أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - تَوضِيح حَوْل مَعنَى - النَّظريَّة العلْميَّة -














المزيد.....

تَوضِيح حَوْل مَعنَى - النَّظريَّة العلْميَّة -


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 16:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


------------------------------------
فِي مَقَال سَابِق لِي، بَينَت بِاخْتصار ، الفرْق بَيْن الفرْضيَّة والنَّظريَّة فِي العلم . لكِن لِلْأسف ، مازال كثير مِن الأصْدقاء اَلقُراء يَلتَبِس عَليهِم الأمْر ، ويعْتقدون أنَّ كَلمَة " النَّظريَّة العلْميَّة " تَعنِي مُجرَّد " وُجهَة نظر " ، بِمعْنى أيِّ مُتَعلم يَقُول رَأيُه فِي هذَا الموْضوع أو ذاك وانْتَهى الأمْر .
لِلتَّصْويب أَقُول إِنَّ الخطوات فِي مَناهَج البحْث والتَّفْكير اَلعلْمِي لََا تسير هَكذَا ، فالعلم الحقيقيَّ لَه مَنهَج تَفكِير عِلْمِي رصين، وَخطُوات مُعَقدَة ومحدَّدة طَوِيلَة وَمضنِية ، يسْتخْدمهَا العلماء والْباحثون لِلتَّعامل مع المشْكلات وجمْع اَلأدِلة وَتولِيد المعْرفة .
ثم بِنَاء على نَتائِج الملاحظات والْأسْئلة الجديدة ، يُطوِّر العلماء فرْضيَّات - تفْسيرات أو تنبُّؤَات مُؤَقتَة يُمْكِن اِخْتبارهَا لَاحقًا مِن خِلَال مزيد مِن البحْث والتَّقصِّي ، ومراجعة المعْرفة الرَّاهنة وفهْم النَّظريَّات الحاليَّة جيِّدًا ، لِتحْدِيد الفجوات أو التَّناقضات فِي الأجْوبة القديمة والْجديدة وُو هَكذَا .
ولَا يمكن أن تُوضَع النَّظريَّة العلْميَّة أو يَتِم اَلحدِيث عَنهَا فِي الأوْساط العلْميَّة الرَّصينة، أو المجلَّات العلْميَّة الرَّسْميَّة، إِلَّا بَعْد أن يَكُون قد تمَّ البحْث والاسْتقْصاء والتَّمْحيص المنْهجيُّ عَنهَا . . وَأن يكون رُوَّادهَا قد قدموا اَلحَد الأدْنى مِن البراهين المناسبة لِكلِّ عِلْم ، وقاموا بِالْكثير مِن عمليَّات التَّجْريب مَا أَمكَن ، بِمَا فِي ذَلِك التَّجارب والْملاحظات الميْدانيَّة والْمحاكاة الحاسوبيَّة . هَذِه العمليَّة التَّكْراريَّة لِلْمراقبة والتَّساؤل والافْتراض والاخْتبار والتَّحْليل والتَّواصل هِي الأسَاس لِكلِّ تَفكِير عِلْمِي .
جدير بِالذِّكْر أنَّ بَعْض النَّظريَّات تَملِك مِن الثَّبَات في مراكز البحث العلمي أَكثَر مِن غيْرهَا ، حتى وإن بَدتْ للعامة لاجدال فيها . على سبيل المثَال : نَظَريَّة التَّطَوُّر مُثَبتَة أَكثَر مِن نَظَريَّة الجاذبيَّة المشهورة.
وكثير مِنَّا يَعلَم أَنَّه بَعْد اِكتِشاف الخارطة الجينيَّة DNA بِدقَّة مُتناهية ، أَصبَح ثَبَات النَّظريَّة لََا جِدَال فِيه ، بل يَكَاد لا يشك أحد فِي الأوْساط العلْميَّة البيولوجيَّة فِي فَهْم التَّطَوُّر ، و الكل بات يدرِك جيِّدًا ، أَنَّه لََا يُوجَد لَديْنَا نَظَريَّة عِلْميَّة أُخرَى تُفسِّر التَّنَوُّع البيولوجيَّ .
فِي حِين نَجِد إِلى الآن مثلاً ، هُنَاك تَخبُّط بَحثِي وَ جهد علمِي مستمر فِي فَهْم نظريَّات الجاذبيَّة إِلى دَرجَة اِفتِراض وُجُود " المادَّة السَّوْداء " وَغيرِها مِن مُحاولات تَفسِير كُتلَة الكوْن .
ومع كُلِّ ماسبق ، لَايضِير المنهج العلمي أنْ تَحتَفِظ تِلْك الاسْتنْتاجات العلْميَّة بِتسْمِية " النَّظريَّة " ، لِأنَّ مَفهُوم الحقيقة ومنْهج البحْث فِي اَلعُلوم التَّجْريبيَّة ، ( فِيزْيَاء - كِيمْيَاء - بيولوجْيَا . . إِلخ ) يَختَلِف قليلا عَمَّا هِي فِي اَلعُلوم الإنْسانيَّة ، ( عِلْم التَّاريخ - الاجْتماع - النَّفْس . . إِلخ ) .
وإليكم أَمثِلة إِضافِيَّة مختصرة ، عن بَعْض النَّظريَّات العلمية المعْروفة مثلاً حَوْل أَصْل الكوْن ، اَلتِي قَدَّم أصْحابهَا ومازالوا كثيرًا مِن الأبْحاث والاسْتدْلالات العلْميَّة والْبراهين على صِحَّتهَا ، ( جُزْئِيا أو كُلِّيًّا ) :
- نَظَريَّة الانْفجار اَلعظِيم : وهي تعتبر النَّظريَّة العلْميَّة الأكْثر قبولا على نِطَاق وَاسِع. و تَنُص على أنَّ الكوْن بدأ كَنُقطَة سَاخِنة وَكَثيفَة وَصَغيرَة لِلْغاية تُسمَّى التَّفَرُّد ، وَالتِي تَوسعَت بَعْد ذَلِك بِسرْعة فِي اِنفِجار هَائِل مُنْذ حواليْ 13.8 مِليَار سنة . ومازال تَوسُّع الكوْن مستمراً حَتَّى يوْمنَا هذَا .
- نَظَريَّة الأكْوان المتعدِّدة : تَقتَرِح هَذِه النَّظريَّة أنَّ كوْننَا هُو مُجرَّد وَاحِد مِن اَلعدِيد مِن الأكْوان المتوازية الموْجودة .. و سَيكُون لِكلِّ كَوَّن فِي الكوْن المتعدِّد خَصائِصه الفريدة ، مِثْل القوانين الفيزْيائيَّة المخْتلفة أو حَتَّى الأبْعاد المخْتلفة .
قُصَارَى القوْل :
فِي المجْتمعات المتأخِّرة عِلْميًّا ، عَادَة مَا يَلجَأ النَّاس - بِمن فِيهم كثير مِن المتعلِّمين - إِلى التَّعْمية على حَقائِق العلْم أو مُعاداتهَا أو القفْز على نتائجهَا أو تسْخيفهَا ، وَذلِك لِأسْبَاب عَدِيدَة ، إِمَّا دِينيَّة أو عَاطفِية ، أو لِجَهل بِمَا وصل إِلَيه العلم ، أو لِنَقص مَا فِي أفْهامهم الم
سْلوبة ، أو بِسَبب التَّدهْور اَلْحاد فِي مُستَوَى التَّعْليم فِي بُلْدانهم .
وَرُبمَا كُلُّ الصِّدْق فِيمَا قال أجدادنا الأقْدمين : المرْء - حقاً - عَدُو مَا يَجهَل .
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِلنَّاسِ فِيمَا يُفكِّرون مَذاهِبْ..
- أَحزان الشّاب - فارتر- .. ل غوته
- حَدِيثُ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ . . ( 2 )
- دِينُ اَلطَّبِيعَةِ عِنْد - جَانْ جَاكْ رُوسُّو -
- سؤالٌ أكْبر مِنْ إجابَتهِ ..
- كتاب - هَكذَا تَكلَّم زرادشْتْ -
- كِتَاب - تَطوُّر مَفهُوم الإله -
- لَسنَا وحْدنَا فِي هذَا الكوْن 2
- لسنا وحدنا في هذا الكون ..!!
- حَدِيثُ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ .
- رسالةٌ إفتراضية..
- أفكارٌ حول أهمية الإنسان -جبران خليل جبران-
- رسالة حول التسامح ..
- لإرهاب عدو الانسانية جمعاء..
- هلْ يوجد لدى الإنسان إرادة حرّة أمْ أنّها مُجرد وهم.؟
- الفرق بين التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي
- نبذة بسيطة حول فلسفة إسبينوزا
- أفكار أولية حول مفهوم الدّينْ..
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (17)
- مداخلة حول -معنى وأهمية التفلسف-


المزيد.....




- مصر: البرلمان يقر قانونا لهيكلة وبيع الشركات الحكومية.. ونائ ...
- نجل شاه إيران يدعو الإيرانيين إلى القيام بـ-انتفاضة شاملة-
- الاتحاد الأوروبي يحذر من تصاعد الحرب
- ترامب في منشور على تروث سوشال: خامنئي هدف سهل ونعرف أين يختب ...
- تحركات عسكرية لافتة في الشرق الأوسط وتهديد علني بالاغتيال.. ...
- حركة نزوح من طهران وسط التصعيد المستمر مع إسرائيل وتهديد بدخ ...
- -مهر-: إسقاط طائرة إسرائيلية جنوب غرب البلاد والبحث جار عن ا ...
- نووي إيران.. هاجس الغرب سلما وحربا
- مصر.. لجنة أزمات لمتابعة تداعيات التصعيد
- تركيا.. رفع مخزون الصواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - تَوضِيح حَوْل مَعنَى - النَّظريَّة العلْميَّة -