أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام لويس حنا - فك لغز ”ملكى صادق“ وهل -شاليم- هي -اورشليم- ؟















المزيد.....

فك لغز ”ملكى صادق“ وهل -شاليم- هي -اورشليم- ؟


ابرام لويس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 19 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تذكر التوراة في سفر التكوين "وملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمراوكان كاهنا للّه العلي" (تكوين 14 : 18)
فهل "شاليم" هنا هي "اورشليم" ؟ و من هو " ملك صادق" الذي دفع ابراهيم له العشور ؟

أولا: الاسم يجب أن يرسم كما في النص العبري في صورة ملك- يصدق (מַלְכִּי־צֶדֶק م/ل/ك/ي/ ص/د/ق) وليس ملكي صادق، وهذا الرسم له ما يماثله في النقوش اليمنية، مثلا: ملك-يكرب أو معد-يكرب، وهي صيغة لها سياق في التقاليد اليمنية في نطق ورسم الأسماء.

بكلام آخر، إن الياء في اسم "ملكي" تعود للصفة صدق: ملك-يصدق، وهذه الياء هي أداة التعريف اليمنية القديمة التي نجدها في الكثير من الأسماء: يعرم-العرم، يكرب-الكرب، يصدق-الصادق، الصدّيق إلخ، وفي النطق العبري- السبئي: يهصدق.
ثانيا: وفي هذه الحالة ليس ملكي صادق اسما لشخص، بل هو لقبه الديني: الملك الصدّيق (بما أن الياء في يصدق هي أداة تعريف)، وفي التراث الديني لليمنيين ولعموم العرب والمسلمين يوصف النبي يوسف بـ"يوسف الصدّيق"، لأنه كان يجبي الضرائب الدينية (يشرف على خزائن مصريم).

ولقب الصدّيق ينصرف إلى وظيفة الكاهن الذي يجمع الضرائب أو يفرض العشور، والعشور في التوراة هي الضريبة الدينية 10% من كل شيء، ولنلاحظ أن إبراهيم أعطى العشور لملك يصدق أي للملك الصديق، لأنه الكاهن الذي يتولى جمع وتنظيم الضرائب الدينية في مكان بعينه يدعى "شليم- سليم".

ثالثا: إن النقوش اليمنية تسجل لقب الصديق-صدق هذا كلقب ديني منذ 850 ق.م، وآخر الكهنة الذين حملوا هذا اللقب هو يصدق إيل الذي يضعه علماء الآثار بعد معد إيل نحو 190ق.م.
كما ورد اللقب في نقش 77 Av. Aqmar 1 Ir الذي يشير إلى الاسم بوصفه "لقب الكاهن"، وفي نقوش جامه (جام 649) ورد اسم صدق ككاهن في نقش معروف يقول حرفيا: بمدد عونه، سبوا وناصروا أميرهم شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان فساروا نحو السهرة وخيوان وضدحان وتناغم ونبعة فقتلوا في هذه الغزوة خمسة من شجعانهم بالسيف، وأخذوا أسيرا واحدا وقتلوا صدق.

وفي النص السبئي بالحرف العربي: س/ب/أ/ة-(ن- خ/م/س/ة/ أ/س/د/-م- ب/ض/ع/-م- و/أ/ح/د/ أ/خ/ذ/-م-م/هـ/ر/ج/ة/ ص/د/ق.

ويفهم من هذا النص أن حملة شمر يهرعش انتهت بمصرع كاهن منطقة عرف بلقبه الديني صدق-يصدق، أي أنه يحمل رتبة الصدّيق-جامع الضرائب الدينية، وهذه التسمية، واستنادا إلى تاريخ النقش تؤكد حقيقة أن قبائل بكيل (الشمالية) قد خضعت في عصر الملك -الكاهن- يهصدق لحكم الجنوبيين.

أخيرا: لقد جرى اختلاق ملك لأورشليم في عصر إبراهيم حين جرى تصويره على أنه كان "ملك القدس"، ومما يثير الدهشة أن مئات المؤلفات كتبت حول هذه الشخصية بفضل جملة واحدة فقط وردت في سفر التكوين ( 18:14-20)؟ فهمت جملة "ملكي صادق מַלְכִּי־צֶדֶק ملك شاليم" على أنها تعني "ملكي صادق ملك أورشليم"، وأنه كاهنها الأعظم الذي يأخذ الضرائب الدينية.

الخطأ الفظيع الذي ارتكبه كثرة من المؤرخين والباحثين الذين روجوا لهذه المزاعم يكمن في اختلاق مدينة "يهودية" في عصر إبراهيم، لقد حولوا كلمة "شليم" إلى "أورشليم"، ولم تكن هناك أورشليم في عصر إبراهيم قط، وهذا غير مقبول بأي مقياس تاريخي.

إن أقدم ذكر لأورشليم في النقوش الآشورية "شلمانصر الثالث، سنحاريب.. إلخ" لا يشير بأي صورة من الصور إلى أنها القدس، هاكم اسم أورشليم في نقش سنحاريب COL III الذي يتحدث عن الملك الكاهن حزقيا واليهود (705-681 ق.م)، في هذا النقش يذكر سنحاريب أورشليم بهذا الاسم (Jerusalem) ويسجل اسم الكاهن الملك حزقيا بهذه الصورة "حزقيا" (Hezekiah).
14.( I spoke their pardon. Padi, their king)
تحدثت بالعفو عنهم, عبدي ملكهم
15.( I brought out of Jerusalem)
أخرجته من أورشليم
16. (Set him on the royal throne over them and
أجلسته على العرش الملكي عليهم
17.( imposed upon him my kingly tribute)
وفرضت عليه جزيتي الملكية
18.( As for Hezekiah, the Jew)
مثلما فعلت مع حزيقيا

تحدثت نقوش الآشوريين عن أورشليم بالتلازم مع أسماء القبائل التي اصطدموا بها، ومنها حمير، وقبائل مأرب وخولان، وهي لا تقول بأي صورة من الصور إن "أورشليم هي القدس" هذا أمر مثير بالفعل، لأن الخداع التاريخي الذي بلغ ذروته مع "تلفيق" شخصية ملك صادق في فلسطين كان مصمما لأغراض لا صلة لها بعلم الآثار أو الدراسات التاريخية.

