مسلسل ابتسم ايها الجنرال وفضح المستور !

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 7575 - 2023 / 4 / 8 - 16:14
المحور: كتابات ساخرة
    

رمضان يجمعنا ! في هذا الشهر المقدس ( المبارك ) نجتمع ونتحد ( لمدة شهر فقط ) حول المسلسلات الكريمة التي تنتجها شركات التجارة والاحتكار والربح الرمضاني .
في هذا الشهر تم إنتاج اكثر من ثلاثة مائة مسلسل فنتازي في العالم العربي ( ما اعرف إذا الباكستان والهند ايضاً انتجوا مسلسلات نَهي نَهي ) ! اذا كان هذا المجهود والمبالغ التي تم ضخها في هذه المسلسلات قد استثمرت في الفضاء لكان للعرب الآن كبسولات تدور حول الزهُر والزُحل ونيبتون ! منذ اكثر من قرن هذا حال العرب وإنتجاهم الرمضاني بالرغم من إنه يبعدهم عن بعض وليس كما يدعون ! رمضان يجمعنا ! المهم !
يعرض مسلسل ( ابتسم ايها الجنرال ) هذه الايام والذي يتحدث عن الحالة والوضع السوري منذ إنطلاق او حتى قبل احداث الهوجة السورية ! حالة الحكومة السورية آبان إنطلاق الهوجة والصراعات العائلية وبينها صراعات القادة والمسؤولين السوريين وحالة الإنقسام السياسي والعائلي الذي صاحب تلك الفترة . في المسلسل المذكور هناك تفاصيل دقيقة ومحاكات للتنافرات والقرارات التي صاحبت قبل وبعد الهوجة ! التفاصيل تقترب احياناً الى الكمالية في التصرفات الدقيقة واخرى قريبة من الواقع وثالثها تحاكي تلك الفترة بشكل او آخر ( يعني تفضح المستور ) . طبعاً وبسبب هروب وإلتحاق عدد كبير من السياسين والفنانين الى الخارج تم تزويد القائمين على إنتاج هذا العمل بتفاصيل دقيقة عن تلك المرحلة ! هذا كل ما انتجته المعارضة السورية في كل تلك المعارضة السياسية ! تَلَخّصَ كل جِهاد ونضال ونجاحات تلك المعارضة بمدالمسلسل بتفاصيل قريبة او حتى حقيقية عن حياة الحكومة السورية وبِشَقّيها ! واقصد صراع الاخوين على السلطة وتقسيمها بينهما والصراعات التي كانت تجري بينهما ! واعتقد سنشهد في باقي التكملة موت احد الاخوة ( باسل الاسد ) وسنعلم إن كانت بفعل فاعل اوحادث عرضي ! وطبعاً هذا سيكون حسب رواية المعارضة والمقربين الهاربين الى الخارج !
المسلسل بصورة عامة عمل فني درامي سياسي ادائي بشكل جيد ، وهذا هو العشم في الممثل وإداء الفنان السوري ! والاهم من كل هذاوذاك إستعلمنا وحتى تفاجئنا بعدد الفنانين السوريين الهاربين والمعارضين ( هذولة إشلون راح يرجعوا ما أعرف ) ! إذا ماعادت سوريا الى حضن الامة فأتمنى من الحكومة السورية أن تعفي على كل الذين شاركوا بهذا العمل وأن تسمح لهم بالعودة الى الوطن وعفى الله عما سلف! معقولة راح تطردوا ثلاثة أرباع الشعب ! وتعفوا عني انا أيضاً ! لساني هَم كان طويل !! والله فكرة !!
ولكن لنا سؤال الى القائمين على هذا العمل ! لماذا لا تنتجون مسلسلات اخرى تحاكي وتعرض وتكشف الصراعات الداخلية لكل الحكومات والرؤساء العرب الآخرين ! الجميع يعلم بأن الصراعات التي تجري يومياً واسبوعياً وشهرياً ولعقود طويلة في اروقة الحاكمين على ذلك العالم لا تختلف ولا تقل عن ما جرى ويجري في سوريا ! على الاقل في سوريا كان هناك دكتور وطبيب ومهندس وغيرهم فما بالك بصراعات الشيوخ والقبائل الحاكمة ! أم ستنتظرون الى ان تحصل هوجات في كل تلك الدول وبعدها تحاكون الماضي الدموي ! وماذا أن لم تحصل تلك الهوجات فهل يبقى الظلم والقهر والقتل مستور ومحمي بعناية الرب ! اغلب الحكومات العربية تحكم بالسيف والدم والترهيب والتركيع والفساد والنهب ومنذ عقود طويلة فمن سيكشف تلك الصفحات ! مَن سيُعري تلك الممارسات الدموية ! ونصيحتي الفنية الى تلك الشركات بإنتاج مماثل يحاكي التخلف العربي ! أي التخلف الذي يسير في اروقة الشارع والشعب ! فالشعوب العربية لا يقل تخلفها ( من وجه نظري الشخصية ) عن إجرامية القائد ! الفساد المذهبي والطائفي والقبلي لا يقل إطلاقاً خطورة عن دكتاتورية الرئيس او الملك او الأمير ! لقد تم عرض جزء من الفساد الفوقي في هذا العمل ولكنه لم يعرض ويكشف الفساد الداخلي ( الشعب ) ! شعب بأكمله يقوده رجل مذهبي اوطائفي ويأخذه يميناً وشمالاً وحسب مقتضى وأهواء ذلك الرجُل ! فنأتي ونلوم الرئيس او الملك او الامير عندما يتصدى لذلك التوجه الدموي المتخلف!
الفساد هو في الاسفل ، وليس الرئيس او القائد إلا الصفحة العليا لذلك الفساد التحتوي ! إذاً عليكم محاكات وكشف ذلك الفساد التحتوي قبل الفوقي ! عندما يتثقف ويستعلم ويدرك ويتعلم الشعب سيستقيم الرئيس طواعياً ! غير ذلك فالكثير من المسلسلات الرمضانية ستذهب سدى وفي ادراج الرياح الصفراء ! ويبقى الوضع كما هو ، لا بل سينحدر نحو الخلف اكثر فأكثر !
إبتسم ايها الرمضان !

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات