أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - عاملات وعمال النظافة والحراسة: لا منقذ من القهر والاستغلال سوى النضال النقابي















المزيد.....

عاملات وعمال النظافة والحراسة: لا منقذ من القهر والاستغلال سوى النضال النقابي


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7479 - 2023 / 1 / 1 - 12:12
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



تشتمل طبقة الأجراء على مجموع العاملات والعمال الذين يضطرون لبيع قوة عملهم لصالح رب العمل الذي يملك وسائل الإنتاج، وذلك نظير سعر يسمى أجرا. لا تتعرض هذه الطبقة فحسب للتهميش المتواصل والحرمان من الحقوق، بل تُمارس عليها مختلف أشكال الاستغلال القسري. وصاحب العمل دائما ما يسعى إلى تشغيلهم بأقل أجر ممكن، ولأطول مدة ممكنة وباستخدام أرخص وسائل حماية لكي يظفر هو بأكبر قدر من الأرباح.

تتنوع المقاولات بين إنتاجية وخدماتية ومالية، وبين المقاولات الصغيرة والمتوسطة والكبرى. منها التي تنتمي لقطاعات استراتيجية وأخرى لقطاعات أقل أهمية، ومنها ما هو ملكية عامة وتدار بمنطق المرفق العمومي ومنها العمومي الذي يدار بمنطق المقاولة الخاصة وهناك مقاولات خاصة مملوكة للبرجوازيين.

وإذا ما نظرنا إلى تصنيف الطبقة الشغيلة، فإننا لا نجدها تتنوع من حيث الجنس والسن والتعليم والتكوين فحسب، وإنما تختلف كذلك من حيث وضعيتها، فالأجور والحقوق المتعلقة بالضمان الاجتماعي والتغطية الصحية متفاوتة ليس فقط بين القطاعات المختلفة، بل وداخل نفس القطاع. وما يبدو لافتا في هذا الصدد، ليس فقط الفجوة الشاسعة بين الأجور التي قد تتجاوز عشرون مرة الحد الأدنى، بل هناك من يتقاضى أجرا أقل من الحد الأدنى. وثمة من يعمل في العالم القروي بشكل مجاني (في الشكل هو عمل لصالح العائلة ولكن في الجوهر هو عمل لصالح الطبقة البورجوازية لأن ذلك العمل المجاني يسهم في نهاية المطاف في تقديم منتجات بأسعار منخفضة وهو ما يمكن من تلبية حاجيات الأجراء بالمدن وخارجها مقابل أسعار مخفضة وهذا ما يساعد على منحهم أجور زهيدة). زد على ذلك، أن الحماية الاجتماعية تعتبر منعدمة بالنسبة لأقسام واسعة من الشغيلة.

ومما يجدر لفت النظر إليه، هو أن الطبقة البورجوازية بسعيها إلى الاستحواذ على أكبر قسم من فائض القيمة المنتجة من طرف الأجراء على صعيد البلاد، فإنها قد تجر على نفسها إنتاج رد فعل مناهض من قبل الشغيلة التي قد تعمل على تكثيف نضالاتها من أجل نيل مكاسب أعمق وتوسيع نصيبها من الأرباح سواء على مستوى المقاولات أو على صعيد البلاد.

إن وعي الطبقة الرأسمالية بأن إحكام سيطرتها لا يمكن أن يتم بتفقير كل أقسام الطبقة العاملة، لأن تمرد الشغيلة سيكون حتما فوريا وعنيفا تجاهها، فإنها تنهج سياسة فرّق تسد، حيث تتنازل للأقسام المنظَّمة من الشغيلة التي تحتل المواقع الأكثر حيوية في سيرورة الإنتاج الصناعي الفلاحي والخدماتي عن بعض الحقوق والمكاسب، فيما تعمل بالمقابل على تكثيف استغلالها للأقسام الأخرى.

من خلال متابعة بسيطة لواقع الشغيلة، يمكن ملاحظة أن أقسام واسعة من عاملات وعمال العديد من القطاعات الإنتاجية والخدماتية هي عرضة لفرط الاستغلال الذي يقارب الاستعباد (يتم تملك العبد للاستحواذ على حصيلة عمله، على أن لا يكون ما ينتجه أقل مما يستهلكه)، ضمن هذه الفئة يندرج عمال وعاملات النظافة والحراسة.

هكذا نجد أن عاملات النظافة وعمال الحراسة يعانون من أشد أنواع الاضطهاد والقهر ، أمام مرأى ومسمع كل المسؤولين في البرلمان والحكومة وأمام أنظار المسؤولين في المحاكم والادارات العمومية. هذا ما أكدت عليه منظمة أوكسفام[1] المغرب في مرافعة لها حول شروط العمل في قطاعي الحراسة والنظافة. مع توصيات لمواجهة هذه الوضعية المزرية.

فقد أكدت هذه المنظمة ضمن مذكرتها الصادرة في ماي 2022 على أن هذه الفئة من الأجراء تشكل الفئة الأكثر عرضة لهشاشة العمل وقساوة ظروفه، فالانتهاكات التي تواجهها لا تقف عند حد الأجور الزهيدة التي يتلقونها (قد لا تتجاوز نصف الحد الأدنى للأجور) والاستغلال التعسفي في تجاوز ساعات العمل القانونية (التي قد تصل 12 ساعة يوميا) دون أي تعويض مادي على ذلك، بل تتخطاها إلى القيام بمهام إضافية لا تندرج ضمن مهام المنصب والتهديد المستمر بالطرد من العمل، هذا ناهيك عن اللجوء المفرط إلى عقود العمل المؤقتة والتعاقد من الباطن الذي يفاقم من حدة اللامساواة، وكذا النهب السافر للحقوق المتعلقة بالتغطية الصحية والضمان الاجتماعي وأيضا عدم التعويض عن حوادث الشغل.

هذا الوضع لا يمكنه إلا أن يساهم في توطيد أشكال استغلال العمال، وتجاوزه لا يتأتى، بحسب المذكرة، إلا باعتماد إجراءات قانونية خاصة ملائمة لكل مهنة وأيضا بإلزام الشركات المشغلة (التي يبلغ عددها حسب التقرير حوالي 1600 شركة) بالإدلاء بالوثائق التي تثبت انتساب العمال إلى الضمان الاجتماعي. ولأن حماية حقوق هؤلاء العمال من الانتهاكات يقع بالأساس على عاتق الدولة، فقد شددت المذكرة على وجوب تفعيل دورها الرقابي وعلى جعل احترام كرامة العمال وحقوقهم في صلب الصفقات العمومية. كما دعا التقرير إلى ضرورة دعم دور مفتشي الشغل في الكشف عن الانتهاكات التي يتعرض لها العمال مع توسيع صلاحياتهم في العمل. من جهة أخرى، حثت المذكرة على تكريس مبدأ الديمومة في إبرام عقود العمل تحقيقا للاستقرار، كما حث على تطوير المهارات المهنية للعمال من خلال تنظيم دورات تكوينية وتدريبية. إلى جانب ذلك، لم يكتف التقرير بلفت النظر إلى أهمية خلق ثقافة نقابية تهدف إلى توعية العمال بحقوقهم، بل ركز أيضا على أهمية تدعيم قدرتهم على التفاوض الجماعي. هذا، ولم تقف المذكرة عند هذه الحدود، فقد أوصت أيضا بضرورة إقامة خلية استماع إلى شكاوي ضحايا الاستغلال المهين وباستطلاع رأي العموم في تحسين جودة الخدمات المقدمة، لاسيما من قبل الشركات والمؤسسات العمومية المعنية.

لا شك في أن ما أكدته المذكرة أعلاه معروف منذ عقود. فالعمل في هذا القطاع الحيوي يتم من خلال شركات المناولة ومن خلال عقود عمل مؤقتة، مع ما يعنيه ذلك من أجور زهيدة وأوقات عمل متغيرة ومديدة وضغوط نفسية نتيجة الخوف من التسريح من العمل. هذا النوع من العقود عموما لا يُحترم فيه قانون الشغل من طرف شركات المناولة، حتى التي لها عقود مع إدارات عمومية، وإن تظاهرت بذلك، فهي تسعى دوما لتوظيف بنود مدونة الشغل التي في صالح أرباب العمل.

ليست عاملات النظافة ولا عمال الحراسة بمتسولات ومتسولين، بل يقدمن ويقدمون خدمة حيوية للمجتمع ويجنى الرأسماليون أرباحا طائلة من وراء تشغيلهم، فهم لا يحتاجون الشفقة، بل يحتاجون إلى التنظيم والتضامن من طرف الأجراء المنظمين في النقابات العمالية وكل أنصار تحرر الشغيلة. ويعد تفكيك شركات السمسرة في العمال والعاملات وكل شركات المناولة، التي تنهب عرق الأجراء، مدخلا لا غنى عنه لتحسين شروط عمل عاملات وعمال الحراسة والنظافة ومعهم باقي الأجراء الذين يخضعون لنظام السمسرة هذا.

لكي ينتزع الأجراء مكاسب لابد لهم من التكتل في اتحادات نقابية في أماكن العمل وعلى مستوى البلد، فكل المشاعر النبيلة لن تردع أي رأسمالي عن استغلال لا هوادة فيه لكل خانع. رغم أن كل رأسمالي ومعه سلطة الدولة البورجوازية يقفون بالمرصاد لكل اتحاد عمالي من أجل تحسين الوضعية الاقتصادية وظروف العمل، فإن التنظيم النقابي والنضال وحده يجدي كما أثبتت ذلك تجارب الحركة العمالية.

بقلم: أ.ت

30/12/2022



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمتين التحالف بين الكيان الصهيوني والنظام المغربي وواجبات من ...
- لا رهان على توحيد اليسار الإصلاحي البرجوازي: البديل يسار عما ...
- تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج ال ...
- من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون
- جميعا إلى مسيرة 04 دجنبر2022 بالبرباط
- الصين، تمرد عمالي في فوكسكون*: آلاف العمال المضربين يواجهون ...
- النضال من أجل ضريبة تصاعدية على الأغنياء إحدى سبلنا لوقف تفق ...
- أممية مايك ديفيس Mike Davis
- المُؤسسات المالية الدولية أداةُ استعمار جَديد
- التّغيرات المُناخية المُتطرفة تَستدعي البَديل الاشتراكي الاي ...
- نعي: فرانسوا شينيه François Chesnais ، أحد الوجوه الرئيسة لل ...
- بلاغٌ بشأن حذف صفحة المُناضل-ة من طرف إدارة فيسبوك
- موجاتُ كفاحٍ شعبي قادمة: العبرةُ في سَابقاتها
- الطّبقة العاملة المغربية في مُنعطف تاريخيّ: خطرُ الإجهاز على ...
- قبل عشر سنوات: مذبحة عمال مناجم مريكانا المضربين في جنوب افر ...
- سريلانكا: انتفاضة ضد غلاء المعيشة والدكتاتورية
- 20 يوليوز، ذكرى رحيل ماندل السّابعة والعشرين: إرنست ماندل من ...
- نداء من نقابيي/ات تيار المناضل-ة إلى مؤتمر النقابة الوطنية ل ...
- بناء القوة السياسية العمالية طريق الخلاص الوحيد من الاستبداد ...
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب


المزيد.....




- سجل بالرقم القومي هتاخد 1000 جنيه.. منحة العمالة الغير منتظم ...
- زيادة فورية في رواتب الموظفين لـ 1.50 تريليون دينار.. “وزارة ...
- “زيادة تصل إلى 100 ألف دينار mof.gov.iq“ موعد صرف رواتب المت ...
- “توزيع 15.000.000 دينار فوري”.. “مصرف الرافدين” يُعلن خبر ها ...
- كيفية التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 والشروط المطل ...
- Cyprus – PEO: 24-hour strike of workers in the Electrical-Me ...
- “دلوقتي اعرف هتاخد كام” .. رابط الاستعلام عن زيادة رواتب أبر ...
- “صندوق التقاعد الوطني هُنـــا mtess.gov.dz“ موعد تطبيق زيادة ...
- حددها الآن.. رابط تجديد منحة البطالة بالجزائر والشروط المطلو ...
- خبر سعيد.. موعد صرف مرتبات شهر إبريل 2024… وجدول الحد الأدنى ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - عاملات وعمال النظافة والحراسة: لا منقذ من القهر والاستغلال سوى النضال النقابي