أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - ماكرون يريد التحالف مع اليمين المتطرف لمواجهة اليسار














المزيد.....

ماكرون يريد التحالف مع اليمين المتطرف لمواجهة اليسار


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 12:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أدخل مشروع إصلاح نظام التقاعد فرنسا في أزمة اجتماعية وسياسية عميقة. بعد ان مررت الحكومة قانون رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 بمرسوم، متجاوزة البرلمان، على الرغم من أن أكثر من ثلثي الفرنسيين و93 في المائة من العاملين في البلاد يرفضون “الإصلاح”.

ونظرًا لاستمرار واتساع المقاومة، ومشاركة الملايين فيها، لجأت الحكومة، طيلة ثلاثة أسابيع، للعنف المكشوف ضد المحتجين والمضربين، واجبار العمال على العمل قسرا في بعض القطاعات.

ومع فشل استراتيجية العنف الحكومي ضد المحتجين والمضربين، طور الرئيس الفرنسي، منذ أسبوعين، استراتيجية جديدة، مبنية على استهداف قوى اليسار الفرنسي ورموزه الأكثر شهرة، وفي المقدمة منهم جان لوك ميلينشون، زعيم حركة فرنسا الابية، متهما إياه وحركته في توظيف العنف المنتشر لمحاربة النظام السياسي الفرنسي: “المشروع السياسي لحركة فرنسا الابية قائم على ركوب موجة العنف”، قال ماكرون خلال جلسة في قصر الإليزيه الأسبوع الفائت: “إنهم يريدون تقويض مؤسساتنا ونزع الشرعية عن المدافعين عنها”. واستنتج ماكرون أن ميلينشون يمثل تهديدا للجمهورية، معلنا أن الرجل هو العدو الأول للجمهورية.

وتوصيف الرئيس الفرنسي يهدف أيضا الى دق إسفين بين أطراف معسكر اليسار ومعسكر معارضيه عموما.

ان تحجيم المقاومة بشخص رجل واحد، يهدف إلى نزع الشرعية عن الاحتجاج بأكمله. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تعمل الحكومة على “جبهة جمهورية موحدة ضد تحالف اليسار” على حد تعبير عدد من الوزراء.

والمعروف، حتى الآن، كانت “الجبهة الجمهورية المتحدة” دائما تهدف الى منع حزب التجمع الوطني الفاشي من الفوز في جولة الانتخابات الرئاسية الثانية، حيث تدعم جميع الأحزاب الأخرى المرشح الآخر (في هذه الحالة ماكرون)، لمنع وصول زعيمة حزب التجمع الوطني، الى رئاسة البلاد. ويريد ماكرون اليوم قلب المعادلة، وتشكيل جدار صدٍ ضد قوى اليسار والنقابات والحركات الاجتماعية، مكونة من يمين الديمقراطيين الاجتماعيين، واليمين الليبرالي والمحافظ وصولا الى اليمين المتطرف، الذي يشكل اليوم قوة مؤثرة في الجمعية الوطنية الفرنسية.

و جرب ذلك كنموذج لجبهة ماكرون اليمينية المرجوة، قبل أيام في مقاطعة “اريغ”، خلال جولة إعادة انتخابات الجمعية الوطنية فيها، اذ واجهت بينيديكت تورين من تحالف اليسار، مارتين فروجر “المنشق” عن الحزب الاشتراكي الفرنسي في الجولة الثانية. وعلى الرغم من تقدم تورين بشكل واضح في الجولة الأولى، إلا أنها خسرت الجولة الحاسمة لصالح منافسها اليميني، نتيجة لتوحد معسكر اليمين بكل قواه ضد المرشحة اليسارية، أي ان اليمين “الديمقراطي” تحالف مع الفاشيين الجدد لهزيمة اليسار. التقارب بين ماكرون واليمين المتطرف هو جزء أساسي من استراتيجية الحكومة، والتي لا تخفيها أيضًا. وأعلن وزير العمل أوليفييه دوسوبت مؤخرًا أن السيدة ماري لوبان (زعيمة اليمين المتطرف) كانت “جمهورية أكثر بكثير” من ميلينشون. وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانين في مقابلة إذاعية ان “لوبان أكثر ذكاء من جان لوك ميلينشون”.

ليس من المستغرب أن يعمل ماكرون للخروج من الأزمة، عبر التحالف مع اقصي اليمين لمواجهة اليسار، لطالما عرف رأس المال مكانه في الوسط، موظفا طاقات اليمين المتطرف في أوقات الازمات. وهذا ما تؤكده أيضا التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس أكبر “جمعية لرجال الأعمال” في فرنسا في مقابلة إذاعية. هناك، صرح جيفروي رو دي بيزيو حرفياً أن سلطة لوبان كانت “مخاطرة ضرورية” يجب توظيفها.

توقع الفيلسوف الماركسي فريديريك لوردون بالفعل قيام “جبهة موحدة ضد اليسار” بقيادة ماكرون في عام 2021. ولكن من غير المرجح أن تساعد هذه الاستراتيجية الرئيس الفرنسي على الخروج من الأزمة. لقد أصبح الاحتجاج على “إصلاح نظام التقاعد” واسع للغاية، ولكن هذه اللعبة خطيرة لأنها تمهد الطريق أمام لوبان لدخول قصر الإليزيه.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عشرين عاما.. العراق من الدكتاتورية والاحتلال إلى الدولة ...
- عنصرية منهجية ضد المهاجرين في المانيا*
- طبيعة الحركة الاجتماعية التحررية المضادة للرأسمالية
- تحالف اليسار يدعم مرشح المعارضة المشترك في تركيا
- في الذكرى العشرين للغزو الأمريكي والبريطاني للعراق / دور الم ...
- الشيوعي الفرنسي يدعو لاستفتاء عام وحكومة بديلة
- خطوات لتأسيس أممية نسوية في أمريكا اللاتينية
- قوى اليسار والنقابات العُمّالية: لا سلام مع ماكرون
- منذ عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيا / صراع مفتوح بين الحرية وال ...
- مساعدات شحيحة لضحايا الحرب / عوائل يمنية تقاضي شركات سلاح أم ...
- قوى السلام والحرب في أوكرانيا
- لمطالبة بانصاف ضحايا انقلاب شباط الاسود مشروعة / الدولة مسؤو ...
- حزب اليسار الألماني نموذجا.. ما العمل في أوقات الحرب؟
- اليمين المتطرف خطر داهم على الديمقراطية
- حضور غير منظور لليمين المتطرف / عشرات الآلاف يتظاهرون من أجل ...
- مؤتمر ميونخ للأمن والنظام العالمي القديم
- البرازيل والصين صوتان للسلام / مؤتمر ميونخ للأمن.. عسكرة وكر ...
- الزلزال األكثر دموية منذ مائة عام على جانبي الحدود التركية ا ...
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
- هبوط الخط البياني لشعبية الرئيس الامريكي


المزيد.....




- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي
- -العشرية السوداء- في الجزائر: من حرب أهلية دامية إلى -قانون ...
- غوتيريش يدعو الى زيادة المساعدات الدولية في مواجهة -الفوضى ا ...
- جدعون ساعر: مهتمون بتوسيع التطبيع مع لبنان وسوريا لكن الجولا ...
- أوكرانيا تنسحب من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفرا ...
- ساني يودع بايرن ميونخ وسط أجواء جيدة ودون بصمة تهديفية أخيرة ...
- إسرائيل ترغب بالتطبيع مع لبنان وسوريا مع الاحتفاظ بالجولان
- بسبب سباق.. شركة روبوتات تبيع أكثر من ألفي روبوت وتجمع 35 مل ...
- مجزرة مروعة بميناء غزة وموجة نزوج جديدة شمال القطاع


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - ماكرون يريد التحالف مع اليمين المتطرف لمواجهة اليسار