ظمأ العراقيين!؟

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هنالك العديد من التساؤلات حول ما آل اليه وضع العراق المائي ... فهل هذا هو "الإتجار في عطش العراقيين " وأين يكمن الخطرإذا لم تأخذ الدولة والحكومة هذا الملف الخطير على محمل الجد، وهل من مبررأن تتحكم دول التشارك المائي تركيا وإيران بمصير العراق من هذا المنظور والملف الخطير والشائك..الأفعال الإستباقية لكل من تركيا وإيران للإستحواذ على حصص العراق المائية، ناسين أو متناسين القيمة الإنتفاعية لهذه الأنهار الدولية المشتركة لجميع دول حوضي دجلة والفرات ..بل يسعون من خلال هذا الملف الحصول على قيم تبادلية.. سدود تركيا وإيران هي أمثلة واضحة على تحويل المياه الى سلعة تجارية ولكن تحت مظلة تنمية الموارد المائية وبالتالي للإتجار بالمياه مع العراق كدولة مصب. ضاربين عرض الحائط حق الإنسان في المياه ضمن الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية كونه حق اصيل للعيش، وهذا إجحاف بربط اسباب التنمية وإستدامة الموارد المائية بآليات السوق والتجارة وإعتبار المياه "سلعة تجارية" ولهذا المبدأ تبعيات خطيرة على العراق كونها دولة مصب.
إن غياب التعاون المشترك بين دول الحوض المائي في تعظيم الاستفادة من نهري دجلة والفرات ، وعدم اعتبار مياه النهرين "ملك طبيعي مشترك" وفق قاعدة "الارتقاق" الذي يمنع دولة واحدة من تنظيم حصص المياه في الانهار الدولية المشتركة. وهنا على العراق وفي هذا الظرف الحرج من تاريخه العمل على" محفظة متنوعة "من الموارد المائية منها التقليدية والغير التقليدية ، والتنسيق المتكامل بين إستخدامات المياه السطحية والمياه الجوفية، وحصاد المياه وتنظيمها، ومعالجة مياه الصرف الصحي والترشيد في الإستهلاك للمياه وخاصة في قطاع الزراعة والري باستخدام منظومات حديثة وذكية والتاكيد على البصمة المائية. وربط جميع المشاكل المرتبطة بالمياه من كمية المياه " الأمن المائي" وجودة المياه "أمن الماء" وامكانية الحصول عليها، وكذلك مشاريع السدود والطاقة الكهرومائية وعوامل التغير المناخي وبيان خطورته على الاجيال الحالية والقادمة والعمل الجدي لتنفيذ الحلول على أرض الواقع دون الإكتفاء بعقد المؤتمرات واوراق العمل التي تستقر على الرفوف ولا ترى طريقها الى التنفيذ ، وبعكسه سيشهد العراق ازمات بنيوية متعددة الأوجه، إجتماعية وغذائية وبيئية وإقتصادية مالية وفي مجال الطاقة ايضاً..لذلك فالحاجة ماسة الى جهود مكثفة من قبل الدولة والحكومة الى إنقاذ البلد من الإنهيار.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل