أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - العراق دولة مستقلّة مع وقف التنفيذ














المزيد.....

العراق دولة مستقلّة مع وقف التنفيذ


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7571 - 2023 / 4 / 4 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تبدو الكتابة عن عراق اليوم امرا هيّنا. فثمة أكثر من دليل وبرهان على ان البلد فقد بوصلة العمل السياسي السليم. وانتشرت فيه ،اضافة إلى سرطان الفساد، حالة من التخبّط والارتجال والعشوائية. وراح "اليسوه والما يسوه" يتلاعب في شؤونه الداخلية والخارجية. ويضحك على ذقون حكّامه. وساد مبدأ "غضّ النظر" على مجمل العملية السياسية. ولسان حال الجميع يقول "لا ارى لا اسمع لا اتكلّم. ومالي دخل بالموضوع" .
الى درجة أن كل مسؤول اجنبي، وزير أو سفير أو أي شيء آخر، يستطيع زيارة العراق حتى دون علم الحكومة العراقية. تهبط طائرته وتقلع دون علم احد. لان امريكا هي التي تسيطر على سماء الوطن. وعندما تنتهي زيارته تقول حكومة بغداد أن زيارة الوزير الفلاني (وزير الدفاع الأمريكي مثلا) تمت بالتنسيق مع الحكومة العراقية. وعلى السذج والسفهاء تصديق مثل هذه الاقوال.
من يزور العراق يستطيع لقاء اي شخصية "سياسية" حتى دون أن يكون لها موقع او منصب في الحكومة. وهناك شخصيات "سياسية" أو قادة احزاب لا تتوفر فيهم أدنى معايير الكفاءة والخبرة والثقافة السياسية والإدارية. ولا ادري ما هي حاجة وزير اجنبي أو حتى سفير إلى لقاء السيد عمار الحكيم، على سبيل المثال فقط، الذي لا يُعرف عنه شيئا سوى قلّة الحكمة.
ان الحقيقة المرّة في العمل السياسي في العراق هي أن الاحزاب والميليشيات التابعة لها هي التي تدير شؤون الدولة بموافقة امريكا والدول الأخرى.
ويفترض أن يكون العراق دولة مستقلة ومستقرة نسبيا إلا أن دول العالم ما زالت نعتبره دولة خاضعة للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.. او أن العراق ما زال في حالة حرب أهلية وبالتالي فإن كل مسؤول اجنبي يأتي إلى العراق يقوم بجولة "تفقّدية" على جميع الساسة العراقيين بغض النظر عن "قيمتهم" الحقيقية. وكانّ هدفه هو تقريب وجهات النظر بينهم وترطيب الأجواء. بالضبط كما يحصل الآن في ليبيا أو اليمن اللتان تخوضان حربا أهلية. هناك خلل واضح وضوح الشمس في السياسة الخارجية العراقية. وليس في السياسة الداخلية فقط. والمآخذ عليها كثيرة. اولها أن تصدر اشعارا رسميا الى جميع السفارات والمسؤولين الأجانب الذين يقومون بزيارة العراق، وكذلك الى قادة الأحزاب والكتل. تمنع بموجبه اي لقاء في السر والخفاء ودون علم أو مشاركة ممثل عن الوزارة نفسها.
ما يجري في العراق بهذا الصدد لا ترى أو تسمع عنه شيئا في اية دولة أخرى. فليس مسموحا لسفير اجنبي أن يلتقبي برئيس حزب أو كتلة سياسية على انفراد. بغض النظر عن مكانة الدولة التي يمثلها ذلك السفير. والظاهر أن الأحزاب والكتل السياسية اتفقت على العمل بهذا العرف الشاذ والغريب على الأصول الدبلوماسية. من أجل الظهور الإعلامي والتقاط الصور التذكارية وتسليط الاضواء على شخوصهم الكريهة. وما اثار دهشة واستغراب الكثيرين، في الداخل والخارج، هو أن امين عام الامم المتحدة مقتنع بأن العراق دولة "متنازع" عليها بين ذئاب شرسة. أحزاب وميليشيات وكتل سياسية متعددة. بدليل وقوفه، اي السيد انتونيو غوتيريش في زيارته الاخيرة للعراق، وسط قادة ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون مثل قيس الخزعلي وبافل طلباني وريان الكلداني. وقوفه وسط هؤلاء وهو يضحك ملء شدقيه، حتى بانت نواجذه. وكانه يضحك على عقول العراقيين. وقبل أن انهي هذا المقال تقول اخبار العراق أن السيد حيدر العبادي (طبعا ليس لديه وظيفة أو منصب في الحكومة أو الدولة العراقية) استقبل في مكتبه وعلى انفراد كل من السفير البريطاني والسفير الكندي. وفي خبر آخر يقول إن رئيس مجلس القضاء الأعلى استقبل السفيرة الأمريكية في بغداد. ولو حصل شيء من هذا القبيل في أوروبا لقامت الدنيا ولم تقعد الاّ بطرد رئيس مجلس القضاء من منصبه.
ويبقى السؤال مطروحا بالحاح. هل وزارة الخارجية العراقية على علم بتحركات هؤلاء السفراء وهؤلاء السياسيين، ولديها علم مسبق بما يدور في هذه اللقاءات المشبوهة ام انها تسمع عنها من خلال وسائل الاعلام؟



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واعتصموا بحبل العراق جميعا ولا تفرّقوا...
- اصبحتُ كمن اصابه مسٌّ من الشجون
- كردستان العراق كيان كارتوني ؟ وشهد شاهدٌ من اهلها !
- جو بايدن...الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة
- قمّة روسية صينية تحت شعار : يا عواذل فلفلوا !
- الساكت عن الحق شيطان اخرس...مثلا؟
- المحكمة الجنائية الدولية: جرائم حلال وجرائم حرام
- الموازنة العراقية: حصّة ثلاثة اسود للسيد مسعود
- شيخوخة الدول لا تنقذها صبيانية الحكّام
- آكلة الاكباد...اورسولا فون دير لاين !
- إيران والسعودية... بين زواج المسيار وزواج المتعة !
- وما زال تشرابي الخمور ولذّتي...
- مظاهرات صاخبة في اسرائيل؟ نارهم تاكل حطبهم !
- ثلاثة لصوص ورابعهم كلبهم !
- حلم يقظة ملقى على قارعة الليل
- كتابُنا وكتابُكم حول المسائل العالقة
- حصان طروادة وحمار الدونباس
- إسمه بالحصاد ومنجله مكسور...من هو؟
- احزان الشعراء...حقيقية أم مفتعلة؟
- كفاني بكاء على اطلال غيري...


المزيد.....




- -حبت تكون زي أي صبية تنتظر مولودها-.. الأميرة رجوة تثير تفاع ...
- النيران تلتهم شاحنة على طريق سريع والسائقة عالقة فيها.. كامي ...
- مسؤول: روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة في لفيف غرب أوكران ...
- أفضل مدن العالم لتناول الطعام في عام 2024.. بحسب مجلة تايم آ ...
- ردا على مقترح بايدن.. نتنياهو يؤكد: شروط إنهاء حرب غزة -لم ت ...
- تعرف على المرأتين اللتين تتنافسان على منصب الرئاسة في الانتخ ...
- مجلس الدوما ينظر في منع نشاط مؤسسة كلوني في روسيا
- بوتين يهنئ باشينيان بعيد ميلاده
- الخارجية اللبنانية ترحب بخطاب بايدن عن غزة: حان الوقت لانسحا ...
- تونس.. الحكم على قيادي في حركة النهضة متهم بـ-مقتل رجل أعمال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - العراق دولة مستقلّة مع وقف التنفيذ