طه -الفْرار-، وأختهُ محمود ابن حجّي جاسم

عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 19:07
المحور: كتابات ساخرة
    

في رمضانٍ ساخن من رمضانات الحرب العراقية الإيرانيّة، قامت مفرزة مشتركة من الحزبِ والجيش الشعبي والانضباط العسكري بمطاردة يونس"الفْرار"، الذي كانَ عَصِيّاً على السَوْق والتجنيد والقتال في"البوّابة الشرقيّة" للوطن العربيّ.
وبينما كانَ يركُضُ لاهِثاً مثل عدّاء ماراثون في أمتارهِ الأخيرة، رأى امرأةً ترتدي"نفنوفاً" أسودَ طويلاً وفضفاضاً، ومُغطّاة من فروةِ رأسها إلى أخمصِ قدميها بـ "عَباية" بغداديّة شاسعة، وتسيرُ بحذرٍ شديد.
باغتها يونس قائلاً: أختي فدوة أروحلِج، خَتْليني يَمِّج، إلى أن تروح المفرزة.
لم تَرُدُّ المرأةُ عليه ولو بحرفٍ واحد، فدخلَ تحتَ "نفنوفها"عُنوةً، بينما تسمّرَت هيَ في وسط الشارع، من شدّةِ الخوف.
وبعد بضعة دقائق، مرّت كقرونٍ مُظلمة على المرأة المسكينة، قالت لهُ بصوتٍ خفيض: إطْلَع خوية.. راحَتْ المفرزة.
خرجَ يونس من تحت "النفنوف" محروراً معروقاً، وقال للمرأة: شكراُ أختاه، لن أنسى فضلكِ هذا ما حييت، لقد أنقذتِ حياتي من جحيم الموتِ في جبهات القتال.. بس تَرَه "نفنوفِج" يرِدِّ الروح، وسيقانج تخبُّل!!!
ردّت المرأةُ بغضب: لَكْ يونِس.. إنْجَبّ، واجفيني شَرّكْ.. وِلَك يا أختاه.. يا جحيم الحرب.. يا سيقانج حلوة..
آني محمود ابن حجّي جاسم.. هم رِجّال، وهَم جندي، وهَمْ "افرار" مثلك.. بس لابِس نفنوف وعباية!!!.

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات