فجر يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 09:54
المحور:
الصحافة والاعلام
ذهب المذيع التلفزيوني السوري مروان صواف، وهو المذيع المجرب والقدير إلى قناة الشارقة الفضائية للعمل فيها، وكان قد لمع في برنامجه السوري الذي لا ينسى (إذا غنى القمر)،و قد واكب فيه مخاض الفضائيات العربية الصعب. كنا في ذلك الزمن ننتظر غناء القمر بشوق، فهو من برامج قليلة عهدها التلفزيون السوري كانت على هذا القدر من الفائدة والإمتاع والتشويق. وكان مروان صواف بصوته العاطفي الحار يجلس قبالة مصوب الكاميرا ويتحدث عما يتيسر له من منوعات فيلمية يمكن لمخرج البرنامج أن يحصل عليها عبر تسجيلات من فضائيات أخرى يوم لم تكن تتوفر تلك المواد بسهولة، ومع ذلك كان صواف يضفي عليها رونقاً خاصاً بها ما إن تصبح في عهدته.
اليوم يبدو مروان صواف بعيداً عن جمهوره، وإن تداخلت الفضائيات، لدرجة تكسر الأقمار على بعضها البعض، فهو يطل من فضائية الشارقة ببرنامج يحمل اسم (فن لكل العصور) ويستضيف فيه مدعواً في كل حلقة. وقد استضاف أخيرا السينمائي الإماراتي علي الشعيبي (حاصل على بكالوريوس في العلوم السينمائية من جامعة بغداد عام 1977).
ربما لتخرّج الشعيبي من بغداد علاقة باستضافته، فالبرنامج كان يجيء على الذكرى الثالثة لسقوط العاصمة العراقية، وبرغم كل القفزات الذكية التي تنقل بها مروان صواف عبر فقرات برنامجه المنوعة من ثلاثية سيد الخواتم لبيتر جاكسون، وحتى أوسكار العام 2006 لفيلم(اصطدام)، فقد أصر الضيف الشعيبي على البقاء خلف مقود الفضيلة ويرفض الاعتراف بسقوط بغداد و(إن الذي سقط في واقع الأمر هو النظام العراقي).
بدا كلام الضيف مفارقة بحد ذاته، فقد ظهر مشتقاً من تعابير أدبية لا نريد التنازل عنها لحساب الصورة التي اختصرت سقوط العاصمة، بسقوط تمثال الطاغية نفسه، وهذا قد يفسر سبب وقوع الضيف في تناقض مكلف عند أراد تعريف حواره مع مروان صواف بوصفه حواراً إذاعياً يفتقد إلى مكوناته البصرية برغم استعانة المذيع القدير بكل تلك الفقرات السينمائية التي ترفع من شأن هذا الفن عبر كل العصور.
ومن يدري قد يكون هروب الضيف إلى عبارات من مثل (اللعوب بغداد التي لا تسقط) هو إصرار من جانبه (طبعاً) على الحوار الإذاعي الذي لا ينتهي، ولا يراد له أن ينتهي.
تعالوا نصدق أن بغداد قد سقطت فعلاً.. وأن (الصورة أصدق إنباءً من الكتب)، مع الاعتذار الشديد لأبو تمام بالطبع..!!
#فجر_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