أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ابراهيم محمد جبريل - سوق -العبيد- في تونس















المزيد.....

سوق -العبيد- في تونس


ابراهيم محمد جبريل
الشاعر والكاتب والباحث

(Ibrahim Mahmat)


الحوار المتمدن-العدد: 7552 - 2023 / 3 / 16 - 17:54
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الناس سواسيةٌ كأسنان المشط في أصل الخَلْق ( وفي القيمة الإنسانية، أنهم كانوا أمةً واحدةً ، ثم اختلفت ألسنتهم وألوانهم ، وتنظيماتهم الاجتماعية بين شعوبٍ وقبائل، وهذا الاختلاف لا يمكن تجاوُزُه بحجة وجود أُمم سَيدة، وأخرى مستضعفة، ولا بالسيطرة على المستوى الفردي وعدم سوء التعامل مع الناس؛ واحترام مشاعرهم، وعواطفهم؛ وعدم التفرقة بين الجنس واللون، والقوة والضعف، والحرية والعبودية، واستخدام أسس التسامح والتعايش والحوار، والتعايش يعبر عن البعد الأخلاقي ينفتح آفاقا على العالم الانساني والانتماء التعايشي)1 وعلى المجتمع احترام مشاعر الحب والانسجام مع الآخرين واحترام من يحيطه من الأجناس البشرية
(كانت تونس في الماضي قبل أكثر من قرن ونصف، أي قبل إلغاء الرقّ نهائياً في 23 يناير 1846 في عهد أحمد باي، تشتهر بسوق "العبيد" في المدينة العتيقة بالعاصمة والذي عُرف بسوق البركة أو النخاسة.
وتأسس سوق البركة في العهد العثماني وبأمر من إبراهيم داي سنة 1612، ويُنسب إسم البركة إلى الجمال التي كانت تبرك في المكان والتي كانت تحمل "العبيد" قبل عرضهم على مصطبة عريضة ليقلّبهم الزبون وليقوم شخص بمدح صفاتهم في مزاد علني يتنافس فيه الزبائن على شراء جارية أو عبد، على اختلاف ألوان وأعراق "العبيد"، ولكن اتفق أنّهم بضاعة للبيع يختلف السعر بين عبد وآخر. يعلو سعر الرقيق الأبيض فيما ينخفض سعر الرقيق الأسود، وتختلف حتى طرق تغذيتهم والاعتناء بهم، إذ يهتم النخّاس بتغذية الرقيق الأبيض لارتفاع سعره وندرته في السوق التونسية فيما تسوء تغذية الرقيق الأسود ربما لتهيئتهم نفسياً وجسدياً للمهن الشاقة)2
سود البشرة: (كان لأصحاب البشرة السود تونس دور كبير في الإسلام الطرقي أي الصوفية الشعبية، فقد ارتبطت أسماء بعض الأولياء الصالحين بالبشرة السوداء. ومن أشهرهم سيدي منصور والمعروف باسم منصور الغلام ويقع مزاره في محافظة صفاقس جنوب الجمهورية التونسية.
الثورة التونسية خرج موضوع أصحاب البشرة السوداء من التعتيم الإعلامي الذي مورس عليهم في العهود السابقة وأصبح جدلاً قائماً في المشهد الإعلامي والحقوقي، لما عاشته هذه الفئة من تهميش طوال عقود برغم مساهمتها الكبيرة في تشكيل هوية تونس الثقافية)3
لقد صنع الانسان الأسود القيمة الكبرى خلق فكرة التعايش بين الاسود والأبيض واستخدم وسائل المنتجات المتنوعة في معالجة حقوق الانسان في العالم في الفضاء المحلي والسياسي والثقافي والاقتصادي والديني والاجتماعي وهذه المنهجية تمتع الناس به بشكل كبير وأزال التهميش وارتفعت أهمية الإنسان
إسطمبالي... ذاكرة تدوّن تاريخ الاستعباد: ارتبطت موسيقى الاسطمبالي في تونس بسود البشرة. وترى بعض المصادر التاريخية أنها تعود إلى بعض التجار الأفارقة الذين استقروا في شمال أفريقيا. وتعتمد هذه الموسيقى على آلات أساسية هي القمبري والطبلة والشقاشق، وهي عبارة عن صفائح من نحاس تصدر صوتاً شبيهاً بصوت أصفاد الحديد وتذكرنا برنين السلاسل والأغلال في العهود السابقة حين كُبّل بها أصحاب البشرة السوداء بعد أسرهم كعبيد واقتيادهم إلى برّ تونس. وتُستعمل هذه الموسيقى في بعض المناسبات برغم طابعها الروحي والصوفي الشعبي، وتنشط بعض الفرق في إحياء هذا التراث الغنائي والتعريف به.
هذه الأسطورة تطرح علينا سؤالاً: كم من أسود البشرة خُطف من بين أهله وبيته ووطنه ليباع ويشترى في تونس وغيرها من الدول؟ وكم من إنسان أسود البشرة جنى عليه لونه لقي حتفه من جرّاء المعاملة القاسية أو الجوع أو العطش في رحلات البرّ والبحر قبل وصولهم إلى بلدان غريبة عنهم لا تمُتّ إليهم بصلة ليبدأوا فيها رحلة العذاب؟)4 وفي وقت المتغيرات الحديثة علينا بالتسامح مع الآخرين، لخلق جو التعايش (وإعطاء الفرد حريته، فضيلته، والتعامل معه بالعدل والوفاء والتعاون والسعي إلى نشر الخير و حفظ النفس وهو أهم الحاجة في التعايش، وكذلك النسل، والاهتمام بحسن الجوار و الإسلام لا يكره الكافر ولا المسلم ولهم مصالح مشتركة في البلاد المسيحي والمسلم سوآء وتلقائي فالناس كمؤسسة اجتماعية واحدة اذا تفككت لا تنتج شيئا لا أن يكون بين بيننا علاقة ودية وروابط مكتسبة ومن خلال ، وقد تبنى العثمانيون في زمن الإصلاحات إزاء رعاياهم سياسة مساواة اجتماعية وقانونية . وقد بُذلت جهود كثيرة من سائر الأطراف لتطبيق بنود المساواة ، قامت الدول الوطنية الحديثة في العالمين العربي والإسلامي على مبدأ المواطنة ، والمساواة في الحقوق والواجبات، وبدون تفرقةٍ أو تمييز على أساس الدين أو القبلية وصاحبتها سياساتٌ اجتماعيةٌ لدعم التوافق والعيش المشترك، في الدساتير كما في الواقع )5 يوطد التعايش الصلة بين الناس ونشر الثقافة وحسن الجوار، والدماء، والاهتمام بالإنسان قيمه وأخلاقه، وخلق الحوار والتعايش السلمى مع الناس باختلاف أجناسهم وألوانهم، ومذاهبهم وأديانهم، وإبراز لهم الألفة، والمودة، ويعتبر التعايش من المفاهيم الحديثة إذا اعتبرناها نسبيا ، فكرة التعايش السلمي الأيديولوجي توجد في المدن فأيديولوجية التعايش الحقيقي تجدها في المدن، لأن أهل المدن يتابعون مصالحهم لا علاقة لهم بالقبلية والعنصرية إلا في الحالات النادرة، لكن التلاعب بمشاعر لون بشرة الأشخاص الآخرين ما زال موجودا حتى في الدول المتقدمة، وهي نظرية تعبر عن دونية البشرة الداكنة.
المصادر والمراجع
1. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص20
2. أنظر : خولة الفرشيشي البشرة السوداء في الثقافة الشعبية التونسية: موسيقى وجنس وتصوّف http://raseef22.com/culture/2014/08/14/arab-men-sexually-fear-women18.07.2016
3.نفس المرجع
4. نفس المرجع
5. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص. ص25



#ابراهيم_محمد_جبريل (هاشتاغ)       Ibrahim_Mahmat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدراس الأدبية في العصر الحديث
- الفرنكوفونية
- التعليم الإسلامي للبنات في نجيريا
- تعريف الأدب العربي وأقسامه
- النقد الأدبي
- الفلسفة الإسلامية واللغة العربية والإرهاب في عصر العولمة
- خواطر وأفكار
- خواطر الأحلام
- مذكرة المرأة الإفريقية
- التعايش بين المجتمعات البشرية
- الصدق الفني والصدق العاطفي في الرثاء الجاهلية
- المخطوطات التشادية -مخطوطة الشيخ آدم محمد الأمين دين كله- أن ...
- من أعلام الشعراء في العصر الجاهلي والإسلامي والعباسي
- مخالب الاستعمار على التعليم العربي في إفريقيا -نيجر وتشاد وا ...
- المراثي في العصر الجاهلي، دراسة نقدية تحليلية
- صورة المرأة في شعر عمرو بن أبي ربيعة ، دراسة فنية تحليلية
- الدولة والفرانكفونية والاستعمار
- المرأة الإفريقية والنسوية لإسلامية
- ملخص الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية
- الشعر العربي المعاصر


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ابراهيم محمد جبريل - سوق -العبيد- في تونس