ففي عصر إبراهيم لم تكن هناك أورشليم في الأصل ليكون لها ملك-كاهن؟ ولم تكن تدعى باسم "القدس" أو العكس، وفي هذا العصر (1900 ق.م حسب التاريخ الرسمي) كانت الأرض الموعودة مجرد عهد إلهي، ولم تكن لإبراهيم ذرية، فمن أين جاءت أورشليم؟ إذا ما وضعنا هذا اللقب الديني بوصفه رتبة كهنوتية تتصل بتنظيم الضرائب الدينية في اليمن القديم فإن نقوش سنحاريب وشلمانصر وسواهما سوف تغدو معولا جبارا لهدم أسوار هذا الخداع اى خداع - القدس لاسرائيل - **

يذكر الباحث "على الشوك" : ( ترد "سلمى Salma "على نحو واسع في الاسماء الجغرافية بما يفيد (الشرقية) اى الي الشرق ، فقد كانت سلمى احدى القبائل النازلة في جنوب فلسطين الي الشرق من مستعمرة غزة الفلستينية ( كانت غزة احدى المدن الخمس التي تحصن نبها الفلستينيون القادمون من البحر في القرن الثالث عشر ق.م او قبله ) . وكانت سلمى موقعا في وسط الجزيرة العربية في طريق القوافل التجارية من البحر المتوسط الى الخليج ، كما كانت سلمالاسوس salmalassus موقعا في ارمنيا الصغري على طريق القوافل الى الشرق الاقصي ، و كان سالميديسوس في اقصي الشرق من تراقا على مشارف البحر الاسود ، و سالمونة الى اقصي الشرق في كريت ، و سلاميس Salamis في اقصي الشرق من قبرص ، و تقع جزيرة سلاميس شرقي مدينة كورنث الكريتية ، و يقع الجبل المقدس لسلامانيس ( وبالاشورية سلمانو ) شرقي السهل النهري الكبير خلف انطاكية ، وكان سلمى اسما مقدسا في فلسطين ، على نحو ما يظهر في صيغة سليمان ، سلمون ، ابشالوم ، كما ان سلمى كان "اسم إله" استمد تل اورشليم القديسة منه ، وقد ذُكر الاسم في رسائل تل العمارنة المصرية ( 1370 ق.م )بصيغة أورو - سالم ، وفي النقوش الاشورية أور-ساليمو ، ويفسر البروفيسور غوردون سايس ان "اورو-سالم على انها "مدينة اى اورو ، الإلة سالم" ) ويقال ان سلمى او سالم كان الها "ساميا" للشمس اتخذ اسمه من سالمونة Salmone الالاهه الايجية ***

لذا و بما انه من المستحيل ان تكون شاليم هي اورشليم التوراتية ، فيمكن معرفة انها تقع من ناحية الشرق او تتاخذ الاله سالم (الشمس) معبوداً لها.

المراجع
--------
**فاضل الربيع ،​كاتب وباحث عراقي، دراسة منشورة بعنوان ” اختلاق "ملوك أورشليم" ولغز "ملكي صادق" في القدس“.
*** على الشوك ، اهتمامات ميثولوجية و استطرادات لغوية ، دراسة منشورة في مجلة "الكرمل الفلسطينية ، العدد 21 ، سنة 1986 ، ص 124



#ابرام_لويس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثالوث العبري ( تعدد الآلهة)
- نشأة المسيحية ، كيف دخلت شخصية المسيح الى العالم ؟
- نصائح للمثقفين (هام جدا جدا)
- إعادة ترجمة (تثنية 25: 11-12) المرأة المصارعة !!
- لسان الملك داود بينقط سكر !!
- إعادة فهم رواية ختان ابن موسي و حل الاشكاليات المتعلقة بالقص ...
- يا ايها العرب لتسمعوا صوتي
- الفهم الصحيح لرواية الطوفان التوراتية
- الْبِيرَةُ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ !
- رُؤْيَةُ جَديدَةٍ لِقِصَّةِ قايين وَهَابِيلً، مَعَ تَرْجَمَة ...
- غَزَّةُ إلْي أَيْنَ يَا غَزَّةٍ ؟
- تحليل للأدلة المستخدمة في اثبات الملك داود تاريخياً
- تحليل للأدلة المستخدمة في أثبات وجود المسيح تاريخياً
- قصة تريستان و ايزوت Tristan & Isolde أجمل قصة حب عرفتها العص ...
- تحليل سفر نشيد الاناشيد ( كسفر عشق و حب ) و ماذا نستفيد من خ ...
- هل لم يُغير اليهود نصوص العهد القديم ؟ - بعض الأمثلة على تصح ...
- هل سفر نشيد الأناشيد يخلو من الأستعارات الجنسية ؟
- لماذا تكررت رواية كذب ابراهيم في الكتاب الذي يُقال عنه انه م ...
- لماذا لا توجد أناجيل عربية قبل ظهور الاسلام ؟ بالرغم من وجود ...
- غراميات الملك فاروق


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام لويس حنا - فك لغز ”ملكى صادق“ وهل -شاليم- هي -اورشليم- ؟