أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد سعد عبيد - اخونة الأدب .. استخدام الأدب في نشر فكر الإخوان















المزيد.....



اخونة الأدب .. استخدام الأدب في نشر فكر الإخوان


أحمد سعد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 21:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقوم جماعة الإخوان المسلمين باستخدام الأدب في نشر فكرها منذ فترة زمنية طويلة، ولقد ظهر عبر التاريخ ظواهر استخدام الادب في السياسة فيما سمي "الأدب السياسي" وهو استخدام الادب للأيدولوجيات السياسية، وظهر بحث العلاقة بين الأدب والدين والجدل حول مخالفة الأدب والفن للدين والتحول إلى استخدام الأدب والفن في الدين والتبشير، وظهرت نظرية الأدب الإسلامي كنظرية تغلف نوع من الأدب بصبغة أدبية تلبسه إطار الدين ومظاهره، وتم المزج ما بين تسيس الأدب واسلمة الأدب فيما يمكن تسميته أخونة الأدب.
سأحاول أن ألقي البحث الضوء على كيفية نشر الأفكار من خلال الادب، حيث قامت جماعة الاخوان باستخدام الادب على مدار تاريخها في نشر وترويج أفكارها، وقامت بتبسيط الادب المستغل في ذلك بأسلوب بسيط ولغة بسيطة لكي يصل إلى أكبر عدد ممكن من القراء، بل أيضا استخدام اللغة العامية لتبسيط الادب، واستخدمت مصطلح "الأدب الإسلامي" لتلبس الأخونة برداء الإسلام، فيوضح البحث ذلك والفرق بينهم، ويوضح كيف تستغل الجماعة "الاغيار" من خارج الجماعة تحت مسمى "تمكين الأخر" لكي يختلط الامر على القراء وتندس كتب المحظورة بين الكتب الأخرى.















المبحث الأول: مدخل معرفي ومفاهيم.
المطلب الأول: مفهوم الأدب السياسي:
يعرف عبد الحميد محمد زرؤوم الأدب السياسي بأنه فن من القول يتصل بنظام الدولة الداخلي أو بنفوذها الخارجي ومكانتها بين الدول، يعبر عنه في شكل شعر أو خطبة أو قصة أو رواية، أو هو الأدب الذي يتناول علاقة المواطن بالسلطة، والحكومة بالمعارضة، وعلاقة الدولة بالدول الأخرى في السلم والحرب، سواء صدر هذا الأدب من السلطة السياسية أم من معارضيها. بعبارة وجيزة: الأدب السياسي هو كل ما يتخذ القضايا والموضوعات السياسية مادة له، مدحا أو قدحا، تأييدا أو تفنيدا، وليس فقط نضالا عن الحكم وهجوما على الخصم (المناوئين المعارضين) ودفاعا عن نظرية معينة.(( ))
الفرع الأول: الأدب والسياسة
ومن المتداول ان كتاب عصر التنوير مثل -فولتير ومونتسكيو وجون لوك وتوماس هوبز وجان جاك روسو- أثرت أعمالهم وأفكارهم بسامتها الواضحة على مفكرين مهمين تنتمي أفكارهم للثورة الأمريكية والثورة الفرنسية.
وفي فرنسا الملكية أصدرت الحكومة قانوناً للرقابة على المطبوعات، يقضي بإيقاع عقوبة الإعدام بحق كل من ينشر أو يطبع أو يروّج لأعمال أدبية تهاجم الدين أو تلعب بالعقول أو تزعزع النظام أو تقلق راحة البلد، وذلك في 16 ابريل عام 1757. فكان أن ظهر نتيجة لذلك ما سمي الأدب السري الذي كان يُطبع خارج البلاد: في بريطانيا وهولندا وسويسرا، وكذلك في فرنسا نفسها. وكان الناس يبحثون عن هذا الأدب بشتى الطرق لأنه كان "الفاكهة المحرّمة". وفي أعقاب الثورة الفرنسية، ارتفع سقف الحرية، وكان للصحافة دورها البارز في توعية الناس ولفت أنظارهم إلى حقوقهم المسلوبة. وفي 29 سبتمبر عام 1824، ألغى الملك شارل العاشر قانون الرقابة على المطبوعات. إلا أن الإفراج عن الحرية لم يدم سوى عامين؛ فلم يكن بعدئذ يسمح للصحف بالظهور إلا بعد فحصها من لجنة الرقابة.(( ))
يوضح تيري ايغلتون في كتابه "نظرية الأدب" عن المدرسة الرومنتيكية: إن الكلام عن "الأدب والايدلوجيا" بوصفهما ظاهرتين منفصلتين غير ضروري، فالأدب هو ايدلوجيا، ويرتبط بعلاقات وطيدة مع السلطات الاجتماعية.
أن تاريخ النظرية الأدبية الحديثة جزء من التاريخ السياسي والإيدلوجيا لحقبتنا، والنظرية الأدبية مرتبطة بالقناعات السياسية والقيم الأيدلوجية على نحو لا يقبل الانفصال.(( ))
في كتب "الماركسية والنقد الأدبي" و "النقد والأيدلوجية" يفضل إيغلتون منظور الفيلسوف الفرنسي لوي ألتوسير الذي يرى ان الفن لا يمكن اختزاله إلى ما هو مجرد أيدلوجية؛ إن له علاقة بالايدلوجية، ولكنه ليس مجرد انعكاس لها. إن الأيدلوجية تدلنا على الطرائق الخيالية التي يختبر الناس بواسطتها العالم الواقعي، وهذا بالضبط ما يفعله الأدب حيث يشعرنا بأننا نعيش ظروف معينة بدلا من أن يقدم لنا تحليلا مفهومي لهذه الظروف، إن الأدب عالق بشبكة الأيدلوجية، ولكنه يعمل في الوقت نفسه على تبعيد نفسه عنها على درجة ندرك فيها المنابع الأيدلوجية التي يصدر عنها. بقيامه بذلك لا يعمل الفن، والأدب كذلك، على تمكيننا من معرفة الحقيقة التي تحجبها الأيدلوجية لأن المعرفة بالنسبة لألتوسير هي بالمعني الدقيق للكلمة "المعرفة العلمية" ذلك النوع من المعرفة الذي نحصل عليه من رأس المال لماركس وليس ما نحصل عليه من رواية أوقات صعبة لديكنز، إن الفرق بين العلم والفن لا يكمن في كونهما يعالجان موضوعين مختلفين، بل في كونهما يعالجان موضوعا واحدا بطريقتين مختلفتين،(( ))
الفرع الثاني: تسيس الأدب
يتم استخدام الحكاية والقصة في تعليم السياسة والحيلة السياسية منذ قديم الأزل مثل كتاب كليلة ودمنة وكتاب رقائق الحلل في دقائق الحيل، وتقدم العديد من الروايات رؤية سياسية يتبناها المؤلف مثل مزرعة الحيوانات التي تصف الكوميونة في النظام الشيوعي وتنقدها، وتمثل رواية فهرنايت 451 الأثر الذي من الممكن ان تحدثه رواية على النظام السياسي، وكانت تنقد المكارثية ضد المثقفين.
