أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - محاضرة: انتحال الشعر الجاهلي مفهوما وإشكاليات















المزيد.....


محاضرة: انتحال الشعر الجاهلي مفهوما وإشكاليات


صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 7604 - 2023 / 5 / 7 - 18:18
المحور: الادب والفن
    


عندما تثار قضية انتحال الشعر الحاهلي في قاعات الدرس الجامعي نتناول مفهوم الانتحال وسبب وقوعه في الشعر الجاهلي وموقف الباحثين العرب والنستشرقين منها، وذلك على النهج الآتي:
١،الانتحال لغة؛
جاء في معجم لسان العرب لابن منظور:"نَحَله القولَ يَنْحَله نَحْلاً : نَسَبه إِليه، ونَحَلْتُه القولَ أَنْحَلُه نَحْلاً بالفتح: إِذا أَضَفْت إِليه قولاً قاله غيره وادّعيتَه عليه، وفلان يَنْتَحِلُ مذهبَ كذا وقبيلةَ كذا: إِذا انتسب إِليه . ويقال: نُحِل الشاعرُ قصيدة إِذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره ...
وقال ابن هَرْمة :
ولم أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فيها
ولم تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ
وقال الأَعشى في الانتحال:
فكيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا فِيَ
بَعدَ المَشِيب كفَى ذاك عارا
وقَيَّدَني الشِّعْرُ في بيتِه
كما قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا
٢ الانتحال اصطلاحا:
و(الانتحال) مصطلح أدبي يقصد به تعمد نسبة الإبداع الأدبي إلى غير قائله! افتراء واختلاقا!
وهو عكس السرقة التي هي أخذ إبداع الغير وادعاء امتلاكه. فالمنتحل يبدع النص ولا ينسبه إلى نفسه بل إلى غيره لهدف خاص به!
أما السارق فيسطو على إبداع الغير وينسبه إلى نفسه بقصد التزيد والمباهاة!
وقد ميز باحث آخر بين ثلاثة مصطلحات، وهي : النحل، والانتحال، والوضع، فالوضع لديه » هو أن ينظم الرجل الشعر ثم ينسبه إلى غيره لأسباب ودواع، والانتحال هو ادعـاء شـعر الغير... والنحل أن ينسب الرجل شـعر شـاعر إلى شاعر آخر« .
"ويمكننا إيجاز مفهوم الانتحال بأنه نسبة الشعر لغير قائله، سواء أكان ذلك بنسبة شعـر رجل إلى آخـر، أم أن يدعي الرجل شعر غيره لنفسه، أم أن ينظم شعراً وينسبه لشخص شاعر أو غير شاعر، سواء أكان له وجود تاريخي أم ليس له وجود تاريخي" .
ويكاد يجمع الدارسون على أن( الانتحال) ظاهرة أدبية عامة، لا تقتصر علي أمة دون غيرها من الأمم، ولا يختص بها جيل من الناس دون غيره من الأجيال؛ فقد عرفها العرب كما عرفتها الأمم الأخرى التي كان لها نتاج أدبي، وعرفها العصر الجاهلي كما عرفها العصر الأموي والعصر العباسي، بل لا يزال يعرفها عصرنا الحاضر الذي نحيا فيه مع شيوع الكتابة وانتشار الطباعة. ولا أدل على ذلك من مثل ما شاهدناه من نسبة شعر شاعر معاصر إلى الإمام الشافعي في مسلسل تليفزيوني بعنوان( رسالة الإمام)!.
ولم يكن الوضع والانتحال مقصوراً علي الشعر وحده بل شمل كل ما يرتبط بالأدب كالنسب والأخبار وحتي بدأ الكذب والانتحال في الحديث النبوي في حياة رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ويدل علي ذلك قول النبي صلي الله عليه و آله وسلم : (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
٣ إشكالية الانتحال:
---------------
قضية الانتحال في الشعر الجاهلي، تعني إثارة إشكالية خطيرة، مؤداها الإجابة عن هذا الأسئلة الشائكة: كيف وصل إلينا الشعر الجاهلي؟ وهل كل ما وصل إلينا من الشعر الجاهلي صحيح أو تطرق اليه الوضع والانتحال؟ وما درجة الشك في الشعر الجاهلي؟ وما سبب أو أسباب هذا الشك؟ وما الآثار المترتبة عليه؟ وما قيمة الشعر الجاهلي بالنسبة إلى الأمة العربية والمسلمة؟!
إن الشعر الجاهلي ذو قيمة عظيمة عربيا وإسلاميا، وذلك للآتي:
- أنه مصدر فهم مفردات وتعابير القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
- أنه أساس استنباط القواعد في علوم العربية الرئيس من نحو وصرف وبلاغة وعروض ومعاجم...
- أنه سبب رئيس لتبين إعجاز القرآن الكريم، فالعرب لم يعرفوا إلا بأنهم أمة شاعرة، وقد أنزل القرآن الكريم تحديا لهم في أبرز ما عرفوا به وهو البيان الشعري!
- أن الشعر كان ديوان العرب ومركز أخبارهم ومنبع فخرهم ، فالشاعر كان معظّما في قبيلته وتقدم له الهدايا والعطايا ، فهو لسانها المنافح عنها أمام القبائل ، وأبيات شعره يكون وقعها أشد من السيف على شرف المرء ومروءته .
- يقرّر هذه الحقيقة أبو حاتم الرازي ؛ فيقول: "ولولا ما بالناس من حاجة إلى معرفة لغة العرب ، والاستعانة بالشعر على العلم بغريب القرآن ، وأحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، والصحابة والتابعين ، والأئمة الماضين ؛ لبطل الشعر ، وانقرض ذكر الشعراء ، ولعضَّ الدهر على آثارهم ، ونسي الناس أيامهم" .

ويقول ابن عباس - رضي الله عنه - : "إذا سألتموني عن غريب القرآن ، فالتمسوه في الشعر ؛ فإن الشعر ديوان العرب" .
وإذا أدركنا هذه القيم المتنوعة للشعر الجاهلي عرفنا خطورة تعميم القول بالشك فيه كله، وبأنه كله منتحل مكذوب موضوع، لم يقله الجاهليون ولم يصور حيواتهم المختلفة من سياسية واجتماعية وفكرية ودينية ولغوية!
هنا ؛ أدرك المستشرقون هذه الحقيقة ؛ فعملوا على رفضه ؛ حتى يغلقوا علينا باباً من أهم الأبواب لفهم كتاب الله المجيد !

٤ انتحال الشعر الجاهلي عند العرب الأقدمين :
------------------
ثبت أن العرب لم يدوّنوا معظم شعرهم في الجاهلية في ديوان أو سفر وإنما كان محفوظاً في الصدور تعيه حافظتهم وقلوبهم وأذواقهم وملكاتهم الأدبية الفطرية، ومع هذه الرواية والحافظة القوية فقد ضاع الكثير من الشعر العربي الجاهلي، وأصيب الشعر الجاهلي مع الضياع بالافتراء والاختلاق عليه من قبل بعض الرواة لأسباب كثيرة. وحمل ذلك النقاد القدامي علي نقد الرواة، وتجريح الوضاعين والتنبيه علي الشعر المنحول ومنهم:
- أبو عمرو بن العلاء(ت١٥٤) بعد ان ذكر أبياتاً من ذي الاصبع العدواني، نصّ علي انه لا يصح من أبيات ذي الاصبع الا الأبيات التي انشدها، وأن سائرها منحول.
- المفضل الضبي (ت١٦٨)الذي نقد حماد الراوية وبين أكاذيبه.
-الأصمعي (ت ٢١٦)حين نقد خلف الأحمر.
- ويأتي بعد هؤلاءأبو الفرج الاصفهاني(ت٣٥٦) في رفضه روايات ابن الكلبي (ت ٣٠٤)عن دريد بن الصمة وبعض اشعاره، فقد تنبّه الي أنها مكذوبة ملفقة من قبل ابن الكلبي نفسه.- وتأتي الدراسة المعمقة لقضية انتحال الشعر الجاهلي عند الناقد الأدبي الرائد محمد بن سلام الجمحي(ت٢٣١)؛ فهو أوّل من أثار في إسهاب مشكلة الانتحال في الشعر الجاهلي في كتابه : "طبقات فحول الشعراء"، وقد ردّها إلى عاملين : عامل القبائل التي كانت تتزيّد في شعرها لتتزيد في مناقبها، وعامل الرواة الوضاعين. وقد دوّن في كتابه (طبقات الشعراء) كثيراً من ملاحظات أهل العلم والدراية في رواية الشعر القديم واضاف الي ذلك كثيراً من ملاحظاته الشخصية.
