أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هاني شنودة ... صانعُ الصِّبا والفرح














المزيد.....

هاني شنودة ... صانعُ الصِّبا والفرح


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الجميلُ": يحاولُ ألا يرى إلا الجمالَ؛ لئلا تتأذّى عيناه. أما "صانعُ الجمال"، فقصّةٌ أخرى، إذ ليس بوسعه أن يرى إلا الجمال. "صُنّاعُ الجمال" مبرمجون على نظامٍ أحاديّ نقيٍّ، مجبولون من طينةٍ نظيفة لا شوائبَ فيها، عيونُهم مصوّبةٌ نحو الضوء، والحُسنُ معقودٌ في نواصيهم. فلو اجتمع "الجمالُ" مع "صناعة الجمال" في إنسان، نكون قد حصلنا على "الرقم الصعب" في دنيا الإبداع. ونحن اليوم أمام أحد الأرقام الصعبة في حقل صناعة الجمال. الموسيقار الجميل "هاني شنودة"، الذي يقفُ على تاريخ طويل من العطاء لوطنه، يرفضُ أن يُعاتَب اسمُ مصر، حتى لو كان العتابُ انحيازًل له. في حفل أسطوري حضره رموزُ الفن والغناء في الرياض، كرّمته "المملكة السعودية"، ونشكر الدولةَ الشقيقة على ذلك. وتعالت بعضُ أصواتٍ تهوى تعكير الصفو، قائلةً في استنكار: “وطنه مصرُ العريق في الفن لم يكرمه، وكرمته السعوديةُ التي لم تفتح بابها لنسيم الفنون إلا أول أمس!” وهذا غير صحيح! فقد كرمته مصرُ في: "مهرجان الموسيقى العربية" ٢٠١٥، "المهرجان القومي للسينما" ٢٠٢١، "مهرجان الچاز" ٢٠٢١، "وسام الاستحقاق" من مؤسسة "فاروق حسني" ٢٠٢٣، ونال "جائزة الدولة للتفوق" من وزارة الثقافة عام ٢٠١٥، ويستحق "قلادة النيل"، وسوف ينالها بإذن الله. لكن الجميلَ في الأمر، أن الموسيقار الجميل لم يصمت عن لوم مصر، وأعلن على صفحته ما يلي: “فكرة إن مصرَ لم تكرمني، غير دقيقة. فقد كرمتني بلدي حين كنتُ من أوائل مَن كتبوا موسيقى الأفلام، في بداية انتقال السينما المصرية من الاعتماد علي الموسيقات العالمية، كموسيقى تصويرية، إلى موسيقى يكتبُها خصيصًا للعمل ملحّنون مصريون. واختارتني سيدةُ الشاشة "فاتن حمامة" لأكتب موسيقى فيلم: “لا عزاء للسيدات". كرمتني بلدي عندما تم اختياري لأكتب موسيقي فيلم "المشبوه"؛ وكان ذلك تحديًا لأنه أول فيلم يتحول فيه الفنانُ "عادل إمام" من الكوميديا إلى الأكشن، وبعدها كتبتُ له موسيقى ١٢ فيلم، ستظل خالدة في ذاكرة المصريين. وكرمتني بلدي عندما كانت شرائطُ "فرقه المصريين" تنفد من الأسواق بعد ساعات من طرحها، بسبب إقبالكم على شرائها. يعني بالبلدي كده: "أنا بقالي ٦٠ سنه مصر بتكرمني، وتكريمي من بلد شقيق مش معناه أبدًا أن بلدي هضمت حقي!" هنا أتوقف عن الكتابة لأصفّق للفنان المحترم الذي لم يبخس حقَّ وطنه، لأن مصر لا تبخسُ حقوقنا. فمجرد حمل الهوية المصرية فوق هاماتنا، تكريمٌ لنا، ومن الحتميّ ألا نسمح بأن يلوك اسمَها الشريف صائدو الماء العكر. هكذا فعل الفنانُ المحترم "هاني شنودة"، الصديقُ الذي أفخر بصداقته، والذي نتعلم منه الوطنية والتواضع والمحبة والبساطة، مثلما تعلّمنا منه الفنَّ الجميل منذ تفتح صبانا وشبابنا، وقدّمت لنا موسيقاه اثنين ممن خطفوا قلوبنا: “محمد منير” و”عمرو دياب”.
وبالفعل كنّا نتسابق لشراء ألبومات "فريق المصريين" بمجرد طرحها في المكتبات. كنّا صغارًا لا نعرفُ الكثير عن "حقوق الملكية الفكرية"، وجرائم القرصنة، فكانت اليدُ العليا لمن يسعده زمانُه وينجح في شراء ألبوم "المصريين"، فيتدلّل على أصدقائه حتى يوافق على نسخ الألبوم الأصلي على شرائطهم الشاغرة. وبهذا فحجم مَن اقتنوا ألبومات "فريق المصريين" خمسون ضعف حجم المبيعات، التي كانت بأرقام مذهلة؛ كونه "أول فريق غنائي مصري"، وكان إنشاؤه اقتراحًا من الأديب الكبير "نجيب محفوظ"، حين حضر حفلا لمجموعة من العازفين الشباب، يقودهم "هاني شنودة" ويقدمون الأغاني الغربية. فسألهم "الصحفي" "نجيب محفوظ": “لماذا لا تقدمون أغنيات عربية؟!” فقالوا إنهم يحبون الإيقاع السريع بعيدًا عن التطويل والإعادة في الأغاني العربية. ثم أشرقت في رؤوسهم فكرة صناعة أغان ذات إيقاع سريع مبهج، وكلمات عصرية تناقش هموم الشباب، وتناسب اللحظة الزمنية آنذاك. وكان ميلاد "فريق المصريين" عام ١٩٧٧ بقيادة الموسيقار الشاب "هاني شنودة"، ومجموعة من الأصوات الشابة: "منى عزيز"، "إيمان يونس"، "تحسين يلمظ"، "عمر فتحي". وظل الفريق يقدّم أغنياتٍ رائعة لا تبرح ذاكرتنا حتى الآن، كتبها عباقرةٌ: "صلاح جاهين"، "عمر بطّيشة"، "عبد الرحيم منصور"، منها: "ماشية السنيورة، متحسبوش يا بنات، حضارة المصريين، بنات كتير كده من سني...." وغيرها. وكان ذلك الفريقُ الرائدُ مُلهمًا لفرقٍ أخرى مثل: “فور إم"، "الجيتس"، "الأصدقاء". وحين رحلَ من رحل، وسافرَ من سافر، من كتّاب الأغاني وأعضاء الفريق في نهاية الثمانينيات، أوقف الراقي "هاني شنودة" نشاطَ الفريق احترامًا لأسمائهم، وحفظًا لتاريخ الفريق على نصاعته وأصالته.
أقولُ اليومَ للجميل "هاني شنودة"، أحد صنّاع بهجات صِبانا وشبابنا، : إن لك حفقةً حبٍّ في قلب مصرَ والمصريين، فعلى أغنياتك وموسيقاك أشرقت زهرةُ شبابنا على الصداقة والحب والانخراط في هموم المجتمع. مبروكٌ عليك التكريمُ المستحق، ومبروكٌ علينا وجودك بيننا.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجةٌ عظيمة ... لزوجٍ عظيم
- الله يسامحك! … السِّحرُ كلُّه
- واحد اتنين …. سرجي مرجي
- عيد ميلاد عمر ... خارج الشرنقة
- ذكرى مذبحة الأقباط في ليبيا
- تشارلي ... الصامتُ إذا تكلّم!
- أضيئوا بالحبِّ قلوبَكم
- أخبرني الخيميائي … عن الماكياج
- المتواضعُ العظيم … السنبلةُ الثقيلة
- إقبال بركة … الجميلةُ التي أقبلت
- بقلم: البروفيسور أحمد عكاشة
- كيف تقتلُ الأدبَ؟
- معرض الكتاب … على اسم مصر .. وذكرياتي
- سلاح التلميذ ... وكتابي الجديد
- سؤالٌ مُفخَّخ … في امتحان!
- مع عمر… أعيشُ طفولتي!
- مَحو الأميّة المصرية في الجمهورية الجديدة
- كلّنا واحد
- نوال مصطفى… وسامُ الإنسانية من البحرين
- حبيبتي 2022… رغم عذاباتكِ... أشكرك!


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هاني شنودة ... صانعُ الصِّبا والفرح