حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:41
المحور:
الادب والفن
فراشي الرمادي
وقنفذ يتشبث بركن الغرفة .. الوطن
وخصلات شعره الأبيض .. إكليل شوك
ينغرس بأحكام
مسمر في وطنه
يتغنى .. ومن يسمع
يكتب القصائد لمن لا يجيدون نضال القراءة
يحلم ويفسر أحلامه للنجوم فقط
قنفذ رمادي
رأسه .. وقدماه لا مسافة بينهما
هناك فوق الكون .. يسكن
وهنا في أعماق الأرض .. يحرث
يسند رأسه في أحضان الهاوية
ويفرد قدميه بين راحتي الفردوس
ينشق قلبه للصوص الوحي ..
ويشرح صدره نوع من السحر
يرفع هامته على ناصية الأوراق
يتفحص المارة .. لعله يجيدها
حكمته الضالة
وأنشودته المخبأة بإحكام
وعذرواته الحكيمات حيث قنديل الزيت
والشموع المضاءة دائماً
والنهود التي تكفر بعفة القطيع
قنفذ رمادي .. حيث شيب السحب البيضاء ..
الممطرة في لحظات الولع فقط
والدفق المتقدم والمتأخر
حيث اغتيال الجراد الغبي
لبراعمنا المختارة بعناية فائقة
وبقع الدم التي نحتت ملامحنا ..
أيضاً بعناية فائقة
ملامحنا التي عندما نفقد البوصلة
تجذبنا .. تهدينا
نحــو الــوطــــن
قنفذ رمادي .. يجهل من أين تؤكل الكتف
ومن أين يأتي مجد البيت الأخير
ووجوه أحبائه .. تطفئ المصابيح بالليل
وترتشف كل يوم نفس الدعاء الغبي
شيء ما يجعل قلبك شاحب ..
ويجعل قدميك تبطئ الخطوات
وعينيك تتفحص بلا اكتراث
تحول القمر لبقعة دم ..
وإنشقاق الشمس لنصفين ..
وجفاف نهر العين !!
كل هذا يجعلني أنتظر .. كشف الأسرار
ما بين فوهة البركان .. وبيني
ومجيء المنتظر .. ومجيئي
هذه المسافة التي تحكم ..
شرودي .. وهروبي .. وهجومي ..
ووجــودي
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