غزوة نيسان

مهند جاسم الشباني
كاتب
(Mohanad Jasim Alshabani)

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 00:52
المحور: الادب والفن
    

عِشْرُونَ عَامٍآ مِنْ الْغِيَابِ
طُيُورٌ جَائِعَةً بِأتِّجَاهِ الشَّرْقِ
هَزَّتْ نَخِيلِهِ الْبَاسِقَاتٍ
وَأَضَاعَتْ ثِمَارِهِ
فَتَسَاقِطٌ قَبْلَ نُضْجِهِ
دُخَانٍ أَسْوَدُ فِي شَهْرِ نَيْسَانَ
غَادِرَتَ الْوُرُودِ حَدَائِقِهَا
دَمَّرَتْ الصَّوَارِيخِ أَعْشَاشِ طُيُورِهَا
وَنَسِىَ نَيْسَانَ رَبِيعَهُ
لَمْ نَقْطِفُ ثِمَارِ التَّفَاحُ
لَمْ تَعُدْ سَنَابِلَ الْحِنْطَةِ ذَهَبِيَّةِ
كُثْبَانِ رَمْلِيَّةِ وَرَمَادُ الْبَارُودِ
تَزْحَفُ بِاتِّجَاهُ النَّوْرَ
طُيُورٌ الظَّلَامِ أَسْقَطَتْ سجيلها
وَحَوَّلَتْهُ إِلَى عَصَفَ مَأْكُولِ
مُنْذُ الْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِنْ الْحَرْبِ
احْتَاجَتْ إِلَى يَدِ تَرَتَّبَ عَلَى كَتِفِهَا
بَعْدَ غِيَابِ ابَاهَا
تَجْلِسُ وَحَيْدَةَ أَمَّامَ نافذتها
تُعَدُّ بِأَصْوَاتِ الْخَرَابِ
تَمَسَّكَ لَعِبْتُهَا تحتظنها
تَقُصُّ عَلَيْهِأَ الْحِكَايَاتِ
قَصَصَ عَنْ قَوْسٍ قُزَحَ
وَعَنْ بِطُولَةِ ابَاهَا
عَنْ حَلَوِيَّاتِ أَعْيَادِ الْمِيلَادِ
عَنْ قَصَصِ مَدْرَسَتِهَا وَصَدِيقَاتِهَا
عَنْ الْعَابِهَا مَعَ بَنَاتِ الْجِيرَانِ
عَنْ طُفُولَتِهَا الضَّائِعَةً
عَنْ بِرِيقِ عَيْنَيْهَا الْبَاهِتً
عَنْ حَزَنِهَا الْمَكْبُوتِ
الْيَدُ مَبْتُورَةٌ الْأَنْ
وَخُيُوطُ الْحُزْنِ
لَا تَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهِ نَحْوِ الْفَرْحَ
أَعْوَامٍ طِوَالٍ لَمْ تَكُنْ رَحِيمَةٌ جَدَّا
لَا مَجَالَ إِلَّا لِمُصَافَحَةِ الْأَيْدِي
فِي حَرْبِ الْمُصَالِحٍ
كَبُرَتْ الْأَنْ
بَعْدَ عِشْرِينَ عَامًا
بَعْدَ كَذَبَةٌ الْحُرِّيَّةِ الْمُزَيَّفَةِ
وَحَقِيقَةُ الْغَيَابَ الْمُرَ
وَحَرْبٍ الْأَنَابَةِ
الَّتِي أَكَلَتْ الْأَخْضَرِ وَالْيَابِسِ
أَنَّهَا الْأَرْضِ وَالْحَرْثِ
رُبَّمَا الدَّهْرِ لَنَ ينصفك مُسْتَقْبَلَا
فَيُبْدِلُ ضَحِكَاتِكُ إِلَى خيبات
وهدوئك إِلَى حَرْبِ شَعْوَاءَ
قَدْ تَنْتَهِي الْإِنْسَانِيَّةِ فِي جَدْوَلٍ حَيَاتِكُ
وَتَصْغِرَ الدُّنْيَا فِي عَيْنَيْكَ رَغْمَ وَسِعَهَا
مَازَالَتْ تَلْكُ الْغُيُومِ هِيَ نَفْسُهَا
حَالِكَةً وَسَوْدَاءَ
مَرَّتْ عَلَيْهَا طِيلَةٌ سَنَوَاتٍ كظيمة
مَازَالَتْ تَسْتَذْكِرَ صَرِيرِ ذِكْرَيَاتِهَا
الَّتِي أَكَلَهَا الصَّدَا
مَازَالَتْ تَنْتَظِرُ
ذَلِكَ الْبَابِ الْجَاثِمِ عَلَى قَلْبِهَا
مَتَى يَفْتَحُ ذِرَاعَيْهِ
وَيَتَحَقَّقُ حُلْمَهَا الْمَسْرُوقٍ
وَيُنْبِئُ بِمَقْدَمِ الْوَانِ الرَّبِيعِ
فِي نَيْسَانَ اخَرَ وَجَدِيدِ.

#مهند_جاسم_الشباني (هاشتاغ)       Mohanad_Jasim_Alshabani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل