أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - تفكيك مصر















المزيد.....

تفكيك مصر


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا ما أمكن تفكيك نظام الري المركزي، او تفكيك مادة لحام أقاليم الدولة، او تفكيك الجيش المركزي، أمكن تفكيك السلطة المركزية ذاتها، "الدولة السياسية"، وهذا ما يجري على مصر حالياً!.


"ولكن من سيحرس الحرس‎‎‎" ؟!*
إذا كان قرار الحرب أخطر من أن يترك للعسكريين،
فماذا إذن عن السياسة؟!
*من قصيدة "الخبز والسيرك"،
الشاعر جوفينال.


طبعاً، بخلاف اغراق الدولة المصرية وتكبيلها في دوامة الديون الهائلة، والضغط المستمر والمتصاعد على الغالبية العظمى من الشعب المصري، مع المعرفة التاريخية المؤكدة بأن "كتر الضغط يولد الانفجار" .. ومع الغياب المستمر والمتصاعد منذ يونيو 67، لمشروع وطني للتنمية المستقلة في زمن الاحتلال الاقتصادي/الثقافي، المفروض على كل دول العالم بسلاحيه، العسكري، "الحرب العالمية على الارهاب"، والمدني، العقوبات الاقتصادية والمالية والدبلوماسية والاعلامية والثقافية ..

وبينما كانت الشروط التى يرفق بها صندوق النقد الدولى القروض التى يقدمها، كانت مطالب "العلامة التجارية" الثلاث – الخصخصة، والحد من دور الحكومة، والوقف الحاد للانفاق الاجتماعى -. التى لم يكن لها ان تجد اصداء ايجابية من المواطنين، ولكن كانت توجد حجة كافية "اصلاح النظام الاقتصادى، او اعادة هيكلة الاقتصاد، للخروج من الازمة"، ومن خلال عذه الحجة الزائفة للأعطاء الحكومات المتفاوضة مع صندوق النقد عند التوقيع على الاتفاقيات، صياغة بروباجندا لشعوبها، (فى مصر مثلاً خلال عصرى السادات ومبارك)، لتأتى احداث 11 سبتمبر وقد اعطت الولايات المتحدة الضوء الاخضر كى تتوقف عن سؤال الدول ان كانت راغبة فى النسخة الامريكية لـ"التجارة الحرة والديموقراطية" ام لا، واصبحت تباشر فرضها بالقوة عن طريق الذراع العسكرى للـ"النيو ليبرالية" الاقتصادية، "الحرب العالمية على الارهاب"، او الذراع المدني، العقوبات الاقتصادية والمالية والدبلوماسية ..


بخلاف كل ذلك، أختصت القوى الدولية الحاكمة مصر بثلاث حروب نوعية اخرى، كون قدر مصر بمكانتها الاستراتيجية ان تكون العامل المشترك الوحيد في العالم، في المشروعان الاستراتيجيان الاستعماريان للولايات المتحدة، للحفاظ هلى هيمنتها منفردة، في مواجهة المنافسان الاكبر الصين وروسيا، وهما مشروعي "الشرق الأوسط الجديد، الكبير" و"القرن الأفريقي الكبير، افريكانو".

والحروب النوعية الثلاث التي اختصوا بها مصر:-
1-افساد مادة "لحام" اقاليم مصر من الشمال الى الجنوب "النيل".
2-تفكيك نظام الري المركزي.
3-تفكيك الجيش المركزي.

"يثير النزاع المسلح بين الامم الرعب فى نفوسنا، لكن الحرب الاقتصادية ليست افضل على الاطلاق من النزاع المسلح، الامر اشبه بعملية جراحية؛ فالحرب الاقتصادية عذاب استنزافى، لا تقل اضراره فظاعة عن تلك التى ترصد فى الثقافة الحربية بمعناها الحرفى، ونحن لا نكترث بشأن تلك الحروب اذ اننا الفنا عواقبها القاتلة .. من الصائب ان تنشأ حركات مناهضة للحرب، وانا اصلى لنجاح مثل تلك الحركات، لكنى لا استطيع ان اضع حداً للتخوف القارص من فشلها فى استئصال الطمع البشرى: اصل البلاء كله."
م. ك. غاندى، "اللاعنف: اقوى الاسلحة"، 1926.



تفكيك نظام الري المركزي، وافقاد مادة اللحام "النيل" لوظيفتها، هذا هو جوهر الهدف الجيوسياسي لمشروع السد الاستعماري، "النهضة"!.
في الدول الصحراوية ذات نظام الري الاصطناعي المركزي، مثل مصر "النيل"، اذا ما امكن تفكيك نظام الري المركزي، بأحداث تغيرات جوهرية في معادلة نيل مصر، في كميات ومعدلات وتواقيت تدفق ماء النيل لمصر، ليتحويل نظام الري المركزي الى نظام ري لامركزي، امكن عندها تفكيك السلطة المركزية ذاتها، "الدولة لساسية"، وفي نفس الوقت يفقد نيل مصر وظيفته كمادة لاصقة "لحام" حافظت على وحدة اقاليم مصر من الشمال للجنوب عبر الاف السنين في مواجهة كل عوامل التفكك والانقسام، الداخلية والخارجية، أمكن تفكيك وحدة اقاليم مصر، السلطة المركزية، "الدولة السياسية"، فمن اجل تفكيك كتلة ضخمة متماسكة صلبة، يجب اولاً، افساد مادة اللحام لتفقد وظيفتها كمادة لاصقة، والاثنان معاً، تفكيك نظام الري المركزي، وافقاد مادة اللحام "النيل" لوظيفتها، هو جوهر الهدف الجيوسياسي لمشروع السد الاستعماري، "النهضة".



تفكيك الجيش المركزي، هذا هو جوهر الهدف الأستراتيجي لتغيير عقيدة الجيش الى الشعار الامريكي المضلل "الحرب العالمية على الارهاب".!
ماذا يعني تغيير العقيدة العسكرية للدولة الى "الحرب العالمية على الارهاب"؟!
1-ان يتم اعادة بناء الجيش المركزي وعقيدته العسكرية وتسليحه وتدريبه وثقافته، ليتلائم مع حرب مباشرة مع قطاع من الشعوب في المدن والقرى والشوارع والازقة.
2-ان اي قطاع من الشعب يقاوم، سواء مقاومة مسلحة او غير مسلحة، لأي شكل من اشكال الاستعمار العسكري او السياسي او الاقتصادي او الثقافي، سواء كان اجنبياً او محلياً، تعتبر مقاومته ارهاباً.
3-ان يتم تشكيل وتسليح وتدريب وتثقيف كيان فرعي متخصص داخل الجيش المركزي لأداء هذه المهمة، بالتكامل والتوافق والتناغم مع باقي افرع واسلحة الجيش.
4-ان يتم تشكيل قوة مسلحة قطاع خاص "ميليشيا"، خارج الجيش لأداء نفس المهمة.
5-خصخصة الامن والدفاع وفقاً لاستراتيجية عصر "الشركاتية"، بأن يتولى القطاع الخاص امداد كلً من الجيش المركزي والجيش الخاص، بكل ما يلزمه من افراد سواء مقتلين او خدمات معاونة، ومدربين في المجالات المختلفة العسكرية والمدنية، او بالسلاح والذخيرة بأنواعهما المختلفة، وبمجالاتهما المختلفة، بري وبحري وجوي، وصولاً الى الاغذية والمشروبات والمياه والكهرباء والطاقة، وصولاً الى الشحن والنقل والتفريغ والتأمين.

الخطر وشيك وساحق.


*من قصيدة "الخبز والسيرك" للشاعر جوفينال، إسمه الكامل ديسيموس يونيوس يوفيناليوس، هو شاعر روماني قديم عاش في القرن الأول والثاني الميلادي، كان ضابطا في الجيش للإمبراطور دوميتيان81-96 م، كتب هجاءً يعلن فيه رفضه لحكم المحكمة التي رفضت ترقيته، تم نفيه - ربما إلى بلدة الحدود النائية Syene - الآن أسوان، في مصر، وكتب قصيدة "أكلة لحوم البشر" في ولاية مصر.
https://delphipages.live/ar/%D9%85%D8%AA%D9%81%D8%B1%D9%82%D8%A7%D8%AA/juvenal




نقد النقد التجريدي
الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!:
ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات،
انه مستهدف ومخطط له،
انه صراع المصالح الطبقية المتناقضة،
المحلية والاجنبية.
هذه هى السياسة.



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدر مصر!
- احرسوا مصر .. هذا ما وصلت اليه السودان، ماذا عن مصر؟! بضم مص ...
- بعد ما يحدث في السودان، هل السيسي مازال عند مقولته المفجعة: ...
- امريكا توجه تحذيراٌ جاداٌ لأنظمة الدول المحيطة بالسودان!
- لا تنخدعوا بالتضليل الجاري ترويجه اعلامياً، من اطراف محلية و ...
- كيف تمكن السيسي من تطبيق نظرية العلاج ب-الصدمة الاقتصادية- ف ...
- اللي اتلسع في مصر، ينفخ في السودان! كارت الاحتراب العسكري ال ...
- الجنرال لا يسمح بالمنافسه: فوز السيسى بفترة رئاسة ثالثة، وغا ...
- نقد النقد التجريدي الحالي في مصر!
- لمن يقولون بموات الشعب المصري: ليس هناك قهر اقتصادي بدون قمع ...
- نقد النقد التجريدي اعادة صياغة العلاقات المدنية العسكرية في ...
- -وعدتني بالحلق، خرمت انا وداني، لا جالي الحلق، ولا فضلت على ...
- اخيراً، السيسي يخضع، ليس لمطالب المجتمع المدني المصري بتمكين ...
- هكذا رد الرئيس السيسي ووزير خارجيته على انتقادتنا الموثقة حو ...
- فيسبوكيات 10
- لا صدفة في السياسة
- الثورة الثورة الثورة ..الحركة الحركة الحركة .. وعندما تسأل: ...
- على هذه الشاكلة، تبنى -الجمهورية الجديدة-! كيف لبلد بكل هذا ...
- في ذكرى 25 يناير: لماذا تتجاهل النخبة الاحتمال المنطقي الوحي ...
- عندما يكون الهدف هدم المنزل لتقسيم الارض، فليس من الشرف في ش ...


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - تفكيك مصر