نسيانكم

مهند جاسم الشباني
كاتب
(Mohanad Jasim Alshabani)

الحوار المتمدن-العدد: 7594 - 2023 / 4 / 27 - 12:51
المحور: الادب والفن
    

كيف يطل ساحل البحر
على حياتي البائسة
التي تعاني من التبخر
في مد وجزر الحياة
لا منارة أمل تلوح لي
أضعت طريق العودة
الى الشاطئ الغريب
الحياة مملة جدآ
لاتحتاج الى المزيد من التعقيد
كل معادلاتها
ستقف عاجزة أمامي
مرت فصول عمري مسرعة
تسحب سنيني خلفها
عقود من الورود بشمالي
وفي يميني سيل من الامنيات
ومازلت أرى المدينة غريبة
التي رحلت لها مكرهآ
ولا أستطيع أن اتذكر تفاصيلها
ولا التمييز بين مساجدها وشوارعها
كأن هذه المدينة تخدعني
فقد غادرها الجميع ورحلو
هذه المدينة مختلفة جدآ
فكلهم قد نسوها تماما
لا أحمل فيها همآ أعيشه الا النسيان
اين يباع النسيان؟
واين اجد ملامحه التي تشبهني
على عتبة الدار يسبقني بالدخول
أصبح الان أنيسي ومهجتي...
كيف يبقى جسر المدينة العتيق
يعد بأقدام من يعبروه
ويودع الغائبون
وهم يتلاشون بالبعد
مثل عش النمل
وقفت ذات مساء
على هذه الجسر .
أفكّر بقلق
فأنا حزين جدآ
تطاردني ذئاب الذاكرة.
النسيان وحده
لايملك من حياتنا شيء
فثمة شيء ما
منه سيبقى لنا
بين الحطام ،
نرجوه مرة..
أن يزول الى المنفى
ونتمنى مرة أخرى
بأنه لن يكون أبداً..
مجرّد غبار
قد يكون طيورآ مهاجرة
أو قد يكون عبارة
عن جزيئات ملونة من قوس قزح
أو كقطرات الندى
وهي تتسلق نوافذنا فجرآ
لايمكننا أن نمنع النسيان
من أصطياد حياتنا بشِباك الارق
بالنسيان فقط
نتغلب على مخاوفنا
وأن نتسلق سلم الخوف
كالنوتات الموسيقية
نعزف بهدوء وبترقب.
بالنسيان فقط نستطيع...
أن نرفرف بجناحي فراشة
بأتجاه النور.
بالنسيان فقط نحيا
وأن نلوح للأفق بأيدينا
ونغلق بابه للأبد..

#مهند_جاسم_الشباني (هاشتاغ)       Mohanad_Jasim_Alshabani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل