الأسطول البحري الإيراني في الفناء الخلفي للولايات المتحدة

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر
(Najah Mohammed Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أعلنت ايران أن سفينتين حربيتين إيرانيتين ، "إيريس ماكران" و"إيريس دينا" ، رستا قبل يومين في ميناء ريو دي جانيرو البرازيلية.
وشوهدت إحدى السفينتين في المنطقة الجنوبية من الشواطيء المشهورة عالميا في ريو يوم الخميس، بينما رست الأخرى قبالة وسط المدينة بعد أن منحت السلطات البرازيلية الإذن لهما بالبقاء حتى الرابع من شهر مارس آذار الجاري .

قبل حوالي 200 عام ، قال الرئيس الأمريكي جيمس مونرو إن أمريكا اللاتينية هي الفناء الخلفي للولايات المتحدة وأن بلاده لن تسمح بوجود قوى أخرى هناك. 

تم التمسك بمبدأ مونرو في القارة على مدار القرنين الماضيين ، وخاضت الولايات المتحدة حروبًا مرارًا وتكرارًا مع بعض الدول للحفاظ عليها.  لا تُظهر السفن الحربية الإيرانية في المنطقة تراجع القوة الأمريكية فحسب ، بل تُظهر أيضًا أن إيران لها اليد العليا في نظام القوى العالمية. 

بالطبع ، لا تقتصر قوة إيران على وجودها في البحار. كانت ضغوط إيران على الانسحاب التدريجي للأمريكيين من غرب آسيا ومقاومتها لتوسع الناتو إلى الشرق من الجوانب الأخرى لقوة طهران.

أثار وصول السفينتين الحربيتين الإيرانيتين إلى ريو دي جانيرو سخطا وانتقادات واسعة من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني اللتين اعتبرتاه تطوراً "خطيرًا ومؤسفًا".

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية في الكيان الصهيوني، ليؤور هايات على تويتر أن "إسرائيل ترى في رسو السفن الحربية الإيرانية في البرازيل تطورا خطيرًا ومؤسفًا"، مضيفًا أن البرازيل يجب ألا تمنح أي تسهيلات لدولة خبيثة.
وجاءت تعليقات المسؤول الصهيوني في أعقاب تصريحات أخرى أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس ردًا على سؤال حول وصول السفن إلى البرازيل، وقال فيها إن واشنطن تناقش القضية مع شركاء برازيليين وأنها تريد التأكد من أن إيران "غير قادرة على الحصول على موطئ قدم، وغير قادرة على الاستفادة من الآخرين في هذا النصف من الكرة الأرضية".

وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية فرض الشهر الماضي "عقوبات" على كلتا السفينتين "إيريس ماكران" و"إيريس دينا".

وفي بيان يوم الثلاثاء، أشار السناتور الجمهوري تيد كروز إلى أن الولايات المتحدة فرضت بالفعل عقوبات على السفينتين الحربيتين الإيرانيتين، مضيفًا أن ميناء ريو دي جانيرو وأي مزودي خدمات برازيليين أخرون معرضون الآن لخطر "العقوبات".
وأضاف كروز أن "إدارة بايدن ملزمة بفرض "عقوبات" ، وإعادة تقييم تعاون البرازيل مع جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإعادة تدقيق ما إذا كانت البرازيل تحافظ على تدابير فعالة لمكافحة الإرهاب في موانئها".

وتأتي هذه الأزمة وسط توترات متصاعدة بين طهران الغرب بسبب تنصل القوى الغربية الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 عنه ، ومن ثم قيام الجمهورية الإسلامية بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات مرتفعة تحت سقف الاتفاق نفسه ، وفق شروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
في وقت سابق، البرازيل رفضت البرازيل السماح للسفينتين بالرسو في كانون الثاني يناير الماضي في بادرة من الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال توجهه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن. لكن سفينة "إيريس ماكران" وفرقاطة و"إيريس دينا"، وصلتا إلى ريو دي جانيرو، يوم الأحد الماضي، بعد أن أصدرت الحكومة البرازيلية تصريحًا لهما، رغم الضغوط الأميركية.

عموما،، يمكن النظر الى رحلة السفينتين الحربيتين الايرانيتين على أنها تحدٍ لنفوذ أمريكا "في فنائها الخلفي" و تحدٍ صريح "للهيمنة" الأمريكي ، وهي نقطة خلاف قديمة، حيث تنتقد طهران باستمرار وجود الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، والذي يقوم بدوريات في الخليج الفارسي ومضيق هرمز.

كان قائد البحرية الإيرانية العميد شاهرام إيراني قال في كانون الثاني/ يناير الماضي: إن "الجمهورية الإسلامية ليست موجودة في مضيقين إستراتيجيين على هذا الكوكب مثل واشنطن، لكن في العام الحالي نخطط للتواجد في إحداها وهي قناة بنما".

#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل