أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - النضال ضد البطالة مهمة آنية في مواجهة الهجوم البُورجوازي















المزيد.....

النضال ضد البطالة مهمة آنية في مواجهة الهجوم البُورجوازي


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7578 - 2023 / 4 / 11 - 21:01
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



يمثل استشراء البطالة آلية بيد الرأسماليين للضغط على الأجور وتكثيف الاستغلال، فوجود جيش احتياط من العاطلين- ات، المستعدين للعمل بأية شروط لاتقاء الجوع والتشرد، يصب في مصلحة أرباب العمل، متيحا لهم تحكما في أجور العمال- ات ومستوى الاستغلال، باجبار العاملين/ات على قبول ظروف عمل متردية و بإضعاف التنظيم. بهذا المعنى تشكل البطالة مشكلة مركزية للطبقة العاملة، بينما هي وسيلة للبرجوازية ودولتها للحفاظ على مردود مرتفع للرأسمال، ولا تشكل إزعاجا لهم إلا إذا انتظم العاطلون- ات عن العمل في منظمات نضال.

تهتم دولة الرأسمال وتنظيمات ـأرباب العمل بتتبع مؤشرات البطالة بشكل دقيق، حيث تصدر التقارير تلو التقارير، بما يساعدها على ضبط وتوجيه خططها بالشكل الذي يفيد الاستراتيجية أعلاه. لا يلقي الرأسماليون بالاً للأهوال التي تنتج عن البطالة، فذلك آخر همهم، بل يرون المسألة من منظور السعي الدائم لتعظيم الأرباح وازدهار الأعمال. في المقابل لا تهتم المنظمات النقابية بموضوع النضال ضد البطالة، ولا تعتبره جزءا من مهامها التنظيمية والدراسية والنضالية والإعلامية، وهو تهرُّب من مسألة أساسية لا يمكن فصلها عن النضال النقابي العام من أجل تحسين شروط الاستغلال.

مرت ثلاثة عقود على انطلاق نضال نوعي ضد بطالة خريجي- ات الجامعات بالمغرب، ميزه تأسيس تنظيم للمعطلين- ات عن العمل من حاملي- ات الشهادات، رَفَدَ النضال الشعبي العام بدفعة قوية في تسعينات القرن الماضي خاصة، وأرسى تقاليد جديدة في الاحتجاج استفادت منها مختلف الحركات الاحتجاجية فيما بعد، كما ساهم في تأطير جزء لا بأس به من الشباب في ظل انتفاء المنظمة الطلابية وتراجع التنظيمات الشبيبية ناهيك عن تكلس المنظمات النقابية.

لكن النضال ضد البطالة لم يحرز انتصارات استراتيجية على دولة الرأسمال، حيث لم يتم انتزاع التعويض على البطالة، ولم يتم تقليص ساعات العمل لخلق فرص عمل جديدة حتى يعمل الجميع، ولم يتم الحفاظ على الوظيفة العمومية السائرة نحو تفكيك مدمر، بل تفاقمت بطالة حملة الشهادات مع تعميق الهشاشة في التشغيل بالقطاع الخاص، وانتشر العمل المجاني تحت غطاء التدريب … وظل حاملو-ات السواعد المعطلون-ات بلا تنظيم يوحدهم مع الحركة النقابية المغربية ويجعلها تتبنى منظورا جديا للنضال ضد البطالة.

حتى المكسب التنظيمي المتمثل في وجود جمعية ينتظم داخلها المعطلون- ات حاملي- ات الشهادات، شهد تقهقرا كبيرا مقارنة بعقد التأسيس. شهدت الجمعية منذ مدة غير يسيرة مسلسل تراجع تنظيمي ونضالي كبير، وتعرضت حركة النضال ضد البطالة لنفس ما تعرضت له باقي حركات النضال، حيث تناسلت التنسيقيات الفئوية الخاصة بكل ملف على حدة.

في الوقت الراهن، الذي يتميز بهجوم الرأسمالية التابعة بالمغرب بمستويات عالية من الشراسة، بما ينذر بمزيد من الضغط على أجور العمال والعاملات عبر التضخم وبمزيد من الاستغلال عبر تعميم الهشاشة وبمزيد من البطالة عبر التسريحات ونقص استيعاب الوافدين/ات الجدد على سوق الشغل، يصبح النضال ضد البطالة مهمة مركزية للنضال العمالي والشعبي بالمغرب. خاصة وأن للبورجوازية منظورا “متكاملا” يقوم أساسا على رافعتين: أولاها السعي لإلغاء الحد الأدنى للأجر، ومرحليا اعتماد حد أدنى للأجر بشكل جهوي، والثانية إطلاق يد أرباب العمل ليسرحوا عمالتهم كما يحلو لهم عبر ما يسمى بالمرونة في التشغيل، ومؤقتا تطبيق ما تم الاتفاق عليه مع البيروقراطيات النقابية في الاتفاق الاجتماعي الأخير لـ 30 أبريل 2022 بهذا الشأن.

هذا المنظور الليبرالي الجديد، سيحقق في نظر أرباب العمل توازنا دائما بين عرض قوة العمل والطلب عليها. بينما لا نجد في المقابل منظورا عماليا مضادا يتم الاستناد عليه في بناء جديد لحركة فعلية للنضال ضد البطالة، أضحت ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى، حركة نضال تستند على المنظمات النقابية وعلى عموم المعطلين-ات عن العمل، سواء وافدين جددا على سوق الشغل أو ضحايا تسريحات، وترفع المطالب والشعارات المناسبة يكون في القلب منها خفض عدد ساعات العمل اليومية وتوفير دخل للعاطلين-ات عن العمل، وتدمج في عملها التنظيمي الخبرات المكتسبة من عقود من النضال ضد البطالة وضد التسريحات مع بنيات مرنة وديموقراطية مستندة على المبادرات الحرة لقاعدة واعية.

تنتصب أمام بناء هاته الحركة معيقات موضوعية كثيرة، لكن الأهم منها ذاتية، فالحركة النقابية تعيش منذ عقود دون منظور نضالي عمالي فعلي، ودون حياة داخلية ديمقراطية، حيث تم تكريس سلبية القواعد واتكاليتها، وانتشر فقر فكري وسياسي، وتسود منظورات “الشراكة الاجتماعية” مع أعداء الأجراء. وأضحت الحركة الاجتماعية تعيش على وقع سيادة المنظورات الفئوية والمناطقية دون سعي لتملك فهم شامل للواقع وسبل تجاوزه، بينما يتعرض الشباب لقصف إيديولوجي كثيف مضمونه أن لا خلاص من البطالة إلا بشكل فردي وبالضرورة عبر جحيم القطاع الخاص أو قبول أشكال التشغيل الجديدة في القطاع العمومي (التوظيف بالعقدة، التوظيف الجهوي).

لكن بجانب هاته المعيقات الذاتية هناك صبوات نضالية تبرز كمون طاقة كفاح كبرى تنفجر من حين لآخر، كانت نضالات المعطلين-ات والمطرودين-ات من العمل إبان حراك 20 فبراير 2011 ، وبعدها نضالات شباب جرادة والريف والهَبَّة الشبيبية (طلاب ومعطلين) ضد إجراءات إقصاء من اجتياز مباريات التوظيف بالعقدة في قطاع التعليم (سنة 2021)، أقوى تعبير عنها، مبرزة إمكانية تجاوز كل المعيقات الذاتية، إن اندرج كل ذلك في خطة نضال مستوعبة لدروس وتجارب الحركة النقابية وحركات العاطلين في مواجهة البطالة.

للمناضلين-ات العماليين-ات دور هام في هذا الشأن، إنهم-ن مطالبون-ات بالانتباه للمسألة وطرحها بشكل دائم داخل البنيات النقابية وشرح ارتباطها الوثيق مع باقي المطالب التي تناضل من أجلها المنظمات النقابية. وتمثل الحلقة الجديدة من الهجوم على أنظمة التقاعد التي يتم إعدادها فرصة أخرى مناسبة لدمج النضال ضد البطالة ومن أجل التشغيل مع مطلب الحفاظ على مكاسب التقاعد (إن خفْضَ سن التقاعد لستين سنة ورفع الأجور وخفض عدد ساعات العمل الأسبوعية إلى 35 ساعة في الأسبوع من شأنه أن يرفع عدد المشتغلين مقابل المتقاعدين ويرفع من الإنتاجية ويرفع من موارد صناديق التقاعد بما يضمن ديمومتها). بينما تبقى المهمة الأهم هي مواجهة منظورات الطبقات السائدة بالمغرب لقضايا التشغيل والبطالة وتبيان تهافتها وعدوانيتها، وتهييئ الشعارات والمطالب المناسبة والبحث عن سبل تنظيم العاطلين-ات، داخل المنظمات النقابية وبجانبها.

إن بناء حركة نضال ضد البطالة ومن أجل الشغل للجميع، رافعة أساسية من روافع المسيرة نحو رقي فعلي في مستويات وعي الأجراء والأجيرات، خاصة الشباب-ات، ومحطة لدمجهم في بنيات النضال العمالي لأجل إحداث الرجة المطلوبة في منظمات النضال كي تتخلص من كل ما يعيق تقدمها نحو الاضطلاع بعلة وجودها. بناء هاته الحركة هي مهمة كل المنتسبين-ات لقضية تحرر العمال والعاملات.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة النقابية المغربية: إلى أين نحن سائرون بلا نقاش؟
- اضمحلال الحركة الطلابية في المغرب أمام سياسة الدولة: ما العم ...
- في ذكرى 23 مارس 1965: تجذر نضال الشبيبة أحد شروط الخلاص من أ ...
- 8 مارس: من أجل التصدي لإفراغ القضية النسائية من مضمُونها الت ...
- الثورة الشاملة والعميقة بمنطقتنا ضرورةٌ موضوعية لأجل خلاص شُ ...
- الشغيلة و20 فبراير: درسٌ لمُستقبل النضال العُمالي
- الدلالة التاريخية لاتفاق الاستسلام الاجتماعي ليوم 30 أبريل 2 ...
- غلاءُ المعيشة: الصفُوف المُشتتة لن تُوقف العُدوان البُرجوازي
- لا لاستهداف مُناضلي- ات تنسيقية التعاقد المفرُوض، لا لقمع ال ...
- راهن النضال لأجل الحُقوق الأمازيغية وما العمل لفرضها؟
- التضخم قضية صراع طبقي بين الرأسمال والعمل
- اتفاق 14 يناير 2023: قنبلةٌ ناسفةٌ للعمل النقابي
- مدونة الأسرة أغلالٌ لن يكسرها غير كفاح النّساء الجَماهيري
- عامٌ جديدٌ … في حقبةٍ جديدة
- شركة فيلدس Feldts Maroc : قهر الأجراء بالاستغلال المفرط تحت ...
- “الهجرة القسرية”: وجه آخر للمأساة الاجتماعية المتفاقمة
- عاملات وعمال النظافة والحراسة: لا منقذ من القهر والاستغلال س ...
- تمتين التحالف بين الكيان الصهيوني والنظام المغربي وواجبات من ...
- لا رهان على توحيد اليسار الإصلاحي البرجوازي: البديل يسار عما ...
- تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج ال ...


المزيد.....




- زيادة رواتب المتقاعدين 100 ألف دينار هذا الشهر.. استعلام الر ...
- مفاجأة سارة.. وزارة المالية العراقية تُعلن عن صرف مبالغ إضاف ...
- “100 ألف دينار زيادة فـــورية مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ...
- “وزراة المالية” موعد صرف رواتب المتقاعدين لهذا الشهر وحقيقة ...
- «قدم على السلفة وأنت في بيتك» مصرف الرافدين يوضح شروط طلب سل ...
- احجز إلكتروني.. بالخطوات طريقة حجز موعد التأمين الصحي 2024 ع ...
- السلطات التركية تمنع تنظيم تظاهرات بمناسبة عيد العمال في ميد ...
- “بزيادة حتـــى 1500 درهم مغربي“جدول زيادة الأجور في المغرب و ...
- “480 دينار أردني mof.gov.jo” حقيقة رفع الحد الأدنى للأجور في ...
- خبراء يشددون على تطبيق تشريعات السلامة المهنية ويطالبون بنقا ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - النضال ضد البطالة مهمة آنية في مواجهة الهجوم البُورجوازي