أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم رمزي - الحلوى التي تحجب الغابة














المزيد.....

الحلوى التي تحجب الغابة


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 03:32
المحور: المجتمع المدني
    


الحلوى التي تحجب الغابة

في إطار عملي ـ سابقا، قبل التقاعد ـ، وفي إطار ما تحملت من مسؤولية، شهدت العديد من "حفلات الشاي" التي شاركت في الإشراف على تهييئها وتنظيمها .. وما يمكن أن يحكى عن تلك الحفلات، وعن عدد من "أبطالها" من فئة "الهاي كلاس" قمين بأن يجعلهم يدفنون وجوههم في التراب .. ولكن "المقزدرين" لا يرف لهم جفن.
تصوروا صاحب جلباب خلاب، أو بذلة أنيقة، يدس حلوى يتقاطر عسلها في جيبه .. وأخر يلتهم من كل صنف ولون من الحلويات .. وآخر كأنه في حلبة سباق يسارع ليشرب من جميع العصائر على اختلاف طعومها وألوانها .. ولا أنسى ذاك الذي أخرج لسانه كالبقرة ليمسح به شفتيه "وما حولهما" ..

أحد الزملاء كان يتميز من الغيظ وهو يرى تلك المشاهد "المؤلمة"، ثم يقول: ما العيب في أن أتوقف عند متجر حلويات، وأشبع نهمي وجوعي .. مقابل أي مبلغ .. حتى إذا حضرت هنا "صنت نفسي عما يدنس نفسي".
لم لا يتطوع أحدهم بفتح متجر حلويات قرب مبنى البرلمان .. سيكون مشروعا تجاريا مربحا؟

أعود لموضوع "جياع الأمة" لأقول:
مبدئيا تعتبر الحلوى التي عرضت على موائد حفل شاي البرلمان قد وصل ثمنها للمزود.
(باستثناء ما إذا كان سيعاد وزنها، ليُرجَع ما تبقّى للمزود. ويؤدَّى ـ فقط ـ ثمنُ ما استُهلِك، وهذه الفرضية مستبعدة. ولا يجري بها العمل في المناسبات الرسمية.)

من سيستفيد من الحلوى المتبقية؟
ما لم تكن للمسؤول عن الإعداد والتنظيم خطة محددة لطريقة التصرف في الحلوى المتبقية .. فإن الحلوى تبقى رهن إشارة كل واحد، ليفعل بها ما يشاء .. يأخذ كل واحد منها (حسب حاجته، وطاقته، .. ولؤمه)
فالخجولون سيتعففون .. سيستنكفون .. سيتراجعون .. سيستنكرون .. سـ .. سـ ..
وأصحاب "السنطيحة" سيغزون غزوة مباركة وهم يرددون: لمن نترك هذه الخيرات الفائضة عن الحاجة؟ .. لم لا نكون نحن المستفيدين منها؟ هل نتركها ليستولي عليها المزود فيكون مستفيدا أكثر من مرة؟

الجميع يتحدث عن "الحلوى" التي تحجب الغابة ..
لا أحد يتحدث عن وجوه صرف المال العام
لا أحد يتحدث عن مظاهر البذخ "المصطنع" في بلاد "الحازقين"
بعض من ظهروا في فيديوات "الحلوى" صبت عليهم نيران الاستهزاء بعبارات قاسية .. جارحة .. بينما السخرية يجب أن تنصبّ على:
التبذير
التبذير
التبذير
لا أحد يتحدث عن التبذير

يتم إثقال كاهلنا بالضرائب، ثم تقام حفلة باذخة، تشتمل على ما يفوق الحاجيات الحقيقية والضرورية.
حلوى البرلمان يمكن أن تؤخذ كمعيار على مصاريف أخرى تستحق وصف: مصاريف "الأبهة" أو مصاريف "العظمة" .. وواقعنا الاقتصادي يفرض التخلي عنها.
هناك تبذير زائد عن الحد، وتلاعب بالمال العام المؤدي من جيوب المواطنين ...

هناك من منح "المستفيدين" نعت "الناهبين" .. شخصيا، لا أعتبر أن هناك نهبا ..
هناك ـ فقط ـ استفادة من الظرف، بطريقة لم تعجب الآخرين، في غياب ضوابط المسؤولية لدي المسؤول/ المشرف على حفلات الشاي بالبرلمان ..
لو كان هناك ترشيد في المصاريف، وعقلنة في "المعروض" .. ما حدث ما أطلق عليه "الشوهة" ..

مستقبلا،
يتعين تجنب التبذير، "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين".
تفعيل المحاسبة. إذ لو كانت هناك مساءلة حقيقية عن "المصاريف" لتمّت الرأفة بجيوب دافعي الضرائب، وتجنيب "جياع" الأمة التعرض للتشفي والسخرية، وفق التعليقات التي ذيل به المواطنون تلك الصور التي نقلتها إليهم وسائل الإعلام.

من جهته، أدان البرلمان ما وصفه بـ”الحملة” التي استهدفت النواب، وتداوُل العشرات من الفيديوهات المنسوبة لعدد منهم وهم يتهافتون على الحلوى. ولكن: أين إدانة التبذير أيها البرلمان الموقر؟



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب انتخابي
- القانون المغربي الذي ..
- لصوص الألقاب
- هجرة 600 مهندس سنويا، وإفلاس 6 آلاف مقاولة سنويا
- جلد لاعبي المنتخب السعودي
- تنظيم الظهور الإعلامى لعلماء الدين في مصر
- رقابة عبثية .. في الفضاء الفسيح
- المحكمة بين الإعدادين: -العالمي- و-الأنجلوساكسوني-
- سبحان الفوتوشوب
- أنتروبولوجيا دينية
- تغريدات 5/5
- تغريدات 4/5
- تغريدات 3/5
- تغريدات 2/5
- تغريدات 1/5
- المتدين والعلمانية
- مدرستي الحلوة - كتابة ساخرة -
- الموقع العتيق
- -مساهمة- في فوضى الفتاوي
- هواية إصدار الفتاوي


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم رمزي - الحلوى التي تحجب الغابة