أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعد عبيد - صباع حشيش














المزيد.....

صباع حشيش


أحمد سعد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


- صباح الكيك علي عنيك .
يلقيها أحد المارة علي محمد موس و هو يرفع باب صالون الحلاقة فيلتفت إليه قائلا – صباح اللي بتغني ياله .
وبعد أن اختفي من أمامه يتمتم : يلعن ابو اللي جبتك اصطباحتك فقر ذي وشك .
يدخل الصالون الضيق و يخرج الكرسي الوحيد منه إلي الشارع و يقوم بكنس و مسح الصالون كما اعتاد يوميا و بعد أن ينتهي يجلس أمام الصالون ينشغل بجريدة و يداعب المارة جاذبا إياهم للحلاقة : باشا ... معالي الباشا ... أتفضل .
فهو يقدم لعملائه الشهرة أو كما يقول هو : بصيتهم . – هو يحقق حاجتهم للإحساس بالذات و يشعرهم بكونهم أهم الناس لديه .
هو أيضا ماهر في حرفته ( الحلاقة ) و علي الرغم من كونها تدر عليه دخلا جيدا إلا انه قد اتخذ منها ستارا لأعماله الأخرى فهو دولاب حشيش هو لا يعرض بضاعته و لكنه يبدأ معك و أنت تحت يديه و الشفرة تعمل في ذقنك بعرض سيجارته العادية و يفتح الحديث حتي يصل بك إلي المزاج ليكتشف كونك حشاش أم لا. إن كنت صاحب مزاج يدفع إليك بسيجارته الملفوفة لتشعلها معه و تتقاسماها و بالطبع يزيد ثمن خدمة الحلاقة في النهاية هو يشرب معك في البداية حتى لا يكون بائعا بل هو شريك في التحشيش هو ليس الجالب لك و أنت لست سيده الذي يبعثه لشراء الحشيش هو ندك و يشاركك الفعل . أما إذا لم تكن من أصحاب المزاج فهو يعرف كيف يدفعك لتدخين سيجارته بدءا من محاولة التجربة و إنها مجرد تجربة مرورا بعرض فوائدها الجنسية و أنها تطيل فترة الجماع إلي أن يدخنها أمامك و هو يعمل عليك نافثا دخانها في وجهك قاصدا أو غير قاصد حتى تشعر بمذاق سلطانها عليك فتطلبها فيما بعد فأنت عنده ستصل للمزاج بالعقل وكما قال : كله بيجي محدش بيفلت .
يتأخر يوميا في غلق الصالون لان زبون الليل مميز بالنسبة له فيما عدا يوم الأحد يغلق باكرا و يتوجه إلي أحد الأفراح الشعبية ليعمل نبطش بالفرح بالتناوب مع أخر ليجلس هو و يمارس عمله كدولاب يفرك ويقطع و يكرتل و يلف ويدخن معهم .
استطاع الأحد الماضي أن يخفي عدد كبير من أصابع الحشيش عن الفرح ليخرج بهم مليئا بمخزون يستخدمه في عمله فسأله أحد أقارب صاحب الفرح – فين الصوابع اللي كانت هنا
- اتحرقت .
- ألف هنا وسطل ع الناس عاوزيين الناس تتبسط .
عند الفجر ينتهي الفرح يتهرب موس من صحبة بعض الأصدقاء يستطيع الإفلات حتى يتحرك بمفرده ينطلق إلي أول شارع عمومي –يركب ميكروباص متوجها إلي بيته يصيبه النعاس و هو في الميكروباص .
يصحو علي زغدات من احدهم : أصحي يا ... أمك .
يفيق ليجد أمين شرطة يشده من كمر بنطلونه ساحبا إياه خارج الميكروباص مع آخرين سبقوه ليقفوا في الكمين خاضعين للتفتيش
يحافظ موس علي هدؤوه يقف الأخير في التفتيش و يتم إخراج أصابع الحشيش من صديريته التي يلبسها تحت قميصه المودرن .يتفحصهم الضابط علي منضدته الموضوعة علي جانب الطريق يمدد قدميه و تستطيل يديه عاليا فاردا جسده الموضوع علي الكرسي الخشبي يستدعي موس ليقف أمامه .
- أيه ده كله يا بن ال...كة .
- ألف هنا وسطل يا باشا .
- يعني إيه .
- بتوعك دول يا باشا معرفش عنهم حاجة
تلمع عيني الضابط و يبتسم في خبث – بس دول كده اتجار.
تضيق أعين موس و يلتزم الصمت .
- انا هكرمك هحرز لك صباع واحد و اعملها لك تعاطي .
- يا باشا الصباع ده بتاع الأمين هو اللي دسه عليا عشان مرتضش انزل من الميكروباص .
- يا بن ال...كة . قالها الضابط مستنكرا ومشيرا للامين الذي نزل علي موس بصفعة قوية علي مؤخرة رأسه يتبعها بركلة في مؤخرته ليقع موس علي الأرض فيخبط رأسه متعمدا في حرف الرصيف لتفتح رأسه و ينفجر الدم خارجا منها .
بعد بضعة أشهر حصل موس علي البراءة من تهمة تعاطي المخدرات بعد أن نجح المحامي في إثبات أن الخلاف بين موس و أمين الشرطة و الذي أدي إلي الجروح المثبته في التقرير الطبي هو أساس الدعوي وان التهمة ملفقة ضده أساسها الكيدية
و يتجه لرفع دعواه المدنية مطالبا بالتعويض عما أصابه من ضرب وتعذيب أثناء احتجازه .
يلعن موس الآن أولاد الحرام الذين لم يتركوا شيئا لأولاد الحلال فهو حلاق والمهنة تكفيه فدخله اليومي منها يتعدي المائة جنيه فلماذا يتوجه للحشيش و يدعوا علي الشرطة التي تسعي إلي تشويه سمعته الحسنة .
أجلس أنا علي الكرسي و أثناء عمل موس بالمقص في شعري – نفسي في جوين يا موس
- ماليش فيه يا باشا
- هو اللي بيسيبه بيبطله
- ماليش فيه يا باشا ده أنا طالع منه علي أيدك .
أخرج بعد انتهائه مني دون أن أحاسبه وما أن أعطيه ظهري متخذ خطواتي في الشارع إلا واسمع تمتمة غير مفهومة منه فالتفت إليه لأجده دخل صالونه وأشعل سيجارته الملفوفة ليدخنها وينفث دخانها في وجه عميل جديد .



#أحمد_سعد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقيه يهجو البشر ويمدح البهائم والحشرات
- ايروتك مترو المثييييييييييييير ححححححححححاه
- أفكار حول التحرش الجنسي في مصر
- نجيب محفوظ والجمالية
- القاهرة الفاطمية
- ملاكي الخواجة مجدي
- النصوص المحرمة في رواية عزازيل
- من اجل الوصول للموضوعية
- اللقاء الثاني
- أوهام جسدية
- ترانيم عن العشق والحياة 1
- علاقة انترنتية
- حتي لا تكون طائفية
- تكامل وتناقض الانتماء الايدولوجي
- التمثيل النيابي للأقباط في مصر
- مادة 2 من دستور مصر
- بطاقة تموين
- دستور مرقع
- الشيخ أحى
- هارب من الحياه


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعد عبيد - صباع حشيش