أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس عبيد - الثانية الذهبية: أن تنقذ ولدك برميه من الطابق الرابع!















المزيد.....

الثانية الذهبية: أن تنقذ ولدك برميه من الطابق الرابع!


عباس عبيد
أكاديمي وباحث.

(Abbas Obeid)


الحوار المتمدن-العدد: 7561 - 2023 / 3 / 25 - 17:36
المحور: حقوق الانسان
    


الإنسان والطبيعة توأمان. أحدهما صورة عن الآخر، كل منهما يمتلك من الرحمة ما يكفي للملمة جراح العالم، ومن القسوة ما يمكن به تدمير جميع ما نتخيله. الرحمة والقسوة هما موجز لنا، للتاريخ البشري برمته، ولتاريخ الطبيعة التي منحتنا بوجهها الأول خيرات وفيرة بكرم مبارك. صارت قدرنا وملاذنا، من البدء حتى المنتهى: مهد ولحد. أما وجهها الثاني، ذاك الذي تظهر ضراوته ساعة الكوارث، كما في الزلزال الأخير الذي فتك بتركيا وسوريا فهو سيف الفناء الذي لا يساوم أبداً، ولا يمنحك ولو ثانية، ثانية واحدة فحسب، تهرع فيها لتنقذ ما يمكنك انقاذه، إلا إذا كنت بذكاء وشجاعة ذلك الشاب السوري الذي رمى ولده الصغير من علو أربعة طوابق لينقذ حياته، تماماً مع اللحظة الأولى لانهيار المبنى الذي يضم شقته فوق رؤوس ساكنيه، ليدفن بعدها مع زوجته وهم أحياء. رحلا قبل انتهاء أمد الثانية نفسها.
وبينما كانت أرواح الأبوين، ومن معهما من سكان العمارة تحلق نحو السماء، كان ثمة ولد يحلق على مقربة هو الآخر، ولد صغير في الرابعة من العمر اسمه محمود قدادو، رفرف بيديه، طار قليلاً، ثم هبط سالماً، بجرح بسيط في جبهته فقط، مثل عصفور يجرب جناحيه للمرة الأولى فتسقط منهما ريشة، أو ريشتان. كان مراسل إحدى الفضائيات العربية الشهيرة قد التقى مع جد الطفل لأمه، رجل في مطلع الخمسين من العمر بثياب سوداء، وغطاء رأس أسود، روى الحكاية وهو يحتضن حفيده. ذكر أن محمود الذي لم يتحدث بالكثير منذ ساعة الحادث، والذي لا يزال ذاهلاً من هول الموقف أخبره قائلاً: "جدّو. أنا طرت هيك، وجيت بالأرض". وكان الجيران قد وجدوه قرب حطام المبنى.
بعض الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي نقلوا الخبر أيضاً، وأحدهم ظهر بمعية الطفل وجده. تحدثوا عن نزوح الأسرة من حرستا إلى بلدة جنديرس في ريف حلب، أكثر بلدة أصابها الدمار بسبب قربها من الحدود التركية. من الواضح أنهم يعيدون ذكر الخبر من مصدر واحد، وقسم منهم ذكر أن الشقة كانت ضمن الطابق الثالث. لن يغير ذلك كثيراً من فرادة ما صنعه الأب، أو خطورة ما واجهه الطفل، لكن من المؤكد أن رواية الجد هي الصحيحة، إنه أعلم بموقع شقة ذويه بلا شك، وقد كان يشير إلى مكانها، وهو يتحدث أمام أطلال المبنى الذي صار تراباً.
تلك الثانية كانت ذهبية حقاً– ربما هي نصف ثانية- لا وزن للثانية لكي نقول إنها تساوي وزنها ذهباً. ما قيمتها أصلاً إزاء ما نضيعه كل يوم من وقت طويل محسوب من أعمارنا القصيرة؟ لكنها، هنا، كأنت أغلى من جميع الأشياء ذات القيمة. لقد سرقها الأب من عقارب الساعة الأزلية للزمن، تلك التي لا تهرم، ولا يصيبها العطب مطلقاً. المثير فيما حصل لا يتمثل بمكر الطبيعة، أو تناقضاتها، كما لا صلة له برحمة الأبوين، فهذه لازمة لا فضيلة. ما يبعث على الدهشة هو مقدار جرأة، وشجاعة الأب، ذكاؤه، ورباطة جأشه في لحظة ترعب وتشل تفكير أكثرنا قوة! لم يكن يائساً أبداً، وإن راهن بأغلى شيء لديه على أمل غير موثوق بالمرة.
لا أحد يمكنه التحرر من التشرنق على الأنا مثل الأبوين. لقد تابعنا في الأيام الماضية صوراً عاطفية مؤثرة لأكثر من أب يحتضن عائلته مع بدء الزلزال، يحميهم بجسده، بعضهم كان يتلو صلواته ملتمساً الرحمة الإلهية، أو يردد الشهادتين منتظراً النهاية. وكان ثمة أب من منطقة الغوطة الشرقية، مثلاً، نجح بإنقاذ أولاده، ثم فقد حياته بعد أن انهار عليه المبنى. لكن ليس كل الآباء يجرؤون -لكي ينقذوا أولادهم- على التفكير برميهم من نافذة طابق مرتفع، حتى وإن كانوا في عمارة بدأت تتداعى.
لكي نتخيل المشهد دعونا ندخل إلى العمارة "ما كانت كذلك"، تحديداً إلى طابقها الرابع، حيث الشقة التي شهدت ما حصل. في الواقع، لا تتوفر معلومات كافية عن الحكاية، وكل ما سنورده هنا مبني على افتراضاتنا الشخصية، لكنها افتراضات معززة بقرائن. نحن أمام عائلة سورية صغيرة، مهجرة، ومثقلة بأعباء أكبر من طاقتها. لم يكن بوسعها سوى السكن في مبنى رخيص، لا تتوفر فيه معايير السلامة، بسبب الفوضى التي غرقت فيها سوريا. الأب والأم بعمر الشباب، وهذا افتراض يتعزز قياساً بعمر الجد، وقد مضى على زواجهما خمسة أعوام في الأقل، فالطفل محمود في عمر الرابعة مثلما عرفنا. الأبوان إذن كبرا وتزوجا وأنجبا في أقسى ظرف عاشته سوريا الحديثة، حيث الخراب في كل زاوية، وشبح الموت متحفز للانقضاض. أنموذج لآلاف العوائل المنكوبة هناك، ضحايا لعبة سياسة عالمية لا يد لهم فيها.
حين بدأت أركان العمارة تهتز كان الطفل محمود نائماً، والأبوان كذلك، فقد حدث الزلزال بحدود الرابعة والثلث فجراً. يستيقظ الأبوان مرعوبين. كل اهتزازة للمبنى كانت تستفز الأب. الشاب الذي لم يستسلم أمام المشاهد المرعبة للموت طيلة اثني عشر عاماً، والذي تشبث بأمل أن يبني أسرة، وينجب أولاداً ها هو يجد عالمه وقد بدأ بالترنح، سينهار حلمه الجميل الآن، بعد ثوان قليلة فقط. أتخيل رد فعله الأول وقد ركض نحو ولده ليجده لا يزال نائماً. يحمل ولده بينما الأرض تميد، والمبنى يواصل الاهتزاز بشدة، يفكر بالنزول مع عائلته من السلم، غير أن الجدران أخذت تتصدع، وأصوات سقوط المباني المجاورة تنشر رائحة النهاية المروعة. إذن لا وقت لبلوغ السلم. يتحرك الأب بسرعة نحو النافذة المغلقة بالتأكيد، فدرجة الحرارة كانت بحدود الصفر المئوي، وحين فتحها لم يكن يملك وقتاً لتأمل الخراب المهول، كان قد اتخذ قراره، مغامرته/ مقامرته التي لم يتخيلها طوال سني حياته، حياته التي ستنتهي الآن، لكن ليس قبل أن يودع العالم بفعل استثنائي.
هل يملك الأب وحده حق المجازفة هنا؟ هل سأل الأم عن رأيها بقراره؟ شخصياً لا أتصور ذلك. أي سؤال أو نقاش سيبدد الوقت الضائع أصلاً. علينا هنا أن نتذكر أن يوكابد بنت لاوي أم النبي موسى صار فؤادها فارغاً خوفاً على وليدها، مع أنها قبل أن تلقيه في اليم وضعته في سلَّة من القصب المبطن بالقار، مع وعد إلهي بالحفاظ على حياته، وإرجاعه إليها. سيكون الشاب الذي لا يمتلك وعداً مماثلاً هو الأب والأم معاً. لقد قرر أن ينجب ولده من جديد، بنفسه هذه المرة، أن يخرجه إلى الحياة بولادة قيصرية من جوف الموت عبر النافذة، نافذة أمل غير يقيني بالمرة، مع ذلك، يبقى رهاناً أفضل من الاستسلام، ومن الجميل أنه نجح بكسبه.
انتهى الأب والأم كحال آلاف السوريين والأتراك. رحلا قبل الأوان، ولم يتم انتشال جثتيهما إلا بعد أربعة أيام، أي خارج أوان الفرصة الأفضل للعثور على أحياء، تلك المتمثلة بالأيام الثلاثة الأولى بعد حدوث الزلزال، أو ما تصطلح عليه فرق الإنقاذ ب"الفترة الذهبية". لم يسبق للأب الشاب أن سمع بهذه التسمية، لم يفكر حتى بفريق إنقاذ يخرج ولده من تحت الأنقاض. كان متأكداً من أن بقاءه للحظة فحسب يعني نهايته الحتمية. "الفترة الذهبية" -في مفهومه- هي في أن يسبق النهاية نفسها بثانية ذهبية واحدة، ثانية كافية لتنقذ فيها شخصاً واحداً فقط، وخيار من يكون هذا الشخص بالنسبة إليه محسوم أساساً.
تلك هي مواضعات اللغة والعقل المسؤولين عن جعل الذهب وصفاً للقيمة في أعلى ذروتها. تغييرها ليس بالأمر الهين، وإلا فقد ذكرنا في البدء أن الثانية التي استغلها الأب كأنت أغلى من أي ثمن. بالمناسبة، الطفل محمود غير معني بذهب آخر، ذهب حكمتنا القديمة التي تقول: "إن كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، سكوته هو نتيجة لهول الصدمة التي تعرض لها، أن يُحمل من فراش نومه في آخر ليلة شديدة البرودة ليلقى به في الهواء، وسط مبان تنهار تباعاً. لكن محمود سيعيش، وسيعود ليتحدث من جديد. سوف يكبر ويروي لا حكاية موت والديه نتيجة الزلزال، فهناك آلاف الأطفال ممن يشبهونه في ذلك، بل حكاية أخرى، حكاية أمل، إيثار وإرادة حياة، وبطولة أب قاوم بشجاعة نادرة لحظة الموت الجماعي. لا شك في أن الطفل محمود يحتاج للمساندة والرعاية، إنه وسائر أطفال سوريا يستحقون حياة أفضل، وتلك هي مسؤوليتنا جميعاً، مسؤوليتنا التي لا زلنا نهرب منها للأسف، وكأنها تحدث في كوكب آخر.
قلنا في البدء إن الإنسان والطبيعة توأمان متشابهان في الرحمة والقسوة. ولنا هنا أن نعرف أيهما الأشد خطراً. الحق إن كوارث الطبيعة ذات قوة تدميرية هائلة، لكنها -برغم ذلك- تبقى متباعدة الحدوث، قد لا تحصل طوال عشرات السنين، وهي فوق ذلك قصيرة الأمد، فالزلزال ينتهي بعد دقيقة، والفيضان بعد يومين أو ثلاثة، أما الكوارث السياسية في عالمنا العربي العجيب فهي الشيء الوحيد الذي بقي رافضاً التراجع لما يزيد على نصف قرن! كيف سنقنع حكامنا العرب بأن يمتلكوا أفقاً سياسياً حديثاً، لننعم مع أولادنا بقدر معقول من الطمأنينة والسلام، شيئاً مما يتمتع به ساسة اليابان مثلاً، كأن يعملوا على جعل مبانينا وبيوتنا كحال مثيلاتها في المدن اليابانية المصممة بعلمية مبهرة لكي لا تتأثر بالزلازل؟ إن كان ذلك أمراً مستحيلاً فليتهم يمتلكون رحمة وشجاعة الأب الشاب والد الطفل محمود، أن يبادروا لإنقاذنا وقت الأزمات، لا أن يتمترسوا بنا في الصغيرة والكبيرة. هم من جعلوا أنفسهم آباء لنا، "بطريركية" لم نخترها، أبوة قهرية خالية من العواطف. لقد استمروا لعقود وهم يصفون فترات حكمهم بكونها "ذهبية" هي الأخرى. في الواقع، لم نصادف فيها ما يمكن عده ذهبياً. نعم. كانت هناك لمعة فحسب، لمعة نيران أحرقت كل نافذة للأمل، ربما لكي لا ينجو طفل قد يفكر والده برميه منها لحظة الكارثة.

الكلمات المفتاحية: الطفل محمود قدادو. زلزال تركيا وسوريا. مدينة حلب. الكوارث الطبيعية.



#عباس_عبيد (هاشتاغ)       Abbas_Obeid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشاشة العالم: تأمل في كارثة الزلزال
- ماذا لو حدث زلزال في العراق؟
- دولارات وسيارات: من أحرز كأس خليجي 25، ومن وضعه في خزائنه؟
- حياة أخرى عند جذع النخلة: رسائل خليجي 25
- كأس العالم المقدسة: كرة القدم بوصفها ديناً
- حكمة نابليون: هل يمكننا جعل التعليم ممتعاً؟
- زقورات وغناء وسَرديّات مؤسِّسة: عن هوية العراق وأور التي زار ...
- امتحان بلا مراقبة: عن التعليم الإلكتروني في زمن الكورونا
- هل كان إلكترونياً حقا؟ عن التعليم في زمن الكورونا
- من الألواح الطينية إلى الوسائط الذكية: عن التعليم في زمن الك ...
- فيصل الأول: أنْ تبني دولة من نقطة الصفر 1 – 2
- فيصل الأول: أنْ لا يحتفي بمئوية الدولة التي أقمتها أحد 2 – 2
- المتحف العراقي بعد سباته الطويل: كيف ندير تراثنا الثقافي؟
- كيف أنصتُّ وأصدقائي الثمانية لأغاني عشتار: عن لميعة عباس عما ...
- الملياردير الذي أكل لوحة الموناليزا عن جيف بيزوس ورحلاته الف ...
- الملياردير الذي أكل لوحة الموناليزا عن جيف بيزوس ورحلاته الف ...
- كلكامش في الهوبي لوبي: من سرق لوح الحلم، وكيف عاد إلى العراق ...
- أخطاء النخبة وفن التسامح: من يحزر أين أور؟
- ألو، هل يوجد محتفلون؟ عن مئوية الدولة العراقية


المزيد.....




- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس عبيد - الثانية الذهبية: أن تنقذ ولدك برميه من الطابق الرابع!