أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الخسارة الأمريكية الاسرائيلية من المصالحة الايرانية السعودية















المزيد.....

الخسارة الأمريكية الاسرائيلية من المصالحة الايرانية السعودية


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7587 - 2023 / 4 / 20 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبقى أن نرى ما إذا كانت العلاقات الجديدة مع السعودية ستحدث تغييرًا بالفعل. في الماضي حاولت ايران كثيراً مع الرياض ولم تغير الأخيرة سلوكها

يبدو أن إيران والسعودية تتجهان إلى حقبة جديدة من العلاقات بعد جولات المحادثات في بغداد ودعم المصالحة من سلطنة عمان والصين. التقارير تفيد بأن البلدين تصالحا الآن واتفقا على تطبيع العلاقات بعد سنوات من العداء وسيتم فتح السفارتين قبل 9 مايو أيار وهذا أمر مهم للمنطقة وللعراق بشكل خاص . يتم الترحيب بالأخبار بشكل إيجابي في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية والمنطقة.

من الأمور المهمة في هذا الصعيد هو العلاقات المحتملة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل . أشارت تقارير مؤخراً إلى أن الرياض طرحت احتمالات إقامة علاقات مع هذا الكيان مقابل المزيد من الدعم الأمريكي لها .

ما الذي قد يحدث الآن فيما يتعلق بهذا التغيير المحتمل للعبة في المنطقة؟ ليس من المحتمل أن المملكة العربية السعودية كانت تسعى إلى تطبيع العلاقات مع إيران أو إسرائيل ، وبدلاً من ذلك اتبعت كلا المسارين لتبقى في منأى عن أي نزاع محتمل بينهما.

قالت وسائل إعلام إيرانية إن "الصهاينة" غير راضين عن العلاقات الإيرانية السعودية الجديدة. ومع ذلك ، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه المشكلات مرتبطة. والواضح أن السعودية تبحث عن مسار جديد في المنطقة والعالم دون أن يعنيلك تخليها عن المظلة الأمريكية ، وعن الانضمام العلني في وقت لاحق، الى قطار اتفاقات أبراهام أو ابراهيم عليه السلام.

تركيا تفعل الشيء نفسه. كانت أنقرة تتصالح مع دول كانت معادية لها في الماضي ، مثل إسرائيل والإمارات والسعودية . هذا يعني أن الشرق الأوسط بشكل عام هو الآن ساحة للدبلوماسية وليس الصراع. وقد أوضحت اتفاقيات أبراهام ومنتدى النقب I2U2 (الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة) ومجموعات أخرى.

وهذا يعني أن منتقدي العلاقات الإيرانية السعودية قد لا يرون الصورة كلها . في داخل الإطار دبلوماسية لحل صراعات منفصلة في المنطقة. هناك من لايزالون يميلون إلى معارضة المصالحة السعودية الايرانية لكنهم لم يعارضوا العلاقات الإيرانية التركية. هذا لا معنى له في الدبلوماسية . تتمتع طهران وأنقرة بعلاقات حميمة رغم اختلافهما حول بعض القضايا في سوريا وآسيا الوسطى والقوقاز . تسعى موسكو الآن إلى التقريب بين تركيا وإيران وسوريا .

كما أن هناك من يرى في التوافق الايراني السعودي دليلاً على ضعف دور الولايات المتحدة في المنطقة. هذه الأصوات تصور الصين كزعيم إقليمي صاعد.هذا صحيح لكن ما تفعله الرياض لن يكون خارج الموافقة الأمريكية.
هذا صحيح. كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن و رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي في الآونة الأخيرة في المنطقة. وهذا يدل على أن الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة تشهد اهتمامًا متزايدًا من واشنطن.

القضية الرئيسية الآن هي معرفة ما إذا كانت السعودية ستغير سلوكها. سعت الرياض إلى زيادة قوة نفوذها في العراق وشنت حرباً عبثية في اليمن وتدعم أعداء المقاومة في لبنان. القصة الرئيسية الآن هي فحص ما إذا كانت الصفقة الجديدة بين الرياض وطهران ستؤدي إلى صفقة رئاسة لبنان ، التي كانت شاغرة.

كما قد يؤدي إلى مصالحة بين السعودية و سوريا . كان الرئيس السوري بشار الأسد في سلطة عمان مؤخرًا وزار الإمارات وحظي باستقبال اسطوري لافت إذ دفعت دمشق علاقاتها مع الإمارات مؤخرًا.  

بالإضافة إلى ذلك ، ترسل السعودية اشارات ايجابية في علاقاتها مع اليمن وأرسلت مبعوثا،رفيعاً إلى الحوثيين في صنعاء ، وتم تبادل الافراج عن أسرى . هل ستقلص إيران الآن دعمها للحوثيين؟ لكن هل تنهي السعودية تدخلها في اليمن الذي بدأ عام 2015؟ هل يتوقف التهديد بمهاجمة السفن التجارية في خليج عمان؟

هذه هي الأسئلة الرئيسية حول كيف قد يحتاج سلوك الرياض إلى التغيير بعد الاتفاق. إذا لم تغير الرياض سلوكها وإذا لم يكن هناك اتفاق في اليمن أو لبنان للحد من التوترات ، فسيبدو الاتفاق فارغًا ، أو سيبدو أنه يركز فقط على "ملف" واحد وليس على المنطقة الأوسع.

تاريخياً ، كان للمنطقة علاقات داخلية خاصة بها وكذلك في علاقاتها مع القوى العظمى.

على سبيل المثال ، بينما كانت المملكة العربية السعودية أو باكستان قريبة من الولايات المتحدة ، عملت باكستان أيضًا تاريخيًا مع الصين. عملت بعض الدول في المنطقة تاريخيًا بشكل وثيق مع روسيا ، مثل مصر في السبعينيات والعراق في الثمانينيات. هذا يعني أنه ليس أبدًا إما / أو من حيث العلاقات.

للولايات المتحدة إرث قوي في الشرق الأوسط. روسيا تفعل ذلك أيضًا. في حين أن الولايات المتحدة أشارت إلى شكل من أشكال التراجع عن المنطقة لمواجهة خصوم قريبين مثل الصين وروسيا ، فسيكون من الخطأ تصوير العلاقات السعودية الإيرانية على أنها خسارة لأمريكا ولاحتى لاسرائيل .

في العموم، تتخذ المملكة العربية السعودية الخيارات الصحيحة لنفسها وهذا لا يمنع من إقامة علاقات جيدة مع الغرب. هذا درس مهم للعراق ليتعلم كيف يوازن بين الصين وروسيا أيضًا وطبعاً ايران ، والسعودية والولايات المتحدة.
وليتذكر العراق أنه في حين كانت الولايات المتحدة قريبة من المملكة العربية السعودية في الثمانينيات والتسعينيات ، كان هناك جوقة متصاعدة في الولايات المتحدة ضد الشراكة الوثيقة مع الرياض.

ما حصل بين إيران والسعودية هو نموذج لما تريده الصين وروسيا في منطقتنا، التي تعتبر قلب العالم، من حيث وصلة الوصل بين شرق آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وفي المنطقة التي تحتوي أهم ممرات التجارة الدولية وأهم موارد النفط والغاز لا مكان للكيان الصهيوني اللقيط «إسرائيل» مستقبلا. أساساً ما هي وظيفة «إسرائيل» في مشروع «الحزام والطريق»؟! وما الإضافة التي تقدمها؟!

الصين بعيدة عن التنافر الجيوسياسي في المنطقة. تاريخيا، كانت روسيا تخوض صراعات جيوسياسية مع تركيا وإيران، وهذا انتهى اليوم مع الشراكة الاستراتيجية الروسية الإيرانية والتفاهمات الجدية التي تسعى إليها مع تركيا، والأهم هو فض الشراكة الروسية ـ الغربية، التي كانت «إسرائيل» إحدى أهم ثمراتها مع اقتسام العالم بعد الحرب العالمية الثانية.

كانت «إسرائيل» نقطة تقاطع روسية ـ غربية على حساب أهل المنطقة لحسابات روسية ترتبط بالصراع التاريخي مع تركيا وإيران.
«إسرائيل»، التي تقف كعائق جغرافي بين البر الشامي والمصري وكنتاج لتقسيم المنطقة وفق المصلحة الغربية، ستغدو مع تراجع الهيمنة الغربية أكثر قلقا، ومع نهاية الهيمنة الغربية المطلقة قد يتفكك المشروع الصهيوني دون حرب.

عرضت الولايات المتحدة الأمن القومي السعودي والتركي للخطر، بتحالفها مع كيانات وظيفية كأكراد سورية وشمال العراق، لمآرب جيوسياسية تتعلق بطرق التجارة البحرية في المحيط الهندي والبحر الأحمر وشرق المتوسط. والصين طبعاً تظهر كهدف نهائي لهذه الاستراتيجية الأمريكية.
الولايات المتحدة على طريق خسارة كل من السعودية وتركيا، اللتين تنزاحان ولو ببطء باتجاه الصين والتكتل الأوراسي الناشئ.
خسارة الولايات المتحدة هي خسارة استراتيجية وليست آنية. و«الحلف الإبراهيمي» أو «صفقة القرن» باتت دون جدوى. أكثر من ذلك باتت خطرا ً على الدول المطبعة، وفي طليعتها الإمارات.

 
• على تويتر @najahmalii



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوترات الإيرانية الأمريكية في سوريا ..تشريح سياسي
- لعنة سليماني تلاحق امريكا و”اسرائيل”
- ايران والولايات المتحدة..التوتر المحمود في سوريا
- إيران و أوروبا، توتر يخسر فيه الجميع ..عن تصريحات وزير الأمن ...
- سوريا التي تريد أن تعيش
- عندما تفقد السعودية ثقتها بالولايات المتحدة..
- بعد التقارب مع ايران ، بن سلمان على خطى - أبراهام -
- في النهاية كلهم يعودون الى سوريا
- غروسي في طهران : زيارة سياسية بغطاء تقني
- الأسطول البحري الإيراني في الفناء الخلفي للولايات المتحدة
- طهران والوكالة الدولية و عقدة التخصيب حتى 84%
- سانت ليغو والفخ الأوكراني
- كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر
- تحشيد دعائي ضد ايران قد يؤدي إلى أزمة طاقة كارثية
- يجب على إدارة بايدن أن لا تغلق آذانها
- مع السوداني ينزل الدولار..!
- ازمة الدولار واستدارة الإطار ..!
- هل تقف (إسرائيل) وراء هجوم بمسيرات على منشأة عسكرية إيرانية؟
- لكي لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم ..!
- حذاري من فخ التعايش مع القوات الأمريكية في العراق


المزيد.....




- موسكو تؤكد استعدادها مع بكين للمساعدة في تحقيق الوحدة الفلسط ...
- هنية يهاتف وزير المخابرات المصرية بشأن مفاوضات وقف إطلاق الن ...
- مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل تهاجم مؤيدين للفلسطينيين في جامع ...
- شاهد: انهيار طريق سريع جنوبي الصين يودي بحياة 48 شخصاً
- واشنطن تعتبر تصريحات قيادة جورجيا حول تهديدات الغرب تقويضا ل ...
- عالم أحياء يكشف الخصائص المفيدة لزهور الزيزفون
- الشمس تومض باللون الأخضر لبضع ثوان في ظاهرة نادرة للغاية
- تحذيرات من علامات في كتبك القديمة قد تعني أنها -سامة عند الل ...
- الإعلام العبري يكشف عن انتشار غير عادي للجيش المصري على حدود ...
- دراسة تونسية تجد طريقة بسيطة لتعزيز فقدان الوزن


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - الخسارة الأمريكية الاسرائيلية من المصالحة الايرانية السعودية