أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - المناضل-ة - 8 مارس: من أجل التصدي لإفراغ القضية النسائية من مضمُونها التحرري














المزيد.....

8 مارس: من أجل التصدي لإفراغ القضية النسائية من مضمُونها التحرري


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 13:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



الافتتاحية
6 مارس، 2023
تُكابد غالبية نساء المغرب أوضاع استغلال واضطهاد ليست أقل من عذاب يومي، من شظف عيش، وميز، وعنف بدني، وآخر جنسي.

قهرٌ ينتجه مجتمع يسير بمنطق أرباح الأقلية بدلا من منطق حق الجميع في حياة لائقة بتلبية الحاجات الأساسية وتسيير كل مناحي الحياة بديمقراطية. وتتداخل مع هذا خصائصُ المجتمع الذكوريةُ المفعمةُ بثقافة رجعية مُذِلّة للنساء. فباتت دونية النساء واستعبادهن واقعا غير قابل للإنكار، يجعل الجميع يستعرض أوجهَهُ، معزَّزاً بالأرقام، وازدهرت صناعةُ التقارير من كل نوع بعد الاستيلاء على مقاربة النوع الاجتماعي وإفراغها من شحنتها التمرُّديّةِ. وعلى غرار سائر بلدان الجنوب العالمي، المُخضَعَة بأغلال الديون، تتعرضُ القضية النسائية بالمغرب لهجوم يستهدف روحها. فمنذ ما ينيف على العقدين من الزمن، وبعد فقدانه لكل مشروعية نتيجة لسياسته المدمرة اجتماعيا، دأب البنك العالمي على تأنيث منهجية برامجه على نحو يدمج النساء في خططه النيوليبرالية.

يقوم هذا المسعى على تقليص أشكال الميز ضد النساء لجعلهن أكثر مردودية، سواء في المجال المنزلي أو الإنتاجي. وذلك بتحسينات ليست هدفا بحد ذاتها، بل حاملة لأهداف اقتصادية، تتمثل في الاستعمال الأمثل للنساء بما هن مورد واستثمار وعامل انتاج. إنها عقلانية اقتصادية رأسمالية تستعمل النساء، تحت غطاء “تنمية تشاركية”، وليست عقلانية تحررية بأي وجه.

وقد نزل هذا الاستعمال المُغرض لقضية النساء هدية من السماء على نظام استبداد سياسي مغربي ظل حريصا على نزع فتيل قنبلة قهر النساء بتدخلات إصلاحية زائفة لأحد أبشع أدوات استعباد النساء، قانون الأحوال الشخصية. وتجلى هذا التمازج بصدد قضية النساء، بين أهداف كل من الامبريالية والاستبداد المحلي، فيما سمي “خطة إدماج المرأة في التنمية”، مطلع سنوات 2000.

اجمالا، ليست معالجة الدولة للمسألة النسائية، بإشراف البنك العالمي، غير جانب من تدبيرها للمسألة الاجتماعية المتفاقمة بفعل تشديد السياسات النيوليبرالية. وهو تدبير يقوم على احتواء استياء النساء ببرامج التضميد، وتحييد الحركة النسوية، وافراغها من حمولتها السياسية الجذرية، وإلغاء كل استقلال فكري ومؤسسي ومالي. وقد بلغ النظام غاية بعيدة في هذا المسعى، مستعملا فزاعة التيارات الدينية، ومستفيدا من قصور سياسي طبع حركة النساء بالمغرب الناشئة ضمن اليسار.

تعاني معظم نساء المغرب (عاملات ومعطلات وقرويات) الفقر، وهن أفقر ما يكُنَّ إلى وعي فقرهن واضطهادهن. وحتى التنظيمات المنتسبة لقضية النساء واقعة في شرك البنك العالمي، ما أعوزها إلى منظور جوهري لاضطهاد النساء، يكشف أسبابه الهيكلية، وأسقطها في حلول ترميم النيوليبرالية البطريركية.

وما نرى اليوم سوى شتات من الجمعيات، قسمها الأعظم، واجهة شبه رسمية للدولة، مجندٌ لترويج سياستها إزاء النساء، وللمشاركة في تنفيذها. يليه قسم ليبرالي، قائم على منظور الترافع والتمكين والتماس اصلاحات قانونية لتخفيف وطأة الاضطهاد، وهو شريك للمؤسسات الدولية. وأخيرا ثمة حركة نسائية رجعية دينية، تعتبر النساء قاعدتها الواسعة والمجندة وراء تنظيماتها العديدة، مُستشرسةً في مناهضة المساواة باسم الحفاظ على الهوية والأسرة الاسلاميتين، ومتحدة رغم تباين موقفها من النظام السياسي في العداء للمطالب النسائية الديمقراطية.

ولا شك أن نقص انشغال المنظمات العمالية بخصوصية استغلال النساء في أماكن العمل، وباستفادة النظام الرأسمالي من عملهن المنزلي، أضعف الحركة النسوية، ونال من مقدرتها على امتلاك المنظور الجوهري الشمولي لاضطهاد النساء، ومن ثمة الافتقار أيضا إلى استراتيجية نضال وتغيير حقيقية.

طاقة النضال النسوية متدفقة في قطاعات الإنتاج والخدمات، وفي الأحياء الشعبية، وفي العالم القروي حيث شهدت عليها مكانة النساء في الحراكات الشعبية المتتالية منذ عقود. بيد أن هذا الدفق بحاجة إلى رؤية فكرية وسياسية، واستراتيجية، ومنظمات نضال مستقلة.

لهذا يندرج بناء منظمة نسوية جماهيرية مستقلة ضمن أمهات مهام مناهضي قهر الرأسمالية البطريركية للنساء، ضمن بناء مختلف أدوات نضال طبقة الشغيلة وكل ضحايا نظام الاستبداد والاستغلال والاضطهاد. ومنطلق هذا البناء المطالب اليومية الأولية، والنضالات الجارية بشكل دوري، مع عمل تثقيف فكري سياسي لا غنى عنه.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الشاملة والعميقة بمنطقتنا ضرورةٌ موضوعية لأجل خلاص شُ ...
- الشغيلة و20 فبراير: درسٌ لمُستقبل النضال العُمالي
- الدلالة التاريخية لاتفاق الاستسلام الاجتماعي ليوم 30 أبريل 2 ...
- غلاءُ المعيشة: الصفُوف المُشتتة لن تُوقف العُدوان البُرجوازي
- لا لاستهداف مُناضلي- ات تنسيقية التعاقد المفرُوض، لا لقمع ال ...
- راهن النضال لأجل الحُقوق الأمازيغية وما العمل لفرضها؟
- التضخم قضية صراع طبقي بين الرأسمال والعمل
- اتفاق 14 يناير 2023: قنبلةٌ ناسفةٌ للعمل النقابي
- مدونة الأسرة أغلالٌ لن يكسرها غير كفاح النّساء الجَماهيري
- عامٌ جديدٌ … في حقبةٍ جديدة
- شركة فيلدس Feldts Maroc : قهر الأجراء بالاستغلال المفرط تحت ...
- “الهجرة القسرية”: وجه آخر للمأساة الاجتماعية المتفاقمة
- عاملات وعمال النظافة والحراسة: لا منقذ من القهر والاستغلال س ...
- تمتين التحالف بين الكيان الصهيوني والنظام المغربي وواجبات من ...
- لا رهان على توحيد اليسار الإصلاحي البرجوازي: البديل يسار عما ...
- تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج ال ...
- من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون
- جميعا إلى مسيرة 04 دجنبر2022 بالبرباط
- الصين، تمرد عمالي في فوكسكون*: آلاف العمال المضربين يواجهون ...
- النضال من أجل ضريبة تصاعدية على الأغنياء إحدى سبلنا لوقف تفق ...


المزيد.....




- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - المناضل-ة - 8 مارس: من أجل التصدي لإفراغ القضية النسائية من مضمُونها التحرري