الليبرالية أكثر خطورة من النازية الأوكرانية - الكسندر دوغين 2/1

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7587 - 2023 / 4 / 20 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نحن الإمبراطورية، ورثة النظام الملكي وخلفاء الاتحاد السوفياتي على السواء.
لا يوجد ولا يمكن أن يكون هناك موقف محايد في هذه الحرب، لا يوجد سوى معسكرين. هذا كل شيء. أي شخص متردد أو غير مصمم، عاجلا أم آجلا (أعتقد أنه في وقت أقرب بكثير مما يبدو) سيضطر إلى حمل السلاح والذهاب ببساطة إلى الأمام، فالجبهة اليوم في كل مكان. و من المستحيل إعادة هذه الحرب الطويلة؛ الصعبة والرهيبة إلى ما كانت عليه الحال قبل 24 فبراير 2022، فلا يمكن إيقافها، يمكن الانتصار فيها فقط. أو بالإمكان إيداعها تاريخ البشرية. فليس هناك من منتصرين. الموت هو من سينتصر..
حالا، و الحرب سجال. يعني أننا ما زلنا على قيد الحياة.
إذا لم تكن مع العملية العسكرية الخاصة (SMO)، فأنت لست مع روسيا، أنت لست مع الدولة، أنت لست مع شعبنا، ثم سيحين الوقت لما ترغب في قتل الروس، وتدمير روسيا كدولة، وتفجير السيارات والمنازل وخطوط السكك الحديدية، وإختباء الإرهابيين في بيوتكم، فلنتسلح. لا يوجد مزيد من الأمن.
لذا من الأفضل اتخاذ قرار الآن، وهذا ينطبق على الروس طرا، ولكنه ينطبق أيضا على بقية البلدان.
إذا كنت ترغب في الحفاظ على السيادة، فمن المستحيل بوعي تحت رعاية الغرب الجماعي، فالليبرالية في العلاقات الدولية تنكر السيادة وتعترف فقط بالحكومة العالمية، أي الهيمنة الغربية، وبالنسبة لعالم متعدد الأقطاب، حيث السيادة ممكنة، عليك أن تحارب الغرب، وهذا ما تفعله روسيا الآن. إنها تقوم به عن الجميع .
هذا ما ستدور حوله الحرب العالمية الثالثة. يجب على أي شخص يهتم حقا بالسيادة أن يقف إلى جانبنا أو يتخلى عنها عمدا وإلى الأبد و يخضع للغرب تماما، الآن الغرب في حالة حرب مع روسيا وسيجبر الآخرين على فعل الشيء نفسه.
هذا ما حدث لأوكرانيا، وما يحدث لجورجيا ومولدوفا، وما يهدد تركيا وحتى الصين.
نحن وهم.
فلمدة 30 سنة مضت؛ تم على نطاق واسع، بنشاط، و بقلق شديد، و بشكل مستمر على حمل الأوكرانيين على كراهية الروس وكل شيء روسي. لقد نشأت أجيال كاملة مع رهاب روسيا/ Russophobia.
فمنذ عام 2014، تم تدريب الأوكرانيين على قتل وحرق وتقطيع ومسح الروس من على وجه الأرض؛ جميعا؛ رجالا و نساءا وأطفالا. هذه هي الطريقة التي تم بها إنشاء صورة العدو، " الموسكال" / Moskal . و تم تقديمه على أنه غير إنساني قاس، وحش ، غبي ، لا يرحم ، وقح ، نوع من الكومة المادية، حريصة على الانقضاض على الجنة الأوكرانية المسالمة وتحويلها إلى فسحة من الدم، ولمنع ذلك، كان على الأوكراني أن يكون مستعدا للهجوم أولا، و نقل الحرب إلى أراضي العدو. لجعلها وحلا من دم، حتى لا تجري أطوارها في أوكرانيا. استمر هذا لسنوات، و امتد لعقود.
يتساءل الكثيرون لماذا الأوكرانيون يقاومون بشدة? لأنهم ليسوا في حالة حرب معنا، و لكن مع الصورة التي تعيش في أذهانهم. في المسلسل التلفزيوني بلاك ميرور Black Mirror ؛ هناك حلقة قاتل فيها الناس الوحوش الرهيبة، لكن اتضح أنها كانت وحوشا ابدعتها أجهزة بصرية خاصة، كان على الناس أنفسهم ارتدائها (حتى لا يعاقبوا) وما يشبه الوحوش هم الناس أنفسهم.
الأوكرانيون يروننا وحوشا، فهم في حالة حرب مع الوهم الذي تم فرضه عليهم. وهذا الوهم فظيع، لكنهم لا يرون شيئا آخر.
لم نستعد لهذه الحرب. لم نفهم ما نتعامل معه. لم نخلق مثل هذه الصورة للعدو. لذلك، نحن لا نفهم تماما ما يحدث. ربما كان من الصواب أن لا نسلك هذا الطريق، لكن من الواضح أننا لم نفهم خطورة ما كان يحدث.
كلما كانت المعارك أكثر ضراوة، زاد غضب شعبنا. في الوقت ذاته، تشكلت نسبيا صورة العدو على الجبهات. بالجبهة الداخلية، ما زلنا في حالة من الحيرة. كيف يمكنهم فعل شيء من هذا القبيل? و على الجبهة، لم يعد هذا السؤال مطروحا: هناك سؤال آخر: كيف تهزم العدو، وبصراحة، كيف تدمره. يمكنك فقط تدمير ما تكرهه، وأولئك الذين يكرهون أكثر، يقاتلون بشراسة ويحققون أكثر ما في هذه الحرب.
أنا مقتنع بأن على روسيا ألا تدع هذه العملية تستمر بمفردها. إذا تركنا ذلك، فإن الكراهية من الأمام ستمتد تدريجيا إلى الخلف وسنصبح أشبه بالعدو. أي أن الكراهية ستدخل قلوبنا. فهي دخلت قلوب الأوكرانيين منذ وقت طويل. و الآن الأمر متروك لنا. لا يسع المرء إلا أن يلاحظ أنه أثناء الحرب نتبنى تدريجيا خصائص العدو. على مضض مع بطء، ولكنه حاصل.
في الوقت الحالي، تحاول السلطات فقط كبح العملية، لكنها مثل النهر. في مرحلة ما، سوف ينفجر السد الإنساني وسيتذكر المجتمع بأسره سطور سيمونوف/ Simonov: كلما قابلته، اقتله . لن يهتم أحد بما تسمح به السلطات أو تمنعه.
-------------
[1] في البال: المقالة مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا في تبني فحواها جملة أو تفصيلا - المترجم

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل