أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الرفيق طه - اين نحن من الحرب في السودان















المزيد.....

اين نحن من الحرب في السودان


الرفيق طه

الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اين نحن من ما يجري بالسودان ؟؟
هل نحن مع الجيش الرسمي؟؟
هل نحن مع مليشيات الجنجويد او الدعم السريع؟؟
هل نحن في مكان الحياد بين المعسكرين العسكريين ؟؟
أكيد اننا لن نكون في مكان الحياد ،لأن لا حياد في المعركة.
حركة الدعم السريع جزء من الجهاز العسكري و الامني للدولة السودانية في ظل النظام السكري الذي اسسه كبار القادة العسكريون بالتحالف مع الحركة الاسلاموية بزعامة حسن الترابي، قبل ان ينفجر تحالفها و يتم تحييد جزء من الحركة المدنية الاسلاموية الترابية ،في حين بقي الجيش مؤطرا بنفس الايديولوجية التي اخترقته و جعلت حركة الاخوان المسلمين مؤطرا اساسيا للجيش و الدولة السودانية بقيادة عمر البشير.
هذا الذي جمع مليشيات الجنجويد التي كانت مليشيات غير رسمية تابعة للحركات الاخوانية و التكفيرية تنتشر وسط المدنيين و القبائل بدارفور و مناطق اخرى .مليشيات تتلقى الدعم و التخطية الجوية و الاعلامية و الاستخباراتية مباشرة من الجيش السوداني و من النظام بالخرطوم. ارتكبت هذه المليشيات ابشع الجرائم ضد القبائل المعارضة لحكم البشير و الحركات المناهضة لنظامه و لكل ابناء دارفور خاصة و عموم السودانيين. مليشيات مدعومة من قوى اقليمية تنتهل من فكر الاخوان المسلمين و التكفيريين طريقا لابتزاز الدول الاقليمية.
بعد ما سمي ربيعا عربيا الذي اطرته الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني استخباراتيا و اعلاميا الى جانب الغرب الاروبي و عملاء في الشرق الاوسط في اطار المقولة الشهيرة لوزيرة الخارجية الامريكية كوداليزا رايس "الفوضى الخلاقة" و التي قادت تطبيقها ادارة باراك اوباما، و بعد اللغط الذي انتشر عن المليشيات في الاعلام الممول غربيا عن الشبيحة و الجنجويد و .... قام نظام عمر البشير سنة 2013 بتنظيم هذه المليشيات في ما سمي بالدعم السريع و تم ترسيمها لتصبح جزءا من الجيش السوداني سنة 2018. فاصبحت اليد العسكرية اليمنى للبشير ضد منافسيه في النظام و ضد معارضيه بكل اصنافهم.
قائد الدعم السريع حمدتي او زݣالو كان الرجل الاقوى في دارفور و عموم السودان. حيث يسيطر على مناجم الذهب في السودان لحسابه الشخصي و لحساب الجنجوبد و الدعم السريع،كما يسيطر على خطوط التجارة البينية مع الدول المجاورة سواء الرسمية او عبر التهريب ،كما انه يحتل موقعا اساسيا في رسم خريطة العلاقات السياسية و العسكرية و الهدن مع التنظيمات العسكرية و المدنية في ارجاء السودان.
زكالو ،الرقم الصعب في المعادلة السودانية عسكريا و اقتصاديا لا يمتلك قوة سياسية غير مجموع الاتباع و العملاء و المرتزقة الذين يديرهم بدارفور و غيرها، لذلك احتفظ بعلاقات قوية و متينة مع عمر البشير الى حدود 2019 حين لاحظ ان الكفة من داخل الجيش تميل لصالح الحركة الانقلابية بقيادة البرهان ، التي استهدفت انقاذ الجيش من الهزيمة امام الثورة الشعبية التي تقودها قوى الحرية و التغيير و على رأسها الحزب الشيوعي السوداني و منظمات المهنيين السودانيين و احزاب و حركات علمانية اخرى، ليلحق حميتي بالانقلاب و يغدر بقائده عمر البشير و يتبع مصلحته فيحصل على جزء من اهدافه الكبرى و طموحاته و هي الحصول على منصب سياسي يدعم به سيطرته موقعه العسكري و سيطرته الاقتصادية. عين حميتي نائبا لرئيس مجلس السيادة الذي يترأسه قائد الجيش البرهان.
بهذه الخطوة تقاسم البرهان و حميتي السيطرة على السلطة في السودان و اغتالا احلام السودانيين بالتخلص من حكم العسكر.
لكن طموحات حميتي لن تتوقف و لن تتراجع حين ايقن ان الثورة السودانية ماضية في تحييد الجيش من السلطة و فرض السلطة المدنية رغم كل الابتزاز و القهر و الاضطهاد و التسويف و التماطل و الحسابات المحلية و الدولية و الاقليمية و تعدد المتداخلين في السودان المترامي الاطراف و المتعدد الطوائف و الاعراق.، تبين ان لا بديل لا بديل للحركة الثورية السودانية غير تحييد العسكر من السلطة و تهميش الحركات الاسلاموية من حركة الاخوان المسلمين و كل تلاوينهم من الحياة السياسية و لجم سيطرتهم على الامن و الجيش و المليشيات.
حميتي التقط الاشارات انه اول ضحايا سقوط النظام العسكري و اخضاع المؤسسة العسكرية للحكم و القيادة المدنية و دمج مليشياته (الدعم السريع ) في الجيش و بذلك سيفقد حميتي منصمبين اساسيين ،هما المنصب العسكري كقائد لجيش موازي، و المنصب السياسي كنائب لرئيس لمجلس السيادة و كان طموحه اكبر ربما رئيسا للسودان.
و لان الكلام عن حميتي زكالو يلخص كل شيء عن الدعم السريع فأننا هنا ملزمون بمواجهة هذه المليشيا و اعتبارها جزءا من النقيض الرئيسي للشعب السوداني و مواجهتها اساسية و لا تقبل اي تكتيك في التعامل معها لا ٱنيا و لا مرحليا و لا استراتيجيا الا كنقيض و كجهاز في يد الدولة الطبقية المسيطرة.
الجيش السوداني اليوم في حرب داخلية دفاعا عن الدولة السودانية كجهاز من اجهزتها. و دور الجيش ، اي جيش هو حماية الدولة من اي خطر خارجي او داخلي. الجيش السوداني في حربه ضد الدعم السريع يدعي حمايته للدولة السودانية المهددة من طرف الدعم السريع و داعميه الاقليميين و الدوليين.
و لكن عن اي دولة يدافع هذا الجيش ؟؟ دولة مؤسسة على انقلاب عسكري محكومة بنظام عسكري يسيطر على دواليبها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية نظام طبقي يعتبر العسكر المعبر عن تحالفات طبقية رجعية جمعت كل اصناف كبار الملاكين العقاريين و المضاربين الماليين و مافيات المهربين بالتحالف مع كبار القادة العسكريين و الاوتوقراطيين البرجوازيين مؤطرون بالاديولوجية الرجعية الظلامية للفكر الاخواني الاسلاموي بكل تصنيفاته. نظام مبني على العنصرية الدينية و القبلية و الطائفية . نظام عميل لكل القوى الرجعية و الامبريالية و تلميذ نجيب للصهيونية العالمية و منفذ لاجنداتها .
اذن فالجيش السوداني في هذه الحرب ليس الا جزءا من جهاز الدولة الطبيقية و وسيلة قمعية طبقية ضد الشعب السوداني ،و جهازا من اجهزة القهر الطبقي و استغلال مقدرات الشعب السوداني من الخيرات الاقتصادية و البشرية الغنية بكل انواع الموارد الطبيعية و الغير الطبيعية.
من هنا و من كل ذلك فإن الثوري الواضح لا يمكنه ان يكون الى جانب جيش هو الدولة و هو الجهاز و هو السيطرة الطبقية و انما سيواجهه بكل ما يملك من قوة . نقدر التاكتيك الذي مارسته القوى الثورية السودانية في مواجهة الجيش و انقلابه علابه على ثورتهم و سرقتها، و نثمن قدراتهم على المواجهة الثورية المستمرة و التي وضعت تاكتيكا استراتيجيته اسقاط العسكر و بناء نظام مدني ،نعتقد ان ثورتهم لن تتوقف عند ذلك و لكنها ستسير على مسار تحرير السودان وطنا و شعبا و توحيد قواه لرفع الظلم الذي لحقه منذ الاستعمار الى اليوم رافعا راية التحرر الكامل .الشعب السوداني ثواق للحرية و بناء المجتمع التحرري و غني بثرواته البشرية القادرة على اسقاط الجيش و حلفائه الطبقيين بكل تصنيفاتهم.
فاذا كان الموقف مما يجري اليوم في السودان واضحا انها حرب طبقية ضد الشعب السوداني فان الثوار في السودان لن يغفلوا ان هذه الحرب يفترض ان تدار بحنكة حتى تخدم الخط الثوري للشعب السوداني بوضع خطة نضالية موازية للحرب و مناقضة لها لجر اكبر قدر من الجنود الى محور الثورة ليتحالفوا مع القوى المهنية الثورية من كل العمال و الفلاحين و المهمشين و كل المتضررين من الحرب و الحكم الطبقي و العسكري.ان ادارة المعركة على محك صعب نحو الانتصار للثورة بتوسيع القاعدة الشعبية لقوى الثورة بدفع الجنود لحلف الثورة و جر البساط من تحت جهاز الجيش و المليشيات الموازية . هذه الحرب ان اديرت من طرف الثوار بحنكة فإنها ستضعف المتحاربين لصالح الشعب من اجل بناء المجتمع البديل بالسودان المستقل.
ادارة الثورة في هذه المرحلة لا تقبل البحث عن الحلول التوافقية و لا عن التهدئة ، بل تتطلب الدفع بالطرفين الى الانهيار و اخذ زمام المبادة بترتيب بناء الدولة من القيادات الثورية و الاستعداد لكل الاحتمالات مع التشبت بالهدف الرئيسي لطموحات الثورة السودانية.



#الرفيق_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرة القدم و موقع الشيوعيين .
- حوار علمي،واقعي و متميز
- سليمان و البومة الحكيمة
- براز الابل
- حزب العدالة و التنمية و مرحلة الانهيار الشامل
- الجماعات الاسلاموية رأس واحد باجساد متعددة
- النقد بين تتفيه اليسار و وصولية العقلاء
- هل نحن ضد تقاعد بنكيران؟ طبعا لا.
- تأسيس لنقاش الحريات الفردية
- بيان النهج الدقراطي القاعدي مراكش بعد اغتيال بنعيسى
- جريمة التطبيع تملق و تزلف لكيان مغتصب
- الوجه الاخر لمسألة الروهنغا ببورمة
- حماة حراك المغرب 2017
- اعتقال ناصر الزفزافي
- ترامب ،كلينتون ، فوز و خسارة و وهم
- هل للماركسية راهنية ام ماتت بموت معلميها ؟
- .ستالين يدحر النازية و يؤسس لاخلاق الشيوعية -2- جزء من رد
- ستالين يتحدى المقصلة الخروشتشوفية -1- جزء من رد
- ستالين اكبر من النعيق و تقية اعداء اللينينية - ما قبل الرد -
- ستالين اكبر من زعيق الببغاوات -رد على رشيد حمداوي


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الرفيق طه - اين نحن من الحرب في السودان