أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كامل عباس - أرض الأرجوان رواية أم حكاية ؟















المزيد.....

أرض الأرجوان رواية أم حكاية ؟


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 21:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بين يدي عمل فنّي صدر حديثا عن دار فواصل في اللاذقية
أرض الأرجوان : رواية
الكاتب : غنوة فضة
الطبعة الأولى عام 2022
جاء في تعريف الرواية على الغلاف ما يلي :
انها قصة تروي مأزق الانسان الأزلي في الأمس واليوم وفي الغد أيضا , بين أن يبقى أو يرحل , بين أن ينتمي أو يصبح من غير انتماء .
عّرفت الدار الكاتبة بالقول التالي :
كاتبة روائية من مواليد اللاذقية عام1987 صدر لها روايتان قمر موسى وشجرة الكليمونتين ومجموعة قصصية بعنوان الهروب الكبير .
لامست الرواية جرحا كبيرا في قلبي فأنا قضيت حوالي عشرين عاما بين مطاردة وسجن ولا زلت بعد خمسين عاما أسّمي نفسي غريبا في وطني وقد خرجت من السجن الصغير الى السجن الكبير وعندما بدأت الثورة السورية أيدتها ونالني مانالني من الظلم لدرجة انني اعتقلت اكثر من مرة كان آخرها في تموز عام 2019 من قبل فرع الأمن الجنائي في اللاذقية بتهمة الارهاب ومن ثم حُولت الى فرع الأمن السياسي . في هذا الفرع على صوت المحقق قائلا : لن نسمح لهذا الصوت النشاذ الاستمرا ر في الساحل السوري ورّديت عليه : قمعكم المعمم ضّيع حزب العمل الشيوعي قبل أن يضّيع الساروت . سوريا تحتاج الى حل امني وليس الى حل سياسي .
كتبت الكثير عن الحروب ومنها مقالان منشوران على صفحتي وفي موقع الحوار المتدن هما
- كل الحروب لها وظيفة واحدة
- أما من نهاية للحرب الاخوة الأعداء
اتفق مع رؤية الكاتبة السياسية في الرواية التي تعلي الانساني على الطبقي والتي بلورتها أخيرا في عزوفي عن السياسة باتجاه الأدب معلا ذلك كما يلي :
بين لغة العقل ولغة القلب تباين واختلاف احيانا وتوافق وانسجام احيانا أخرى سواء على مستوى الفرد الانساني أم على مستوى البشرية ككل .
لغة العقل تحتاج الى تحليل وتركيب يشترك فيها الدماغ
لغة القلب متحررة الى حد ما من سيطرة الدماغ وتقع تحت اشراف الجملة العصبية شبه الودية وتقوم على التخيل اكثر مما تقوم على التحليل والتركيب العقلي .
بكل أسف ومرارة يؤشر ما يجري في العالم من حروب يبّين ان لغة العقل فيها الكثير من الانتهازية ولمصلحة الفرد على حساب المجتمع . الطريق العقلي أوصلنا الى حروب متعددة تجري امام اعيننا وقد أهدانا القنابل النووية التي هي مشكلة للجميع .
الطريق القلبي القائم على التخيل أهدانا الفن بكل اجناسه من أدب وموسيقى ومسرح وسينما وتصوير وغالبيتها تدعو الى المصلحة العامة التي يتفوق فيها الانساني على الطبقي عكس الطريق العقلي. ربما ولهذا السبب بالذات تهتّم الحركات الشعبية في كل انحاء العالم الآن في الفن أكثر من اهتمامها بالأحزاب السياسية .
صور عديدة في الرواية تدعم الانساني على الطبقي كما انادي اخترت منها صورتان ::
- الصورة الأولى من الحياة القديمة ص 45
مّر الليل هانئا الا على اثنين من الشهود : الملكة المكلومة بخبر انتزاع السعادة من قلبها , وابنها أنطوخيوس السائر مثل محكوم بالإعدام نحو مقصلته وكان يبحر حسب الأوامر الى جزيرة رودوس . هل يعقل أن يذهب عاشق ليخطب محبوبته بنفسه لأبيه ؟ هل حقا سيسلم الفتاة التي احب زوجة لوالده ؟ كان صدره يضيق بأنفاسه , وروحه تكاد تضيق بما يعتملها من كروب وأحزان . لمحها قبل عامين , ولم يدرك حين ذاك وقوعه في الخطيئة الكبرى, سقط في حب ابنة الد اعداء أبيه , لكنه الحب ...الخ .
- الصورة الجديدة مستوحاة من الحرب التي دارت وما تزال على الأرض السورية قبل اثني عشر عاما ص 131
ها قدماي تتجهان للعملية الأخيرة . أمشي اليها برأس مطأطئ في طريقه الى المقصلة. أقف أمام الجسد . آخذ نفسا عميقا فيما يرفع مساعد غطاء أبيض عن الجثة . وبصورة لا شعورية اتجه بعيني لأصابع قدميه . اتفحصها : لا عفونة ... لا أثر للغرغرينا فيها . ابتسم لسذاجتي فليس كل الأجساد القادمة بأصابع معطوبة . كانت القدمان لعجوز هرم وملامح الموت تركت آثارها من يباس او حطام .آخذ نفسا عميقا من جديد . المطلوب كلية أخرى وأنتهي . ارفع بصري للضوء الساطع على أعلى الغرفة وأهبط على وجه العجوز المخدر . اشعر ان القلم صار ابيض . عمى بصري . غشاني ارتجاف ارعش جسدي من رأسي حتى اخمص قدمي , يدي تمسك فمي وتمنع إقياء صارخا ... انه وجه مألوف !
وجه يمسني
وجه تجري ملامحه على ملامحي
دمه يمشي في دمي ... كان وجه أبي ؟
هي مثلي لى ما اظن تدين الطرفين
جاء في متن الرواية ص124
اعجبك سحر السطوة ؟ سلطة القرات الخارقة ؟ فعل ما لا ُيقدًر عليه ؟ أأبهرتك مؤاخاة الأبالسة؟ جوالك الذي لا يهدأ؟ رؤية ما خلف الحواجز ؟ وعقد الاتفاقات مع الذئاب من الطرفين ؟ انتشيت برائحة البلاد المذبوحة ... الخ , اتفق مع المضمون
لكن الخلاف بيني وبين الكاتبة هو في حقل الأدب تحديدا.
ما من شك لديّ في ان الابداع أهم من النقد , والنقاد يلهثون وراء المبدعين ومن أعمالهم الفنية يستنبطون مقاييسهم واعترف ان الكاتبة موهوبة لكن الرواية كجنس ادبي تختلف عن بقية الأجناس والفنون بحيث لا تكفي الموهبة فقط . هي ليست كالشعر أو الموسيقى . انها تحتاج الى جهد وفهم لصقل الموهبة , سأدعم وجهة نظري من خلال روائي سوري رحمه الله هو المرحوم هاني الراهب. هاني الراهب كان موهوبا بحق .
بدأ الكتابة بمجموعة قصص حملت اسم
- المدينة الفاضلة- عام 1969/ .
- رواية شرخ في ليل طويل – عام 1970
- رواية ألف ليلة وليلتان - عام 1977/
- رواية الوباء عام 1981 ,ز
- رواية التلال عام 1989 ,
ولد هاني الراهب عام 1939 وكان عمره عندما بدأ في الكتابة مثل عمر غنوة وبعد احدى عشر عاما تجلّت عبقريته في رواية الوباء , وقد حاول اديبنا التمرد على المقاييس الأدبية المتفق عليها عالميا في رواية التلال عام 1989 ليخترع بناء دراميا جديدا لا يدور على وحدة الرواية وبناءها الدرامي القديم فهل نجح في ذلك التمرد قبل ان تواتيه المنية عام 2000 ؟ أنا شخصيا قرات الوباء والتلال ’ لقد كانت رواية التلال أسوأ بكثير من رواية الوباء لأنه حاول التمرد على مقاييس الرواية المعروفة .
من جهة اخرى . ان اصعب الروايات هي التي تخوض في التاريخ والتي تخوض في السياسة, ولكن رواية الكاتبة حاولت حمل البطيختين معا فهل نجحت !!!! . لقد قرأت قصة الحضارة للفيلسوف البريطاني ويل دبيورانت وهي 38 جزءا وقد تذكرت ذلك بعد قراءة رواية أرض الأرجوان التي لا تتجاوز صفحاتها المائتي صفحة
تمردت الكاتبة على المقاييس الأدبية للرواية . انا استغرب منها ذلك وروايتها منشورة في دار فواصل ,ودار فواصل قدّمت روايات عالمية كثيرة علقّت على بعضها مثل
- التراب الأمريكي للكاتبة الأمريكية جنين كمنز
- مهجرو القارب للكاتبة السيرلنكية شارون بالا
- الشمال والجنوب للكاتبة البريطانية اليزابت غاسغل وهي فوق الألف صفحة
انصح الكاتبة بقراءة رواية الشمال والجنوب مرة ثانية فهي تحمل نفس هًم روايتها والفرق بينها وبينها الزابت يكمن في ان الكاتبة البريطانية مقتنعة على ما يبدو في البناء على البناء في حين كاتبة ارض الأرجوان تريد الهدم ومن ثم البناء.
اتمنى ان التقي مع الكاتبة برواية جديدة بعد أن تنضها الأيام والسنين أما الآن فلتسمح لي بوصف روايتها بالحكاية وليس بالرواية .



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الثانية : الدين والعلم وما بينهما من قوانين فيزيائية ...
- قراءة وتعليق - حزب العمال الشيوعي المصري ومسألة الحب الحر
- القوانين الفيزيائية بين العلم والسياسة والدين
- القوانين الفيزيائية بين العلم والدين والسياسة
- غزو الظلام رواية متميزة شكلا ومضمونا
- أما من نهاية لحروب الأخوة الأعداء ؟ *
- الشمال والجنوب بعيون أدبية
- المثلية الجنسية في قطر بين الرياضة والسياسة
- كل الحروب لها وظيفة واحدة
- اذكروا محاسن موتاكم ؟؟!!
- أنا لم اهرب من خدمة العلم بل هي التي هربت مني
- اذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت
- الظرف مناسب للحديث عن إرسال النظام الملكي الى متحف التاريخ
- هيئة الأمم المتحدة جمعية خيرية أم جمعية سياسية ؟!
- حوار حول ترجمة مقابلة للصديق دلير زنكنة مع دومينيكو لوسوردو
- كتيب الانسان والبيئة بين النسخة المطبوعة والنسخة الأصلية
- هل أنا أكره الماركسيين كما يصفني أحد أصدقائي الحلقة الأخيرة
- هل انا أكره الماركسيين كما يصفني أحد اصدقائي ؟ 3
- هل انا أكره الماركسيين كما يتهمني احد اصدقائي ؟
- هل أنا اكره الماركسيين كما يصفني أحد الأصدقاء ؟؟!!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كامل عباس - أرض الأرجوان رواية أم حكاية ؟