أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.3/4















المزيد.....

حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.3/4


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7571 - 2023 / 4 / 4 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نورالدين علاك الاسفي.
[email protected]

لكن "هل تدركون ما فعلتم؟"، هذا السؤال وجهه إلى الغرب، ذات مرة، فلاديمير بوتين، وهو يتحدث من على منبر الأمم المتحدة. لم يكن هناك جواب. يبدو أن السياسيين الغربيين الآن فقط، أو على الأقل بعضهم، بدأوا يدركون عواقب التجاهل المتغطرس لدعوات روسيا إلى أخذ مصالح أمنها في الاعتبار. فالشراكة الإستراتيجية بين روسيا والصين التي أصبحت حقيقة واقعة هي "المشكلة الحقيقية" للولايات المتحدة، كما أفصح جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في مقابلة مع صحيفة تلغراف البريطانية: "يجري تشكيل محور روسي صيني، ستنضم إليه إيران وكوريا الشمالية. انظروا إلى الخريطة، انظروا إلى الجغرافيا. علينا أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد".
ان احتمال توحيد الدول حول محور موسكو- بكين- إيران- كوريا الشمالية- فنزويلا يخيف الأمريكيين. فالدول الإفريقية من وجهة نظر واشنطن بدأت تخرج عن الطاعة، و معضم سكان الكوكب الذين لا يدعمون الغرب الجماعي؛ ويعيشون في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، يشكلون كتلة من العالم مخيفة جدا للولايات المتحدة، و قد شرعت فجأة بالتحول نحو روسيا والصين.
و هذا ما نبه عليه الممثل السامي لشؤون السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في نبذ متداولة من كتابه صدر أخيرا بعنوان "العام الذي عادت فيه الحرب إلى أوروبا"، يصف فيه الحروب التي أطلقها الغرب بـ "الأخطاء". و يتناول فيه السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عام 2022، حيث اشتكى بوريل من أن الرأي العام في الدول "التي عانت من الاستعمار" مستعد لتقبل ما أسماه "الدعاية الروسية". في عين الوقت، لم يذكر بوريل في كتابه من كان السبب في هذه "الأخطاء" المأساوية ، ولم يحلل الأسباب التي دفعت هذه الدول اليوم للثقة بروسيا أكثر من الثقة في الغرب.
و على رغمه سطر قلمه : "في عدد من البلدان التي مرت بالاستعمار، وكذلك بالأخطاء اللاحقة مثل الحرب في العراق، غالبا ما يكون الرأي العام عرضة لأكاذيب الدعاية الروسية وحملاتها الضخمة للتلاعب بالمعلومات، لا سيما فيما يتعلق بالتأثير المزعوم لعقوباتنا على الطاقة والغذاء، والإمدادات لدول الجنوب". كما أعرب بوريل عن أسفه لأن عددا من البلدان "أكثر حساسية لعواقب الحرب (أزمة الغذاء والطاقة) من أسبابها".وقال بوريل: "على وجه الخصوص، يبدو أن العديد منهم غير راغبين في اتخاذ خطوات فعالة لإجبار روسيا على وقف عدوانها".و لم يفته الاعتراف بأن أوروبا "تظهر أحيانا المركزية الأوروبية"، والتي تتلقى بسببها اتهامات من شركاء دوليين باستخدام معايير مزدوجة عندما تركز على النزاع الأوكراني ولا تولي اهتماما كافيا للنزاعات الأخرى في العالم".وتابع بوريل: "تظهر الحرب في أوكرانيا أنه يجب علينا الاستماع أكثر إلى ما يسمى بالجنوب العالمي، وإظهار مزيد من التعاطف مع هذه البلدان، والتواصل معها بمزيد من الاحترام، وتعزيز العلاقات مع جيراننا الجنوبيين" مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ودوره في العالم يعتمد على ذلك. و يكاد من غبنه ان يتجاهل ما كرسه قبل ايام حينما صدع جاهرا في كلمته التي ألقاها الأسبوع الماضي خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية، قال بوريل إن "أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال".
وأضاف: "الأدغال يمكن أن تغزو الحديقة، وعلى البستانيين أن يتولوا أمرها، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الأسوار، حديقة صغيرة جميلة محاطة بأسوار عالية لمنع الأدغال لن تكون حلا، لأن الأدغال لديها قدرة هائلة على النمو، والأسوار مهما كانت عالية لن تتمكن من حماية الحديقة، على البستانيين أن يذهبوا للأدغال، على الأوروبيين أن يكونوا أكثر انخراطا مع بقية العالم، وإلا فإن بقية العالم سوف تغزو أوروبا". هذا ما بتنا نراه جليا؛ و نخب الغرب لم تعد تداري نفسها في الإفصاح عنه بحرقة. و لن يكون بوريل آخر من يصدع بما نازعه في مركزيته.
إن إدانة بوتين، للسياسة الأمريكية في الخارج، وحصوله في الوقت نفسه على دعم الدول النامية أثار ضجة في العواصم الغربية وأربكها، فالتقارب بين روسيا والصين يشكل مصدر قلق خطير؛ حيث يعتبرون "هذا الثنائي منافسا محتملا للولايات المتحدة وحلفائها.
الاجتماع الأخير بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والصيني، شي جين بينغ، أدى إلى ظهور نظام عالمي جديد أوراسي، قلب الموازين، وجعل روسيا والصين اللاعبين المهيمنين في الساحة العالمية، وزاد من عزل الولايات المتحد.(6)
هل هي إشارة لعودة الوعي آم أن الآلهة على حد تعبير كيسنجر قد تعمد إلى مقاصصتنا على وقاحتنا. و ذلك بالاستجابة الكاملة لطلباتنا. (7)
لم يعد الأمر يتعلق بحقيقة أن الواقع الجديد الناشئ "يخيف" الولايات المتحدة وأتباعها، إنما يتعلق بعبث محاولة إيقاف هذه التغييرات. لذلك، على الأقل، بدأ شيء ما يصل إلى إدراك بولتون.و كل ا الذين دوختهم المركزية الغربية ردحا و أدمنوا الاستعلاء و الاستلاب.فالنظام الأمريكي نظام استعماري حديث، قائم على سرقة الدول الأخرى، والذي تعيش على حسابه الولايات المتحدة وتحميه، وتقاتل الآن ضد روسيا في أوكرانيا وتحاول إثارة حرب مع الصين من أجله. فالدولار لن يعود العملة الرئيسية للطاقة وستزول هيمنته كما أن هيمنة القطب الواحد التي أصبحت آيلة للزوال لن تعود مقبولة من شعوب الأرض جميعها رغما عن تحالف حكوماتها مع الهيمنة الغربي. (8)
و هو ما جعل مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يجهر بالقول، إن التقارب بين روسيا والصين يعتبر خطأ استراتيجيا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن. وذكر أن محاولات البيت الأبيض تصوير زيارة الزعيم الصيني شي جين بينغ لموسكو بالأمر قليل الأهمية تشكل "خطأ استراتيجيا فادحا". وأضاف: "لقد فشلت إدارة بايدن، وسمحت للروس والصين بالاتحاد، وهذا يشكل مخاطر كبيرة للولايات المتحدة وكل مواطن فيها". وأشار إلى أن العضوين الدائمين الآن في مجلس الأمن الدولي "توحدا ضد الولايات المتحدة"، الأمر الذي ستكون له عواقب سلبية على واشنطن. "فالتعاون الاقتصادي بين هاتين الدولتين، هام وسيؤثر على الولايات المتحدة، ويجب أن نكون مستعدين تماما للرد والتصدي لذلك".



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.2/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.4/4
- هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 2/ ...
- هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 1/ ...
- أنصار الثقافة - ألكسندر دوغين
- رسالة مفتوحة - أومبرتو إيكو 2/2
- رسالة مفتوحة - أومبرتو إيكو 1/2
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 1/3
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 2/3
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 3/3
- - ساحر الكرملين - رواية الغوص في أسرار بوتين والتأمل البارع ...
- - ساحر الكرملين - رواية الغوص في أسرار بوتين والتأمل البارع ...
- حنة أرندت. عن الحب و الخوف من ضياعه.1/4
- حنة أرندت. عن الحب و الخوف من ضياعه.2/4
- حنة أرندت. عن الحب و الخوف من ضياعه.3/4
- حنة أرندت. عن الحب و الخوف من ضياعه.4/4
- من الأركيوحداثة إلى الإمبراطورية - ألكسندر دوغين.
- إنفانتينو.. ما هي مشكلتك!؟ اللاعب أشرف حكيمي.
- محمد شكري.. في الحاجة إلى أسطورة.
- لقد انتهى زمن نصف التدابير - ألكسندر دوغين 1/3


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.3/4