أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/4















المزيد.....

حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/4


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا غرو أنه لن يكون هنالك مكان للولايات المتحدة في النظام العالمي الجديد، إذا ما نجحت روسيا والصين في تحقيق خططهما. لذا على واشنطن البدء في القلق حول مستوى العلاقات الروسية الصينية .و إذا حصلت كل من روسيا والصين على ما تريدانه، حينها لن تتمكن الولايات المتحدة من ترؤس طاولة المفاوضات فحسب، بل إنها لن تحصل حتى على مقعد في نهايتها البعيدة.
فالانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان عام 2021، بالإضافة إلى السياسة الخارجية الضعيفة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، كانت علامة واضحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تراجع الولايات المتحدة وضعفها. أن تعزيز العلاقات بين روسيا والصين، دفع بموسكو إلى تحويل قرابة الـ17% من احتياطاتها من النقد الأجنبي إلى اليوان الصيني". كما أن بكين من جهتها تشعر بضعف الولايات المتحدة أيضا، وشرعت في تكوين صداقات مع الدول التي رفضتها الولايات المتحدة سابقا، كما أنها وجدث الطريق المناسب للتعامل مع المملكة العربية السعودية. ففي الوقت الذي يتخبط فيه بايدن، أظهرت روسيا والصين عزمهما على إقامة نظام عالمي جديد، لا مكان فيه للولايات المتحدة.
و كان أن استطاعت العملة الصينية اليوان أن تحل مكان الدولار في روسيا، حيث بات اليوان العملة الأكثر تداولا في البلاد وقد ساعدت العقوبات الغربية في تحقيق ذلك.و اليوان تفوق على الدولار من حيث التداولات بعد أن كان حجم تداولات العملة الصينية في السوق الروسية ضئيلا قبل انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا وفرض الدول الغربية عقوبات واسعة النطاق على روسيا.فالإجراءات التقييدية واسعة النطاق ضد موسكو والشركات الروسية دفعت إلى تحويل عمليات التجارة الخارجية من الدولار واليورو إلى عملات الدول الصديقة أي عملات الدول التي رفضت الانضمام إلى العقوبات.كما أن وزارة المالية الروسية في وقت سابق من هذا العام نقلت عمليتها في السوق إلى اليوان بدلا من الدولار، و تم اعتماد هيكل جديد لصندوق الرفاه الوطني (صندوق سيادي روسي)، والذي يسمح بحيازة 60 في المائة من أصوله باليوان. و فضلا؛ فالبنك المركزي الروسي يوصي بشكل مستمر الشركات والأفراد بتحويل أصولهم إلى الروبل أو إلى عملات الدول الصديقة لتجنب مخاطر تجميدها.فهو المعول الذي يمكن استخدامه ضد هيمنة الدولار. كما تزداد إمكانيته بالنظر إلى الحصة المتزايدة للصين في التجارة العالمية.
و اليقين الذي لا يرتفع؛ هو أن الدول الكبيرة الاخرى، مثل الهند وروسيا والبرازيل لن تتخلى عن طموحاتها الخاصة، وستحاول جعل عملاتها، على أقل تقدير، إقليمية. بدلا من ذلك، سيحصل اليوان أولا على وضع إحدى العملات العالمية، وبعد ذلك، سيحصل بهذه الصفة على بعض المزايا في إطار "بريكس+"، أو سيدخل في سلة العملات للكتلة، والتي تتكون من عدة عملات.
بطريقة أو بأخرى، وبينما تتطور حرب الغرب ضد روسيا إلى حرب ضد الصين، أي في الواقع، إلى حرب عالمية، سيكون هناك حتما إعادة تصنيف مع دول ثالثة بحسب انتمائهم إلى معسكرات مختلفة، وقليلون هم من سيستطيعون البقاء على الحياد، فيما ستصبح "بريكس+" حينها بمثابة نوع من المظلة، التي لن تترك الدول الصغيرة فرادى وجها لوجه أمام الضغط الأمريكي.
و المثير؛ أن أية عقوبات واسعة النطاق أو الحرب مع الصين ستقلل بشكل كبير من توريد السلع الصينية إلى السوق العالمية ومجال تداول الدولار. كما أن العملات الرقمية تقوض مكانة العملة الأمريكية في التجارة العالمية. يمكن أن يحدث هذا في قادم الايام؛ مما سيؤدي إلى تضخم مفرط. فروسيا ستقدم الروبل الرقمي، والصين ستقوم أيضا بإدخال اليوان الرقمي. هذه الموضة آخذة في الانتشار وقريبا سيجري جزء كبير من التجارة العالمية بالعملات الرقمية بدلا من الدولار. و إذا حولت السعودية مدفوعات النفط إلى اليوان، ستنكمش منطقة الدولار وسيؤدي مبلغ الدولارات غير المضمونة إلى تضخم مفرط. و إذا تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها. ستكون هذه صدمة عملاقة للاقتصاد العالمي وتدمر الدولار. بالتأكيد لن يتوقف عن الوجود، لكنه سيتوقف عن كونه عملة عالمية،بعد أن يهز منطقة الدولار تضخم مفرط .
و الملاحظ أن الصينيين باتوا على يقين من حتمية فقدان الدولار وضعه كعملة عالمية وبالتالي حتمية انهيار الهيمنة الأمريكية. بعد أن توصلت الصين والبرازيل مؤخرا إلى اتفاقية للتجارة بعملتيهما، وتخلتا عن الدولار الأمريكي كوسيط". كما أن الهند أيضا، والتي يعدها السياسيون الأمريكيون شريكًا لهم، قد بدأت تتعاطى ببرود بالدولار الأمريكي. فقد تحدثت نيودلهي عن خطط لاستخدام الروبية في الصفقات التجارية مع ماليزيا. ولا تتخلف عنها الصين، التي أكملت أول عملية شراء للغاز الطبيعي المسال من شركة Total Energies الفرنسية (من الإمارات العربية المتحدة) باليوان الصيني. يتوقع العديد من الخبراء أن تستمر فكرة التخلي عن الدولار في جذب مؤيدين آخرين.
إن التخلي عن الدولار على الصعيد العالمي يكتسب زخماً. على مدى العقدين الماضيين، أساءت الولايات المتحدة باستمرار استخدام الدولار كعملة احتياطية دولية، ما أضر بعملات واقتصادات أخرى. وتبعا لتوجه العالم نحو التعددية القطبية، وتراجع الولايات المتحدة عن كونها أكبر اقتصاد تجاري في العالم، فإن هيمنة الدولار ستنهار تدريجيًا، وهذا اتجاه لا مفر منه. إنها جماع إرادات جدية على إنهاء هيمنة الدولار الرغبة اللحوح بتحجيم دوره ليكون اليوان الصيني مرشحا كعملة بديلة في عالم متعدد الأقطاب؛ وظهور عملة دولية منافسة للدولار، وعادة يكون اليوان الصيني هو المرشح، وذلك استنادا لحجم الإنتاج الصيني ونصيبها المتزايد من التجارة العالمية، وعلى اعتبار أنّها أكبر صانع وأكبرمستثمر وأكبر دولة مصدّرة للسلع وأكبر شريك تجاري لكل من الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.و مؤشرات قوية على تغيير تلك المنظومة المهدّدة بشكل حقيقي لأول مرة بالإزاحة عن موقعها المهيمن، ولهذا نجد كل تلك الإضطرابات والتأهب للمعارك، وليست حرب أوكرانيا وأزمة تايوان وغيرها إلا جزءا من المعركة الكبرى؛ حيث الدولار قطب بؤرتها.
إن "عملتنا تنهار وقريبا لن يكون الدولار هو العملة العالمية، إنها هزيمة غير مسبوقة في 200 عام، وهذا سيبعدنا عن مكانتنا كقوة عظمى". و "الولايات المتحدة في حالة فوضى. اقتصادنا ينهار، والتضخم خارج عن السيطرة". هذا ما قاله ترامب (5)في خطاب ألقاه في ولاية فلوريدا: بعد أن دافع عن نفسه أمام المحكمة في إطار ما يعرف بـ"مدفوعات شراء الصمت" لعام 2016، وتعد هذه الاتهامات أول اتهامات جنائية توجه لرئيس أمريكي سابق.
الظاهر أن أمريكا هي التي على موعد لمحاكمتها أمام العالم. و الأموال المنهوبة لن تجديها. فصدى التخلي عنها و عن رأس حربتها الدولار بات عنوانا عريضا. و هذه المرة الحال يتردد رجعه بأروقة الحليفة العجوز؛ حيث عمل ماكرون؛ العائد توا من الصين؛ على الصدع جهرا. انه آن الأوان لأوروبا لتقلل من اعتمادها على الدولار "خارج الحدود الإقليمية". (6)
إن الدولار يتشبث بأمل شديد المحال.و الدول اجتمعت له؛ و القابضون عليه يراقبون ما هو بحاله فاعل.
---------------
(1)-https://ar.wikipedia.org/wiki/دولار_أمريكي
(2)-https://www.washingtonpost.com/opinions/2023/03/24/us-dollar-strength-russia-china
(3)- https://foreignpolicy.com/2022/09/21/china-yuan-us-dollar-sco-currency/
(4)-https://oilprice.com/Energy/Energy-General/China-And-Russia-Move-To-Disrupt-The-Dollars-Dominance-In-Oil-Markets.html
(5)- JohnSpanier .Games nations play : analyzing international politics
.4th ed.New York : Holt, Rinehart and Winston, c1981.P 355
(6)https://www.lesechos.fr/monde/enjeux-internationaux/emmanuel-macron-lautonomie-strategique-doit-etre-le-combat-de-leurope-1933493



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/3
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/2
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/1
- روسيا.. للصبر حدود - الكسندر دوغين
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.1/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.3/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.2/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.4/4
- هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 2/ ...
- هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 1/ ...
- أنصار الثقافة - ألكسندر دوغين
- رسالة مفتوحة - أومبرتو إيكو 2/2
- رسالة مفتوحة - أومبرتو إيكو 1/2
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 1/3
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 2/3
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 3/3
- - ساحر الكرملين - رواية الغوص في أسرار بوتين والتأمل البارع ...
- - ساحر الكرملين - رواية الغوص في أسرار بوتين والتأمل البارع ...
- حنة أرندت. عن الحب و الخوف من ضياعه.1/4
- حنة أرندت. عن الحب و الخوف من ضياعه.2/4


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/4