أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 1/5














المزيد.....

حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 1/5


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن ليعزب عن بالنا استحضر الانطباع الذي اعترانا يومها؛ فقد خطفت بصرنا صورة ستثير لاحقا الجدل. فقبل اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية؛ استقبل بوتين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مائدة جلسا على طرفيها على بعد جلي ليتبادلا حديثا ذي شجون. و كان أن تكرر المشهد بكل حيثياته مع المستشار الألماني أولاف شولتز بنفس الشاكلة؛ و بذات الوضع المحرج.
المتتبع لما كان يجري آنها سيخرج بذات الانطباع لا يماري فيه أحد. إن اللقاء تم بعيدا عن اللياقة. و يمتح و لا غرو من معين الإهانة المزدوجة؛ المكرسة لتاريخ مضمر؛ ما فتئ أن عاود الظهور سافرا كواقع يتكرس. (1) و بات جليا؛ أن ما طفح عن المشهد انسرب من لحظة غفل من الزمن؛ لاح لها أن توارب دفات التاريخ. ليخلص الجميع من غير كلف أن زعيم الكريملين؛ كان حفيا بنفسه و هو يمرر رسائل عصية على حدود الحصر ليس إلا. فروسيا ذهبت شوطا فيما بيتته؛ و باتت على تصميم؛ و لن تنازع في الإحجام مهما كلفها. فبعد اللقاءين باشر بوتين عمليته العسكرية الخاصة.
مرت سنة و نيف؛ و الحرب في أوكرانيا سجال؛ بعثرت أوراق الغرب.و لما خرجت الصين بمبادرة سلام؛ رفض الغرب بنودها قبل أن يقرأ سطورها. مستغنيا ببادي ألفاظها عما بيت لتأليفها. وصمها بالانحياز لروسيا بوتين؛ و مداراة لحرج لا يرتفع؛ اكتفى بظاهرها عن تكلف تأويل؛ و الحق؛ أن الصين مرفوضة جوهرا؛ و عيون تقارير أمريكا الإستراتيجية عليها عرضا. إنها التحدي الحقيقي بعد العرقلة الروسية. لذا ترك الحسم لفوهات المدافع لتصلي ساحات المعارك نارا تلظى.
و تكر الشهور؛ تم تكرار نفس المشهد الضارب في طمس الإدراك؛ و هذه المرة ليس تحصيلا مع بوتين؛ و لكن في رحاب زعيم الصين؛ و على مائدة مستديرة بلا مكبرات صوت. تبعده بمسافة جلية التعبير مفعمة إذلالا عن ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين . ليستحضر الجميع هذه المرة ما لاح حينها كافتراض؛ و غدا اليوم حقيقة ماثلة؛ لا تتجاوزها الألحاظ المدققة. فحليف بوتين يزيد عما سقط سهوا. و يأتي على تلك البقية الباقية من أيام الهناء التي راكم فيها الغرب إذلال الأمم. و اليوم ترعى القوى الصاعدة بعثرة قيمه المتهالكة لتجرعه من نفس ألكأس الذي أذاق به المهانة شعوبا؛ و عات فيها استعمارا و إبادة و استغلالا إلى حين.
و هكذا تكرس في اللقاء الشرق و الغرب واقعا ملموسا لن يرتفع؛ فالقراءة الثانية للصورة أقرت نهج سابقتها الأولى؛ ينتصر لخطاب شرع يلوح. بعد أنغيب؛ و عاد ليطفو من جديد. إن رسائل بوتين كانت تؤسس لما غدا مكرسا بعد أن كان قبل المواجهة في أوكرانيا مأمولا. و شرع يؤسس لبنيانه على هد قواعد ما أنزل بها التاريخ من سلطان. و مع صورة شين الثانية . بدا أنه لا داعي في التفكير في احتواء الصين و مرحى بالندية المؤسسة لتعدد القطبية.
و في انتظار عودة الوعي التائه إلى نفسه مما اعتاده؛ و بات ديدنه؛ وحسبه الغرب سلوكا من حسه السليم. جعلهم يبقون على مسافة حتى لا تصب مركزيتهم بالعدوى. و كان أن زادت أمريكا من حدته؛ و قبل أن ينال من غطرستها؛ عملت على سلب الأوروبيين زعماء و ساسة ماء الوجه؛ ما كانوا ليتصرفوا وفقه كسلوك قار و هو في نهاية الأمر سالب لهويات الآخر و يخضع بلغة القوة المادية والناعمة المؤبدة لما فرط منهم. و اليوم ينتصرون له؛ و بالكاد يساورهم أمل في تحديه. فأمريكا تحرك من بعيد عرائسها و بيادقها لتدفع بمن والاها إلى أتون حروب الوكالة الطاحنة. و تدفع بها لتحترق و تتفرغ لتهيئة التالي قبل أن يعز عليها؛ فهي بيتت نية خوضها؛ و هي دونها خائرة القوى و الجميع بات منها على حذر مما تحيك.
فمن زيارته الأخيرة إلى الصين؛ وقف ماكرون على حقيقة ما يجري و انقشع عنه غمام الاستبداد الأمريكي. لتكون بداية العودة الوعي؛ المثخن بتجربة تاريخ عنقودي الإذلال. و لم لا إعادة التفكير فيه بصوت صارخ جهرا.
فقد استشعروا أن مراويح رحاهم تنفخ فيها رياح الاستعمار الجديد، الذي تجد في مصادرة أصوات الآخرين الذين يشاركونها المعمور. لكن زمن الرخاء ولى. ففي المحيط لاحت الحقيقة المرة عند المستعمرات؛ و خطاب المركزية غادر بلا رجعة؛ مما جعل وراء البحار يصدع برفضه لتأبيد الغرب إذلاله المهين. و آن الأوان لفك الارتباط بالمركز الاستعماري الذي يتعيش من نهب ترواثها. فبإفريقيا؛موجة لفظ أوروبا تتمدد؛ فقد تمكنت دولا عديدة من كسر الهيمنة الفرنسية التي استمرت لعقود، فقد أنهت كل من إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينافاسو السيطرة الأمنية الفرنسية. وطردت العسكريين الفرنسيين؛ وفكت عقدة تبعية قرارها الذي بقي رهينة باريس قبل وبعد استقلالها. فماكرون ما يزال مصرا على أن فرنسا صارت اليوم محاورا محايدا في أفريقيا؛ و داعيا إلى شراكات جديدة في القارة السمراء بعيدا عن العلاقات المبهمة وعن دعم القادة الحاليين. وليؤكد باستخفاف أن إعادة تنظيم تموضع القوات الفرنسية في القارة لا تشكل لا انسحابا ولا فك ارتباط. ( 2) فبعد سريان مفعول الحرب الاوكرانية؛ شرعت الانتفاضات و الاحتجاجات تنشط و تفاقم التضخم و تساقطت البنوك؛ و الموارد نقصت و ضربت الصناعة وبهروب الرساميل و تفجير الأنابيب و عسكرة النازيين. (3)



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية أكثر خطورة من النازية الأوكرانية - الكسندر دوغين ...
- الليبرالية أكثر خطورة من النازية الأوكرانية - الكسندر دوغين ...
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/4
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/3
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/2
- حديث البيدق/ حرب بالوكالة؛ و أخرى على الدولار بالأصالة. 4/1
- روسيا.. للصبر حدود - الكسندر دوغين
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.1/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.3/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.2/4
- حديث البيدق / شيفرة التاريخ و أزرار الحقيبة النووية.4/4
- هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 2/ ...
- هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 1/ ...
- أنصار الثقافة - ألكسندر دوغين
- رسالة مفتوحة - أومبرتو إيكو 2/2
- رسالة مفتوحة - أومبرتو إيكو 1/2
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 1/3
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 2/3
- رسائل الحب الرائعة لحنة أرندت و مارتن هايدغر 3/3
- - ساحر الكرملين - رواية الغوص في أسرار بوتين والتأمل البارع ...


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / أقطاب تتشكل. و أحلاف بما اكتسبت رهينة. 1/5