أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر














المزيد.....

كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايختلف اثنان على أن التقارير حول غزو العراق في عام 2003 كانت كلها مضللة ولم تستند الى حقائق ، ولكن بعد عشرين عاماً من الهيمنة والتدخل ، نشر المؤرخون والصحافيون الأمريكيون وصفًا نهائيًا لما حدث و لماذا.

الدروس التي يستخلصها التحقيق حول تلك الحرب في كتابات هؤلاء المؤرخين والصحفيين الاستقصائيين من الأدلة المتراكمة بشق الأنفس ، أن صانعي السياسة الأمريكيين بقدر ارتباطهم بنظرائهم البريطانيين ، يكررون الفشل مرة أخرى . فالصورة التي ترسمها حرب العراق ، مع كل الإلمام بعناصرها الرئيسية ، هي صورة مدمرة للفشل الفردي والمؤسسي.
لدى جمع كبير من البريطانيين ، لم يكن صعباً الحكم على توني بلير رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت ، أنه كاذب ومجرم حرب (كما يقول الكثيرون) ، بل هو أيضاً رجل مدفوع بمزيج قاتل من الغطرسة ، تماماً مثل رئيس الولايات المتحدة يومذاك جورج دبليو بوش الذي كان ينفذ أجندة المجمع الصناعي العسكري وباقي مؤسسات القتل والدمار والنهب الأمريكية.

إن أكثر استنتاجات التحقيق إدانة التي توصل لها هؤلاء المؤرخون والصحافيون الاستقصائيون، هو الاستنتاج الشامل الذي قام بناءً على هدف أمريكا و بريطانيا المعلن بنزع سلاح صدام المدمر (وتبين أنه ماعاد يملكه حين الغزو أبدًا). لم يكن العمل العسكري في مارس (آذار) 2003 ، كما ادعى بلير ،هو الملاذ الأخير محاولاً اقناع الرأي العام البريطاني الذي نظم في مثل هذه الأيام مظاهرات مليونية عارمة في لندن ضد الحرب. بات من المؤكد بعد عشرين عاماً أن محاولة التعامل مع أسلحة الدمار الشامل المزعومة بخوض حرب ، ليست إلا كذبة ووصمة عار في جبين الاستخبارات وقادة المجمع الصناعي العسكري ومافيا النفط والمال.

قبل الحرب الكارثية ، حصل فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة بقيادة هانز بليكس على تعاون أفضل من صدام وصل حتى تفتيش قصوره الرئاسية ، و دمر ما زوده به الغرب من سلاح مدمر جرثومي وكيميائي وصواريخ باليستية. لم يكن هناك تهديد وشيك من صدام . كان هناك دعم قوي من مجلس الأمن الدولي لعمليات التفتيش المستمرة. باختصار ، أثبتت التحقيقات ، أنه على الرغم من أن التدخل العسكري الذي لم يكن مطلوبًا ، أن استراتيجية الولايات المتحدة وبريطانيا فشلت في العراق ، و تركت الكثير من بصمات الموت فيه ، وماتزال .

يجمع أولئك المؤرخون والصحفيون الاستقصائيون أن الولايات المتحدة فشلت في العراق لأن صانعي السياسة الكبار لا يعرفون أشياء يعرفها الصحفيون المغامرون عن البلاد التي تم غزوها بسلاح مدمر شامل . كان الكثير من الصحافيين والباحثين عن سحر الشرق ، زار العراق وتعرف عليه عن كثب في الثمانينيات أثناء فترة الحرب على ايران. وقد حظيت تلك الحرب العبثية المجنونة بدعم أمريكي غربي لافت ، لكن الزائرين للعراق لم يشهدوا كما يقولون في مذكراتهم ، تفاقم الانقسامات المجتمعية ، إلى جانب الضعف البنيوي للمجتمع العراقي في التسعينيات في ظل نظام العقوبات ، ما جعل العراق بشكل خاص عرضة للتخريب الأمريكي الممنهج بعد العام 2003 .
كتب ريتشارد فالك أستاذ فخري في القانون الدولي لألبرت جي ميلبانك في جامعة برينستون وزميل باحث في مركز أورفاليا للدراسات العالمية، وهو أيضًا المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان الفلسطيني ، أن الأمم المتحدة أساءت إلى صورتها كثيراً عندما فشلت في تعزيز رفضها منح التفويض للولايات المتحدة وتحالفها ، على الرغم من الضغط الكبير من الولايات المتحدة ، لشن الهجوم (على العراق) . يضيف أن فشل ما بعد الهجوم ، فاقم في حقيقة أن الأمم المتحدة قدمت الدعم للاحتلال غير القانوني بقيادة الولايات المتحدة الذي أعقب ذلك. بعبارة أخرى -يقول فالك - " لم تكن حرب العراق كارثة من منظور السياسة الخارجية الأمريكية والبريطانية والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فحسب ، بل كانت أيضًا نكسة خطيرة للقانون الدولي والأمم المتحدة والنظام العالمي".

لكن هل استفادت الولايات المتحدة من أخطائها م وهل ستعيد النظر في أولوياتها واستراتيجيتها في العراق ؟!
يجب أن يقر هذا التقييم إن حصل بالفعل بفشل الادارات الأمريكية طوال العشرين سنة الماضية . ليست هناك حاجة للقوات الأمريكية - ليس هناك سبب وجيه للمخاطرة باستمرار الانتشار في العراق .
لكن يبدو أن الولايات المتحدة لن تتعلم بسهولة ، وتأريخها طويل في تعلم القليل جدًا وبعد فوات الأوان. فقد فشلت الولايات المتحدة في تقديم تحليل في الوقت المناسب لدروس حرب فيتنام التي أصبحت متلازمة في عقلها الجمعي , على الرغم من أن المؤرخين والمحللين كتبوا منذ ذلك الحين بعض الأعمال الواقعية عن دروس "متلازمة فيتنام" ، و غطت عشرات المجلدات اللاحقة في التاريخ الرسمي للجيش الأمريكي لحرب فيتنام في النهاية العديد من المناطق في العمق .

لقد ارتكبت الولايات المتحدة حتى الآن في العراق الأخطاء نفسها التي ارتكبتها في فيتنام . ولم تحلل أبدًا بشكل صحيح الدروس المستفادة من إخفاقاتها الأخرى في أفغانستان أيضاً ، في تبرير الحاجة إلى غزو أو الاستعداد لنتائج غزو ناجح بشكل صحيح . وخلاصة الكلام أنه بعد الحروب في فيتنام وأفغانستان والعراق ... كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر.


 



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحشيد دعائي ضد ايران قد يؤدي إلى أزمة طاقة كارثية
- يجب على إدارة بايدن أن لا تغلق آذانها
- مع السوداني ينزل الدولار..!
- ازمة الدولار واستدارة الإطار ..!
- هل تقف (إسرائيل) وراء هجوم بمسيرات على منشأة عسكرية إيرانية؟
- لكي لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم ..!
- حذاري من فخ التعايش مع القوات الأمريكية في العراق
- شارلي إيبدو : مستنقع للفوضى غرقت به فرنسا…
- إيران والولايات المتحدة :إعادة ضبط إقليمي..!
- مثل تايتانك ، غرقت جميعها..!
- إعدامات واعتراضات ..!
- العراق في قلب -الحزام والطريق-.. أفعال لا أقوال
- أميركا التي لعبت مع إيران..!
- من شنغهاي إلى البريكس
- إيران تنقل محادثات فيينا إلى قطر
- رسائل أمريكا الخاطئة
- في العراق : الدخول ليس كالخروج..
- لكن مقتدى لن يرحل..
- الحرب العبثية والسلام المطلوب ..
- ما زال بايدن يحفر الحفرة ..


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر