- ساحر الكرملين - رواية الغوص في أسرار بوتين والتأمل البارع في السلطة - لورانس هوت 1/2

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 09:52
المحور: الادب والفن
    

Laurence Houot
لورانس هوت
ترجمة: نورالدين علاك الأسفي. [1]
[email protected]

" ساحر الكرملين "،"Le Mage du Kremlin" أول رواية لجوليانو دا إمبولي/ Giuliano Da Empoli المستشار السابق لماتيو رينزي، و الرئيس السابق للمجلس الإيطالي، نشرت في أبريل 2022، عن دار غاليمار. حقق الكتاب بالفعل نجاحا في المكتبات (بيع منها 130500 نسخة)، قبل أن يحصل في 27 أكتوبر على الجائزة الكبرى لرواية الأكاديمية الفرنسية. إنها أيضا واحدة من أربع روايات نهائية ـغونكور2022/ Goncourt.
القصة:
نحن لا نعرف جيدًا ما الذي صاره فاديم بارانوف/Vadim Baranov، بسماحته الرمادية(= زي الكرادلة) لدى فلاديمير بوتين، و الذي تقاعد الآن من العمل. هذا" الراسبوتين الجديد "، الذي ألقى في سمع "القيصر" و لمدة عشرين عاما بجميع الاستراتيجيات التي ضمنت له السلطة المطلقة، من الحرب في الشيشان، و ضم شبه جزيرة القرم، واحتلال دونباس، إلى تنظيم حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في سوتشي.
عمل فاديم بارانوف باتخاذ مكانة أثيرة لنفسه في باحة الحاشية أو الأوليغارشية؛حيث "القيصر"، المصاب بجنون العظمة بشكل متزايد، لا يتردد في رفضها أو حتى القضاء عليها عند أدنى نزوة. ولكن منذ استقالته، لا أحد يعرف ما غدا عليه بارانوف. و كيف بشخصية غير نمطية، و حفيد لأرستقراطي متهور ومثقف، و أول مخرج، ثم منتج تلفزيوني، سيغدو " ساحر الكرملين"؟
فمن خلال “نحن”[2]، رواية ديستوبية [3] لزامياتين/[4] Zamiatine ؛ المنشورة في العشرينيات، و التي سنلم بها، لما يعمل الراوي، و هو فرنسي؛ على مشروع إعادة نشر الرواية، حيث سيرى ضيفا بمنزل مفقود وسط الغابة في محيط موسكو. هذا الضيف الغامض لن يكون سوى بوريس بارانوف، الذي أخبره في حديث منفرد طويل كيف أصبح " ساحر الكرملين"
رئيس "متواضع" ل FSB (=جهاز الأمن الفيدرالي)
بصحبة الساحر، نبدأ رحلة العشرين سنة الأخيرة من التاريخ الروسي، من نهاية الاتحاد السوفيتي إلى اليوم. اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، ثم نهاية الاتحاد السوفياتي وسنوات الهيجان الرأسمالي المندفعة إلى ذروتها تحت حكم إلتسين.
"فرض الأبطال والمصرفيون وعارضات الأزياء الجدد هيمنتهم، وتم الإطاحة بالمبادئ التي استند إليها وجود ثلاثمائة مليون من سكان الاتحاد السوفيتي. لقد نشأوا في وطن ووجدوا أنفسهم فجأة في سوبر ماركت." " ساحر الكرملين" ص.87
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] في البال: المقالة مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا بقصد تبني فحواها جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2] بقيتنا، (أو نحن)، ر وايته الأكثر شهرة؛ لمؤلفها الكاتب الروسي يفغيني إيفانوفيتش زامياتين تعبر عن خيبة أمله من ثورة أكتوبر. نشرت عام 1926، يتحدث فيها عن أحداث تقع في عالم من المستقبل حيث شيدت معظم هذه الحضارة بشكل شبه كامل من الزجاج بحيث يمكن للحكومة الواحدة أن تتجسس على الجميع بشكل أكثر سهولة. وفي هذه الرواية تختفي الخصوصية ويلبس الجميع نفس الملابس ويسيرون في خطوات مع بعضهم البعض وجمعيهم مجرد أرقام. الذكور يملكون أعداداً فردية مسبوقة بحرف ساكن والإناث تملكن أرقاماً مسبوقة بحرف علة. و هي من أوائل روايات "ديستوبيا" في القرن العشرين، ترجمها عن الروسية يوسف حلاق؛ و صدرت تحت بعنوان "نحن". دار أثر. الدمام. 2016
[3] "ديستوبيا" أو أدب "المدينة الفاسدة" فهو عالم وهمي ليس للخير فيه مكان، يحكمه الشر المطلق، ومن أبرز ملامحه الخراب، والقتل والقمع والفقر والمرض، باختصار هو عالم يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته يتحوّل فيه المجتمع إلى مجموعة من المسوخ تناحر بعضها بعضاً.وكلمة "ديستوبيا" التي تعني باللغة اليونانية المكان الخبيث وهي مكان أو بلد تخيلي حيث كل شيء مزعج أو سيء وعادة ما يكون ضمن نظام شمولي أو في وضع بيئي سيء، على عكس "يوتوبيا" التي تعني المكان الفاضل.
[4] يفغيني إيفانوفيتش زامياتين، ولد في 20 يناير 1884 (1 فبراير 1884 حسب التقويم الغريغوري) في ليبيديان، ليبيتسك أوبلاست في روسيا وتوفي في 10 مارس 1937 (عن عمر يناهز 53 عاما) في الدائرة 16 في باريس، كاتب روسي ثم سوفيتي، وهو أيضا مهندس بحري وأستاذ.كان يفغيني زامياتين على دراية جيدة بأعمال إتش جي ويلز. يتم تحريك عمله باستمرار من خلال إرادة هرطقة ستكسبه غضب الرقابة على الحكومات القيصرية، ثم الشيوعية.

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل