|
قدر مصر!
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 7594 - 2023 / 4 / 27 - 22:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"اذا الشعب يوماً اراد الحياة، فلابد ان يستجيب القدر".
تركت الولايات المتحدة اسلحة حديثة بعشرات مليارات الدولارات (المدفوع ثمنها لشركات السلاح الخاصة من الميزانية الفيدرالية، اموال المواطن الامريكي دافع الضرائب)، تركتها بين ايدي الجماعات الافغانية المتطرفة المتصارعة، وما اكثرها، حتى تنتشر القلاقل والاضطرابات المسلحة، وينتشر الارهاب على حدود خصومها الاربعة الصين، باكستان، روسيا، ايران، (هذا الذي لم يهتم به المحللين السياسيين العباقرة، وسرقت اعينهم الى مشهد الجري وراء الطائرات في المطار، وخرجوا منه بفشل امريكا الفاضح!، حتى ان بعضهم حيا الشعب الافغاني البطل الذي انتصر على الامبريالية الامريكية!!).
اما في السودان فقد تركت الولايات المتحدة السفاح حميدتي وقوات الدعم السريع المتخم بالاعداد وبأحدث الاسلحة واكثرها تنوعاً (حتى المضادات الارضية للطائرات؟!) بمليارات الدولارات ايضاً، والمدعوم من الامارات ومن وراء الامارات، وتركت في مواجهته البرهان قائد الجيش السوداني، وشريك السفاح في مجازر دارفور واعتصام القيادة العامة، والاهم تركت التناقس المستحيل بينهما، واحتمال الصدام المؤكد، ولكنه في نفس الوقت شريكه في منع انتقال السلطة للمدنيين اياً كان الثمن، حتى ولو كان الثمن تقسيم جديد للسودان، توافقاً مع الهدف الغربي الامريكي بتقسيم جديد للسودان في مسار مشروعها الاستراتيجي "القرن الافريقي الكبير، افريكانو"، كما فعلت في افغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا في مسار مشروعها الاستراتيجي التوأم "الشرق الاوسط الكبير، الجديد"، في خطة مواجهتها للتغلغل الصيني والروسي في الشرق الاوسط في المشروع الاول، وفي شرق افريقيا "القرن الافريقي" في المشروع الثاني. وقدر مصر ان تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تمثل العامل المشترك الوحيد في مشروعا الولايات المتحدة الاستعماريان الاستراتيجيان للشرق الاوسط ،وللقرن الافريقي.
وكان ترجمة ذلك في الواقع المصري، بانه بعد الطلاق البائن بالـ18 الذي اوقعه الشعب على السلطة في الفترة من 25 يناير الى 11 فبراير 2011، فقد قامت السلطة في استيراد كامل شرعيتها من الخارج بأن قامت بتغيير العقيدة العسكرية الى عقيدة "الحرب على الارهاب" وهو ما يعني ببساطة ان الجبهة الداخلية اصبحت من مجالات عمل الجيش وليس من اختصاص الشرطة المدنية فقط، "افرد الجيش على كل مصر في 6 ساعات"، هذا في الجانب العسكري، اما على الجانب المدني، فقد انجزت الصدمة الاولى، الصدمة الامنية الكبرى في الفترة من بعد 25 يناير شهداء واختفاء قصري ومصابين ومعتفلي "مجلس الوزراء، محمد محمود، ماسبيرو .. وصولاً حتى الفض الدامي لأعتصامي رابعه والنهضة"، وبعد هذه الصدمة الاولى، اصبح مناخ السكان مهيئ لتلقى الصدمة الثانية، صدمة العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية" دون مقاومة تذكر، وفي نفس الوقت، اصبحت الساحة المصرية على استعداد بتراكم المعاناة للخطوة ما قبل الاخيرة، خطوة التفجير من الداخل، والحرب الاهلية، ليحل آجل الخطوة الاخيرة "التقسيم"، لأول مرة في تاريخ مصر الممتد الاف السنين، مصر الموحدة اقاليمها من الشمال للجنوب بفضل العوامل الثلاثة، 1- النيل "مادة اللحام"، 2- نظام الري المركزي، 3- الجيش المركزي. والثلاثة اوشكوا على الاختفاء بواسطة عاملان رئيسيان، العامل الاول، عقيدة الحرب على الشعب "الحرب على الارهاب"، بالاضافة لأمكانية تشكل "ميليشيا" مسلحة قطاع خاص، "المواطنين الشرفاء كتنظيم جنيني لها، مثلاً"، بهدف تفكيك الجيش المركزي، العامل الثاني، مشروع السد الاستعماري "النهضة"، فيتم افساد مادة اللحام "النيل"، بتغيير مواصفات ومعادلة نيل مصر، فتفقد مادة اللحام خصائصها كمادة لاصقة، حيث انه من اجل تفتيت كتلة ضخمة صلبة، لابد من تفتيت مادة اللحام اولاً، لينتج عندها امر جوهري، "تفتيت نظام الري المركزي"، وكلاهما، "الجيش المركزي"، و"نظام الري المركزي"، عند تفكيكهما او تفكيك احدهما، يمكن تفتيت السلطة المركزية "الدولة السياسية" دولة مصر.
نفس النمط مع السودان! للعلاج بالصدمة الاقتصادية "النيوليبرالية"، لابد ان تسبقها صدمة اولى، صدمة امنية كبرى جماعية، ليصبح الناس مرعوبين على حياتهم وحياة ابناؤهم، ويكونوا غير قادرين على مقاومة الصدمة الثانية، صدمة العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية". ولانه ليس هناك احتلال اقتصادي بدون احتلال ثقافي، لذا ينشط الكتاب والمحللين المأجورين او المغفلين في الاعلام، لبث الرعب بين السكان، فيصبح الناس في حالة هلع، ما يمثل أستثمار الصدمة الاولى للتمهيد لمنع مقاومة الصدمة الثانية، صدمة العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية"، بأسم اعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، بأعتبارها المخرج الوحيد للرفاهية والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان!.
ما يجري الان في السودان لا يخرج في التحليل الاخير عن كونه انجاز واسع وقوي وفوري للصدمة الاولى، الصدمة الامنية الكبرى الجماعية، ليكون المسرح السوداني من بعدها مهيأ لتلقي الصدمة الثانية، العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية"، والوصول بعد الحرب الاهلية، الى الهدف النهائي في نفس السياق، "التقسيم" الجديد للسودان.
الصدمة الاولى شرط لتحقيق الصدمة الثانية، ودائما ما يمكن للصدمة الاولى ان تجري على اشكال مختلفة متنوعة، كتفجير من الداخل يؤدي الى حرب اهلية، او كصراع عسكري ممتد يتحول الى حرب اهلية، او حتى بكوارث طبيعية كبرى، زلزال ضخم، اعصار هائل، تسونامي كاسح .. الخ، اياً كان الشكل الذي تتخذه الصدمة الاولى، يظل الهدف ثابت في كل الاحوال، في توظيف الصدمة الاولى لمنع مقاومة الصدمة الثانية.
نقد النقد التجريدي الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!: ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات، انه مستهدف ومخطط له، انه صراع المصالح الطبقية المتناقضة، المحلية والاجنبية. هذه هى السياسة.
هام جداً الاصدقاء الاعزاء نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة saeid allam "سعيد علام"، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة saeid allam "سعيد علام"، قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى. لينك جروب "حوار بدون رقابه" https://www.facebook.com/groups/1253804171445824
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احرسوا مصر .. هذا ما وصلت اليه السودان، ماذا عن مصر؟! بضم مص
...
-
بعد ما يحدث في السودان، هل السيسي مازال عند مقولته المفجعة:
...
-
امريكا توجه تحذيراٌ جاداٌ لأنظمة الدول المحيطة بالسودان!
-
لا تنخدعوا بالتضليل الجاري ترويجه اعلامياً، من اطراف محلية و
...
-
كيف تمكن السيسي من تطبيق نظرية العلاج ب-الصدمة الاقتصادية- ف
...
-
اللي اتلسع في مصر، ينفخ في السودان! كارت الاحتراب العسكري ال
...
-
الجنرال لا يسمح بالمنافسه: فوز السيسى بفترة رئاسة ثالثة، وغا
...
-
نقد النقد التجريدي الحالي في مصر!
-
لمن يقولون بموات الشعب المصري: ليس هناك قهر اقتصادي بدون قمع
...
-
نقد النقد التجريدي اعادة صياغة العلاقات المدنية العسكرية في
...
-
-وعدتني بالحلق، خرمت انا وداني، لا جالي الحلق، ولا فضلت على
...
-
اخيراً، السيسي يخضع، ليس لمطالب المجتمع المدني المصري بتمكين
...
-
هكذا رد الرئيس السيسي ووزير خارجيته على انتقادتنا الموثقة حو
...
-
فيسبوكيات 10
-
لا صدفة في السياسة
-
الثورة الثورة الثورة ..الحركة الحركة الحركة .. وعندما تسأل:
...
-
على هذه الشاكلة، تبنى -الجمهورية الجديدة-! كيف لبلد بكل هذا
...
-
في ذكرى 25 يناير: لماذا تتجاهل النخبة الاحتمال المنطقي الوحي
...
-
عندما يكون الهدف هدم المنزل لتقسيم الارض، فليس من الشرف في ش
...
-
رسالة مفتوحه الى شباب مصر النبلاء: لا تأملوا او تعتمدوا على
...
المزيد.....
-
مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب
...
-
نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
-
سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
-
الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق
...
-
المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
-
استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
-
المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و
...
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي
...
-
الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|