أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة.5/5















المزيد.....

حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة.5/5


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و الرئيس شي جين بينغ عندما كان يحدثه في الهيكل الأمني الأوروبي. بدا أن مسألة تايوان هي هاجس الصينيين في مواجهتهم مع الولايات المتحدة، و لا ترغب في رؤية أوروبا بيدقا بين كتلتين. و هو ما أقره ماكرون؛ "نحن كأوروبيين، قلقنا هو وحدتنا".
من الواضح أن الغرب، في مواجهة فشل مغامرته في أوكرانيا، بدأ يبحث عن طريقة للخروج من مأزق الوضع الجيوسياسي. ومن الجلي أن الاتجاه الرئيسي لعمليات البحث هذه هو إعادة تشغيل العلاقات مع الصين، والتي بلغت الأزمة فيها ذروتها في السنوات الأخيرة. المشكلة هي أنه لا يوجد زعيم أمريكي واحد اليوم قادر على مد يده نحو قيادة جمهورية الصين الشعبية بسبب الهستيريا التي أثارها الديمقراطيون والجمهوريون على مدى السنوات الماضية.
ولهذا السبب بالذات تبدو الاتصالات المباشرة بين واشنطن وبكين صعبة للغاية اليوم. و من الواضح أن الولايات المتحدة في حاجة إلى وسطاء يمكنهم التلميح لقيادة الصين بأن الغرب مستعد لبدء انفراج تدريجي. وماكرون، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في الداخل، إنما المؤهل للاحتفاظ بكرسيه حتى نهاية فترته الدستورية، مناسب تماما لـهذا الدور.
لكن مثل هذه المناورات محكوم عليها بالفشل، فالقمة الأخيرة بين رئيسي روسيا والصين في موسكو، ولقاء فلاديمير بوتين مع وزير الدفاع الصيني لي شانجفو في 16 أبريل، فضلاً عن الزيارات العديدة التي قام بها ممثلو القيادة الصينية لروسيا تظهر بوضوح نية الدولتين في تنمية شراكة أكثر موثوقية وفاعلية. فالرو س مثل جيرانهم في الصين، يدركون جيدا جوهر التوليفات التي يجري إطلاقها بناء على اقتراح واشنطن.
ان زيارة ماكرون للصين قسمت النخب الأوروبية إلى قسمين. ففي معظم الدول الأوروبية، استُقبلت دعواته للتوقف عن الانجرار وراء الولايات المتحدة في كل شيء بتفهم وحتى بالموافقة بدرجة ما. وفي غضون ذلك، يتصاعد تمرد هادئ في دول أوروبا الشرقية ضد استمرار موقع باريس القيادي في الاتحاد الأوروبي. وهنا، تجدر الإشارة إلى موقف ألمانيا القائد الآخر للاتحاد الأوروبي. فقد التزم المستشار الألماني أولاف شولتز الصمت. على هذه الخلفية، انتقد ممثلو النخب السياسية ووسائل الإعلام ماكرون بشدة. والملفت أن الألمان، في هذه الحالة، وقفوا إلى جانب أوروبا الشرقية، ضدا في فرنسا. ويرجع ذلك جزئيا إلى التبجيل التقليدي للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يرون في الولايات المتحدة حاميا من روسيا النيوإمبريالية. لينتهي الامر ؛ بانه من غير المستبعد أن من سيحكم أوروبا قريبا ليس الفرنسيين والألمان، إنما الأنغلوساكسون في تحالف مع ألمانيا وبولندا.
فالسيناريو الأسوأ الذي تخشاه الولايات المتحدة، خاصة بعد فك ارتباط الدولار بالذهب في 1971، إذ لم يعد للاقتصاد الأمريكي ما يعادله من قيمة صلبة.فقوة الدولار مبنية على أساس معنوي مرتبط بقوة البلاد العسكرية والاقتصادية ونفوذها السياسي، وثقة الدول والشركات والأفراد بمتانة الاقتصاد الأمريكي يدفعهم للثقة بالدولار وجعله عملة تحوط من الأزمات.وعبر هذه القوة والنفوذ أقنعت واشنطن دول الخليج بتسعير نفطها بالدولار في 1971، ما عزز ثقة العالم بالعملة الأمريكية، وجعلها عملة تداول واحتياط.
لكن في اللحظة التي يفقد فيها العالم الثقة بقوة الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية ونفوذها السياسي، ويتجه إلى عملات بديلة للتبادل التجاري والاحتياط، فسيفقد الدولار بريقه، وسيلقى نفس مصير الجنيه الإسترليني وعملات أخرى هيمنت على التداولات العالمية في فترات زمنية معينة قبل أن يأفل نجمها (11).
و الملاحظ؛ انه بعد تراجع اعتماد واشنطن على النفط الخليجي وفتورها في ضمان أمن السعودية.. تتوجه الرياض شرقا لتنويع شركائها دون التخلي عن التعاون مع أكبر ممون لها بالسلاح. فإستراتيجية تنويع الشركاء.. رؤية جديدة تتبعها السعودية بانفتاحها شرقا نحو فضائها الآسيوي، دون التخلي عن تحالفها التاريخي مع الولايات المتحدة، رغم حالة الفتور في العلاقات منذ استلام الرئيس الأمريكي جو بايدن، زمام الحكم مطلع 2021. و و اشنطن تراقب بحذر تعزيز الصين نفوذها وشراكتها مع أكبر حليف لها في منطقة الخليج، رغم أنها قللت من أهمية انضمام السعودية إلى منظمة شنغهاي للتعاون، التي تعتبر إحدى الهيئات التي تقودها بكين وموسكو، لكسر الهيمنة الغربية سياسيا واقتصاديا وأمنيا وثقافيا.
بالمقابل تعتمد الصين بشكل متزايد على نفط السعودية والخليج، باعتبارها أكبر مستورد للبترول ومن مصلحتها ضمان تدفق النفط دون انقطاع إلى اقتصادها الضخم، ولا يتأتى ذلك إلا باستقرار المنطقة، وهنا تتقاطع المصالح السعودية والصينية. وما توقيع اتفاق بين السعودية وإيران برعاية صينية، في 10 مارس/آذار المنصرم، بعد أشهر من تعرض منشآت نفطية سعودية لهجوم كبير بطائرات مسيرة، سوى انعكاس للأهمية التي أصبحت توليها بكين لاستقرار المنطقة.فوقف التوتر بين أكبر لاعبين إقليميين في الخليج تحت رعاية صينية، يجعل بكين الضامن الأول لأمن المنطقة، خاصة أنها أصبحت ترتبط بأمنها الطاقوي والقومي، لاعتماد اقتصادها الضخم على نفط الخليج.
فالتقارب السياسي والاقتصادي بين بكين والرياض، تمت هندسته في ديسمبر الماضي، ويتم تنفيذه خطوة بخطوة، خاصة وأن الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، ومصالحهما ممتدة، ويمكن لتعاونهما الوثيق أن يساهم، بالتعاون مع شركاء آخرين، في إعادة بناء عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن الهيمنة الأمريكية.
لكن بكين حريصة على إقناع السعودية بتسعير البترول باليوان الصيني في بورصة شنغهاي، بدل الدولار، والرياض لا تمانع في تسعير جزء من صادراتها النفطية باليوان، خاصة وأن الصين شريكها التجاري الأول. ورغم ذلك، لا تريد السعودية الذهاب بعيدا في خصومتها مع الولايات المتحدة، التي تزودها بنحو 78 بالمئة من وارداتها من السلاح، الذي يحتاج دوما إلى قطع غيار وصيانة أمريكية، ولا يمكن للصين أن تملأ هذا الفراغ بسهولة.(12)
و قرار البرازيل، أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، التعامل باليوان في تجارتها مع الصين، كان بمثابة زلزال نقدي في الولايات المتحدة، لأنه يأتي بعد أحداث متسلسلة تصب كلها نحو التخلي عن الدولار في التجارة العالمية. فضلا عن قرار تسوية الإمارات شحنات الغاز المسال باليوان، من شأنه أن يكون بداية نحو إنهاء احتكار الدولار المعاملات التجارية، وصعود اليوان كأبرز منافس له. و عودة الرئيس البرازيلي اليساري لولا دا سيلفا، إلى الحكم، في 2022، أصبحت بلاده أكثر قرباً من شركائها في دول البريكس (الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا). و هي تسعى عامة الى إنشاء عملتها الخاصة لتمويل بورصاتها، وقد طورت الصين بالفعل نظام التسوية الإلكترونية الخاصة بها بين البنوك، وهي توفر بديلا لنظام سويفت (Swift) التعاوني الذي يسيطر عليه الغرب. ومع ذلك فإن نزع دولرة العالم لن يكتمل بين عشية وضحاها، إذ من الواضح أن الحركة التي بدأت لا رجعة فيها، بحسب لو فيغارو(13) .
فبعد أن فاجأت نوعية الحياة في العاصمة الروسية؛ روجر كيبل الصحفي السويسري وناشر مجلة Die Weltwoche الأسبوعية؛ و بالرغم من أن الحرب سجال و العقوبات لا تتوقف؛ فإنه شارك انطباعاته مع قرائه. و صدع بالمأمول : "نتابع كل يوم التعاون بين الصين وروسيا، وبين الصين وإفريقيا، وبين روسيا وإفريقيا. العالم يتغير نحو تعدد الأقطاب، ويغدو أكثر تنوعًا، ويجب أن أخبركم بصراحة: أنا شخصيا، أرحب بمثل هذا العالم المتنوع".(14)

--------------------

------------------
1- المهدي المنجرة - الإهانة في عهد الميغا إمبريالية. ط 5 .2007. المركز الثقافي المغربي. الدار البيضاء. المغرب.
2- نورالدين علاك الأسفي. قراءة في كتاب. لجاك مارساي: الإمبراطورية الاستعمارية و الرأسمالية الفرنسية. قصة فك الارتباط.
رابط البحث:
https://www.scribd.com/doc/185755010/بحث-الاجازة-نورالدين-علاك-الاسفي?fbclid=IwAR1uQkol-hPB7IXhajy6weTb5NTvBbIO3qzvb6ql-RW5R0VqFZQHvwNVqt8
-3 المهدي المنجرة- زمن الذلقراطية. ط 1 .2017. المركز الثقافي المغربي. الدار البيضاء. المغرب.
-4 Stanley Hoffmann .US–European relations: past and future
International Affairs 79, 5 (2003) 1029�..P1030
5 - المهدي المنجرة – عولمة العولمة. من أجل التنوع الحضاري. منشورات الزمن. الدار البيضاء. 2011.
6-https://www.washingtonpost.com/opinions/2023/04/16/emmanuel-macron-china-trip-xi-ukraine/
7- https://foreignpolicy.com/2023/01/30/nato-europe-eu-defense-united-states/
8- https://arabic.rt.com/press/1451098-ماكرون-يتبرأ-من-الولايات-المتحدة-بعد-زيارته-للصين/
9- .https://makemoney.ng/ar/ditching-the-dollar-why-countries-are-abandoning-us-dollar/
10- https://www.aa.com.tr/ar/أخبار-تحليلية/ماذا-وراء-زيارة-ماكرون-إلى-الصين-تحليل/2868045
11- https://www.aa.com.tr/ar/أخبار-تحليلية/الإمارات-تسعر-الغاز-باليوان-الصيني-الدولار-تحت-الضغط-تحليل/2862798
12- https://www.aa.com.tr/ar/أخبار-تحليلية/انضمام-السعودية-لـشنغهاي-قريبا-من-بكين-بعيدا-عن-واشنطن-تحليل/2866224
13- https://www.lefigaro.fr/vox/societe/renaud-girard-la-de-dollarisation-du-monde-20230403
14- https://arabic.rt.com/press/1455573-الصحفي-السويسري-كيبل-ازدهار-موسكو-علامة-على-التغيرات-في-العالم/



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 4/5
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 3/5
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 2/5
- حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 1/5
- الليبرالية أكثر خطورة من النازية الأوكرانية - الكسندر دوغين ...
- الليبرالية أكثر خطورة من النازية الأوكرانية - الكسندر دوغين ...
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/4
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/3
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/2
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/1
- روسيا.. للصبر حدود - الكسندر دوغين
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.1/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.3/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.2/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.4/4
- هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 2/ ...
- هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 1/ ...
- أنصار الثقافة - ألكسندر دوغين
- رسالة مفتوحة - أومبرتو إيكو 2/2
- رسالة مفتوحة - أومبرتو إيكو 1/2


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة.5/5