يقول ابن سلام: "لما راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرها استقلّ بعض العشائر شعر شعرائهم وما ذهب من ذكر وقائعهم، وكان قوم قلّت وقائعهم وأشعارهم وأرادوا أنْ يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار ، فقالوا على ألسن شعرائهم ، ثم كانت الرواة بعدُ فزادوا في الأشعار". وأشار ابن سلام مراراً الي ما زادته القبائل في شعر شعرائهم كما يقدم لنا طائفتين من الرواة كانتا ترويان منتحلاً كثيراً وتنسبانه الي الجاهليين، طائفة كانت تحسن نظم الشعر وصوغه وتضيف ما تنظمه وتصوغه الي الجاهليين، ومثل لها بحمّاد، وطائفة لم تكن تحسن النظم ولا الاحتذاء علي أمثلة الشعر الجاهلي ولكنها كانت تحمل كل غثاء منه وكل زيف، وهم رواة الأخبار والسير والقصص من مثل ابن اسحاق راوي السيرة النبوية. ورفض ابن سلام والأصمعي وأضرابهما رواية الطائفتين جميعاً فلم يقبلوا شيئاً مما يرويه أشباه حماد الا أن يأتيهم من مصادر وثيقة، وكذلك لم يقبلوا شيئاً مما يرويه ابن إسحاق لا أن يجدوه عند رواة أثبات.
٥ مجمل رأي العرب القدامى
ليس كل الشعر الجاهلي موضوعا منتحلا، وليس كله صحيح النسبة إليه، بل فيه منتحل وفيه ثابت النسبة صحيحها، وفي هذا الصحيح تعبير عن حيوات الجاهليين ولغتهم، وهؤلاء الرواة الثقاة الأثبات حين جرحوا الرواة المتهمين وكذبوا الوضاعين وبيّنوا الشعر الفاسد المصنوع، وثقوا من ناحية ثانية الشعر الصحيح وعدلوا الرواة الثقاة وشهدوا لهم بالدقة والامانة والعلم. فابن سلام مثلاً حينما فتح الطريق أمام النقاد لجرح الرواة ورد المنحول ومعرفة الحق من الباطل، فإنه كذلك حذر الباحثين ونبّههم إلي أن: (ما اتفقوا عليه، فليس لأحد ان يخرج منه).
ويمثل الرواة الثقاة في أبي عمرو بن العلاء، والمفضل الضبي، والأصمعي، وأبوزيد الأنصاري، وابن الأعرابي، وثعلب، والخليل ...وغيرهم
ويمثل الرواة المنتحلين خلف الأحمر، وحماد الراوية، وابن الكلبي وابن إسحاق وأبوزيد القرشي!
٦المستشرقون وانتحال الشعر الجاهلي :
---------------
أثيرت هذه القضية في العصر الحديث عن طريق المستشرقين في كتبهم ومقالاتهم المتعددة. وأول من تناول قضية الانتحال من المستشرقين هو المستشرق( نولدكه )سنة 1864م، وبعد ثماني سنين تطرق للموضوع المستشرق( ألوارد )في مقدمة دواوين الشعراء الستة الجاهليين منتهيا إلى أن عدداً قليلاً من قصائد هؤلاء الشعراء يمكن التسليم بصحته، مع ملاحظة أن شكاً لايزال يلازم هذه القصائد الصحيحة في ترتيب الفاظها وأبياتها. وتابع كثير من المستشرقين (ألوارد) في موقفه الحذر من قبول كل ما يروي للجاهليين، ومنهم( موير) و(باسيه) و(بروكلمان)... وغيرهم.
وكان( مرجليوث) أكبر من أثار هذه القضية في كتاباته حيث ذهب الي رفض الشعر الجاهلي جملة في مقالة بعنوان (اصول الشعر العربي) نشرها في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية عدد يوليو سنة 1925م، وقد بني رأيه هذا علي ضربين من الأدلة: أدلة خارجية وأدلة داخلية، على النهج الآتي:
الأدلة الخارجية :
1 استهل مرجليوث مقالته بالحديث عن وجود الشعر في الجاهلية وموقف القرآن الكريم من الشعر متحدثاً عن بدء ظهوره ونشأته وآراء القدماء في ذلك.
2 ثم ينتقل الي الحديث عن حفظ هذا الشعر الجاهلي، وينفي أن تكون الرواية الشفوية هي التي حفظته ليقول إنه لم تكن هناك وسيلة لحفظه سوى الكتابة، ثم يعود فينفي كتابته في الجاهلية ليؤكد أنه نظم في مرحلة زمنية تالية للقرآن الكريم.
3 ثم يتطرق بعد ذلك إلي الحديث عن الرواة من علماء القرنين الثاني والثالث الهجريين، فيذكر حمّاداً، وجناداً، وخلفاً الأحمر، وأبا عمرو بن العلاء، والاصمعي وابا عمرو الشيباني وأبا اسحاق والمبرد، ثم أضاف الي ذلك آراء هؤلاء الرواة العلماء بعضهم في بعض فقال: إن هؤلاء العلماء لم يكن يوثق بعضهم بعضاً، وقال ذلك ليزعم أن الوضع في هذا الشعر كان مستمراً.
الأدلة الداخلية :
1 يقول مرجليوث: إن ما في هذا الشعر الجاهلي لا يمثل الجاهليين الوثنيين ولا من تنصروا منهم، فأصحابه مسلمون لا يعرفون التثليث المسيحي ولا الآهلة المتعددة، إنما يعرفون التوحيد والقصص القرآني وما فيه من كلمات دينية إسلامية مثل الحياة الدنيا، ويوم القيامة، والحساب، وبعض صفات اللّه .
2 وينتقل من ذلك إلي اللغة فيلاحظ أنها لغة ذات وحدة ظاهرة وهي نفس لغة القرآن الكريم التي اشاعها في العرب، ويقول: ولو أن هذا الشعر كان صحيحاً لمثل لنا لهجات القبائل المتعددة في الجاهلية، كما مثل لنا الاختلافات بين لغة القبائل الشمالية العدنانية واللغة الحميرية في الجنوب. ولقد ردّ عليه الدكتور شوقي ضيف مدحضاً زعمه ، قائلاً : إنّ لغة القرآن الفصحى كانت سائدةً في الجاهلية وأنّ الشعراء منذ فاتحة هذا العصر كانوا ينظمون بها وأنها كانت لهجة قريش ، وسادت بأسباب دينية واقتصادية وسياسية ؛ فكان الشعراء ينظمون بها متخلين عن لهجاتهم المحلية على نحو ما يصنع شعراء العرب في عصرنا على اختلاف لهجات بلدانهم وأقاليمهم.
3 ثم ينتقل إلي موضوعات القصائد، ولعله يريد أن يستنتج منه أن اتفاق القصائد الجاهلية في التطرق لموضوعات واحدة بعينها تتكرر في كل قصيدة، أمر يدل علي أنها نظمت بعد نزول القرآن لا قبله.
ومن عجب أن نجد باحثين مستشرقين يثبتون صحة الشعر الجاهلي، ويتكفلون بالرد على مرجليوث، ويتصدون للحديث عن (صحة العشر الجاهلي) وردّوا فيما كتبوا، ما ذهب إليه مرجليوث وفنّدوا أدلته وافتراضاته ومنهم (شارلس جيمس ليال) في مقدمة الجزء الثاني من المفضليات، و(جور جيوليفي دلا) في مقالته (بلاد العرب قبل الاسلام)...
؛ ومن بين مزاعم مرجليوث في هذا الموضوع: أنّ النقوش المكتشفة للممالك الجاهلية المتحضرة وخاصة اليمنية لا تدل على وجود أيّ نشاط شعري فيها ، فكيف أتيح لبدو غير متحضرين أنْ ينظموا هذا الشعر بينما لم ينظمه من تحضروا من أهل هذه الممالك ؟
ودحض بروينلش هذا الدليل ؛ لأنّ نظم الشعر لا يرتبط بالحضارة ولا بالثقافة والظروف الاجتماعية ، وهناك فطريون أو بدائيون لهم شعر كثير مثل الإسكيمو...
