أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المناضل-ة - تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج الشعبي تعزيزا للثقة في المقدرات الذاتية على هزم الاستبداد والقهر الطبقي















المزيد.....

تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج الشعبي تعزيزا للثقة في المقدرات الذاتية على هزم الاستبداد والقهر الطبقي


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 10:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



حقق فريق كرة القدم المغربي إنجازا تاريخيا بتأهله إلى طور نصف نهائي كأس العالم بقطر، بعد جملة انتصارات على فرق أوروبية عريقة في اللعبة الأكثر شعبية عالميا. بات الفريق ممثلا لإفريقيا وآسيا، فالشعوب، سيرا على خطى سابقاتها في أمريكا الجنوبية، تعلق آمال كسر هيمنة كروية أوروبية بالدرجة الأولى على كأس العالم، والانتقام من تاريخ مديد من الإذلال السياسي ومن السيطرة الاقتصادية الممزوجة باحتقار ثقافي.

أجل هناك متعة رياضية، مرتبطة بهذا النمط من الرياضة، الممزوجة بفائض من المشاعر السياسية الباعثة لشعور القومية المقهورة ورغبة المسحوقين في تأكيد أنهم قادرون على الانتصار على الآخر الذي جرعهم دوما الهزيمة.

الوصول إلى نصف النهاية في حد ذاته إنجاز، لكن سقف الانتظارات بات الآن يتجاوز ما بدا أسابيع قليلة من باب المستحيل. الطموح بلوغ النهاية في سابقة في تاريخ كرة القدم.

بات حديث شباب الأحياء ورفاق أماكن العمل وأصدقاء الدراسة يتمحور حول كرة القدم وأخبار المنتخب المغربي وارتفاع الإقبال على أقمصة الفريق. وجرفت الموجة أقساما لا اهتمام سابق لها بكرة القدم، خصوصا النساء، يعكسها مشاركتهن الذكور في متابعة المباريات بالمقاهي الشعبية في كسر استثنائي لعزل محافظ عليه في مجتمع ثقافته ذكورية بقوة، وهذا بحد ذاته تحول اجتماعي مهم. لكن هذا بدوره محدود، فقبل أشهر قليلة بلغ المنتخب النسائي نهائيات كأس أمم إفريقيا، لكن دون إعارته نفس الاهتمام والفرح الجماهيري، فالنظرة السائدة ترجع تحقيق الإنجازات العظيمة إلى الذكور حصرا.

طبعا يعمل الحاكمون على تجيير الانتصار الرياضي لصالحهم، وعلينا أن نفضح محاولة قرصنة كل ما هو جميل وكل إنجاز لحسابهم. خصوصا أن السياق يعمل لحسابهم. فالأقوى والأكثر تنظيما ومبادرة هو الذي يملك إمكانية قطف ثمار أي انتصار شعبي، تماما كما حدث حينما سطت الملكية والحركة الوطنية البرجوازية، على ثمرة الحماس الوطني المناضل ضد الاستعمار واستولت على السلطة والمقدرات الاقتصادية للبلاد. وعلينا ألا ننسى أن السياق المؤسسي لهذا الانتصار، هو “الجامعة الملكية لكرة القدم”، مُحكمة الربط بالاستبداد، فمنذ إنشاء الجامعة ترأستها شخصيات مختلفة لها علاقة إما بالسياسة أو بوزارتي الداخلية أو الدفاع أو شخصيات رياضية عسكرية.

سيكون الأمر مختلفا حينما يتمكن اللاعبون- ات وجماهير المشجعين- ات، من السيطرة على آليات تنظيم الرياضة، ووضعها تحت رقابتهم- هن المباشرة. آنذاك سيكون الحديث عن نصر كروي شعبي كامل، أمرا ممكن الحدوث.

يتشكل المنتخب المغربي من دزينة من أبناء العمال المهاجرين إلى أوروبا وآخرين من أسر شعبية كادحة، وهم يلعبون بقتالية وروح تضحية لإسعاد الشعب المغربي. إنهم يكررون في تصريحاتهم أن ذاك حافزهم، يدركون غم شعبهم الرازح تحث أثقال قساوة العيش وبطش الاستبداد. إن لهذا الانتصار الكروي حدوداً، من الضروري الوعيُ بها، لأجل استثمار تقدمي لمشاعر النشوة والفرح، وقطع الطريق أمام استثمار رجعي/ شوفيني لها.

ليس للنظام المغربي من فضل يدعيه، بل يؤكد هذا الانتصارُ حقيقة أن شعبنا يزخر بطاقات شابة بإمكانها اجتراح الانتصارات وتحقيق المعجزات ما ان تتوفر لها الظروف المواتية. لكن علينا الانتباه إلى أن دولة الطبقات السائدة دائما ما تسطو على النوابغ المنبعثة من أسفل الهرم الاجتماعي، وتستعملها لتأبيد وتزيين نظامها القائم على الاستغلال. ويعتبر استغلال انتصار المنتخب هذا من أجل تجديد أرضية الشعور الوطني الملتف حول النظام أكبر أوجه هذا الاستعمال.

القومية التي تشكل أرضية توحيد بين الطبقات السائدة والمسحوقة مرفوضة، عكس القومية الموحِّدة للكادحين والباعثة على الثقة الجماعية والحذرة والموجَّهة ضد استغلال المستغِلين والاستعمارِيين الجدد مفيد لتحرر الشعوب. مَرْكَزَ المنتخب المغربي مشاعر الانتماء المشترك مغاربيا وعربيا وأفريقيا وأظهر شعورا كامنا مناهضا للإمبريالية. إلا أنه بالموازاة مع ذلك، طفت إلى السطح مشاعر قومية رجعية وشوفينية، تجعل من هذا الانتصار ذروة مسيرة للنظام الذي يحتفظ في سجونه بعشرات المعتقلين السياسيين والصحفيين المستقلين، وأخرى تتصارع حول الهوية الثقافية للمنتخب… إلخ، وهو ما يجب الحذر منه ومحاربته، كي يتمكن الشعب من تحويل هذا الانتصار الكروي إلى منفذ نحو انتصارات سياسية أخرى.

تظل الملاعب ساحة تنافس ليس فقط بين المنتخبات، ولكن أيضا بين الجماهير والأنظمة السائدة. فقد سبق أن شهدت هذه الساحات تعبيرات مناهضة للنظام أثناء البطولة المحلية منها ترديد نشيد “في بلادي ظلموني”… وتشكل ظاهرة الألتراس التي تتعدى أحيانا كونها روابط تشجيع، لتكون تعبيرا عن آراء معارضة سياسيا، والتقاط الصورة الجماعية للفريق براية فلسطين في سياق تطبيع مع الصهاينة دال جدا.

يشكل تدفق الجماهير إلى الشوارع تعبيرا عن الفرح، سيفا ذا حدين. فالاستبداد يتخوف دائما من أي تجمع للجماهير المسحوقة، حتى وإن كان هو من يدفعها، أحيانا إلى ذلك. لا أحد يضمن ما يمكن أن ينبعث من كتلة جماهيرية شعبية كبيرة، لذلك لن يتوانى النظام عن إيقاف تلك النشوة بشكل سريع، ويعيد الجماهير إلى ما يعتبره هو والطبقة السائدة مكانَها الطبيعي: حظيرة الطاعة والخضوع للاستغلال.

سيضعف هذا الانتصار الكروي استبطان مشاعر الضعف والدونية التي حرص الاستبداد على زرعها في صفوف الشعب، وسيقوي شعور إمكان تحقيق أي نصر. لنعمل على ضمان التشابك بين هذه الظواهر التي تشهدها الملاعب وفيضها في الشوارع للتعبير عن مشاعر الفرح، مع المشاعر المهدورة لطموح التحرر السياسي والاقتصادي الذي يتنفس في مدرجات الملاعب لكي تحسمه متاريس الشارع وملايين الجماهير التي تقرر مصيرها.

ستستمر أفراح شعبنا/شعوبنا، بالانتصار الكروي، لكن لن يستمر طويلا المفعول التخديري الذي يعمل أعداؤه الظاهرون والمستترون لإدامته. فالشعب، وطبقته العاملة في قلبه، الذي يذوق طعم الانتصار مرة سيعمل عاجلا على اجتراح طريق لتحقيق انتصارات على من أوصلوه إلى الوضع الذي هو عليه. انتصارات لن تقف عند حدود يرسمها ضَيِّقُو الأفق، بل ستذهب بعيدا حتى إحراز لقب التحرر من نير الاستبداد والاستغلال.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون
- جميعا إلى مسيرة 04 دجنبر2022 بالبرباط
- الصين، تمرد عمالي في فوكسكون*: آلاف العمال المضربين يواجهون ...
- النضال من أجل ضريبة تصاعدية على الأغنياء إحدى سبلنا لوقف تفق ...
- أممية مايك ديفيس Mike Davis
- المُؤسسات المالية الدولية أداةُ استعمار جَديد
- التّغيرات المُناخية المُتطرفة تَستدعي البَديل الاشتراكي الاي ...
- نعي: فرانسوا شينيه François Chesnais ، أحد الوجوه الرئيسة لل ...
- بلاغٌ بشأن حذف صفحة المُناضل-ة من طرف إدارة فيسبوك
- موجاتُ كفاحٍ شعبي قادمة: العبرةُ في سَابقاتها
- الطّبقة العاملة المغربية في مُنعطف تاريخيّ: خطرُ الإجهاز على ...
- قبل عشر سنوات: مذبحة عمال مناجم مريكانا المضربين في جنوب افر ...
- سريلانكا: انتفاضة ضد غلاء المعيشة والدكتاتورية
- 20 يوليوز، ذكرى رحيل ماندل السّابعة والعشرين: إرنست ماندل من ...
- نداء من نقابيي/ات تيار المناضل-ة إلى مؤتمر النقابة الوطنية ل ...
- بناء القوة السياسية العمالية طريق الخلاص الوحيد من الاستبداد ...
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
- لا لقمع حزب النهج الديمقراطي… إلى الامام من أجل الظفر بالحري ...
- ارفعوا خناقكم عن حزب العمال الاشتراكي، لأجل جزائر حرة وديمقر ...
- لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، نعم لحقوق الشعب الفلسطيني، إس ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المناضل-ة - تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج الشعبي تعزيزا للثقة في المقدرات الذاتية على هزم الاستبداد والقهر الطبقي