كيف يمكن ضمان نجاح تجربة الحكومات البرلمانية في الأردن؟

ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية
(Yasser Qtaishat)

الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 07:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

تعتمد فكرة الحكومات البرلمانية على مبدأ التمثيل الشعبي، حيث يتم اختيار الحكومة من قبل البرلمان، ويتم تشكيلها من قبل رئيس الوزراء والوزراء المختارين من بين أعضاء البرلمان، وفي الأردن، أخذت دوائر صنع القرار على عاتقها إعادة تجربة فكرة الحكومات البرلمانية الحزبية مرة أخر، بعد تجربة حكومة النابلسي عام 1957م، ويُشكل تطبيق نهج الحكومات البرلمانية في الأردن عملية مفتوحة على التطوير المستمر، وهو الأمر الذي يتطلب الإرادة السياسية والوعي الحزبي والمجتمعي بالأدوار التي تنتظر الجميع للتشارك في بناء المستقبل القادم.
سنتناول في السطور القادمة بعض الأفكار الجادة التي تصلح أن تكون أرضية خصبة لضمان نجاح تجربة الحكومات البرلمانية في الأردن، مع التأكيد على اهمية استخدام التجارب المختلفة للحكومات البرلمانية في دول أخرى، كنقطة انطلاق لإجراء دراسات حول كيفية نقل هذه التجارب إلى الأردن، مع الاحتفاظ بخصوصية الواقع الأردني والتجربة الخاصة به.
هناك العديد من الأفكار الجديدة التي يمكن تطبيقها لتعزيز نجاح تجربة الحكومات البرلمانية في الأردن، ومنها:
أولاً: تعزيز ثقافة الحوار والتعاون بين الحكومة والبرلمان، وذلك من خلال تنظيم جلسات حوار منتظمة وعقد اجتماعات مشتركة بين الجهات الحكومية والبرلمانية لبحث القضايا المختلفة.
ثانياً: تطوير نظام الرقابة والمتابعة على عمل الحكومة، وذلك من خلال إنشاء هيئة مستقلة تتولى متابعة أداء الحكومة وتقديم تقارير دورية عنه، كما يمكن تفعيل دور لجان الرقابة في البرلمان وتمكينها من القيام بوظائفها بشكل أفضل.
ثالثاً: تشجيع المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار، وذلك من خلال إطلاق حملات توعية وتثقيفية للمواطنين حول دورهم في العملية الديمقراطية، وتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات والاستفادة من حقهم في التعبير عن آرائهم.
رابعاً: تطوير البنية التحتية التكنولوجية: بحيث يمكن للأردن أن يستخدم التكنولوجيا لتحسين أداء الحكومة والبرلمان، وتعزيز شفافية العملية الديمقراطية، واستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتحليل الضخم لتحليل البيانات وتحسين أداء الحكومة.
خامساً: تعزيز المشاركة الشبابية: يمثل الشباب نسبة كبيرة من المجتمع في الأردن، ويمكن للحكومة والبرلمان تحفيز المشاركة الشبابية في العملية الديمقراطية عن طريق إنشاء منصات تفاعلية وتشجيع المشاركة الشبابية في الحوارات العامة والانتخابات.

سادساً: تعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة في عمل الحكومة، وذلك من خلال نشر المعلومات والبيانات الحكومية بشكل شفاف ومتاح للجميع، وتفعيل دور المجتمع المدني في متابعة عمل الحكومة والتأكد من مصداقية المعلومات المنشورة.
سابعاً: تحفيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، وذلك من خلال توفير المناخ الملائم للاستثمار وتشجيع الشركات على الاستثمار في الأردن، مما يساهم في تحسين الاقتصاد الوطني وزيادة فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
ثامناً: تحفيز التعاون الإقليمي والدولي: يمكن للأردن تعزيز نجاح تجربته البرلمانية من خلال التعاون الإقليمي والدولي مع دول أخرى تمتلك تجارب مشابهة، بحيث يستفيد من تجارب الدول الأخرى المتقدمة وأن يتعلّم منها، مما يمكن أن يعزز نجاح تجربته البرلمانية.
عاشرا: تعزيز حقوق المرأة: يمكن للأردن تعزيز نجاح تجربته البرلمانية من خلال تعزيز حقوق المرأة وتشجيع مشاركتها في العملية الديمقراطية من خلال إصدار تشريعات تدعم حقوق المرأة وتشجيع مشاركتها في البرلمان والحكومة.
حادي عشر: تحسين التعليم السياسي وتعزيز نجاح تجربة الحكومات البرلمانية.
ثاني عشر: تحقيق الشفافية ومكافحة الفساد: من خلال إصدار قوانين وسياسات تساهم في تعزيز الشفافية والمساءلة، بالإضافة إلى تطوير آليات مكافحة الفساد.
ثالث عشر: تعزيز الحوار العام وتقليل التوترات السياسية: يمكن للدولة تعزيز نجاح تجربتها البرلمانية من خلال تعزيز الحوار العام وتقليل التوترات السياسية من خلال تعزيز الحوار بين الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، والعمل على تقليل التوترات السياسية والعنف السياسي.
رابع عشر: تعزيز التواصل مع المجتمع والاستماع لمختلف الأصوات والآراء، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء منصات تفاعلية للحوار مع المجتمع، والعمل على توفير المعلومات والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالحكومة والبرلمان.
خامس عشر: تحسين جودة الحياة وخدمات البنية التحتية: من خلال تحسين جودة الحياة وخدمات البنية التحتية في البلاد.
ولا شك أن الباب مفتوحٌ على مصراعيه لطرح المزيد من الأفكار والحلول العملية الجادة لضمان نجاح تجربة الحكومات البرلمانية والحزبية في الأردن، لكن كل ذلك مرهون بجدية مراكز صنع القرار وإرادة سياسية حقيقية توفّر البيئة المناسبة للانتقال التدريجي من الحكومات التقليدية الى الحكومات البرلمانية القادمة عبر صناديق الاقتراع والإرادة الشعبية.

#ياسر_قطيشات (هاشتاغ)       Yasser_Qtaishat#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل