أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رشيد غويلب - عنصرية منهجية ضد المهاجرين في المانيا*














المزيد.....

عنصرية منهجية ضد المهاجرين في المانيا*


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 18:48
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اعترفت حكومة المانيا الاتحادية، ولأول مرة، بوجود عنصرية هيكلية في البلاد. وابقت سبل التعامل مع تصنيف الناس على أساس عرقي مفتوحة. تريد الحكومة مكافحة العنصرية، وجعل المتضررين منها في مركز الاهتمام. هذا ما وعدت به أخير، المسؤولة عن ملف مكافحة العنصرية.

ووزيرة الدولة في الحكومة الألمانية ريم العبلي، العراقية الأصل وحفيدة الشهيد الشيوعي المعروف محمد صالح العبلي. جاء ذلك اثناء عرضها في 11 كانون الثاني الفائت، لأول مرة "تقرير عن وضع العنصرية في المانيا" أعدته الحكومة الاتحادية الجديدة. وهناك توجه لإصدار التقرير سنويا، اعتبارا من العام المقبل. وسوف يستند التقرير الى معطيات علمية، مدعومة بتخطيطات بيانية.

قالت وزيرة الدولة ان "مناهضة العنصرية منهجيا ضرورية للديمقراطية". واعتمدت في تقريرها على نتائج الأبحاث التي نشرها المركز الألماني لبحوث الاندماج والهجرة. وفقًا لدراسة المعهد ان 90 بالمائة من الذين تم سؤالهم عن وجود عنصرية في ألمانيا، اجاب 22 بالمائة، بأنهم تعرضوا لها بشكل مباشر. ومنذ فترة طويلة يجري الحديث عن "العداء للأجانب". وعلى المرء ان يعرف العنصرية بماهيتها. وذكرت المسؤولة عن ملف مكافحة العنصرية المجموعات المتضررة: اللاجئين والسود والمسلمين واليهود والغجر. وعندما سئلت عن تفاصيل اخرى، اكدت أن العنصرية لا تنحصر في هذه المجاميع حصر، بل ان السلاف والآسيويين يعانون منها أيضًا. وقالت بغموض إجابة على سؤال آخر ان "الفلسطينيين والاكراد يعانون من التمييز أيضا".

ورحبت المسؤولة الاتحادية المستقلة لمناهضة التمييز فيردا اتمان، بالتقرير الحكومي، ووصفته بانه "إشارة متأخرة ولكنها ضرورية جدا". ويرى مميت كيليتش، رئيس المجلس الفيدرالي للهجرة والاندماج، الذي يضم ه ممثلي المهاجرين، أن "العرض الموضوعي والنقاش السياسي حول العنصرية الهيكلية والمجتمعية في ألمانيا" إيجابي. وأضاف أن "المعرفة المكتسبة يجب أن تؤدي سريعا إلى إجراءات عملية حتى لا تظل مناهضة العنصرية كلمة طنانة، بل تصبح موقف لكل المجتمع.

ولأول مرة يذكر تقرير حكومي العنصرية الهيكلية الى جانب الكراهية والعنف الملموس.

يقول التقرير إن الأمر يتعلق بالمعرفة والممارسات المتاحة عن العنصرية، التي "أصبحت طبيعية، لدرجة أنه يمكن أن تكون هناك آثار عنصرية غير متعمدة دائمة بالإضافة إلى الآثار المتعمدة". ويمكن أن يتضح ذلك في التمييز ضد مجموعات سكانية معينة، على سبيل المثال في المدارس والإدارات الحكومية والشرطة. وكمثال تستشهد العبلي بدراسة أجرتها جامعة مانهايم، حيث قام المدرسون باعتبار تصنيف إملاء "" ماكس" الألماني أفضل من نص مماثل لـ "مراد" المنحدر من أصول غير المانية. لكن هذه الحكومة الألمانية ة تجد صعوبة أيضًا في الاعتراف بالعنصرية الهيكلية، على هذا النحو في صفوف الشرطة. لقد اعتبرت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيسر (من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم) سلوك ضابط الشرطة "غير عنصري"، عندما اقتحمت الشرطة في أيلول الفائت شقة عائلة سورية، لتخلفها عن دفع غرامة، وقال ضابط شرطة مخاطبا الأم: "هذا بلدي وأنت ضيفة هنا". وتخطط العبلي لتشكيل مجلس خبراء لمكافحة العنصرية. يقوم بوضع تعريف عملي للعنصرية لتسهيل الإجراءات الإدارية، ومن أجل تطوير تدابير مضادة لها.

وبخصوص بتصنيف الناس عرقيا، أي تفتيش الناس، على الأساس المظهر الخارجي، وغيره من ممارسات جهاز الشرطة، أشارت العبلي إلى تغيير مرتقب في قانون الشرطة الاتحادية. وبهذا بتم الالتزام بحظر التمييز. وقالت العبلي: ان "التصنيف العنصري، بموجب القانون الأساس (الدستور الألماني) مخالف للقانون، لكن ما يجب تدقيقه كيف يمكن أن تؤدي الضوابط القانونية الحالية إلى التصنيف العنصري". في الماضي، أشارت الشرطة الألمانية، مرات عديدة، الى منع تصنيف الناس على أساس عنصري. اما على صعيد الممارسة الملموسة، فالأمر شائع. قبل عشر سنوات، أوصى المعهد الألماني لحقوق الإنسان الحكومة الألمانية بحذف الفقرة 22 من قانون الشرطة، التي تسمح، إيقاف واستجواب وتفتيش أي شخص في القطارات ومحطات القطارات والمطارات. وقد افاد المتضررون من سلوك الشرطة العنصري، أنهم الوحيدون الذين تم تفتيشهم أو نقلهم من القطار. وقد عشت شخصيا ذلك مرة، على الحدود الألمانية – الهولندية، عندما طلبت الشرطة مني ومن مسافر يوناني فقط، ابراز الوثائق الثبوتية، لكون لون شعر كلانا اسود.

وبالملموس أعلنت العبلي، أنها ستدعم المجالس الاستشارية المستقلة، وتدعم المؤسسات المعنية بضحايا العنف العنصري، وتحمي السياسيين المحليين، من أصول اجنبية، بشكل أفضل من العنصرية، وتعزز الإجراءات الاستباقية في أماكن الرياضة الجماهيرية. وأكدت رفع التخصيصات لهذه التدابير، في عام 2023، الى 10 ملايين يورو، بعد ان كانت في العام السابق 8 مليون يورو.

لقد كان أحد الموضوعات الرئيسية، عند عرض التقرير الحكومي، هو النقاش المجتمعي المشحون بالعنصرية لملف الاندماج، على خلفية هجوم مجموعة من الشباب على عمال الإنقاذ ورجال الإطفاء، بعد ليلة رأس السنة الجديدة في العاصمة برلين. وقالت العبلي: لقد "أظهر لي ذلك أنه حتى في عام 2023 لن نتمكن من القيام بمثل هذه النقاشات دون إثارة استياء عنصري. ونحن بحاجة إلى أن نحكم على الجناة من خلال ما يفعلونه، وليس على أساس أسمائهم الأولى". وبهذا وجهت رسالة الى الاتحاد لديمقراطي المسيحي المعارض، ودعمت وزيرة الداخلية ورفيقتها في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم، عبر اتفاقها مع ما صرحت به الأخيرة: "لا ينبغي توظيف النقاش لأثارة استياء عنصري". لكن العبلي عارضت تصريح سابق لوزيرة الداخلية، ولأقطاب المعارضة أيضا. لقد قالت وزيرة الداخلية مرة: "يجب علينا وضع لحد لرافضي الاندماج في مدننا: بيد حازمة، ولغة واضحة، ولكن دون اثارة استياء عنصري". لقد اعتبرت العبلي مثل هذه التصريحات سواء جاءت من التحالف الحكومي، او المعارضة، " هذا امر خطر، وصفعة المهاجرين في هذه البلاد".



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة الحركة الاجتماعية التحررية المضادة للرأسمالية
- تحالف اليسار يدعم مرشح المعارضة المشترك في تركيا
- في الذكرى العشرين للغزو الأمريكي والبريطاني للعراق / دور الم ...
- الشيوعي الفرنسي يدعو لاستفتاء عام وحكومة بديلة
- خطوات لتأسيس أممية نسوية في أمريكا اللاتينية
- قوى اليسار والنقابات العُمّالية: لا سلام مع ماكرون
- منذ عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيا / صراع مفتوح بين الحرية وال ...
- مساعدات شحيحة لضحايا الحرب / عوائل يمنية تقاضي شركات سلاح أم ...
- قوى السلام والحرب في أوكرانيا
- لمطالبة بانصاف ضحايا انقلاب شباط الاسود مشروعة / الدولة مسؤو ...
- حزب اليسار الألماني نموذجا.. ما العمل في أوقات الحرب؟
- اليمين المتطرف خطر داهم على الديمقراطية
- حضور غير منظور لليمين المتطرف / عشرات الآلاف يتظاهرون من أجل ...
- مؤتمر ميونخ للأمن والنظام العالمي القديم
- البرازيل والصين صوتان للسلام / مؤتمر ميونخ للأمن.. عسكرة وكر ...
- الزلزال األكثر دموية منذ مائة عام على جانبي الحدود التركية ا ...
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
- هبوط الخط البياني لشعبية الرئيس الامريكي
- سلام عادل القائد الذي رأى
- في زيارته لعدد من بلدان أمريكا الالتينية / المستشار الألماني ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رشيد غويلب - عنصرية منهجية ضد المهاجرين في المانيا*