أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام لويس حنا - استخدام أسطورة الغدر اليونانية على الأنجيل - يهوذا و تاربيا نموذجاً - مع تفسير جديد لمصطلح (مال الظلم)














المزيد.....

استخدام أسطورة الغدر اليونانية على الأنجيل - يهوذا و تاربيا نموذجاً - مع تفسير جديد لمصطلح (مال الظلم)


ابرام لويس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 17:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان لقائد حامية الكابيتول الرومانية ابنة تدعى ضربية/ تاربيا (Tarpeia) ويروى أنها أحبت ملك السابين أو أنه أغراها على خيانة الحامية الرومانية، وقد اشترطت ضربية/ تاربيا أن تأخذ في مقابل التواطؤ ما يضعه الجنود السابين على أذرعهم اليسرى، قاصدة بذلك الأساور الذهبية التي حول معاصمهم، هكذا سقط الكابيتول في يد السابيين نتيجة خيانة ضربية/ تاربيا، لكنها لم تظفر من السابيين بعد انتصارهم إلا بالاحتقار بل سحقت تحت وطأة دروع جنودهم الثقيلة، إذا ألقوا ما في أيديهم اليسرى عليها حتى سحقت تحتها حتى الموت، ثم ألقى بجثتها من جرف شديد الانحدار من القمة من الجرف الجنوبي لهضبة كابيتولين لهذا سُميت (بصخرة ضربية/ تاربيا Rupes Tarpeia) [1] المعلوم للجميع رمزاً لعاقبة الخيانة فهى هضبة دم الخيانة، هكذا كذلك نجد شهرة حقل دم خيانة يهوذا للمسيح كقوله "وَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، حَتَّى دُعِيَ ذلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقَلْ دَمَا» أَيْ: حَقْلَ دَمٍ." (أع 1: 19)، هذا بالاضافة إلى العقابة المُشابة لكلا الخائنين؛ "إِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا." (أع 1: 18) كما لو كان يهوذا مجذوباً بين فريقين (النور والظلمة) وعندما استسلم للظلام مات، هكذا حوصرت Tarpeia بين السابين والرومان، وعندما استسلمت للجشع وسلمت قائدها لهم سقطت تحت جشعها لترمى من صخرة عالية، هذا بالإضافة إلى جشع كليهما وحب المال؛ ولشهرة قصة Tarpeia سُكت قصتها على دينار فضي للإمبراطور أغسطس يرجع لسنة 20 ق.م رمزاً لعقابة من يخون أو لمن يغدر، ولهذا كانت يُدعى المال (بمال الظلم) كثيراً في العهد الجديد كقوله وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ." (لو 16: 9)، فالمال هو رمز للخيانة لذا اسمه مال (الظلم)، ولكن إن تم التبرع به للفقراء، فهو يعني الاستغناء عن الشر أي المال وصنع (اصدقاء بمال الظلم)، أو استخدام المال بطريقة حكيمة لصنع علاقات وليس لجلب شر أو خيانة، لذلك يستكمل المسيح قائلاً حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ... فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ؟... لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ»، وَكَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، فَاسْتَهْزَأُوا بِهِ (لو 16: 9- 14)، لهذا ارتبطت قصة غدر يهوذا بمال الظلم فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ، فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ، فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ، لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ (مت 27: 5- 8)، فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلًا مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا (أع 1: 18). (راجع؛ عبد اللطيف أحمد علي، التاريخ الروماني، ص. 142- 144)، كما هناك دينار فضي لأغسطس، سُك عام (19- 20 ق.م)، مع رأس أغسطس على جانب، على الجانب الآخر (تاربيا/ ضربية) وهي مسحوقة تحت دروع الجنود، وهو ما يؤكد أسبقية الأسطورة اليونانية عن الأسطورة الإنجيلية.

المراجع:
-------
[1] راجع APPIAN, Roman History, CONCERNING THE KINGS



#ابرام_لويس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلوهيم، يَهْوَه، شجرة معرفة الخير والشر، شجرة الحياة (إعادة ...
- دائرية الأرض في الفكر اليهودي (الأرض المسطحة)
- الإنتقال مِن اليهودية الطقسية (يهودية الذبائح والطقوس) إلى ا ...
- - ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ- (مز 22: 16) رؤية جديدة
- ردا على فاضل الربيعي (صيلع اليمن)
- ردا على فاضل الربيعي (مَيْفَعَةَ اليمن)
- الحرب بين أمريكا و الصين ستأتي لا محالة
- هل نبوءة أشعياء -هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا و ...
- إقتباسات بولس الرسول اقوال إنجيل توما، و إعتماده عليه كمصدر ...
- كيف تستمتع بحياتك و تصل للنشوة كل يوم ؟
- من هو الطفل المَلكي الذي يتحدث عنه أشعياء قائلاً - لأنه يولد ...
- الخلفية التاريخية لنبوءة اشعياء ( يولد لنا ابناً ويدعى إسمه ...
- لماذا ليس هناك وحدة أدبية لسفر إشعيا ؟!
- الرد على هولي بايبل ( هل بالفعل النص العبري التقليدي -المازو ...
- الاصل اللغوي ”للكوثر“ والمعنى الصحيح
- الادلة على تأخر كتابة التوراة ( قصة الطوفان و ثامار نموذجاً) ...
- فك لغز ”ملكى صادق“ وهل -شاليم- هي -اورشليم- ؟
- الثالوث العبري ( تعدد الآلهة)
- نشأة المسيحية ، كيف دخلت شخصية المسيح الى العالم ؟
- نصائح للمثقفين (هام جدا جدا)


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي صهيوني ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصفها هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي إسرائيل ...
- استقالة -مدوّية- لموظفة يهودية بإدراة بايدن لدعمه إسرائيل
- المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان: منع الرموز الدينية بالمدارس ...
- -إف بي آي- يستجوب -مؤرخا يهوديا-!
- الفيلسوف الإيطالي أندريا زوك: الحرب على غزة وصمة عار والإسلا ...
- الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تعلق على اتهام وزير الداخلية الإ ...
- دولة إسلامية أكبر مستثمر في جمهورية تتارستان الروسية
- بناء أول كنيسة للمسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين في الإمارات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام لويس حنا - استخدام أسطورة الغدر اليونانية على الأنجيل - يهوذا و تاربيا نموذجاً - مع تفسير جديد لمصطلح (مال الظلم)