أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليندا كبرييل - الأيديولوجيا لغة حريرية وحمولة تدميرية















المزيد.....



الأيديولوجيا لغة حريرية وحمولة تدميرية


ليندا كبرييل

الحوار المتمدن-العدد: 7566 - 2023 / 3 / 30 - 20:53
المحور: حقوق الانسان
    


آه ~
كلما قالوا: مظاهرة، قفزتْ إلى ذهني ذكرى عقوبة تنظيف مئة بارودة تشيكية في معسكر الرمي، التي أنزلَتْها مدرِّبة الفتوة العسكرية بي وبزميلاتي بسبب محاولة هروبنا من المظاهرة، عندما كنا في المرحلة الثانوية.
كلنا في الوطن دفعنا جِزْيتَنا الوطنيّة صاغرين، وقَصَفْنا في مظاهراتنا الأمبرياليّة والربيبة قَصْفاً مبيناً بالصوت واللسان والسبّابة المهدِّدة.
منْ له من الجنس البشري بسبّابة كَسبّابة العرب صانِعة الانتصارات الباهرة والأمْجاد الفاخرة !
العرب يُديرون خُطوبهم بالخِطابات والشعر والشعارات والتصفيق الصفيق !

في طريق العودة إلى بيوتنا بعد مظاهرة التنديد بالعدوان الإسرائيلي، سألتْ إحدى الزميلات:
ــ بعد أيام قليلة ستحلّ ذكرى ثورة حزب البعث في الثامن من آذار، تُرى هل ستُقام مظاهرات التأييد كما كان مُقرَّراً أم أنًّ مظاهرة اليوم كفَّتْ ووفَّتْ؟
أجابتْ أخرى:
ــ هذا ظَرْفٌ، وذاك ظرف آخر، طبعاً، كما في كل عام لا بدّ من مسيرة تأييد، وأذاعوا أن عضوات الاتحاد النسائي سيُشارِكْنَ أيضاً بمناسبة يوم المرأة العالمي، الذي يصادف في نفس اليوم 8 آذار.
فرَدّتْ الزميلة:
ــ يا عيني ! ندَّدْنا اليوم في المُظاهرة بالعدوان الإسرائيلي حتى بُحَّتْ أصواتنا .. في أسبوع واحد مظاهرتان ؟ يا بنات خذوا ملعقة سكَّر نبات مطحون ومخلوط مع شوية طحينة.
بِتبرُّم قالت إلهام:
ــ حياتنا يا تأييد يا تنديد، متى سنلحق حِفْظ قصيدة الفرزدق وشرحها؟

ارتميتُ على سريري مُنهَكة وأنا أحملق في سقف الغرفة ؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الذي اسْتَدْعَى قرار تعطيل دوام المدارس وقيام مظاهرات التنديد، خَلَصْنا من امتحانَيْن . ابتسمتُ .. مَكْسَبان في آن واحد، يللا ~ دَفَشْنا من طريقنا بأمان الله امتحان التربية القومية، وامتحان الفتوة في فكِّ وتركيب البارودة التشيكية.

تثاءَبْتُ من النُّعاس، لكني تذكَّرْت أني لم أُصَلِّ بعد، ركعتُ، وجَمَعْت يديَّ وكان الله في قلبي وأنا أنظر في فراغ الحائط، لكنَّ كلمات الصلاة ضاعت على لساني، إذ قفزتْ إلى ذهني فجأة قصيدة الفرزدق الذي لا أهْضِمُه، وأكرهُ شِعْرَه لصعوبة ألفاظه .. ثم تداعت الأفكار، تُهاجمني، تَسْتفِزُّني، إلا خاطِراً مزعجاً لاحَ لي وكان الأقوى في تلك اللحظة .. عُدْتُ وأسندْت رأسي إلى المخدة دون أن أبدأ صَلاتي ؛ انفجرَ الخاطر في ذهني : كيف لم أَتنبَّه إليه من قبل؟
العدوان الإسرائيلي !!
هل أنا مُبْتَهِجة بإلغاء امتحان الفتوة والتربية القومية لِحدوث ظرف طارِئ شنيع نزل بالوطن ؟!
يا لطيف .. ما هذه الفكرة الكريهة ..
عُدْتُ وركعت لِأُصَلّي لِسلام الوطن، لكن الخاطر المزعج ألَحَّ عليَّ بقوة حتى حَرَمَني من ذِكْر الله ومن النوم أيضاً . تركتُ الله جانباً وسألت نفسي : نجاتكِ وابتِلاء الوطن، أم ابتلاؤكِ ونجاة الوطن ؟ خَسارة عامٍ دراسيّ أم خسارة قطعة غالية من الأرض العزيزة؟
أجيبي !
أيُسْعِدُكِ الخلاص من امتحان عسير رغم ما حمله العدوان الغاشم من أذى؟
أليس خَوْضُ الامتحان بِهِمَّةٍ وإيمان بقضية الوطن أجْدى من هذه السعادة المُخْجِلة؟
أمَا قالوا لكم في درس الفتوة: ( أنتم الطاقة الهائلة التي ستَرْدَع العدو وتدفعُ شرَّ الصهاينة بعزيمتها، وأنَّ أغلى أنواع الشهادة هي الشهادة في سبيل كرامة الوطن )؟
إذاً ذهب سُدًى كلام أستاذ التربية القومية: ( أنتم الودائع الثمينة وذُخْر الوطن )!!
ثم ثم .. ماذا يُرْهِبكِ ؟ البارودة ؟ حِفْظُ المقوِّمات العقائديَّة والسلوكيّة للحزب ؟ على قَوْل أمّكِ : لا البارودة صاروخ، ولا مبادئ الحزب معادلات فيزيائيّة . أحد الفهلويين قال لكم : جملة واحدة احْفظوها واعْتبروها كليشه تُنْقِذكم من كل حرج ؛ أي سؤال طُرِح عليكم أدْخِلوها في الجواب والسلام : ( هدفنا صَهْرُ أجزاء الوطن العربي وجميع العصبيّات المذهبيّة والطائفيّة والقبليّة في بوتقة البعث وتعميق الشعور القومي بين أبناء الأمة العربية ثم تجسيده في الوحدة انطلاقاً من مبادئ الحزب الثوريّة الإنسانيّة) صعبة يعني ؟

تثاءبْتُ .. آآآه~ أين المفرّ ؟ فرزدق ثقيل دم من ورائكم، وشِعْر غليظ أمامكم، وبارودة مُخيفة من الشرق، وعقوبة حقل الرمي المُنْتَظَرة من الغرب.. كيف تسمح يا الله بِكل هذا القهر؟
اُسْكُتي ! إللي يفترض سوء النِيَّة تركبه جِنِّيّة .. هذه تربية أخلاقيـــــــة .. تستهدِف .. تَزْويـــــــــد ..نا بال ~ مهارا ااات ال ~ عسكري اااـــ ة ~~
وأثقلَ النوم على جفنيّ فابتسمتُ للملائكة ورُحْتُ في سُباتٍ عميق بلا صلاة.

قبل ثلاثة أيام من حلول ذكرى يوم المرأة العالمي، والثورة الذهبية المجيدة، النجمة المُضيئة في ليالي الدُّجَى، الثامن من آذار الذي لن يُفارِقنا دون إنذار، وقفنا نحن طالبات الثانوية في باحة المدرسة بلباس الفتوة العسكري لتأدِية تحيّة العلم، ثم انتظار مَجيء ضيوف للاحتفال بالمناسبتَيْن.

بعد ساعة واحدة ستَحْضُرُ وجوهٌ حزبيَّة من الحركة النسائيّة لإلقاء خطابات التهليل بالثورة، والتهنئة بِ (عيد) المرأة.
احتفالات مُمِلَّة ؛ خطابات وتصفيق وهتاف، وفوق الكل شِعرٌ لا أطيقه، ليس مني ولستُ منه . المسيرات الشعبية أحْلَى، على الأقلّ نُرَفِّه عن أنفسنا بالدبكة والغناء.
لكن المشكلة ليست هنا ؛ المشكلة أنه علينا أن نحْفَظ جيداً مُحْتَوى خطابات الاحتفال، ليكون مادَّتَنا لموضوع التعبير، الذي سنقدِّمه غداً لِصارِمة الوجه معلمة اللغة العربية، زوجة عضو في القيادة القطرية.. هكذا يقولون.
وتسْتَفْحِل المشكلة معي ؛ إذْ كيف سأسْتَوعِب هذه الخطابات وعقلي مشغول تماماً منذ الصباح بقراءة قصة ( لُغْز الثعبان الأعْمَى ) التي أشْعَلَتْ في داخلي رغبة لا تُقاوَم لمعرفة كيف سيلتقي المغامرون بثعبان ؟ وأعمَى .. أوف؟! فقرَّرْتُ أن أخفي كتاب الجيب في جيب بنطلون الفتوة، لأتابع قراءتها بالسِّر خلال الاحتفال المُضْجِر.

كنّا أكثر من مِئتَيْ طالبة، نقف في صفوف مُتوازية منتظمة، وحَرَصْتُ على اختيار المكان الاستراتيجي خلف زميلاتي طويلات القامة، لِمتابعة قصة الثعبان الأعمى بأمان.
أخذتْ مدرِّبة الفتوة " ميساء " تحشُر نفسها بيننا وبيدها مسطرة رفيعة، للتفتيش على التزامنا باللباس ؛ الميوعة في المظهر لا تليق بالعسكري وتستحقُّ العقوبة .. وبالمسطرة كانت تشير إلى النِّطاق المَرْخيّ عند الوسط لشَدِّه، أو للسِّدارة المائلة على الرأس، أو لوَضعيَّة الكتّافيّات أو الشرائط .. يعني ~ مثل هذه العيوب الخطيرة في اللباس العسكري قد تُعَرِّض استقرار الوطن للتَهْديد والمؤامرات.
عادت المدربة إلى مكانها تتلو علينا آيات من الواجبات المقدَّسة عند حضور الضيوف.
فجأة .. والدنيا لسّه يا فتّاح يا رزاق، وَجَدْناها ترمي الأوراق من يدها، وتَتَّجِهُ كزوبعة هوجاء نحو " هالة "، وتضربها كَفَّاً مُلهِباً على وجهها وهي تسألها، عما عَنَتْهُ بكلمة ( كلب ) التي سمعتْها تهمِس بها!

أنكرتْ صديقتنا المذعورة أنها نطقتْ بهذه الكلمة، لكنَّ عفريت ميساء كان الأسْبَق، راكِباً أكتاف هالة .. نازلاً تنتيفاً بشعرها .. وتَخْبيصاً بوجهها .. وظلتْ المدربة تضرب بالمسطرة على ساقَيْ هالة وظهرها، والمسكينة تقفز كالملسوعة في مكانها، تبكي وتَسْتَعْطف، والمدربة تكرِّر: منْ هو الكلب وْليه ؟ اِحْكي أحسن ما تاكليها زحف في حقل الرمي.

وحقل الرمي يا إخوان حيث كنا نُنَفِّذُ ما حَكَمَنا به العقلُ السادة للسيدات والسادة من عقوباتٍ سادِيّة، وفيه نقوم أيضاً بالتدريب الوهمي على الرمي بالبارودة، وفي آخر السنة علينا أن نطلق بالذخيرة الحيَّة طاخ طيخ بالمليان أربع رصاصات في امتحان إجباري.
لا تظنّوا أننا صغار نلعب بمسدس رشاش الماء أو رصاص فَلّين .. بارودة حقيقية، ورصاص حقيقي ، أيواا~
نحن أبناء جَلا وطلّاعو الثنايا، متى نضع السِّدارة تعرفونا، ومتى حمَلْنا البارودة رَهِبْتُمونا، وسنزحفُ إلى إسرائيل لِنَطُخَّهم ما لمْ يَضْبَعونا.

أخيراً خافَت هالة من عقوبة (مشية البطة)، فقالت:
ــ قلتُ : إن الكلب لو كان بين يَدَيكِ لاسْتقامَ ذنَبُه.
وفَقَعَت المدربة ميساء في الضحك، فضحكنا معها، وإذ بصوتها يُلَعْلِع كالشرار، اخْرسوا يا قرود.
"يعيش داروين ! وَلْيَنْطَحْ أهل نظرية الطين رؤوسهم بالحيط"
ثم استدارتْ المدرّبة إلى " ابتسام " التي سارعتْ إلى نُكران أية علاقة لها بالكلب، لكن المُرعِبة ميساء كانت قد رأتْها تبتسم على كلمة كلب، فصفعَتْها كفاً على أنفها ونزف طويلاً..

كان مكاني وراء ابتسام، ولما رَمَتْني المدربة بنظرات يتطاير منها الشرر، بادرْتُ إلى إنكار ما صَدَرَ عن هالة، فسألتْني عَمّا أخفيه وراء ظهري، شعرتُ بالخوف .. فتأتأتُ .. فكانت فركة الأذن المؤلِمة بالمخالب، وضربَتْني على كتفي بِجُمْعِ كَفِّها، فمددت يدي بالكتاب.
ألقت المدربة عليّ نظرة استنكار وسألت بجفاء: ما هذا؟
وهل أستطيع إلا أن أجيب:
ــ قصص المُغامِرين الخمسة.
ــ المغامرون الخمسة ؟ ماذا يعني؟
أجبتها باضطراب:
ــ يعني .. نوسة ولوزة ومحب ...
وأمْسَكْتُ عن الكلام مُكتفية بإشارة من يدي بما معناه إلخ إلخ ...
زمزمت المدربة فمها كأنها تكتم ضحكة وسألتني بهدوء:
ــ ومن الرابع والخامس؟
فأجبتُ:
ــ عاطف وتختخ.
صرخَتْ وهي تمزِّق الكتاب:
ــ الله لا يعطف عليك، ما شاء الله على ثقافة بنات اليوم، قلتِ لي تختخ ؟ التَخْتَخة في معسكر الرمي، وخلّي نوسة ولوزة يعطفوا عليكِ ..
"هذا آآآخر العهدِ بكَ يا تختخ.
إذا ما جِئتَ يوم حَشْر وهيصة فَقُلْ يا رب مَزَّقَتْني ميساء.
أبونا في الكنيسة متأكِّد أنَّ اللهَ يرى ويسمع كل شيء؟"

وَصَلَ ثلاثة من الوجوه العريضة في الحزب لمُشاركتنا الاحتفال.
علا صوت المدربة : انْتااــــ بِهْ (اِنْتَبِهْ) . تَرااا ـــــ دَفْ . أآآآسْبِلْ ل ل . استاا ـــ عِدْ (اسْتَعِد) . إلى اليميـــــــــــــن دُرْرررْ . استاااارِحْ.
وتحرَّكت الأقدام بوضعيّة الاستراحة، انتظاراً لظهور الضيوف.
وما إنْ أطَلَّتْ وجوه الخير حتى هتفت العريفة: يعيش الوطن، فردَّدْنا: يعيش يعيش يعيش.
وبدأ الاحتفال.
"خلاص ؟ بدون هتاف واحد لعيون النسوان؟ ما كلنا نسوان وهذا عيدنا!"

بدأتْ سيدة تلقي الخطاب الأول بلهجة حماسية زلزلت الأرض تحتنا، ورؤوسنا مرفوعة إلى الأعلى تتطلَّعُ بالوجه الكريم لِنَتَلَقَّف الدُّرَر المنثورة، للاسْتِعانة بها على كتابة موضوع تعبير يشيل وما يحطّ، يخللي العالم واقفاً على رؤوس أصابعه، يرمي الأمبريالية إلى الجحيم، يَدْحَر الربيبة ويُرَجِّع فلسطين إلى حضن العرب، وال..
نغزتْني إلهام وكانت تقف ورائي، ومن بين أسنانها كلّمتْني:
ــ قرأتِ لغز الكلب ذو الرأسَيْن؟
ــ لا.
ــ احْزِري كيف حَلَّ تختخ لغز أبو طرطور؟
أخفَضْت رأسي وهمسْتُ:
ــ على بالِك عقوبة مشية البطة؟ اسْكتي.
لكنها أردفت:
ــ الكلب زنجر هو الذي..
وسكتتْ.
فسألتُها باهتمام:
ــ زنجر؟ يعني مات المهندس علاء؟
فسمعتُ صوتاً:
ــ لأ.. لا تقوليها، صحيح مات؟
ونَبَّهَنا صوتٌ مُخْلِص:
ــ هُسْ ~~ المدربة وراءنا.
يا للمفارقة ! ونحن في بُؤْرة الرعب، نُراوِغ المدربة ميساء على حَقِّنا في اقتِناص لحظاتِ انبساط ومرح من أبْعَد الأمور عمّا نحن فيه من مَشَقَّة.

صَفَّقَ الجمْع فصفَّقْنا. هتف الجمع فهتفنا. فصفق فهتف فصفق فهتف وهتف وهتف، فعلِمْنا أن الخطابات انتهتْ، وحانتْ يقظة النفوس، وكانتْ لحظة الخُلوص من الشِّدَّة عندما سمعْنا : انْتااـــ بِهْ (اِنْتَبِهْ).
نبَّهتْنا المدربة إلى أن المُتخَلِّفة عن المشارَكة في مسيرة التأييد يوم 8 آذار ستنال عقوبة شديدة، إلا لعُذْرٍ وَجيه.
ثم جالتْ بِنظرها في وجوهنا، وبعد أن استمتعتْ بقراءة لهفة الانصراف في العيون، وَزَّعتْنا إلى أرْتال، ثم صاحت بالرَّتَل الأول : إلى الأمااام سِرْرررْ.
فانطلقْنا في مِشْية عسكرية، ونحن مُلتزِمات بِضَبْطِ إيقاعِ القدم على صوت المدربة ميساء وهي تردِّد : أحْ تنين أحْ تنين ~ ودُرْنا في الباحة دورة كاملة، ثم اصطففنا جانباً نراوِحُ في مكاننا لِنُتيح مجال الانطلاق للأرتال الأخرى، وظللنا نراوِح حتى انتهَتْ كل الأرتال من تمرين ( دَوِّخيني يا ليمونة ) وهنا علا صوت المدربة: وقوووووووف قِفْ ف.
بعد هذه الكلمة الممطوطة ستنفرج أسارير الوجوه مع صيحة: اِنْصااااارِفْ (اِنْصَرِفْ).
ودخلْتْ النِّظاميّات المُنْضَبِطات المُتَأدِّبات الصفوف، مُتَزاحِماتٍ مُتَدافِعاتٍ مُتَخْتَخات.

وفي فترة الاستراحة، اجتمعنا نحن الصديقات في زاوية من الصفّ، للتعليق على احتفال اليوم.
ــ ماذا سنكتب في موضوع التعبير؟ سألتُ ابتِهال المعروفة بميولها الماركسيّة.
قالتْ بحزْم:
ــ هناك مناسبتان في 8 آذار: ثورة البعث، ويوم المرأة العالمي، أنا سأكتب عن حقوق المرأة في ظل الثورة البلشفية التي حرَّرتْ النساء من الاضطهاد والعبودية.
ولما كان شعاري " مِئة كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمو" ، فقد وجدتُ أن أنبِّه صديقتي العزيزة بقولي:
ــ لا تُغامِري، هذه جُرْأة ستُودِي بكِ إلى معسكر السخرة والإذلال إن لم يكنْ إلى شيء أفظع ؛ اُنْظري .. ستَنْزِل بنا عقوبة ثقيلة في حقل الرمي لمُجَرَّد محاولتنا الهروب قبل أيام من مظاهرة التنديد.
ولأن إلهام ترفع مستوى الجُبْن إلى حدِّه الأقْصى الذي هو: ألف كلمة جبان، قالت كالخائفة وهي تخفي فمها بكفِّ يدها وبصوت أقرب إلى الهمس:
ــ اكتبي ما تشائين دون أن تذكري كلمة (أكتوبر وشيوعية ولينين) كعادتك، اجعليها (آذار وبعث).
أجابتْها ابتهال بسخرية:
ــ هل تظنين يا فهلويّة أني أجرؤ حتى على تحريك شفتيّ بهذه الكلمات أمام الأساتذة؟
ثم تابعتْ كأنها أستاذ مُحاضِر:
ــ يجب أن نتَّخِذ من نضال النساء في العالم قُدوةً، ونستلهِم منه أفقاً جديداً لِتوعية المرأة العربية على واقعها المُزْري، وتحذيرها مِمّا يُضلِّلونها به، أنها حصلتْ على حقوقها الكاملة بما يناسب فطرتها وطبيعة تكوينها الأنثويّة .. هذا ادِّعاءٌ مُنْتهِي الصلاحيّة، لأنهم يقدِّمون الوجه الأنثوي على الوجه الإنساني، سأساعِدُكما على كتابة بعض اللمحات عن نضال نساء مثل ..
قاطعتْها إلهام:
ــ كونولتاي .. والله حفظنا الدرس!
قلتُ لِ إلهام:
ــ كولونتاي، ونسيتِ كروبسكايا.
فاستدركتْ إلهام:
ــ وخالتنا(أنِيسَة) آرماند، لا تزعلي.
فإذا بصديقتنا راوية تنضمّ إلينا وهي تقول بمرح:
ــ وهاي تلات دقّات عالخشب، اليَشوعِيّات يُحاوِرْنَ الشُّيوعِيات .. لا أصدق.
هكذا كانت الصديقات ابتهال وراوية وتغريد يُطلِقنَ علينا أنا وإلهام وكريستين. لقب : اليَشوعِيّات أو اليسوعِيّات.

قلتُ لِ إلهام:
ــ لا تسمعي لابتهال، هذه شيوعية خطيرة، تعالي نكتب حسبما نتذكّر مما جاء في خطاب الاحتفال ؛ اكْتبي أن حزب البعث اعْتَنَى بقضايا المرأة وحرَّرها من القوالب الجامدة و ~ و .. والله صعب!
تابعتْ إلهام:
ــ وأن الحزب لن ينسى في هذا اليوم المجيد الباسلات الشهيدات اللواتي ضَرَبْنَ لنا أروع الأمثلة فالمرأة ..
قاطعَتْها ابتهال:
ــ مَنْ هنَّ الباسلات الشهيدات؟ الخطيبة لم تذكر اسماً واحداً .. حَكي ما عليه جمرك.
واصَلْتْ كريستين:
ــ ولأنَّنا إحدى الركائز الأساسية في بناء الوطن وتقدّمه فقد شجّعَ الحزبُ المرأة على على ..
ــ على الانخرط في مواقع المسؤولية، والنضال جنبا إلى جنبِ الرجل.
ذكَّرتْنا ابتهال:
ــ الخطيبة ذكرتْ عبارة الطبيعة الأنثوية عدة مرات!
ــ آه صحيح . فقرة مهمة.
تابعتْ إلهام:
ــ المرأة بطبيعتها الأنثوية التي خلقها عليها الله تغلب عليها العاطفة، وتميل إلى ..
ــ إلى الصبر على الشدائد وتَحَمُّل المصائب، وتنتفِضُ ألَماً إذا نزلتْ بمجتمعها النوازِل..
ــ فالباسلات لا يُفكِّرْنَ بالمصالح الشخصية، ويُضَحِّيْنَ بأرواحهِنَّ ..
ــ فِداءً للوطن.

انضمَّتْ إلينا زميلتنا سعاد التي يَصِفونَها بالسطحِيّة والبساطة في التفكير. إنسانة مُسالِمة لا قدرة لها على إيذاء الآخرين، تبدو ساذجة وهي تتلقّى الانتقادات بِنَوْبات ضحك لا تتوقف.
قالت سعاد وهي كالعادة يتقطَّعُ كلامها من أوَّله إلى آخره بِضحك لا نفهم له سبباً، فتُعْدينا لِنضحك معها. قالت:
ــ والله لم تعجبني هذه النقطة في خطاب السيدة هههه ؛ فما معنى أن المرأة تترفَّع عن مصالحها الشخصية ههههه وتندفع للتضحية بحياتها دفاعاً عن الأرض لأن العاطفة تغلب ههههه على طبيعتها الأنثوية هاهاها؟
قلتُ لسعاد:
ــ علينا أن نكتب ما سمعناه، لا تنسي ذَقَننا بيدهم ،يعني ممكن أن تُعدِّل المعلمة النتيجة على هواها إذا لم نكتب كما طُلِب منا.
قالت تغريد بِحيرة:
ــ لكن الخطيبة لم تذكر شيئاً عن المناسبة العالميّة.
ردَّتْ سعاد:
ــ هذا عيد المرأة هههه أم عيد الحزب؟
أجبتُها:
ــ العيدان معاً.
ــ لا تحتاروا هههه أما الحزب فيمكن أن تَنْسَخوا ما جاء في كتاب التربية القومية هههه، وأما عن المرأة ههههه أوعَى تكتبوا عن المناضِلة هاي اللي اسمها كولونيا هههههههه تبع ابتهال .. والله بتروحوا مُؤَبَّد هههههه، اكتبوا ما قرأناه عن حقوق المرأة في التراث أن أعظم حقّ هاهاهاها حصلتْ عليه المرأة هو عُقْر دارِها أي الخِدْرُ ههه حتى تكون مُخَدَّرة عن البصباص أبو عيون زايغة العفريت جوزها هههههه وعلى قَوْل أبي عبد الجبار كرَّم الله وجهه يوم القيامة هههههه أنَّ الفقهاء كرّموا المرأة لما سمّوا النسوان ربّات خدور هههههه شغلة كبيرة أنو اسمنا ( ربّات ) ويجادِل أمي فيقول: الخِدْرُ سِتْرٌ يا أم عمر، وشرطكم لا يقولها إلا بالتنوين هههههه فإذا أمي احتجّتْ وقالتْ أنّ عَصْر (الخدرْ سترْ) قد انتهى قاطعَ كلامها وقال لها لالالا يا أم عمر قولي الخِدْرُ رُ بالضمة و سِتْرٌ رٌ بالتنوين حتى الله يرضى عليكي يا حْريمة ههههه أعِيدي يا أم عمر هههه ثم يتابع : خروج الحْريمة من البيت مقدِّمة للفتنة والوقوع في الفاحشة هههه وانتهاك العرض، ورايح جاية يقول لأمي : الحْريمة يا مَرَة عورة ههه مع أنو عيوننا عشرة عشرة ماشللا أنا وأمي وأبي هههههوو هو الأعْوَر عنده عيب خلقي بالعين يعني بعين واحدة هههههههه. لاحظوا يا بنات أنو ثقافتنا اختصرتْ المَرَة ههههه بكيان عاطفي وتركِّز على أن الرجل اسم الله عليه هاها أقْدَر على ضَبْط (غرائزه) أقصد عواطفه من المَرَة ههههههههه والدليل أن صاحب ( الخِدْرُ سِتْرٌ ) أي أبي الختيار عبد الجبار هههه الصالح الزاهد الورع العبد المؤمن تجوَّز خمسة وخميسة بعيون الشيطان للمرة الثالثة هههه تصوَّروا تجوَّز مع واحدة فقيرة من نفس عمري أناديها خالتي مَرْتْ أبي ههههههههه ويقولولي ليش بتضحكي؟ إيه والله شيء بضحِّك والدنيا مَسْخَرة يا ناس هههه بقا ليش تجوّز عبد الجبار المُلَقَّب أبي؟ لأن قرشين حلوين معو بسْ ما معو يعطي أمي، ومعو معو نشاللا يخفّ طَمَعو بالنسوان قبل ما توقّعو نفسه الخضرا بالجُّورة الرابعة هههههه اكتبوا اكتبوا هههه هاي أحلى قصة بمناسبة عيد المرأة هههه
قَهْقَهتْ راوية بصوت عالٍ ثم قالتْ:
ــ قَسَماً بكل القوى الثورية ! هذه التي تَتَّهِمونها ظلماً بالسطحية واللامبالاة أفْهَمُ منا جميعاً ؛ اُطْلُبوا الحكمة عند خبايا الأرض .. قال ساذجة وهبلة قال.
أجابتْها سعاد وهي تُكَرْكِرُ في الضَّحِك:
ــ ههه وأنا ظننتكم عاقلات .. ههههههه مو مشكلتي أنكم بتشوفوا حالكم أذكياء هههه .. أتعامل معكم على مستوى تفكيركم ههههههه.
وانْفَجَرْنا بالضحك حتى دَمَعَتْ عيوننا وشعرنا بالألم في خواصرنا.
أين وَصَلْنا بالكتابة ؟ سألتُ إلهام.
ــ وصلنا عند الخِدْرُ بالضمة سِتْرٌ بالتنوين.
واستغْرقْنا بالضحك حتى كدنا نختنق.

ثم استأنفْنا الكتابة، ومن كل صديقة فكرة مما حفظتْه ذاكرتنا من خطاب الاحتفال.
ــ اكتبي : وكان الحزب ثورة على التقاليد البالية ..
ــ مُسْتَوحِياً مبادئه من قيم الإسلام العظيم وروحه ..
ــ إذْ كانت المرأة طوال التاريخ ضَحِيّة للذكور ..
ــ للعقلية الذكورية التي حرمَتْها من حقوقها، وجعلَ في مقدمة أولوِيّات عمله حصولها على كامل الحقوق.
قالت راوية ساخِرة:
ــ أيْ أن تَسْتَعيد المرأة النصف المأكول من حقِّها في الميراث والشهادة.
وأردفتْ ابتهال:
ــ وأنْ يكون للمرأة الحق إن ضربَها زوجها أن تَرُدَّ له الصاع عشرة.
ردَّتْ إلهام:
ــ تردُّ صاعاً بِصاعٍ قد نفوِّتها لك، أما الصاع بعشرة ؟ يا لطيف! لم أعرفك بهذه القسوة المفرطة.
ــ انتقاماً لِقُرونٍ من القهر والتسلُّط والازْدِراء.
ــ أدبنا يقول العفو عند المقدرة وهو من خصال النفوس الكبيرة، وشِعار سيدنا يسوع المسيح التسامح بقوله: من ضربك على خدِّكَ الأ..
تداخلت الردود وتقاطعت الأصوات فسمعنا الجواب من راوية أولاً:
ــ لو مَدَّ إصبعه، لا يده، على وجهي لرفسْتُه بقدمي إلى باب شرقي!
وتابعت ابتهال:
ــ أما أنا فإذا مَسَّ شعرة من رأسي لعملتُ من جلده دربكَّة. فهمتِ؟
ــ يا سلام .. نِعْمَ المرأة أنتِ وهي ؛ أهذا ما تُعلِّم الشيوعية؟
قالت ابتهال:
ــ نَعَمْ ! عَلَّمَتْني أن أتمرَّد على ضوابط المجتمع التعسُّفِيّة، التي صادرت حقوقي وقيَّدتْها بتبريراتٍ دينية ماكِرة غسلوا بها عقولنا، فانتهَيْنا إلى الرضوخ والامْتِثال كما تفعلين الآن .. وما كنتُ أنْقُدُ فِكْرَ الأوَّلين لولا أنهم حتى اليوم يتشدَّقون به، ويعتبرونه قِيَماً سامية وثوابتَ لا مساس فيها، مع أنه بمعايير العصر يُعَدُّ بِدائيّاً يُجافي الإنسانيّة.
وقالت راوية بصوتٍ مَليء بالثقة:
ــ حقوقنا ليست نصوصاً محفوظة في الكتب السماوية أو في تأويلات الأئمَّة ؛ مع قليل من التفكير والتحليل سيَصْدِمنا حَجْمُ الطَّعْمِ الذي ابْتَلَعْناه نحن النساء على أيدي رجال الدين المُخادِعين.
انظروا كيف تُعامَل المرأة بِسَفالة ؛ اعتداءات جسدية، شتائم مُقْذِعة لأمهاتنا وأخواتنا، تمييز صارخ، نحن نناضل ضدَّ تَجْريد المرأة من إنسانيتها.
هتفتْ سعاد:
ــ تعيش راوية، تعيش ابتهال، تعيش تعيش تعيش ههههه

كانت آمال قد وصلت لتوِّها مع ليلى، ونحن في نقاشٍ حامٍ، سمعتْ ما قالتْه راوية، وهي توزِّع الشوكولا علينا، فالتوتْ شفتيها في امتعاض وقالت:
ــ خذوا كُلوا شوكولا بمناسبة عيدنا .. قال عيد المرأة قال.. أي فرح في هذا العيد ونحن نسمع كل يوم ما حاكوه من أساطير حول نجاستنا وأفعوانِيَّتنا ونقصنا وجهلنا، أليست مأساة أن يُطَلِّق الرجل زوجته بكلمة ؟ أو الشريعة التي جعلتنا ربع زوجة واختصرتْ حقوقنا إلى النصف، أو الحكمة التي جعلتْ أغلب النساء في النار؟

أما ليلى التي كانت فاجعتها كبيرة عندما تزوجت صديقتنا فاديا توأم روحها، وهي لم تُكْمِلْ الرابعة عشرة من عمرها، فاهتزّ وجدانها بعنف لفِراقها، ولم تستطع، بل لم نستطِع كلنا استيعابَ خطوتها في هذا العمر المبكِّر جداً .. قالت ليلى بتأثُّر:
ــ حسب تشريعنا وثقافتنا يُفَضَّلُ أن نَصِفَ مؤسسة الزواج بِ نادي النِّخاسة، الذي نُباع فيه ونُشتَرَى تحت مُسَمَّى المهر ؛ نحن مَمْلوكات لِمَنْ يدفع أكثر، خادمات له في النهار وراقصات في الليل، و فاديا مثالي.

رنَّ الجرس، فانتهتْ فترة الاستراحة.
دخلت مُدرِّسة التربية الدينية الإسلامية، والطالبات المسيحيات يتهيَّأْنَ لحضور حصّة التربية المسيحية في قاعة أخرى. وتفرَّقت الصديقات ..
بين مسلم ومسيحي، ورجل دين ورعيّة، وشمشون الجبار وحرمة مُخَدَّرة، وصائم ومفطِر، ومحجبات وسافرات، وحاكم ومحكوم..
بينهم جميعا، القطيع مَسْحولٌ مَشلوحٌ مشْحوطٌ.

يتبع


هذا المقال تابِع للموضوعين السابقين:

أعِيدٌ للمرأة وقد ضَيَّقَت السماءُ على النساء؟
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=785780

هُتافاً لِ يوم المرأة يا مُحْسِنين !
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=786146

أرجو التفضّل بالمراجعة وشكراً.



#ليندا_كبرييل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هُتافاً لِ يوم المرأة يا مُحْسِنين !
- أعِيدٌ للمرأة وقد ضَيَّقَت السماءُ على النساء؟
- وسيظلّ بوذا يحتفل بالكريسماس ولو كَرِهْتم
- - لما بدا يتثنّى - لروح الأستاذ محمد البدري
- أنزِلوا الجبال أرضاً لِنَرى وجه الشمس!
- والشمس المُغَيَّبة في الطين حياتنا طين في طين!
- هل تكتب العلمانية شهادة وفاتِها بنفسها؟ 7
- ثمة فارِق هائل: بين عَمَل الجَرّاح وعمل الجَزّار!!
- قِفْ! حجاب .. منطقة حريم عسكرية! 4
- لا مِنَّة لكم علينا، بضاعتنا رُدَّتْ إلينا!
- حوار في الأديان في حمّام مقطوعة مَيْتو 3
- أنُدافِع عن مُهَيِّجيْ الفِتَن باسم حقوق الإنسان؟ 2
- حقوق الإنسان لا حُلول عباد الرحمن!
- لحظة أسطورية في حياتي: تسونامي اليابان 2011
- الأديان من برّا هلّا هلّا ومن جوّا يعلم الله !!
- لا حياة لمَنْ تنادي، وأنت تنفخ في رماد
- اتّحادٌ فوَحْدة فمُتوحِّد في واحِد وَحيد
- جاوزَ الكفّارُ الأمْرَ، فحقَّ علينا الأمَرّان الأحْمران !
- الحوثيّون يستنفرون لِسلْخ البهائيين والمسيحيين
- اعترفوا يرحمكم الله أن أخلاقنا بلا أخلاق! 3


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليندا كبرييل - الأيديولوجيا لغة حريرية وحمولة تدميرية