيطة حقيرة ـ. فالسذّج سيعتبرون ذلك ردا "عاديا" يدخل في إطار الانتقام، و"تحريضا" على الأخذ بالثأر، و"دفعا" إلى بطولة وهمية دونكيشوتية.

منطلَق الإرهابي منفِّذ المجزرة، ومنطلَق ردود الأفعال على ذلك، .. يستندان ـ مع إضافة بعض "التوابل"ـ إلى إخراج الدين من دائرة الشأن الفردي، إلى احتلال مجال الفضاء العام، والنفخ في نار التبايُنات الدينية، والخلط المتعمّد بين: "الاستفزاز" لغير المتدين، و"التنويه" بالمتدين (دون الاهتمام بمستوى تدينه، ودرجة تقواه وإيمانه، والتزامه بأداء جميع الشعائر، ...)

والاستفزاز يولِّد الاستفزاز. فالطاريء على مجتمع ليس مجتمعه الأصلي ـ حين يمارس طقوسه وشعائره ـ خاصة في المجال العام ـ بأساليب تثير حنق "صاحب الأرض" أو تمس ببعض مقدساته .. لا شك أنه يساهم في شحن الجو بالتوتر، يبدأ بشيء من الاستغراب، ثم الاستنكار، ثم الازدراء، ثم الغضب، ثم الكراهية، ثم الاصطدام، .. ولذلك فـ"المهاجر، والمسافر" ملزمان باحترام قوانين البلد المستضيف، ومشاعر سكانه، وعاداتهم وتقاليدهم، ...
من الأمثلة الشائعة: طقوس عيد الأضحى. حين تصير الأزقة والشوارع مجازر، ومجاري للدماء، وركامات من النفايات العطنة، وتعلو الرؤوسَ أدخنةٌ كالسحب، ... هذه الصورة تصدّت لها دول أوربية ، بتخصيص مجازر للذبح بعيدا عن الأحياء السكنية .. وهو ما اعتبره "المتشددون" تضييقا عليهم في دينهم، و"استفزازا" لهم، متناسين مبدأ المحافظة على البيئة ومراعاة قواعد الصحة العامة، التي لا تفرط فيها تلك المجتمعات، ولا تتسامح فيها.

والحل ـ كما تدعو إليه العلمانية ـ هو فك الارتباط بين تسيير الشأن العام وبين الدين (سماويا كان، أو وضعيا). واعتبار قمة النضج الفكري تتجسد في احترام جميع الممارسات الدينية، لأنها تخص معتنقيها، ومن ثم لا يحق لأحد ركوب النعرات الطائفية أو المذهبية للتهجم عليهم أو على معابدهم.

وهذا لا يتنافى مع موقف العلمانية حين تغضي عن الممارسات وأداء الشعائر، ولكنها تنتقد الأفكار الدينية، التي تراها: مخالفة لحقوق الإنسان، ومحبطة لتقدمه، وكابحة لحريته، ومتعارضة مع العقل والمنطق، ... .



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج بجنية
- عبرة حرَّى
- ميلاد أخوية الغلاقات
- الحلوى التي تحجب الغابة
- خطاب انتخابي
- القانون المغربي الذي ..
- لصوص الألقاب
- هجرة 600 مهندس سنويا، وإفلاس 6 آلاف مقاولة سنويا
- جلد لاعبي المنتخب السعودي
- تنظيم الظهور الإعلامى لعلماء الدين في مصر
- رقابة عبثية .. في الفضاء الفسيح
- المحكمة بين الإعدادين: -العالمي- و-الأنجلوساكسوني-
- سبحان الفوتوشوب
- أنتروبولوجيا دينية
- تغريدات 5/5
- تغريدات 4/5
- تغريدات 3/5
- تغريدات 2/5
- تغريدات 1/5
- المتدين والعلمانية


المزيد.....




- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - نيران النعرات الدينية