أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المناضل-ة - عامٌ جديدٌ … في حقبةٍ جديدة














المزيد.....

عامٌ جديدٌ … في حقبةٍ جديدة


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7486 - 2023 / 1 / 9 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الافتتاحية

مع السنة الجديدة، لا غنى لأي استجلاء للآفاق عن نظرة إلى خلف، تمعن فيما تحقق وفيما يكبل انطلاقة جديدة أقوى لقوى النضال العمالي والشعبي. مثَّل حراك الريف/جرادة المجيد(2016-2017)، وحملة مقاطعة مواد استهلاك في العام 2018، آخر حلقتين من الدينامية النضالية الفريدة التي هزت المغرب منذ مطلع العام 2011. فمنذ تواريهما، بفعل حذق مناورات النظام وشدة القمع وأعطاب أدوات النضال، دخل البلد حقبة جزر نضالي غير مسبوقة منذ ما قبل أواسط سنوات 1990؛ حقبة لم تخل من هبات غضب ورد فعل، [التلاميذ ضد الساعة الإدارية، اندفاعة المدرسين المتعاقدين قسرا، رفض اجبارية التلقيح، رد خريجي الجامعة على رفع سن الترشح لمباراة توظيف المُدرسين،]، لكن هذه لم تبلغ مبتغاها ولم تعدل المنحى العام الآفل. وقد عمق هذا التراجع مناخُ جائحة كورونا التي أتقن النظام استغلاله لإحكام التحكم، وتمهيد طريق تصعيد الهجوم.

تدل وتيرة اشتغال النظام في مواصلة تنفيذ سياسات نيوليبرالية شرسة، وتشديده الطوق على كل اشكال التعبير، والتعامل القمعي لردع صبوات النضال العمالي والشعبي عن كثب، على عزيمة وإقدام غير مسبوقين، قائمين على اطمئنان واهم للنجاح المحقق في تدبير الوضع الاجتماعي-السياسي بتركيبة الاحتواء والقمع.

وإن كانت الجماهير الشعبية تستوعب حصيلة كفاحاتها السابقة، بما لها وما عليها، ولم تفلح بعد في إيجاد سبل استئناف النضال، فالأكيد الذي لا مراء فيه أن حدة التناقضات الاجتماعية ستجد مخرجا للاحتباس الراهن لا قدرة لمتوقع مهما نبغ على التنبؤ به.

لقد طوى النظام فترة تدبيره للوضع بالاستعانة بـ”معارضاته” التاريخية، الاتحادية والإسلامية، وعاد إلى الإشراف بأدواته المجدَّدَة، معززا تحالفه مع الامبريالية الأمريكية، ضاغطا على حلفاء آخرين لاستدراجهم لرؤاه لعقدة الوضع الإقليمي المتمثلة في المسألة الصحراوية، ومعمقا التعاون مع الكيان الصهيوني.

وإن كان التغيير العميق الذي يحل المشاكل من جذورها هو الحل الفعلي الوحيد لمعضلات البلد وطبقاته الشعبية، فإن كل موجات النضال التي شهدها البلد في العقود الثلاثة الأخيرة لازمت حدود سعي إلى الإصلاح، ضمن إطار مطالب اجتماعية أو مراهنة على تحسينات عبر المؤسسات الزائفة، كانت على الاتحاديين ثم لاحقا على حزب العدالة والتنمية. وحتى دينامية 2011-2012 بطليعتها السياسية، حراك 20 فبراير، أعوزها نفس ثوري رغم اندراجها في سياق إقليمي ثوري. ولا شك أن حراك الريف/جرادة النوعي لم يخرج عن هذا النطاق.

هكذا يستقوي النظام اليوم بحكم فردي تلتف حوله البرجوازية المحلية، بوجه معارضة برجوازية هامشية، منها ما تبقى من التاريخية، مجسدا في فيدرالية اليسار، و”نجوم” تدور في نفس الفلك بنبرة “راديكالية”؛ وبوجه حركة جماهيرية مفككة الأوصال ومخترقة، وفاقدة للبوصلة، وحتى متلاشية، كما شأن حركتي الطلاب والمعطلين، والحركة الأمازيغية التي أفلح النظام في إفراغها من حمولتها النضالية، والحركة النسائية التي جرها للسير في ركبه. كما يستفيد النظام من انتظارية جناح الحركة الإسلامية “الممانع” (جماعة العدل والاحسان) الممتنع عن أي فعل سياسي قد يجر قمعا يعصف بمكاسب تنظيمية يجري تكريسها وتطويرها بعمل دعاوي تربوي ديني. وقد تعزز موقف النظام بالآثار المحبطة للمآلات التي انتهت اليها السيرورة الثورية بالمنطقة، حيث بات كل توق إلى التحرر من الاستبداد يصطدم بالخوف من نتائج عكسية مدمرة.

