أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - في النهاية كلهم يعودون الى سوريا















المزيد.....

في النهاية كلهم يعودون الى سوريا


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت حرب الإرهاب العالمية على سوريا ..
إذ تؤكد عودة الدول العربية إلى سوريا والتواصل مع الرئيس الدكتور بشار الأسد أن ما سمي "الثورة السورية" لإسقاط الدولة السورية فشلت تمامًا ، فاقتضى الأمر هنا اللجوء الى سيناريو آخر لجذب الدولة السورية إلى محور التطبيع العربي في محاولة لفصلها بالتالي عن المقاومة وايران تحديداً ، وهذه هي الاستراتيجية الجديدة لمحور الحضن العربي.

واضح أن الرئيس السوري مدرك تماماً لهذا السيناريو. وخلال الأزمة التي اندلعت منذ العام 2011 ، رد الرئيس الأسد مرارا بشكل سلبي على مقترحات دول نافذة في المنطقة منها السعودية لتفكيك علاقته بايران ومحور المقاومة عموماً . بالإضافة إلى هذا ، فإن اهتمام الأسد بقضية فلسطين ، ورفضه تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني ، هو تحدٍ آخر تواجهه الدول العربية العائدة ، مع سوريا التي لا ترغب بأي حال من الأحوال في التخلي عن قضية فلسطين في زمن طغى عليه التطبيع.

ليست القضية الفلسطينية لسوريا مجرد قضية تكتيكية ولم تكن يوماً جسراً لتحرير الجولان المحتل ، فسوريا تعتبر مسألة تحرير فلسطين هوية عربية وقيمة وطنية ، وكانت أزمة 2011 المفتعلة ضدها ، وهجمات الجماعات الإرهابية والتكفيرية ، الثمن الذي دفعته دمشق لرفضها الانخراط في مسلسل التطبيع . كان الحفاظ على الهوية السورية من أجل تحرير فلسطين ، مكلفا على السوريين ، لكنه لم يدفع سوريا وقيادتها إلى التخلي عن القضية الفلسطينية ، بل جعلهم ثابتين أكثر على هذا الطريق.
مع ذلك ، لقيت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى سوريا ترحيباً من دول مختلفة ، من بينها إيران والعراق والجزائر. هناك إشارات عن كسر العزلة عن سوريا التي فرضها محور التطبيع من بوابة المساعدات الانسانية بعد الزلزال المدمر ، ويعتمد المضي في هذا الطريق على جدية القيود التي تفرضها واشنطن على علاقات الدول العربية بسوريا.
في الأيام الأولى لاندلاع الأزمة عام 2011 ، تم استبعاد دمشق عن جامعة الدول العربية وسط ضجة دولية مفتعلة وتحت ضغط دول مثل قطر والسعودية. لكن كانت نتيجة هذه السياسة الخاطئة تعزيز الدبلوماسية الدفاعية السورية ،والتحالف العسكري مع قوى فاعلة في العراق ولبنان ، اضافة الى إيران وروسيا ، وبالتالي تقوية محور المقاومة في البر والجو والبحر. ربما كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل بين محور المقاومة وسوريا هي "الأجواء" و "الموانئ" ، لكن مع الأزمة في سوريا ووجود المقاومة للدفاع عن البلاد والقيادة ، فُتحت المساحة البرية عملياً للمقاومة . واليوم ، تحتل المقاومة في الجانب الشرقي من الجولان ، مكانًا متقدماً في جبهة الصراع مع الكيان الصهيوني.

تعكس زيارة وزير الخارجية المصري لسوريا ، أن مصر والحكومات العربية الأخرى في المنطقة توصلوا إلى نتيجة مفادها أنهم لا يمكنهم تخفيف أعباء القضايا الهامة العالقة في المنطقة بدون سوريا والرئيس بشار الأسد وعلاقته بمحور مقاومة ودوره الفاعل في إيجاد المتغيرات المستقبلية المطلوبة لإعادة الأمن والاستقرار الى المنطقة كلها .

على جامعة الدول العربية ، التي كانت تتعاطى أزمات المنطقة خارج نطاق الأسد ، أن تؤكد الآن أن العلاقة مع سوريا ، و موقفها في داخل جامعة الدول العربية ، يحفظ الجامعة من الانقسام ، ويداوي جروحها القديمة التي مكنت الكيان الصهيوني من التمدد وفرض اتفاقات أبراهام والتطبيع .

بعد سنوات من الغياب توصل الأقطاب النافذون في الجامعة العربية الى أن تعليق عضوية سوريا لم يكن حلاً فعالاً . على الرغم من أن السعودية لا تزال حازمة في مواقفها المعلنة، ليس من المستبعد أن تضطر الرياض إلى القبول بالدور السوري المفيد في التطورات التي تشهدها المنطقة.

حالياً ، بعد زيارة وفد البرلمانات العربية ، والاجتماعات الرفيعة التي عقدها وزير الخارجية المصري في دمشق وانقرة التي قادت في الماضي مساعي إسقاط الرئيس بشار ، يجدر بالجامعة العربية التفكير جدياً في كيفية الخروج من هذه العزلة التي فرضتها على نفسها، واستغلال الزلزال لحفظ ما تبقى لها من ماء الوجه.

عندما كانت سوريا تُعتبر (من وجهة نظر الغرب والحضن العربي) دولة مهزومة ، وكانت المنظمات التكفيرية تسيطر على معظم البلاد بدعم من أكثر من مئة دولة على رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا ، و قطر والسعودية وتركيا ، كان الجنرال قاسم سليماني يقود شخصيًا عمليات عسكرية معقدة وحساسة بالتعاون مع روسيا وحزب الله لبنان ومتطوعين عراقيين وأفغان، نجحت (تلك العمليات) بالإضافة إلى شجاعة السوريين وصبر قائدهم، في اجهاض المؤامرة على محور المقاومة ، وأحبطت خطة تفكيك العلاقة الإستراتيجية بين سوريا وإيران.

قضية سوريا المقاومة، ألقت بظلالها على إرادة الشعب من قبل الجهات الأجنبية ، وحدث التغيير والتحول فيها بناءً على الصبر الاستراتيجي الداخلي . تم تدمير أكبر جماعة إرهابية في التاريخ "داعش" ، وتدمير غرفة عمليات دول مختلفة ، ومحاربة آلاف الإرهابيين الأجانب المسلحين حتى الأسنان شكلوا مجموعات مثل الجيش الحر وجبهة النصرة والقاعدة ، و حزب تركستان الخ. أظهر انتصار سوريا ، قوة محور المقاومة ، و عزز من قدرة سوريا على أن تصبح فاعلة للإيفاء بدور في حل قضايا وأزمات عجزت جامعة الدول العربية أمامها.

كما أظهرت زيارة وزير الخارجية المصري الذي كانت بلاده أول المطبعين مع الكيان الصهيوني في معاهدة كامب ديفيد 1978 ، أن القاهرة باتت تدرك أهمية الاستعانة بسوريا في هذا الوقت بالذات لعبور بعض التحديات ، و لغاية في نفس الولايات المتحدة في خضم صراعها المفتوح مع ايران . فالولايات المتحدة لا يمكنها أن تتجاهل قضية الصراع الذي تفتعله بين دول عربية مع إيران ومحور المقاومة. إذاً ، يرتبط جزء من الدافع لإقامة علاقات دافئة مع القيادة السورية من جانب الجامعة العربية بمحاولة التأثير على العلاقات بين طهران ودمشق. إيران حليف تقليدي لسوريا التي وقفت بقوة خلال سنوات الأزمة ، إلى جانب القيادة السورية وشعبها ضد جبهة الإرهابيين الدوليين في الدفاع عن وحدة أراضي بلد عضو هام في محور المقاومة

إن الاهتمام بالاحتياجات الاقتصادية لسوريا لإعادة بناء الدمار الشامل الذي خلفه الزلزال و الحرب أيضاً ، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين وحتى تلبية الاحتياجات الاقتصادية مثل الطاقة هو المجال الرئيسي لاستثمار الجبهة العربية لإبعاد دمشق عن طهران ووضع الحالة السورية على طريق التطبيع.
من الواضح إن نتيجة مثل هذا الوضع ، ليست إعادة إعمار سريعة أو حلاً للعديد من مشاكل هذا البلد ، ولكن يمكن أن يكون لها آثار وعواقب مثل عودة سوريا إلى الجامعة العربية ، وتوسيع سيادة الدولة على أراضيها ليشمل أدلب . على امتداد سوريا ، التطور البطيء للتعاون الاقتصادي السوري مع الإمارات أو حتى السعودية ، وربما محاولة تقليصه سيؤدي إلى نفوذ إيران في سوريا انطلاقًا من التجربة العراقية ، وهو أمر يراقبه النظام الدبلوماسي العربي بعيون مفتوحة ، وهو يرى سوريا باقية مع ايران، وقد وقعت معها مؤخراً ، أي بعد الزلزال ، اتفاقية جديدة للتعاون الدفاعي، تضمن نشر منظومة دفاع جوي من نوع خرداد 15" في سوريا من أجل تعزيز الدفاعات الجوية في مواجهة تصاعد الضربات الجوية للكيان الصهيوني.

لا توجد معلومات أخرى حول شروط وأحكام الاتفاقية عن الصواريخ ، عدا ما نقلته شبكة التلفزة الايرانية الرسمية من أنه تم ابرامها خلال زيارة قامت بها مؤخراً إلى إيران شخصيات عسكرية كبيرة من سوريا ، بما في ذلك الفريق علي محمود عباس ، وزير الدفاع. لكن من المرجح تسليمها بعد اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة في أيلول سبتمبر المقبل المقبل لسحب البساط من الترويكا الأوروبية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا التي تعتزم تفعيل آلية "سناباك" لإعادة فرض كامل العقوبات الأممية على إيران .

 



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غروسي في طهران : زيارة سياسية بغطاء تقني
- الأسطول البحري الإيراني في الفناء الخلفي للولايات المتحدة
- طهران والوكالة الدولية و عقدة التخصيب حتى 84%
- سانت ليغو والفخ الأوكراني
- كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر
- تحشيد دعائي ضد ايران قد يؤدي إلى أزمة طاقة كارثية
- يجب على إدارة بايدن أن لا تغلق آذانها
- مع السوداني ينزل الدولار..!
- ازمة الدولار واستدارة الإطار ..!
- هل تقف (إسرائيل) وراء هجوم بمسيرات على منشأة عسكرية إيرانية؟
- لكي لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم ..!
- حذاري من فخ التعايش مع القوات الأمريكية في العراق
- شارلي إيبدو : مستنقع للفوضى غرقت به فرنسا…
- إيران والولايات المتحدة :إعادة ضبط إقليمي..!
- مثل تايتانك ، غرقت جميعها..!
- إعدامات واعتراضات ..!
- العراق في قلب -الحزام والطريق-.. أفعال لا أقوال
- أميركا التي لعبت مع إيران..!
- من شنغهاي إلى البريكس
- إيران تنقل محادثات فيينا إلى قطر


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - في النهاية كلهم يعودون الى سوريا