ومن الشائع القول إن رواية "كوخ العم توم" للكاتبة هارييت بيتشر أدت إلى إذكاء شرارة الحرب الأهلية في الولايات المتحدة.
ولقد قام النظام النازي بحرق مؤلفات وروايات الكتاب التي استخدموا فيها الأدب لتمجيد جمهورية فيمار ونقد النظام النازي مثل كتابات هاينريش مان، إرنست غلايزر، إريش كستنر.
وفي أمريكا ومع بداية الحرب الباردة شكلت لجنة الأنشطة غير الأمريكية التابعة لمجلس النواب في عام 1938 بغرض التحقيق مع المواطنين والمنظمات الأمريكية المشتبه في ارتباطهم بعلاقات شيوعية، واقامت جلسات استماع في عام 1947 للتحقيق في التأثير الشيوعي في صناعة أفلام هوليود. نتج عن ذلك قائمة سوداء تُسمى بـ "هوليوود 10"، منع بسببها عدد من كتاب السيناريو والمخرجين المؤثرين. وسمي هذا الاتجاه بالمكارثية حيث كان يوصم الكتاب والمثقفين بالشيوعية.
ووضع أي أيدلوجية في الأدب تحوله إلى بيان أو خطبة، وهناك مدارس في الادب مثل الواقعية الاشتراكية أو غيرها من المدارس الادبية لو أصبح الأيدلوجية متغلبة على الأدب تصبح الكتابة رديئة وأشبه بالخطب والبيانات السياسية، ولكن بافتراض امتلاك الكاتب للموهبة ويستطيع توظفها تصبح الكتابة تستحق القراءة.
وهناك الكثير من الكتاب أصحاب الأيدلوجية عبروا عن أيدولوجيتهم وتوجهاتهم في كتابتهم.
المطلب الثاني: الأدب والدين
العلاقة بين الاستطيقا (الجمال) والميتافيزيقا أو الدين علاقة تم بحثها في العديد من المؤلفات مثل علاقة الادب بالفلسفة أو علاقة الأيدلوجيا بالأدب وغيرها، ولكن يلاحظ أنه تم استخدام الأدب في الدعاية الدينية مثل جون ميلتون في قصيدة (الفردوس المفقود) حيث تدور عن قصة خروج أدم وحواء من الجنة ونزولهما إلى الأرض. وبالعكس تقدم شفرة دافنشي نقد للدين حيث تتناول علاقة المسيح بـمريم المجدلية بطريقة منافية لما هو مذكور بالكتب المقدسة. ومُنعت الرواية من دخول بعض الدول.
يقصد بالأدب الديني إلى الأعمال الأدبية التي تعتمد على الدين. حيث المعتقدات الدينية موضوع رئيسي. واستخدم في عصر النهضة المحتوى الديني المسيحي في الشعر والقصص والحوارات والتي تهدف إلى مساعدة القارئ على حياة أكثر قدسية مثل حياة المسيح لودولف ساكسونيا وتقليد المسيح لتوماس كيمبيس(( ))، ويمكن أن نشير يشير مصطلح الأدب الديني في الغرب إلى الكتب القائمة على المبادئ المسيحية. وبالتالي فإن الأدب الديني في الشرق قد يعتمد على ديانات مثل الإسلام والهندوسية والبوذية.
ويشير زكي المحاسني(( )) إن الادب الديني في الإسلام يتضح في النواحي الأدبية في القرآن والسنة، مثل القصص القرآني ويتضح في شعر الجهاد في الإسلام، وآثار القرآن في الأدب العالمي.
يوضح ب. كروتشه في كتابه المجمل في فلسفة الفن:
ومن تفرعات المذهب الأخلاقي قولهم إن غاية الفن أن يوجه الناس نحو الخير، ويبث فيهم كره الشر، ويصلح عادتهم، ويقوم أخلاقهم، وإن على الفنانين أن يساهموا في تربية الجماهير، وتقوية الروح القومية او الحزبية في الشعب، أو إذاعة المثل الأعلى الذي يفرض على الفرد أن يعيش حياة بسيطة جاهدة، .... والحق إن هذه أمور لا يستطيع الفن أن يقوم بها أكثر مما تستطيع الهندسة ذلك. على أن فلاسفة الفن الأخلاقيين كانوا يدركون عجزه عن فعل ذلك ويتغاضون عن استخدامه أمورا غير أخلاقية مادامت في خدمة الكنيسة والأخلاق.(( ))
يرى ب. كروتشه أن فعل الفن هو حدس مجرد من أي تأثير خارجي عليه متحرر من أي تبعية لايدلوجية فخو فعل خلق إبداعي يعبر عن نفسه مباشرة حيث الحدث والتعبير عن المشاعر والانفعال بها، فالفن يتحرر من كل ما هو عقلي يثبت استقلاليته بالنسبة إلى الأخلاقيات والسياسة والفلسفة التي لا يمكن لها سوى الامعان في استغلاله.(( ))
الفرع الأول: نظرية الادب الإسلامي
يتم استخدام مصطلح الادب الإسلامي ليوضح أن الادب والفن (علم الجمال) سيرتدي ثوب الدين أو الميتافيزيقا أو الاخلاق الإسلامية، وفيما تعريف الادب الإسلامي:
تعريف رابطة الادب الإسلامي: " الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفق التصور الإسلامي "(( ))
تعريف عبد الرحمن رأفت الباشا: " هو التعبير الفني الهادف عن وقع الحياة والكون والإنسان على وجدان الأديب تعبيرا ينبع من التصور الإسلامي للخالق عز وجل ومخلوقاته".(( ))
يوضح محمد قطب في كتابه منهج الفن الإسلامي: "الفن الإسلامي.... إنما هو الفن الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامي لهذا الوجود.".(( ))
"وقد كان أول من كتب في الموضوع ونبه إليه فضيلة (أبي الحسن الندوي)، وذلك حين اختير عضوا في المجمع العلمي العربي في (دمشق). حيث قدم بحثا دعا فيه إلى إقامة أدب إسلامي، والعناية به، فكان أول الداعين إلى ذلك وطليعة المنبهين إليه.(( )) وأبو الحسن الندوي هو الذي قدم المصطلح في بحثه "نظرة جديدة إلى التراث الأدبي العربي"، وفي كتابه (نظرات في الأدب)،(( ))
ثم تلاه سيد قطب فكتب مقالا في هذا الموضوع ثم نشر في كتابه (في التاريخ فكرة ومنهاج). وقد نبه في هذا المقال إلى وجود أدب إسلامي متميز، ودعا إليه. وفي كتابه (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) حيث ورد فيه حديث عن منهج الأدب الإسلامي.
وكذلك محمد قطب في كتابه "منهج الفن الإسلامي" والذي وضح فيه نماذج من الأدب الإسلامي مثل محمد إقبال وعمر الأميري وطاغور وسكينة بنت الحسين وابن الرومي! واخته حميدة قطب(( )) والكاتب الأيرلندي ج. م. سينج، وذلك تحت فصل "في الطريق إلى أدب إسلامي" والذي نظر إن طاغور ليس مسلم وسلبي لكن سلبيته بها عذوبة وهو في هذا لا يلتقي مع المنهج الإسلامي، ولكنه مع ذلك لا يخرج تماما عن دائرته، فهاك نقط التقاء بين طاغور وبين المنهج الإسلامي، ويوضح إنه اختار بعض أبيات لابن الرومي بصفة خاصة لأنها تلتقي في البيتين الأخيرين بمنهج الفن الإسلامي وأن مسرحية الكاتب الأيرلندي تلتقي التقاء جزئي مع المنهج الإسلامي.
ثم نجيب الكيلاني "الإسلامية والمذاهب الأدبية"، وعماد الدين خليل "في النقد الإسلامي المعاصر"، ثم اقرارها مادة في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.(( ))
وذكر عبد الرحمن رأفت الباشا " أن خصائص الأدب الإسلامي إنه أدب (هادف- ملتزم- أصيل- متكامل- مستقل- فعال مؤثر)، ويتضح من الخصائص التي وضحها أنه أدب يهدف إلى نشر فكر محدد.
رابطة الادب الإسلامي
إنشاء رابطة الأدب الإسلامي العالمية مر بعدد من المراحل، الفكرة بدأت في أذهان عدد من الأدباء والنقاد الإسلاميين من مختلف الجنسيات، الذين اجتمعوا منذ عام 1980م إلى أن استقروا على تكوين هيئة تأسيسية تدرس أبعاد الفكرة وتخطط لها، وتراسل الأدباء في سائر الأقطار الإسلامية.(( ))
ثم كانت الندوة العالمية للأدب الإسلامي التي دعا إليها أبي الحسن الندوي في لكنو بالهند في أبريل 1981م، ودُعي إلى هذه الندوة عدد كبير من رجالات العالم الإسلامي، وفيهم كثير من المهتمـين بالأدب. وفي هذه الندوة التي أعطت دفعاً قويًّا للأدب الإسلامي، اتخذت توصية مهمة تتضمـن (إقامة رابطة عالمية للأدباء الإسلاميين).
وقد تأكد ذلك في ندوة الحوار حول الأدب الإسلامي التي عُقدت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في مايو 1982م، ثم في ندوة الأدب الإسلامي التي عقدت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أبريل1985 م. وخلال هذه الفترة قامت الهيئة التأسيسية للرابطة بالاتصال بأبي الحسن الندوي، وعرضت عليه ما قامت به من أعمال تمهيدية واتصالات موسعة، ورغبت إليه أن يتبنى إنشاء هذه الرابطة، واستجاب سماحته لذلك.
وانبثقت عن الهيئة التأسيسيـة لجنة تحضيرية تولت الإعلان عن قيام (رابطة الأدب الإسلامي العالمية) ونشرت هذا الإعلان في عدد من الصحف والمجلات بتاريخ 24/11/1984م.
ثم دعت الهيئة التأسيسية إلى مؤتمر الهيئة العامة الأول، بعد انتساب عدد كبير من الأدباء إليها في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وعقد هذا المؤتمر في جامعة ندوة العلماء بلكنو في الهند في يناير 1986م حيث تم وضع النظام الأسـاسي للرابطة، وانتخاب مجلس الأمناء. كما انتُخِبَ أبي الحسن الندوي رئيساً للرابطة مدى الحياة، وتمَّ الترخيص الرسمي للرابطة في مقرها الرئيسي بمدينة لكنو بالهند، ثم انتقل مقر الرابطة إلى مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية سنة 2000 م بعد وفاة الشيخ أبي الحسن الندوي، وانتخب عبد القدوس أبو صالح أحد مؤسسي الرابطة رئيساً لها.
الفرع الثاني: اسلمة المعرفة
واسلمة الأدب هي أحد أوجه اسلمة المعرفة وقد تناول ذلك إسماعيل راجي الفاروقي:
"إن إصلاح التعليم المرجو منهم هو صبغ المعرفة الحديثة ذاتها بالصبغة الإسلامية. فالدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية والطبيعية يجب – كمقررات دراسية – أن تُتصور وتُبنى من جديد وأن تقام على أسس إسلامية جديدة وتناط بها أغراض جديدة تتفق مع الإسلام. يجب أن يصاغ كل علم صياغة جديدة بحيث يجسد مبادئ الإسلام في منهجيته واستراتيجية، وفي معطياته ومشاكله، وفي أغراضه وطموحاته. يجب أن يعاد تشكيل كل علم كي يصبح ملائما للإسلام عبر محور أساسي هو "التوحيد" بأبعاده الثلاثة:
البعد الأول: هو وحدة المعرفة التي يجب بمقتضاها أن تسعى كل العلوم إلى طلب معرفة الحقيقة بمنهج عقلي موضوعي نقدي، وهذا سوف يريحنا وإلى الأبد من الزعم الذي يقسم العلم إلى "عقلي" و "نقلى" بما يوحى بأن الثاني غير عقلي؛ أو يقسمه إلى دراسات "علمية ومطلقة" وأخرى "اعتقادية نسبية".
والبعد الثاني: هو وحدة الحياة والتي بمقتضاها يجب أن تأخذ كل العلوم في اعتبارها الطبيعة "الهادفة" للخلق وتعمل على خدمتها، وهذا سيقضى وإلى الأبد على الزعم القائل بأن بعض العلوم عظيم القيمة وبعضها محايد أو عديم القيمة.
أما البعد الثالث: فهو وحدة التاريخ التي يجب بمقتضاها أن تعترف كل العلوم بأن النشاط الإنساني كله ذو طابع اجتماعي أو مرتبط "بالأمة"، وأن تعمل على خدمة أهداف الأمة في التاريخ. وهذا سوف يقضى على تقسيم العلوم إلى "فردية" و "اجتماعية" مبرزا – وعلى الفور – جميع العلوم [على أنها] إنسانية الطابع وذات ارتباط بالأمة."(( ))
إن مهمة أسلمة المعرفة (بالتحديد أسلمة العلوم، أو بمعنى أوضح، إنتاج كتب دراسية جامعية في نحو عشرين علما طبقا للتصور الإسلامي). وقد تعاونت جامعة "إسلام أباد" مع "المعهد العالمي للفكر الإسلامي" في أسلمة المعرفة أو إعداد كتب إسلامية في المواد الدراسية تصلح للاستخدام في الكليات أو إعداد الأدوات الضرورية للبحث من أجل تأليف هذه الكتب.
وأسلمة التعليم: رجاله ومؤسساته، مناهجه وكتبه.
إن إعادة صياغة المعرفة على أساس علاقة الإسلام بها، بمعنى "أسلمتها"، أي إعادة تعريف المعلومات وتنسيقها وإعادة التفكير في المقدمات والنتائج المتحصلة منها، وأن يقوم من جديد ما انتهي إليه من استنتاجات وأن يعاد تحديد الأهداف.... على أن يتم كل ذلك بحيث يجعل تلك العلوم تثري التصور الإسلامي وتخدم قضية الإسلام – وأعني بها وحدة الحقيقة ووحدة المعرفة ووحدة الإنسانية ووحدة الحياة والطبيعة الغائية للخلق وتسخير الكون للإنسان، وعبودية الإنسان منه – أن تحل هذه محل التصورات الغربية وأن يتحدد على أساسها إدراك الحقيقة وتنظيمها.
وقدم الفاروق خطة عمل كان فيها: "الخطوة الحادية عشرة: إعادة صياغة العلوم في إطار الإسلام الكتب الدراسية الجامعية"
" إن الكتاب الجامعي أو المدرسي المنشود في أي تخصص علمي يمكن إعداده بفضل الخصب الذي تتميز به مثل هذه النظرات الثاقبة والمتبصرة في مفاهيم الإسلام، والخيارات المبدعة لتحقيق تلك المفاهيم. إننا بحاجة إلى الاستكثار من المقالات والبحوث التي تمثل اختراقات فردية متعمقة في أي موضوع أو فرع أو مشكلة كي تكون بمثابة "رؤية خلفية" أو "ميدان مواءمة" يمكن تنبع منها الرؤية الإسلامية في أي تخصص أو فرع علمي.
إن أسلمة علم ما لا تتم بتأليف كتاب واحد فيه، حتى ولو تحققت فيه كافة المواصفات المطلوبة. لابد من وجود عشرات الكتب الدراسية من أجل تنمية المقدرة الذهنية للعقول المسلمة. أضف إلى هذا، أننا بحاجة ماسة إلى العديد من الكتب التي تغطي الحاجات التربوية للمستويات الجامعية المختلفة (بدءاً من طلاب مرحلة البكالوريوس إلى طلاب الدراسات العليا)، كما أن ثمة حاجة إلى مزيد من الكتب التي تشبع حاجات المسلمين وهي غير محدودة، ولك التي تبرز وتبلور التصور الإسلامي وهي غير محدودة كذلك. لكن نظام الأولويات يفرض علينا أن نعبئ جهودنا في البداية لإعداد كتب دراسية نمطية لكل من التخصصات العلمية بحيث تبرز فيها بشكل حاسم علاقة التصور الإسلامي بهذا التخصص، وتصبح بمثابة الدليل الذي تسير على نهجه العقول الإسلامية في المستقبل. ولست في حاجة إلى القول بأن أية محاولة لتعجيل إنتاج الكتاب الدراسي الجامعي على حساب الالتزام بالخطوات المشار إليها سابقاً لا يمكن أن تنتج إلا شيئاً هزيلاً."(( ))
المبحث الثاني: أخونة الأدب
المطلب الأول: أخونة الأدب.
هنا أقدم فرضية أن الاخوان يقوموا تلبيس انشطتهم برداء الإسلام لجذب الجمهور وذلك بتلبيس الادب الاخواني ثوب الادب الإسلامي، لذا ينبغي توضيح الفرق بين الأدب الإسلامي وبين أخونة الادب حيث ليس كل أدب إسلامي هو أدب اخواني لكن الأدب الاخواني هو ذلك الأدب الذي يقدم أفكار الاخوان ومنهجهم ويدل على عمل تنظيماتهم في كتابتهم.
هل هناك أدب مؤدب وأدب غير مؤدب؟ أدب إسلامي وأدب غير إسلامي؟
الأدب المسيحي الأدب اليهودي، هل هي مصطلحات منتشرة؟
أقدم فرضية اسعى لإثباتها وهي ان الاخوان يقومون بخلط كل ما هو اخواني بما هو إسلامي فتبنوا مصطلح الادب الإسلامي ليزرعوا فكر الاخوان داخل الأدب، ونشر فكرة إن أدبهم هو أدب دعوي( ) يدعو لأفكار الإسلام ويتبع المنهج الإسلامي وأدب ملتزم هادف يحض على الالتزام بالأخلاق والدين الإسلامي، وفي رأيي وفرضيتي انه ليس كل ما هو إسلامي اخواني فهم يختاروا ادب يكتبه غير المنتمين لهم ويضعوه على قائمة الادب الإسلامي، ويستخدموا الادب في نشر أفكارهم تحت مسمى الادب الإسلامي.
فهناك كتاب يكتبون أدب لا ينطوي على فكر الاخوان لكنهم يعتبرونه ويدخلونه في نطاق ما يسمونه أدب إسلامي حتى يحيطوا أنفسهم بدروع تحميهم ويختفوا خلفها، وتنتشر بين الإخوان مقولة "كم منا وليس فينا" بين كثير من الاخوان فينسبوا إلى تنظيمهم من ليس منهم من الادباء، ويستخدموا غيرهم في دعوتهم أو كعناصر جذب لجماعتهم، فيطلقوا عليه لفظ (الأدب الموافق أو الأدب الجيد أو الأدب الصالح)(( )).
الفارق الأساسي بين استخدام الادب في نشر أهداف سياسية أو أيدلوجية وبين أخونة الأدب هو أن أغلب الادب السياسي المستخدم في ذلك -خارج إطار الاخوان- هو مجرد محاولات فردية تعكس رؤية المؤلف الخاصة مثل الكتاب أصحاب التوجهات الشيوعية مثل كتاب أمريكانلي لصنع الله إبراهيم أو مؤلفات فؤاد قنديل، فهي روايات تعكس إيمان المؤلف الفرد بإيدلوجية معينة فكتب صنع الله إبراهيم تم نشرها في دار المستقبل وعندما أغلقت حول نشر مطبوعاته إلى دار الثقافة للنشر التي يغلب على اصدارتها التوجه الشيوعي.
وعند المراجعة لتاريخ النشر نجد أن دار التقدم روسيا في تقديمها للأدب الروسي ونشره باللغة العربية في مصر وسوريا والعراق وبعض الدول العربية كانت واضحة واسم دار التقدم واضح.
وحتى عندما قامت السفارة الامريكية بدعم ترجمة الروايات الامريكية في مصر( ) مثل عناقيد الغضب وأن تقتل طائرا بريئا، وفهرنهايت 451 كان من الأدب "اليساري" إن جاز استخدام التعبير، والمدهش في الأمر أنه تم نشرهم في دار الشروق الدار التي كانت تنشر كتب منظري الاخوان سيد قطب، ومحمد قطب، والقرضاوي، والغزالي.
بينما الاخوان يقدموا أفكارهم في الروايات بطريقة ممنهجة جماعية موضوع خطتها من التنظيم وتجند دور النشر التابعة لها والموالية لها في عدد من البلدان. كما سيتضح من النماذج التطبيقية في نهاية البحث.
ومن الملاحظات الواضحة لأي باحث يقوم بالمتابعة والملاحظة أن الأدب الاخواني يتم كتابته بطريقة منهجية منظمة ويتم نشره وطبعاته بشكل منظم وممنهج، ويتم توزيعه وبيعه بشكل ممنهج ومقصود، ويتم ملاحظة ذلك من الطبعات المشتركة والمتكررة لبعض الكتب في عدد من دور النشر ذات التوجه الواضح، ويتم توجيه المنتمين بالشراء هذه المؤلفات ومن جهات محددة حيث يلاحظ مرتادي معارض الكتاب توجه مجموعات بقوائم قراءة موحدة لبعض دور النشر المحددة للقيام بشراء هذه القوائم من الكتب، ويكون الحرص على وصفه بانه إسلامي وليس أخواني فمنهجهم هو تلبيس الاخونة إطار الدين الإسلامي، بينما الأدب السياسي هو مجرد رؤية فردية لمؤلف صاحب وجهة نظر.
يوضح خليل العناني: "ففي بداية عملية التجنيد يركز القائمون بالتجنيد على بث القيم والأخلاق الإسلامية بين شبكاتهم، وبعد فترة وجيزة، يبدؤون ببث أيديولوجية الجماعة في رسالتهم الدعوية المحملة تدريجياً ... ومن الجدير بالذكر أن الدعاة حين يتواصلون مع أعضاء محتملين من خلال الدعوة، يميلون إلى تأطير تفاعلاتهم باسم الإسلام لا باسم الإخوان".
الفرع الأول: من أين ظهر المصطلح؟
ونسب عبد الواحد الأنصاري فكرة أخونة الأدب إلى تركي التركي وذلك في مقال في صحيفة الحياة بتاريخ 29-7-2013م، حيث تناوله الكاتب تركي التركي في جريدة الاقتصادية،(( )) حيث وضح أن: "ليس جديداً أن تخرج أطروحات الأدب الإسلامي من العباءة الإخوانية، إذ إن من أوائل النقاد المعنيين بنظرية الأدب الإسلامي سيد قطب، ومن بعده أخوه محمد قطب الذي كتب عن الحداثة،... وانتقد أن "مجلة الأدب الإسلامي" العدد 79 الصادرة عن رابطة الأدب الإسلامي العالمية، قامت بإبراز شخصية أدبية اخوانية مثل جابر قميحة( )، وتساءل: "هل أصبحت "مجلة الأدب الإسلامي" فرعاً أدبياً لموقع "إخوان أون لاين"؟
ويرى أنه يجب فك الارتباط بين الادب الإسلامي والادب الاخواني: "يجب أن يرافقه فك لـ "الارتباط السيامي" بين هذا الأدب وبين التوجه الإخواني أو الكوادر الإخوانية والنظر للأدب الإسلامي "بوصفه نظرية إسلامية غير مرتبطة بحزب".
واستخدم المصطلح أيضا الكاتب عبد الرحمن بن عبد الله الواصل في مقاله "أخونة الأدب والأندية الأدبية في السعودية" المنشور في صحيفة "الشرق" السعودية ليقدم مدى تغلغل "الفكر الإخواني" في التعليم العام والجامعات من خلال ما سُمي "الأدب الإسلامي"، الذي "لا يعدو كونَه شعراً جهاديا وتحريضيّا أو صاهراً للوطن في كيان الأمَّة أو نظماً إخوانيا في المبادئ والقيم الإسلاميَّة ليس إلا، مُقصين الأدبَ السعوديَّ وبخاصَّة منه الشعر في أغراضه القوميَّة والوطنيَّة والرومانسيَّة والمسرحيَّة، ومهمِّشين الأدباء السعوديِّين وبخاصَّة شعراء الحداثة ونقَّادها ودارسيها". فكانت النتيجة أن "تضمّنتْ مقرَّرات المحفوظات والنصوصِ في التعليم العام أناشيد جهاديَّة إخوانيَّة وقصصاً عن كراماتهم الجهاديَّة، بل حفزوا كتَّابهم وشعراءهم ونقَّادهم لينشروا أفكارهم وتوجُّهاتهم في مقالاتهم وأشعارهم في صحفنا ومجلاَّتنا، وفي الدوريَّات الجامعيَّة والمطويَّات التعليميَّة ليهيمنوا على النشاط الطلاَّبي في التعليم العام والجامعي".(( ))
وفي شرحه لاستخدام الادب الإسلامي كغطاء قدم تركي التركي: "هناك الكثير من الجدليات حول "الأدب الإسلامي" بوصفه غطاءً "حركيًا" لأغراض سياسية. فهل هو أدب إسلامي أم "أدب إخواني" موجّه، تمت أسلمته لأغراض سياسية تعبوية، كغيره من المجالات، الطبية والعلمية، التي يبرع الإخوان في "أسلمتها" دائمًا، لأغراض جماهيرية أممية، حتى لو أضر ذلك بمنهجياتها وفنياتها؟ هذا تحديدًا ما يُقلق الآخرين الذين لا يحملون التصور ذاته للأدب، فالاتفاق أو الاختلاف وارد حول توظيف الأدب "إبداعيًا" لخدمة قضية ما. لكنه غير وارد حول بشاعة توظيفه "حركيا" للإضرار بمصلحة وطن أو لقمع حرية إبداع آخرين".
الفرع الثاني: استخدام الأدب في توصيل رسالة الاخوان
وبالبحث نجد أن مؤلفات كتاب الاخوان توضح فكرتهم في استخدام الادب كوسيلة لنشر أفكار الاخوان، وفيما يلي نماذج توضح ذلك:
يوضح "حلمي القاعود" في كتابه الرواية الإسلامية المعاصرة:
"يمثل فن الرواية في عالم اليوم أداة من الأدوات الفعالة في التعبير عن المواقف والقضايا والأفكار والأيديولوجيات والفلسفات المعاصرة التي يصطدم بها الواقع، فلم تعد ذلك الفن الذي يقدم المتعة الفنية أو التسلية الذهنية فحسب، بل صار الفن الذي ينضح بالرؤى والتصورات والأحلام التي تعتمل في وجدان الكاتب، ويسعى لتوصيلها إلى أكبر حشد من الجمهور..... وتبدو الرواية في كل الأحوال المجال الرحب والمدى الفسيح الذي يركز عليه أصحاب النظريات والأفكار للإعلان عنها ونشرها بين أكبر عدد من القراء.."(( ))
ويستند إلى روايات علي الجارم ومحمد سعيد العريان وعلي أحمد باكثير، نجيب الكيلاني، حيث قدموا الروايات التاريخية التي تبرز التاريخ الإسلامي والمجتمعات الإسلامية سواء في الاندلس أو العصر المملوكي أو غيرها، ونجد نجيب الكيلاني في روايته "مملكة البلعوطي" يعالج فكرة القرية الفاضلة والسعي لقيام مجتمع إسلامي، وقدم نموذج جهاد الرجبي في روايته "لن أموت سدى"، على أبو المكارم، ورواية "العائدة" لسلام أحمد إدريسو.
وقدم توصية لدور النشر الإسلامية بأن تهتم بنشر الروايات الإسلامية، وبمراجعة دليل مكتبة الأدب الإسلامي(( ))


يتناول جاسم سلطان في كتابه أزمة التنظيمات الإسلامية استخدام الشعر والقصة في توصيل الأفكار:
"نظام الأفكار/ إننا حين ندرس نظام الأفكار فغرضنا الرئيس هو تحرير الأجيال القادمة من اسر الأفكار التي افقدت الانسان المسلم القدرة على رؤية العصر، ومعرفة شروط إنجاز المشاريع الوطنية وشروط الاستقرار، وجعلته يدور حول نفسه في تجارب عقيمة، لا يكاد يخرج من ازمة الا ليدخل في أكبر منها، وفي كل مرة تنجح تلك الأفكار في إعطائه المسكنات بينما تتضاءل قدرته للعبور إلى عصر جديد.
الفكر اليوم ليس هو ما يوجد في الكتب، فكم من كتاب لم يقرأه أحد... وكم من فكرة لم يكتب لها الانتشار.... ولكن بعض الأفكار تحولت عبر الشعر والقصة والحكاية القصيرة والوعظ إلى مكون فكري في جيل كامل لم يقرأ النصوص الأصلية ولم يتوقف عنها، وهو حتى حين يجادل عنها إنما يقوم بذلك بآلية التلقين لا آلية التفكر ويدافع العاطفة لا بدافع الفكر المستقل... هذا هو مصير هذا الجيل الذي تلقى كل شيء مسطحا، وآن له أن يدرس بنفسه ويتخذ قرارته بنفسه، فالمستقبل مستقبله والعصر عصره.(( ))
ويوضح محمود عبد الحليم في كتابه "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ج1":
أن الأستاذ المرشد كان يضع أدب الرافعي في أعلي مراتب الأدب في عصره وينظر إلى الرافعي باعتباره رائد الأدب الإسلامي، فكان يرى الرافعي في مقام حسان بن ثابت في عصر النبوة، وكان يحفظ الكثير من شعر الرافعي، ... وكان الأستاذ المرشد حريصا على تربية خليفة يخلف الرافعي في أدبه لأن الدعوة الإسلامية لا تستغنى عن قلم يدافع عنها في عالم الأدب ويرفع رايتها بين الرايات فيه، وكان يرشح اثنين لهذه الخلافة: إسماعيل حمدي، وعبد المنعم خلاف، وكان يعمل دائما على افساح الطريق لهما بكل ما يستطيع من وسائل ولكن يبدو أن النكبات التي توالت على الدعوة لم تدع لهما فرصة.(( ))
فيتضح أن الهدف من استخدام الادب هو نشر فكر الإخوان وحشد المؤيدين لها " الإقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر حتى يفقهها الرأي العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان"(( )) فنشر الدعوة هي المرحلة الأولى من مراحل التجنيد "حيث السعي إلى الوصول إلى عموم الجمهور ونشر أفكار الجماعة بين الناس عامة، ودحض الصور النمطية السلبية التي يروجها النظام أو خصوم الاخوان، وتحسين صورة الإخوان عند الناس، وفي هذه المرحلة يميل الدعاة إلى الإبقاء على علاقتهم بالحركة قيد الكتمان؛ فهم يقدمون أنفسهم بوصفهم مسلمين صالحين وليس أعضاء في جماعة الإخوان.
توجد ثلاث مراحل للتجنيد عند الإخوان المسلمين، هي: 1- نشر الدعوة، والتي تهدف للوصول إلى المجتمع بشكل عام، 2- الربط العام، والتي تستهدف دائرة ضيقة من الأفراد الذين هم على تواصل مع المضلع بالتجنيد، 3- الدعوة الفردية، التي تركز على الأعضاء المحتملين."(( ))
وتناول حسن البنا وســـائـل الدعاية للإخوان في رسائله: "ووسائل الدعاية الآن غيرها بالأمس كذلك؛ فقد كانت دعاية الأمس كلمة تلقى في خطبة أو اجتماع أو كلمة تكتب في رسالة أو خطاب، أما الآن فنشرات ومجلات وجرائد ورسالات ومسارح وخيالات وحاك ومذياع، وقد ذلل ذلك كله سبل الوصول إلى قلوب الناس جميعهم، نساء ورجالا في بيوتهم ومتاجرهم ومصانعهم ومزارعهم؛ لهذا كان من واجب أهل الدعوة أن يحسنوا تلك الوسائل جميعا حتى يأتي عملهم بثمرته المطلوبة."(( ))
المطلب الثاني: نماذج من أخونة الأدب
وفيما يلي أقدم نموذجين لاستخدام الادب في نشر فكر الاخوان المسلمين، وهما على سبيل المثال وليس الحصر:
أولاً: نموذج تاريخي (نجيب الكيلاني):
رحلة إلى الله- قصة الاخوان المسلمين الدامية
وقدم فيها جوانب متعددة من تاريخ الإخوان المسلمين، ويقدم فيها صورة البكباشي "عطوة الملواني" قائد السجن أنه يتخيل نفسه فوق البشر "حتى الحيوانات تركع له" فهو أداة طيعة في يد من هو أعلى منه سلطة وشهرته سببها إنه جلاد ويستمر في سرد الصفات الخبيثة لعطوة ومواقفه الحقيرة حتى انه طلب من الجندي سائق سيارته ان يدهس سيدة مارة في الشارع دون سبب، ويقدم صورة للتعذيب الذي يتعرض له الاخوان في السجون "محمود صقر" -السياط قد تركت كدمات زرقاء على وجهه وعلى راسه الحليق وعلى جلده في كل مكان- ويصور عمليات متابعة المتهمين في احداث المنشية في مشاهد تصويرية توصف البطش والحبس بلا دليل. وتروج لفكر الاخوان المسلمين كما يتضح من المقطع التالي:
" وقرأت الكثير عن الحملة الإعلامية المسعورة التي شنتها الحكومة ضد جماعة الإخوان المسلمين، لكنها كانت في حيرة، هل تصدق كل ما يكتب أو يقال؟؟ إنها تريد أن تسمع كلام الطرفين حتى تحكم الحكم السليم، لا يمكن أن تحكم في قضية وقد سمعت طرفا واحدا هو الحكومة، والذي جعلها تشكك في كل ما يقال عن الإخوان، إنها رأتهم في الجامعة ، وهم يدربون كتائب الفدائيين لحرب الإنجليز في القنال وتأكدت من بطولاتهم الرائعة في حرب فلسطين، وخاصة أنها كانت تتبع المحاكمات الشهيرة في قضية «الأوكار وسيارة الجيب» ، وقرأت شهادات كبار ضباط الجيش عنهم في فلسطين، ورأت كيف تحول الشباب بتأثير مبادئهم لى السلوك الطيب، والأخلاق الفاضلة، وأخيرا سمعت بعض ضباط الثورة أنفسهم يعلنون على الملأ فضل «الإخوان» عليهم، بل واعترف بعضهم بانضمامهم إلى الجماعة، وتعاونهم معها ، فكيف تتهمهم الحكومة اليوم بالخيانة والعمالة والفساد والانحراف؟؟ ومع كل ذلك فـقـد وضعت نبيلة هذه القضية المحيرة على «الرف» ، والتـزمـت مـوقـف الـحـيـاد أمـلاً في أن يأتي اليـوم الذي تـظـهـر فـيـه الحقائق . هذا هو فكر «نبيلة» السياسي، وهو في الواقع «لا فكر» على الإطلاق، إنها مجرد متفرجة تتعلق عيناها بالمسرح لترى وتسمع ولا شيء غير ذلك".(( ))
وتستمر الرواية في تقديم فكر الاخوان المسلمين وثقافة المظلومية ووضعهم في دور الضحية لكسب تعاطف القارئ مع الاخوان.
ويقدم تجربة السجن والعمل السياسي ومحاربة الاستعمار والنضال ضد الديكتاتورية في نيجيريا واندونيسيا في روايات: في الظلام، عذراء، عذراء جاكارتا، عمالقة الشمال، مواكب الاحرار، حكاية جاد الله.
ثانياً: نموذج حديث (جهاد الترباني):
مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
وفي هذا الكتاب يتناول بأسلوب ادبي أهم عظماء التاريخ الإسلامي ويدس بينهم "العثمانيين الجدد" و "جيل الصحوة"
فوضح أن العثمانيين الجدد هم: "فخرج من عباءة أربكان ثلاثة شباب سيغيرون مجرى التاريخ بعـد ذلك هم: رئيس بلدية إسطنبول (رجب طيب أردوغان)، وأستاذ علم الاقتصاد في جامعة «سكاريا» على البحر الأسود الأستاذ الدكتور الأرمني الأصـل (عبد الله غـول)، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة «مرمرة» التركية البروفيسور (أحمد داود أوغلو)، فقـام هـؤلاء بتأسيس حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي، غير أن هؤلاء الشباب طـوروا مـن أساليب أستاذهم أربكان، فأخذوا يسايرون الجيش وجنرالات الجيش التركي (المحكوم بيهـود الدونم والعلمانيين!)، ليأخـذوا حقوقهم المشروعة شيئا فشيئا، وليسحبوا البساط بشكل تدريجي من تحت أقدام المؤسسة العسكرية...... وما إن بزغ نجم العثمانيين الجدد وارتفعت شعبيتهم في أرجاء العالم العربي والإسلامي، حتى تحركت أقلام المنافقين العرب من العلمانيين وأتباع الفرس الصفويين (الذين محـق آل عثمان دولتهم) لكـي يـهـاجموا هـؤلاء الأبطـال ويعيـدوا استخدام الكذبـة القديمـة «الاحتلال التركي !»، ولكـن كما قلنـا مـن قبـل: سبق السيف العذل ! فتركيا صاعدة سياسيا بفضل نظرية أوغلو في «تصفير الصراعات» وصاعدة اقتصاديا بسبب سياسة عبد الله غول في خلق أكبر مصانع في الشرق الأوسط المتمثلة في «نمور الأناضول»، وصاعدة شعبيا بسبب بطولة أردوغان، ولا أخفيكم سرا، فمـن حـكـم قـراءتي لصفحات التاريخ المطوية، إني لأرى نصر الأمة باديا أمامي على أيدي أولئك الأبطال!"
وعن جيل الصحوة: " ففي نهاية الستينات، نبتت عضلة إسلامية صغيرة في الأمة الإسلامية، والعجيب في الأمر أن هذه العضلة نبتت في مختلف الأقطار الإسلامية بشكل متـزامـن يـدعو إلى العجب! ففي مصر وعقب نكسة 1967م تحول الشعب المصري شيئا فشيئا إلى الاتجاه الإسلامي، وفي تركيا رجع الأذان بالعربية لأول مرة منذ سقوط الخلافة، وبدأ الشباب التركي يستمع سرا لإذاعات القرآن الكـريـم ويقـرأ كتابات الشيخ الكـردي البطـل (بديع الزمان النورسي) رحمه الله، وفي الخليج رجع شباب الصحوة ليملئوا المساجد، وفي أندونيسيا بدأت الحركة الإسلامية في النشاط، وفي باكستان أصبحت الشريعة مـن جـديـد أساسا للقضاء، وفي الجزائر التي اعتقدت فرنسا أنها قضت على الإسلام فيهـا، بـدأ الحراك الإسلامي ينشط من جديد على أرضها الممزوجة بدماء الشهداء، وفي الشام رجع الناس إلى التمسك بشريعة الله، وفي أفريقيا نشطت حركة الدعوة إثر بعثات الأزهر ثم بعثات الدعاة الخليجيين جزاهم الله كل خير، وفي أوروبا وأمريكا انتشر الإسلام بشكل لافت على يد المهاجرين العرب والأتراك والهنود. والآن وبعد مرور أكثـر مـن ثلاثين عاما على تلك الصحوة الإسلامية، أصبحت المساجد عامرة بالمصلين الذين يمثل الشباب منهم القسم الأعظم، ورجعت المرأة المسلمة للحجاب الذي أمرها الله به رجوعـا جميلا، فصارت أغلب النساء المسلمات محجبات، ونشطت الفضائيات الدينية، وظهـر شـبـاب مـثـل الـورود لا هـم لـهـم إلا نـشـر المـواد العلميـة علـى شـبكة «الإنترنت، وأصبحت مساجد أوروبـا عـامرة بالمصلين الأوروبيين مـن أهـل الـبـلاد الأصليين. وبعـد سـنوات مـن انتشار فـكـر الإسلام البـدعـي مـن جـهـة وفـكـر الإسلام التكفيري من جهة أخرى، بدأ الناس يرجعون إلى الإسلام الحقيقي القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ورغم كل التشويه الذي يتعرض له الإسلام، أصبح الإسلام أسرع الأديان انتشارا على وجه الأرض! في ظاهرة عجيبة حيّرت علماء الجغرافيا البشرية، وفي دراسات حديثة قامت بها الأمم المتحدة يعتقـد العلماء أنه إذا استمرت الدعوة الإسلامية بهذا النجاح المنقطع النظير، فسوف يصبح نصف عدد البشر من المسلمين عما قريب!"(( ))
وبينما هذا الكتاب عبارة عن قصص محكية من التاريخ عن شخصيات إسلامية توجه فيما بعده إلى صياغة حكاياته التاريخية في إطار الرواية مثل سر أريوس- لغز بربوسا- حرب الفاندال- المعركة الأخيرة.
وهذه مجرد نماذج لضرب المثل وليس دراسة لحصر الحالة وهذه النماذج اختارتها لوضوحها ومباشرتها للدعوة للإخوان المسلمين وأيدولوجيتهم
وللاستزادة من استخدام الاخوان للشعر الرجوع إلى كتاب جابر قميحة: التاريخ الأدبي للإخوان المسلمين.

خاتمة
هذا البحث يوضح أن استخدام الأدب في نشر فكر جماعة الإخوان موجود ومرتبط بنشأتها، وإنه تطور في عقد ما قبل الثورة أثناء تطور حركة النشر، حيث أصبحت الكتابات القديمة ومفرداتها غير مستساغة لدى جمهور القراء فوجدوا أبنائهم ينصرفوا إلى الاتجاهات الحديثة متأثرين بأقرانهم فاتجهوا إلى استخدام الطرق الحديثة، مثل استخدام لغة بسيط وأحيانا اللغة العامية.
ضرورة الاهتمام بدراسة الأدب الإخواني واستخراج عناصره وتوضيح الأفكار التي داخله مثل الدعوة إلى محاربة المجتمع الجاهلي، واستبيان ما يتم زرعه في هذا الأدب وما هدفه. وهذا يحتاج إلى عين ثاقبة ورؤية خبيرة تستخرج ما هو أخواني وما هو مجرد ذو طابع إسلامي ملتزم، وذلك يحتاج إلى من يجمع بين تخصصين؛ أولهما النقد الأدبي حتى يفرق ما بين الادبي والبيان السياسي والمتطرف، وثانيهما: دارس للتنظيمات الإسلامية المتطرفة وأفكارها وطرقها وتنظيماتها وذلك ليكون على معرفة بعناصر التطرف فتكون واضحة امامه في الادب عندما يمر عليها.
المراجع:
(( )) عبد الحميد محمد زرؤوم: مقاربات الخطاب السياسي عبر الأدب: دراسة تحليلية، مجلة الدراسات اللغوية والأدبية، العدد الثاني، ديسمبر 2015 م
(( )) رؤى حيدر المومني: مفهوم الأدب السياسي في ضوء العلاقة المتبادلة بين الأدب والسياسة، دراسات، العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجامعة الأردنية، المجلّد 46، العدد 2، 2019.
(( )) تيري ايغلتون: نظرية الأدب، ترجمة: ثائر ديب، منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق 1995.
(( )) من مقدمة المترجم فخري صالح في كتاب:
تيري إيغلتون: النقد والأيدلوجية، ترجمة فخري صالح، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمان، الأردن، 1992.
(( )) تعريف Religious Literature، على موقع .encyclopedia.com
https://www.encyclopedia.com/humanities/encyclopedias-almanacs-tran-script-s-and-maps/religious-literature
(( )) زكي المحاسني: الادب الديني / دراسات ادبية من القرآن والحديث، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1970.
(( )) ب. كروتشه: فلسفة الفن، ترجمة سامي الدروبي، المركز الثقافي العربي، المغرب، 2009
(( )) بيار ماشيري: بم يفكر الأدب؟ تطبيقات في الفلسفة الأدبية، ترجمة جوزيف شيريم، المنظمة العربية للترجمة، لبنان، الطبعة الأولى، 2009.
(( )) رابطة الادب الإسلامي: https://adabislami.org/intro.html
(( )) عبد الرحمن رأفت الباشا: نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، دار الادب الإسلامي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2004.
(( )) محمد قطب: منهج الفن الإسلامي، دار الشروق، الطبعة السادسة، 1983م
(( )) عبد الرحمن رأفت الباشا: نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، مرجع سابق.
(( )) رابح بن خوية: الأدب الإسلامي قراءة في المصطلح والمفهوم، النور للدراسات الحضارية والفكرية-AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization، رقم 19، من ص 79: 119.
(( )) نشرت القصة فيما بعد في مجموعة قصصية وقد نشرت حميدة قطب مجموعتين قصصيتين وهما: رحلة في أحراش الليل، دار الشروق، مصر،1998. و/ نداء إلى الضفة الأخرى، دار الشروق، مصر، 2000
(( )) عبد الرحمن رأفت الباشا: مرجع سابق.
(( )) موقع رابطة الأدب الإسلامي على الانترنت: تاريخ الدخول 20/12/2021
https://www.adabislami.org/index.php/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%8a%d9%81
(( )) إسماعيل راجي الفاروقي: اسلمة المعرفة -المبادئ العامة وخطة العمل، ترجمة عبد الوارث سعيد، دار البحوث العلمية، الكويت، 1983
(( )) إسماعيل راجي الفاروقي: اسلمة المعرفة، مرجع سابق.
( ) الادب الدعوى: أقصد به استخدام الادب في الدعوة الإسلامية.
(( )) جابر قميحة: دراسات في الأدب الإسلامي، روافد- وزارة الأوقاف الكويت، 2011م، ص 78
( ) بالرجوع إلى تلويسة كتاب (جون شتاينبك: عناقيد الغضب، ترجمة سعد زهران، دار الشروق، القاهرة، 2008)
Arabic language translation copyright @2008 by Dar shorouk with the collaboration of the Arabic program of the u.s Embassy in Cairo.
(( )) تركي التركي: «الإخوان» يتحركون تحت غطاء «الأدب الإسلامي»، الاقتصادية، 8 يناير 2014م. https://www.aleqt.com/2014/01/08/article_814561.html
( ) جابر قميحة من أعلام الإخوان المسلمين في مصر (اخوان ويكي)، وأستاذ الأدب العربي بكلية الألسن جامعة عين شمس، ولد في المنزلة دقهلية عام 1934 م وتوفي 2012.
https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1_%D9%82%D9%85%D9%8A%D8%AD%D8%A9
(( )) تركي التركي: السابق.
(( )) حلمي محمد القاعود: الرواية الإسلامية المعاصرة دراسة تطبيقية، دار العلم والايمان للنشر والتوزيع، كفر الشيخ مصر، 2008.
(( )) موقع دليل الادب الإسلامي على موقع رابطة الادب الإسلامي: http://donemoh-001-site1.atempurl.com/a13.aspx
عبد الباسط بدر: دليل مكتبة الأدب الإسلامي، مكتبة العبيكان السعودية، 2005.
(( )) جاسم سلطان: أزمة التنظيمات الإسلامية، الشبكة العربية للأبحاث، لبنان، 2015.
(( )) محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ رؤية من الداخل ج1، دار الدعوة للطبع والنشر، الطبعة الخامسة، 1994.
(( )) حسن البنا: مجموعة الرسائل،
(( )) خليل العناني: داخل الإخوان المسلمين، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، 2018م، ص 116
(( )) حسن البنا: مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا، دار الدعوة، القاهرة، 1999م
(( )) نجيب الكيلاني: رحلة إلى الله، طبعة دار الصحوة، القاهرة، 2012م، ص 74- 75
(( )) جهاد الترباني: مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ، دار التقوى، القاهرة، 2010م



#أحمد_سعد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية في كتاب الدولة المستحيلة
- ماندورلا ............ و الرصيف الاخر للعالم .
- مسعدة و زغلول
- صباع حشيش
- الفقيه يهجو البشر ويمدح البهائم والحشرات
- ايروتك مترو المثييييييييييييير ححححححححححاه
- أفكار حول التحرش الجنسي في مصر
- نجيب محفوظ والجمالية
- القاهرة الفاطمية
- ملاكي الخواجة مجدي
- النصوص المحرمة في رواية عزازيل
- من اجل الوصول للموضوعية
- اللقاء الثاني
- أوهام جسدية
- ترانيم عن العشق والحياة 1
- علاقة انترنتية
- حتي لا تكون طائفية
- تكامل وتناقض الانتماء الايدولوجي
- التمثيل النيابي للأقباط في مصر
- مادة 2 من دستور مصر


المزيد.....




- أمريكا تعلن تفاصيل جديدة عن الرصيف العائم قبالة غزة
- بوليانسكي: الحملة التي تشنها إسرائيل ضد وكالة -الأنروا- هي م ...
- بعد احتجاجات تؤيد غزة.. دول أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطي ...
- بوليانسكي: أوكرانيا تتفاخر بتورطها في قتل الصحفيين الروس
- كاميرا تسجل مجموعة من الحمر الوحشية الهاربة بضواحي سياتل الأ ...
- فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ...
- رويترز: محققو الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبي ...
- حماس تبحث الرد على مقترح لوقف إطلاق النار ووفدها يغادر القاه ...
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد سعد عبيد - اخونة الأدب .. استخدام الأدب في نشر فكر الإخوان