٧ موقف العرب المحدثين من القضية
-------------------
إذا تركنا المستشرقين إلى العرب المحدثين والمعاصرين وجدنا أديب العربية مصطفى صادق الرافعي يعرض هذه القضية : قضية الانتحال في الشعر الجاهلي عرضاً مفصّلاً في كتابه : "تاريخ آداب العرب" الذي نشره في سنة 1911م ، ولكنه لا يتجاوز في عرضه - غالباً سرد ما لاحظه القدماء .حيث دار الرافعي مع القدماء من العرب وروي ما قاله القدماء وتابع ابن سلام في آرائه دون غلو او شطط ولم يجعل من الخبر الواحد قاعدة عامة ولا من الحالات الفردية نظرية شاملة.
وخلف مصطفى صادق الرافعي الدكتور طه حسين فدرس القضيّة دراسة مستفيضة في كتابه : "في الشعر الجاهلي" الذي أحدث به رجّة عنيفة أثارت كثيرين من المحافظين والباحثين فتصدوا للردّ عليه لما فيه من آراء جريئة يتعرض بعضها للدين، ثم حذف منه وزاد فيه ووسعه فأصدره سنة 1927م بعنوان (في الأدب الجاهلي) وقد اخذ طه حسين اكثر مادته من روايات ابن سلام واستنتاجات وآراء مرجليوث.
وقد قسم طه حسين بحثه الي ثلاثة اقسام: الدوافع والأسباب التي تدفع الباحث الي الشك في الشعر الجاهلي، وأسباب الوضع والانتحال في الشعر الجاهلي، ثم درس فريقاً من الشعراء وشك في نسبة الشعر اليهم.
ونتيجة بحثه في هذا الكتاب يلخصها بقوله: "إنّ الكثرة المطلقة ممّا نسميه أدباً جاهليّاً ليست من الجاهلية في شيء ، وإنما هي منتحلة بعد ظهور الإسلام ، فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تمثّل حياة الجاهليين . وأكاد أشك في أنّ ما بقي من الأدب الجاهلي الصحيح قليل جدّاً ، لا يمثل شيئاً ولا يدل على شيء ، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي" . ومضى طه حسين يبسط الأسباب التي تدفع الباحث إلى الشك في الأدب الجاهلي واتهامه ، وردّها إلى أنّه لا يصور حياة الجاهليين الدينيّة والعقلية والسياسيّة والاقتصادية ، كما أنه لا يصوّر لغتهم وما كان فيها من اختلاف اللهجات ، وتباينها بلهجاتها من اللغة الحميرية. وكذا إلى الأسباب الآتية:
1 - تكثر القبائل لتعتاض مما فقدته بعد ان راجعت الرواية وخاصة القبائل التي قلت وقائعها واشعارها وكانت أولاها قبيلة قريش.
2 -شعر الشواهد في تفسير الغريب ومسائل النحو خاصة عند الكوفيين.
3 - الشواهد التي كان بعض المعتزلة والمتكلمين يولدونها للاستشهاد بها علي مذاهبهم.
4 -الشواهد علي الأخبار، لانه لما كثر القصاصون وأهل الاخبار، اضطروا ان ينحلوا الشعر لما يلفقونه من الأساطير.
5 -الاتساع في الرواية، كان الرواة يتسعون في رواياتهم بسبب السباق بينهم فكانوا يضعون علي فحول الشعراء قصائد لم يقولوها، ويزيدون في قصائدهم.
دوافع الشك عند طه حسين :
تحدث طه حسين عن دوافع شكه وقال: (فهذا الأدب الذي رأينا أنه لا يمثل الحياة الدينية والعقلية والسياسية والاقتصادية للعرب الجاهليين، بعيد كل البعد عن أن يمثل اللغة العربية في العصر الذي يزعم الرواة أنه قيل فيه).
وتتمثل دوافع الشك عنده في الآتي:
1 الحياة الدينية: فرأي ان هذا الشعر الذي يضاف الي الجاهليين يظهر لنا حياة غامضة جافة بريئة او كالبريئة من الشعور الديني القوي والعاطفة الدينية المتسلطة علي النفس والمسيطرة علي الحياة العملية، واما القرآن فيمثل لنا حياة دينية قوية تدعو اهلها الي ان يجادلوا عنها ما وسعهم الجدال.
2 الحياة العقلية: الشعر الجاهلي يمثل العرب الجاهليين بالجهل والغباوة والغلظة والخشونة بينما يمثلهم القرآن اصحاب علم وذكاء واصحاب عواطف رقيقة وعيش فيه لين ونعمة.
3 الحياة السياسية: ويقول ان حياتهم السياسية لا تتضح في شعرهم الجاهلي مع انهم كانوا علي اتصال بمن حولهم من الأمم مما يوضحه القرآن الكريم في سورة الروم، اذ يعرض علينا العرب شيعتين، شيعة تنتصر للروم وشيعة تنتصر للفرس.
4 الحياة الاقتصادية: يقول: ان الشعر الجاهلي لا يتحدث عن حياتهم الاقتصادية بينما يمثِّل لنا القرآن الكريم العرب طائفتين: طائفة الاغنياء المستأثرين بالثروة، وطائفة الفقراء المعدمين. وكل ما في الشعر الجاهلي هو ان العرب اجواد كرام ولكن القرآن يلحّ في ذم البخل والبخلاء.
5 الحياة الاجتماعية: ان الشعر الجاهلي لا يعني الا بحياة الصحراء والبادية وهو لا يعني بها الا من نواح لا تمثلها تمثيلاً تاماً، فاذا عرض لحياة المدر فهو يمسها مساً رقيقاً ولا يتغلغل في اعماقها وما هكذا نعرف شعر الاسلام ويقول: انا لا نكاد نجد في الشعر الجاهلي ذكر البحر او الاشارة اليه.
6 لغة الشعر واللهجات: ولاحظ ان الشعر الجاهلي لا يصور اللغتين الشائعتين في الجزيرة: لغة الحميريين الجنوبية ولغة العدنانيين الشمالية، بل هو يضيف الي الجنوبيين اشعاراً بلغة الشماليين. ثم وقف عند لهجات الشماليين التي تمثلها قراءات القرآن الكريم ولاحظ ان الشعر الجاهلي لا يمثلها.
الرد علي أدلة طه حسين :
------------
1 قياس الشعر الجاهلي في إبراز الحياة الدينية للجاهليين علي القرآن الكريم مردود، لأن القرآن كتاب ديني يريد ان يجمع العرب علي الاسلام، فطبيعي ان يعرض لدياناتهم ويناقشها بخلاف الشعر، ولكن مع ذلك فان في كتاب (الاصنام) لابن الكلبي ذخيرة كبيرة من الشعر تصور حياتهم الوثنية علي خلاف ما يزعمه طه حسين.
2 ان جمهور العرب كانوا بدوا ولم يتحولوا الي طور فكري ينتظره طه حسين. وفي الحقيقة نري حياتهم العقلية الفطرية في شعرهم.
3 شعر الصعاليك طافح بما يصور النضال بين الاغنياء والفقراء، وايضاً فإن شعراءهم اذا كانوا قد اكثروا في مدحهم وفخرهم ذكر الكرم، فانهم اكثروا في هجائهم من ذكر البخل وشح النفس.
4 أن لغة القرآن الفصحي كانت سائدة في الجاهلية قبل الاسلام، وان الشعراء منذ فاتحة هذا العصر كانوا ينظمون بها وأنها كانت لغة قريش السائدة.
5 وعلي فرض ان الشعر الذي وصلنا موضوع، فان الوضّاع كانوا يحاكون نماذج سابقة وتقاليد أدبية موروثة قلدوها وحاكوها، ونفس هذه المحاكاة تدل علي وجود اصل يحاكونه.
أسباب الانتحال عند طه حسين :
وتحدث طه حسين عن أسباب الانتحال وارجعها الي ما يلي:

1 السياسة: ويريد بها العصبية القبلية مثل ما كان بين قريش والانصار من عداء وما كان بين القبائل من احقاد قديمة، ومع ذلك لم يستشهد بشعر جاهلي بل استشهد بشعر اسلامي قيل بعد الاسلام. وهذا ما اشار اليه ابن سلام كما قلنا سابقاً.
2 الدين: وتطرّق الي الشعر الذي قيل قبل البعثة تبشيراً بالنبي صلي الله عليه و آله وسلم او ما جاء عند المفسرين من ذكر الأمم السابقة، وتشكك فيما اضيف الي شعراء اليهود والنصاري من اشعار وكذلك ما اضيف الي عدي بن زيد العبادي، وهذا ايضاً ما رفضه ابن سلام ولم يكن القدماء في غفلة عنها.
3 القصص: وتحدث عن القصص وما كانوا يضعون من الشعر لتزيين القصص والأخبار. وقد نبّه ابن سلام علي ذلك عند ابن اسحاق واضرابه.
4 الشعوبية: وتحدث عن الخصومة بين العرب والموالي، وان هؤلاء الشعوبيين قد نحلوا اخباراً واشعاراً واضافوها الي الجاهليين والاسلاميين وكذلك فعل خصومهم، يقول في ذلك: (وكانت الشعوبية تنحل من الشعر ما فيه عيب للعرب وغض منهم وكان خصوم الشعوبية ينحلون من الشعر ما فيه ذود عن العرب ورفع لأقدارهم).
5 الرواة: وتحدث عن فساد مروءة بعض الرواة مثل حماد وخلف الأحمر وأبي عمرو الشيباني وانهم كانوا ينحلون الاشعار ويعبثون بالشعر، وتحدث ايضاً عن طائفة اخري اتخذت الرواية مكسباً وهم الاعراب الذين كان يذهب اليهم رواة الأمصار يسألونهم عن الشعر والغريب. وقد قلنا سابقاً ان القدماء كانوا لهؤلاء الرواة بالمرصاد.
ثم تناول في القسم الثالث من كتابه الشك في شعر مجموعة من شعراء الجاهلية مثل امرئ القيس، وعلقمة الفحل، وعبيد بن الأبرص، وعمرو بن قميئة، والمهلهل، وعمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة، وطرفة، والمتلمس، والأعشي، ثم تحدث عن الشعر المضري.
وفي الحقيقة كان طه حسين يردد ما نص عليه العلماء السابقون من قضايا ويريد ان يتسع لها لنقض الشعر الجاهلي جميعه وهي انما تنقض جوانب منه، وينبغي ان نقف عندها ولا نذهب مذهب التعميم، لان الشعر الجاهلي مع أنه فيه موضوع كثير، غير ان ذلك لم يكن غائباً عن القدماء، فقد عرضوه علي نقد داخلي وخارجي دقيق، فكان ينبغي ان لا يبالغ المحدثون من امثال مرجليوث وطه حسين في الشك فيه مبالغة تنتهي الي رفضه، انما شك حقاً فيما تشك فيه القدماء وترفضه، اما ما وثقوه ورواه اثباتهم من مثل أبي عمرو بن العلاء والمفضل الضبي، والأصمعي وأبي زيد، فحري ان نقبله ما داموا قد اجمعوا علي صحته.
٨ أثر طه حسين وكتابه (في الشعر الجاهلي)
في الحركة النقدية المعاصرة :
----------------
وقد أثار كتاب طه حسين هذا الرأي العام الأدبي والديني، فانبري للرد عليه ومناقشته وتفنيده مجموعة من الكتاب والأدباء، منهم الذي يغلب عليه الحماس والعاطفة، ومنهم الذي اتبع الاسلوب العلمي المتفرد في المناقشة. فنشر في الصحف والمجلات الكثير من المقالات والردود والفت كتب في ذلك منها:
1 نقد كتاب في الشعر الجاهلي: لمحمد فريد وجدي.
2 الشهاب الراصد: لمحمد لطفي جمعة.
3 نقض كتاب في الشعر الجاهلي: لمحمد خضر حسين.
4 محاضرات في بيان الأخطاء العلمية والتاريخية التي اشتمل عليه كتاب في الشعر الجاهلي: محمد الخضري.
5 النقد التحليلي لكتاب في الادب الجاهلي: محمد احمد الغمراوي.
6 فصول في كتاب (تحت راية القرآن): لمصطفي صادق الرافعي.
يقول الدكتور شوقي ضيف معقباً: "والحق أنّ الشعر الجاهلي فيه موضوع كثير ، غير أنّ ذلك لم يكن غائباً عن القدماء ، فقد عرضوه على نقد شديد ، تناولوا به رواته من جهة، وصيغه وألفاظه من جهة ثانية. أو بعبارة أخرى عرضوه على نقد داخلي وخارجي دقيق . ومعنى ذلك أنهم أحاطوه بسياج محكم من التحري والتثبت ، فكان ينبغي أن لا يبالغ المحدثون من أمثال مرجليوث وطه حسين في الشك فيه مبالغة تنتهي إلى رفضه ، إنّما نشك حقّاً فيما يشك فيه القدماء ونرفضه ، أما ما وثقوه ورواه أثباتهم من مثل أبي عمرو بن العلاء والمفضل الضبّي والأصمعي وأبي زيد فحريٌّ أنْ نقبله ما داموا قد أجمعوا على صحته. ومع ذلك ينبغي أنْ نخضعه للامتحان وأنْ نرفض بعض ما رووه على أسس علميّة منهجية لا لمجرّد الظن ، كأنْ يُرْوَى لشاعر شعرٌ لا يتصل بظروفه التاريخية ، أو تجري فيه أسماء مواضع بعيدة عن موطن قبيلته، أو يضاف إليه شعر إسلامي النزعة ، ونحو ذلك مما يجعلنا نلمس الوضع لمساً" .
ونقول نحن : لو قارنّا بين ما أثاره طه حسين وبعض المستشرقين أمثال مرجليوث ونولدكه ؛ لوجدنا أنّ هناك تقارباً بل اتفاقاً ملحوظاً ؛ وهذا مما يؤكّد لنا أنّ كلام طه حسين هو كلام هؤلاء المستشرقين إنْ لم يكن قد تشبع به بفضل دراسته على أيديهم وتتلمذه على كتبهم وأبحاثهم فضلاً عن ترجمته لكلامهم ونقله إلينا بلسانه العربيّ المبين ؟!!
وخطورة الأمر: أنّ هؤلاء المستشرقين وأذنابهم حين أثاروا هذه القضيّة كانوا يرمون إلى مرمى خبيث ؛ حيث عرفوا مكانة الشعر الجاهلي ، وأدركوا أنّ علماء المسلمين منذ الصدر الأول للإسلام قد شعروا بحاجتهم إلى الشعر العربيّ ؛ للاستعانة به في فتح مغاليق الألفاظ والأساليب الغريبة الموجودة في القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة ؛ فأكبوا عليه يروونه ويحفظونه ويدرسون أساليبه ومعانيه وما يدور فيه من ذكر لأيام العرب ووقائعهم . ولولا هذا الباعث الديني ؛ لاندثر الشعر الجاهلي، ولم يصل إلينا منه شيء.



#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع سمو الأمير: علاء جانب، في ليلة كورونية
- دور مهم للمستشرق تشارلز لايل في قضية الانتحال
- فريضةُ الاستثمارِ الزِّراعي وأثرُها في الصّناعة
- سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي
- حياة العرب الفكرية في ظلال العصر العثماني
- مفهوم الدستور وتطوراته في مصر الحديثة
- البنية السردية في رواية عذراء جاكرتا للقاص نجيب الكيلاني
- رأي في الأدب العربي في العصرين المملوكي والعثماني
- محفزات الإبداع في مسيرة بيرم التونسي الأدبية
- الشاعر المجدد الإنسان عبدالمنعم عواد(1933-2010م)
- قصيدة لقطات أندلسية
- قراءة في شخصية نجيب الكيلاني وآثاره
- الفاعلية العربية في الأندلس وما جاورها: مقاربة نصية حضارية
- حِمايةُ الفُقَراءِ مِن أفضلِ الصَّدَقاتِ
- هادفية النسيج السردية في قصة شيخ الخفر للقاص محمود تيمور (ت ...
- الأستاذة نادية كيلاني الهادفة البليغة
- النذير الفصيح الجامعة قراءة ذاتية في سيرة الدكتور مصطفى السو ...
- النذير الفصيح الجامعة(2) قراءة ذاتية في سيرة الدكتور مصطفى ا ...
- السواق الصوفي(قصة قصيرة)
- سمو عاطفة الحب في ظلال الحضارة العربية


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - محاضرة: انتحال الشعر الجاهلي مفهوما وإشكاليات