أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - ايران والولايات المتحدة..التوتر المحمود في سوريا















المزيد.....

ايران والولايات المتحدة..التوتر المحمود في سوريا


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7564 - 2023 / 3 / 28 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعدت التوترات مؤخراً بين إيران و الولايات المتحدة في سوريا، بعد تحذيرات ايرانية بدت جدية من أن تقوم القوات الامريكية بمهاجمة قواعد في سوريا أقامتها ايران بدعوة من دمشق . جاءت التحذيرات في أعقاب سلسلة من الهجمات شملت ضربات جوية من قبل الجيش الأمريكي وجماعات المقاومة المسلحة المدعومة من إيران. وسط التوترات المتصاعدة ، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه في حين أنه "لا يسعى إلى صراع مع إيران" ، فإن أي هجمات على الشعب الأمريكي ستقابل بالقوة.
في التفاصيل، صرحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في 23 آذار / مارس أن القوات الأمريكية في سوريا قصفت منشآت "تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني".
وقال البنتاغون إن الضربات الجوية نُفِّذت ردا على هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية في وقت سابق من اليوم نفسه أسفر عن مقتل مقاول وإصابة عدد من الجنود الأمريكيين. قيمت المخابرات الأمريكية الطائرة بدون طيار بأنها "من أصل إيراني".
بعد يومين ، في 25 مارس ، حذر بايدن إيران من أن الولايات المتحدة "ستتصرف بقوة لحماية شعبنا" {الذي يبعد آلاف الأميال عن سوريا} . في الوقت نفسه ، قال في نبرة تراجع ملموسة : "لا تخطئوا ، الولايات المتحدة لا ، أؤكد ، لا تسعى إلى صراع مع  إيران ".

في 25 مارس / آذار  نفت طهران رسمياً أي تورط إيراني في الهجوم الدامي الذي وقع في 23 مارس / آذار على قاعدة أمريكية في سوريا.
ووصف المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي كيوان خسروي الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بأنه غير قانوني ومزعزع للاستقرار ، وقال إن إيران "تكبدت الكثير من التكاليف" لمكافحة "الإرهاب" و "إحلال السلام" وبالتالي تعارض الأعمال التي تسبب "عدم الاستقرار".
وحذر خسروي من أن "أي عذر لمهاجمة القواعد التي أقيمت بناء على طلب الحكومة السورية لمحاربة الإرهاب ... سيتم الرد عليه على الفور".
و اتهم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني الولايات المتحدة بدعم تنظيم (داعش) ، مشددًا على أن طائرات الهليكوبتر الأمريكية كانت "تنقل" مقاتلي التنظيم الارهابي في جميع أنحاء سوريا في الأيام الأخيرة.

بعد ساعات من تصريحات خسروي ، أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا لافتاً حمل مضامين عديدة يدين "الهجوم الإرهابي العسكري الأمريكي على أهداف غير عسكرية "في سوريا.
وأشار ناصر كنعاني إلى الولايات المتحدة على أنها قوة "احتلال" في سوريا واتهمها بـ "نهب" النفط السوري ، وهي اتهامات اعترف بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالصّوت والصّورة، عندما دعا الى وضع المِنطقة السوريّة تحت إدارة شركات نفط أمريكيّة مثل “إكسو موبايل” و”شيفرن” وتصدير نِفطها، وذهاب العوائد إلى الخزينة الأمريكيّة.
كما نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية المزاعم "التي لا أساس لها" بشأن تورط إيران في الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا ، لكنه تعهد بأن "مستشاري مكافحة الإرهاب" سيبقون في سوريا.
تؤكد إيران أنه ليس لديها قوات على الأرض في سوريا وتشير إلى وجودها على أنه يقتصر على "المستشارين الذين أصدروا هذه المرة بيانًا أكدوا فيه أنهم سيواصلون عملهم.
قالت وكالتا أنباء فارس وتسنيم المرتبطتان بالحرس الثوري الإيراني في 26 مارس / آذار أن جماعة عراقية غير معروفة أعلنت مسؤوليتها عن غارة الطائرة بدون طيار في 23 مارس / آذار التي قتلت متعاقدًا أمريكيًا.
ونشرت الوكالتان صورة لبيان صادر بالعربية عن جماعة تُعرف باسم لواء الغالبون ("اللواء المنتصر") ، لكن لم تذكر أي من الوكالتين المكان الذي نُشر فيه البيان في البداية.
كان لافتاً جداً ردُ فعل وزارة الخارجية الإيرانية الذي جاء بعد موقف المجلس الأعلى للأمن القومي تعليقاً على تلك التوترات.
جاء رد مجلس الأمن القومي على تحذير بايدن وسط تكهنات متزايدة ليؤكد وحدة الموقف الايراني والنظام برمته، ورفع اللبس عن دور وزارة الخارجية في الدبلوماسية الإيرانية، في عهد الرئيس الأصولي ابراهيم رئيسي.
كان وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أصر علنًا على أن جميع مؤسسات الدولة الإيرانية متطابقة ، وذلك للرد على مزاعم تشكك في ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن رد فعل وزارة الخارجية على تحذير بايدن جاء بعد تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الجهة العليا المختصة باتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بأمن البلاد .
دخل الحرس الثوري الإيراني سوريا عام 2013 بعد اقتراح تقدم به أمين عام حزب الله لبنان السيد حين نصر الله لمساعدة الرئيس بشار الأسد في إخماد حركة ارهاب مسلحة مدعومة دوليا واقليمياً لاسقاط حكمه.
أستشهد خلال المواجهة عدد من خيرة "المستشارين العسكريين" الإيرانيين أبرزهم القيادي الكبير في الحرس الثوري حسين همداني تبعه قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني الذي أغتيل في بغداد بعد رحلة عمل له في سوريا. كان سليماني يقود مخططا، إستراتيجيًا ضمن مشروع تحرير فلسطين.

تدرك اسرائيل خطورة هذا المشروع وهو يعتمد على طريق إقامة ممر بري يصل ايران بالبحر المتوسط مرورا بالعراق وسوريا والذي يعرف اعلامياً بــ "الكوريدور الايراني". من هنا تشن اسرائيل باستمرار اعتداءات ضد أهداف في سوريا بحجة أنها مرتبطة بإيران ، رغم أنها نادراً ما تعلن مسؤوليتها.
لكن هل تسعى إيران في الهجمات الاخيرة ، إلى وضع صيغة تتلقى فيها الضربات الإسرائيلية في سوريا ردودًا على شكل هجمات على المصالح الأمريكية في سوريا؟!

لقد جاء هجوم 23 مارس مارس بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية ، وهو خرق كبير لنظام الدفاع الأمريكي، بعد حوالي شهر من غارة إسرائيلية على منطقة سكنية في دمشق بزعم أنها مكاتب "الوحدة 840 التابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
و أعلن مركز المستشارين العسكريين الإيرانيين الذي يشرف على كل حدات فيلق القدس في سوريا أن "المنطقة تتعرض، على مدى أعوام، لاعتداءات من الاحتلال الأميركي، في محاولة لفرض معادلة القوة. ولطالما كانت ذريعته أنه يردّ على مصادر النيران، ليتبين أنه يسعى، بحسب ما يعتقد ويُشيع، لاستهداف أسلحة دقيقة وتجهيزات حساسة، تنقلها إيران، وتشكل خطراً على ربيبته إسرائيل".
و بناءً على ما تقدم، وبعد هذا الهجوم الذي انطلق من منطقة التنف السورية المحتلة من جانب الأميركيين، فإن المركز يحذّر العدو الأميركي من "أننا نملك اليد الطولى، ولدينا القدرة على الردّ إذا تمّ استهداف مراكزنا وقواتنا في الأراضي السورية، ولن يكون انتقامنا سهلاً وبعيداً".

في مواجهة الاعتداءات الجوية الإسرائيلية المستمرة ، أعلنت إيران في 24 فبراير / شباط أنها وافقت على بيع أنظمة دفاع جوي إلى سوريا.
أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي أن دمشق وطهران توصلتا إلى صفقة أسلحة تضمنت بيع نظام الدفاع الجوي 15 خرداد.
عموماً، قد يُنظر إلى العمليات في سوريا التي نفذتها المقاومة المدعومة من إيران ، و رد الجيش الأمريكي على أنها امتداد للتوترات السياسية بين طهران وواشنطن التي تشهد انفراجة لافتة عكسها التقارب السعودي (الخليجي) مع ايران .ومع ذلك فهي توترات ، يُنظر إليها بعين الرضا في ايران التي عانت من ضغوط خارجية كثيرة مؤخراً ترافقت مع اضطرابات داخلية، من واقع أنها يجب أن تُفضي الى تحرير سوريا من الوجود العسكري الأمريكي، الذي يجب أن ينتهي بالضرورة في تعزير سيادة سوريا على كامل أراضيها.
لكن ، مع تعثر المحادثات لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن ، من المرجح أن تواصل إيران والولايات المتحدة الانغلاق في سوريا.
و إذا تبنت إيران بالفعل صيغة تلقت فيها الضربات الإسرائيلية في سوريا ردًا من خلال هجمات من قبل القوات المتحالفة معهاعلى المصالح الأمريكية هناك ، فإن تقليص دور روسيا كقناة لخفض التصعيد يمكن أن يزيد التوترات (المحمودة هذه المرة ) بشكل كبير.

لمتابعته على تويتر @najahmalii
 



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران و أوروبا، توتر يخسر فيه الجميع ..عن تصريحات وزير الأمن ...
- سوريا التي تريد أن تعيش
- عندما تفقد السعودية ثقتها بالولايات المتحدة..
- بعد التقارب مع ايران ، بن سلمان على خطى - أبراهام -
- في النهاية كلهم يعودون الى سوريا
- غروسي في طهران : زيارة سياسية بغطاء تقني
- الأسطول البحري الإيراني في الفناء الخلفي للولايات المتحدة
- طهران والوكالة الدولية و عقدة التخصيب حتى 84%
- سانت ليغو والفخ الأوكراني
- كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر
- تحشيد دعائي ضد ايران قد يؤدي إلى أزمة طاقة كارثية
- يجب على إدارة بايدن أن لا تغلق آذانها
- مع السوداني ينزل الدولار..!
- ازمة الدولار واستدارة الإطار ..!
- هل تقف (إسرائيل) وراء هجوم بمسيرات على منشأة عسكرية إيرانية؟
- لكي لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم ..!
- حذاري من فخ التعايش مع القوات الأمريكية في العراق
- شارلي إيبدو : مستنقع للفوضى غرقت به فرنسا…
- إيران والولايات المتحدة :إعادة ضبط إقليمي..!
- مثل تايتانك ، غرقت جميعها..!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - ايران والولايات المتحدة..التوتر المحمود في سوريا