يولد فرط استغلال قوة العمل، وقهر فئات شعبية أخرى عريضة، بالمدن والقرى، واضطهاد النساء، قوى نضال جديدة باستمرار، يصب قسم منها في أدوات النضال المعطوبة القائمة، فيما يتجسد قسم آخر في أشكال رافضة للإطارات القائمة، لكن مفتقرا إلى منظورات مكتملة. لم تعد الهيمنة السياسية للمعارضة البرجوازية عقبة رئيسة لتبلور وعي طبقي، فقد بددت المشاركة في حكومة الواجهة، وما نفذ باسمها من سياسات مضرة اجتماعيا بالطبقات الشعبية، تلك الهيمنة.

إن الأفواج الجديدة من الشباب العامل، وضحايا نظام التعليم المعطلين، وجماهير الطلاب والتلاميذ بقاعدة المجتمع المفقرة، وجماهير النساء المضطهدة، بحاجة إلى آفاق نضال واضحة، إلى مطالب اجمالية تشكل معالم للبديل المجتمعي من همجية الرأسمالية السائدة، ومنظورات لبناء منظمات نضال جماهيرية وديمقراطية وكفاحية وحزب عمال اشتراكي لا غنى عنه لقيادة عملية التغيير. هذا كله ليس من صفر، بل ارتكازا على دروس ما سلف من كفاحات عمالية وشعبية، وعلى علم التغيير الماركسي الثوري المُجمِل للخبرة التاريخية للمضطهدين.

هذا المنظور النضالي الذي تحتاجه القوى التي تدفعها شدة القهر دفعا إلى ساحات النضال، تقع مهمة إتاحته على عاتق الأقليات الثورية التي لم ترفع الراية البيضاء بوجه الهجوم الكاسح. في وضع التراجع، حيث تبدو الآفاق مسدودة، وخريطة الواقع متجاوزة بالتغيرات الهيكلية الطارئة في الواقع، تتأكد حاجة الأقليات الثورية إلى تدقيق الرؤية واستجلاء خريطة جديدة لإعمال البوصلة فيها. ما تزرعه الأقليات الثورية اليوم، حيث الجماهير خاملة، محبطة لقصيري النظر، هو ما سينبت ويؤتي ثماره بشق طريقه، برتابة تارة وبقفزات طورا، بين تلك الجماهير التي يفعل فيها القهر الرأسمالي البطريركي فعله بلا هوادة. فلتنكب تلك الأقليات على واجباتها بكل ثقة في الذات.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة فيلدس Feldts Maroc : قهر الأجراء بالاستغلال المفرط تحت ...
- “الهجرة القسرية”: وجه آخر للمأساة الاجتماعية المتفاقمة
- عاملات وعمال النظافة والحراسة: لا منقذ من القهر والاستغلال س ...
- تمتين التحالف بين الكيان الصهيوني والنظام المغربي وواجبات من ...
- لا رهان على توحيد اليسار الإصلاحي البرجوازي: البديل يسار عما ...
- تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج ال ...
- من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون
- جميعا إلى مسيرة 04 دجنبر2022 بالبرباط
- الصين، تمرد عمالي في فوكسكون*: آلاف العمال المضربين يواجهون ...
- النضال من أجل ضريبة تصاعدية على الأغنياء إحدى سبلنا لوقف تفق ...
- أممية مايك ديفيس Mike Davis
- المُؤسسات المالية الدولية أداةُ استعمار جَديد
- التّغيرات المُناخية المُتطرفة تَستدعي البَديل الاشتراكي الاي ...
- نعي: فرانسوا شينيه François Chesnais ، أحد الوجوه الرئيسة لل ...
- بلاغٌ بشأن حذف صفحة المُناضل-ة من طرف إدارة فيسبوك
- موجاتُ كفاحٍ شعبي قادمة: العبرةُ في سَابقاتها
- الطّبقة العاملة المغربية في مُنعطف تاريخيّ: خطرُ الإجهاز على ...
- قبل عشر سنوات: مذبحة عمال مناجم مريكانا المضربين في جنوب افر ...
- سريلانكا: انتفاضة ضد غلاء المعيشة والدكتاتورية
- 20 يوليوز، ذكرى رحيل ماندل السّابعة والعشرين: إرنست ماندل من ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المناضل-ة - عامٌ جديدٌ … في حقبةٍ جديدة