أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - كيفية إنقاذ نهري دجلة والفرات ورافدهما.؟














المزيد.....

كيفية إنقاذ نهري دجلة والفرات ورافدهما.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7537 - 2023 / 3 / 1 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انخفاض مناسيب المياه في بحيرات العراق الطبيعية وخزانات السدود بسبب تحكم دول التشارك المائي تركيا وايران وكذلك مواسم الجفاف، تصيب شرايين الحياة في العراق بالإنسداد ، وهذا يعني بالاختصار الشديد بان العراق ومستقبل سكانه في خطر محدقّ. بسبب كون العراق دولة مصب وفي المرتبة الخامسة من الهشاشة للتصدي لتغير المناخ، بينما تركيا وايران دول اعالي النهرين تأخذ كميات أكبر من المياه من النهرين كل عام مما توفره الطبيعة الأم للنهرين ويخزنوها في خزانات سدودهم وتنقل الى مسافات شاسعة داخل حدودهم السياسية لإرواء مشاريع زراعية خارح احواض هذين النهرين ، وهذه تصرفات منافية لكل الاعراف والقوانين الدولية وحسن الجيرة ، وكذلك هو اختلال ناتج عن القرارات السياسية التي اتخذت بصدد مقايضة العراق على مواردها النفطية ، ومما زاد الطين بلة هو تزايد وتيرة التغير المناخي في المنطقة.
ابتداءً من أواخر عام 1999 ، دخلت المنطقة فترة جفاف مستمرة غير عادية ، مما تسبب في انخفاض تدفقات الأنهار بنسبة 20 ٪. في نهاية القرن العشرين، ومستمرة بالإنخفاض الى اليوم في الوقت الذي استمرت الدولتين ببناء العديد من خزانات السدود الضخمة لحجز مياه النهرين.
لكن مجرد الإشارة إلى الجفاف يغفل المشكلة الأساسية وهي الإدارة المتكاملة للمياه، وتأمين الحصص المائية للعراق كدولة مصب وكحق شرعي وقانوني قبل كل شيئ، لكن مع الأسف الشديد القواعد التي تحكم استخدام الأنهار الدولية لا تزال بعيدة عن التطبيق في حوضي نهري دجلة والفرات ، فتركيا وايران لا يطلقان مياهًا أكثر مما يتدفق في قاع النهر وهو ما يعرف "بالجريان البيئي" حتى في السنوات الأكثر رطوبة. هذه الصيغة من التعامل مع الموارد المائية المشتركة تبدو- مقفلة - للغاية في نظام غير عادل لحقوق المياه حيث تأخذ دول اعالي النهرين - كل ما في وسعهم بينما أولئك الذين هم في موقع مصب النهرين لم يحصلوا على شيء في كثير من الأحيان. من الناحية العملية ، هذا يعني أن العديد من المحافظات الجنوبية هي الأولى في مرحلة الحرمان من الحصص المائية عندما يتعلق الأمر بنقص المياه - أي في السنوات التي تقل فيها المياه عن حساب قواعد التوزيع الإعتيادية ، فإنها تقلل من استخدامها ، وتؤجل لمن لديهم حقوق أكبر. والأسوأ من ذلك، أن العديد من سكان الأهوار ، وكذلك الأسماك والطيور والجاموس ، تفتقر إلى أي حقوق قانونية معترف بها للمياه على الإطلاق.
منذ عشرين عامًا او يزيد، ومع انخفاض تدفقات الأنهار، لم يعمل القائمين على الشأن المائي العمل معًا لتطوير وتنفيذ سلسلة من التغييرات الجريئة والمبتكرة للقواعد التي عفا عليها الزمن. ونتيجة لذلك، لم يتمكن المزارعون وسكان المدن بتحسين كفاءة استخدامهم للمياه ، وزراعة المزيد من المحاصيل بمياه أقل، بل يسيرون على نفس الاصول مما فعلوا في القرن العشرين ، ولم ينجحوا في فصل النمو الاقتصادي الحضري والنمو السكاني عن استخدامات المياه. حيث يستخدم سكان معظم المدن الرئيسية الآن كمية مياه اكثر مما كانت عليه قبل 20 أو 30 عامًا على الرغم من إضافة النمو السكني المتزايد ، لذلك لا يرى على أرض الواقع أية تحسينات في الكفاءة على خفض استخدام المياه ولو بحوالي10٪ على سبيل المثال لا الحصر، وهذه النسبة غير كافية لتعويض الانخفاض البالغ 20٪ في إمدادات المياه.
لذلك نرى بان الحاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات إضافية غير عادية ، وحث المستخدمين على خفض استخدامهم للمياه بنسبة تصل إلى الثلث - علاوة على التخفيضات الحالية التي سببتها مواسم الجفاف المتتالية - بدءًا من هذا العام حيث العراق يعاني الحالة الأسوء في تاريخه المعاصر من نقص في الوراردات المائية من دول الجوار وتفاقم تغير المناخ، لأن هذه التخفيضات السريعة والكبيرة ، يمكن أن تخفض مستويات المياه لدرجة أن تشغيل السدود وتوليد الكهرباء تواجه تحدياً كبيراً بسبب قرب إنتهاء الخزين، مما ينذر قريبًا بعدم إطلاق أية مياه على الإطلاق ، مما يعرض للخطر التدفقات عبر مجاري النهرين ويضع العبء الكبير على مشاريع اسالة المياه والمخصصة للشرب والإستخدامات المنزلية الأخرى، ويقطع المياه عن مدن الجنوب والمزارعين، ويدمر نظامًا بيئيًا يعاني اصلاً من الهشاشة والتردي. وهذا ما يستدعي من أصحاب الحقوق المائية الرئيسيين الاتفاق على خطة إجماع من شأنها تقسيم الاضرار بحيث لا تؤثر عليهم جميعًا. والبدء الفوري بطلب المفاوضات من تركيا وايران ؛ وإجراءات إدارية لتطبيق التعليمات بخصوص التجاوزات وغيرها من الأمور التي تعرقل تطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للمياه.؟



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقص المياه في العراق يهدد المستقبل الزراعي ويقوض الأمن الغذا ...
- معالجة ندرة المياه في الزراعة مفتاح لإدارة متكاملة ومستدامة ...
- تعدّدت التفسيرات لزلزال تركيا المدمر… لكن النتيجة واحدة وهو ...
- دبلوماسية الكوارث: هل -كارثة الزلزال تركيا ستكون تقويماً لإن ...
- سدود تركيا بين سياسات خنق الجريان الطبيعي لنهري دجلة والفرات ...
- كيف نقلل من آثار الزلازل والهزات الأرضية على المباني والمشار ...
- المشاركة الاجتماعية والتكيف مع تغير المناخ المرتبط بالمياه ف ...
- هل ستؤدي الهطولات المطرية والثلجية لهذه السنة الهيدرولوجية 2 ...
- مواجهة الإجهاد المائي المتسارع في حوضي دجلة والفرات - العراق ...
- دراسة إنشاء السدود وتشغليها يتطلب الأداء الدقيق والبراعة في ...
- الزراعة العمودية في تركيا تطوير لتقنيات جديدة لترشيد إستهلاك ...
- العراق والحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإيجاد حل في شكل اتفا ...
- العراق من أزمة مائية الى أزمة وجودية …؟
- تقادم عمر السدود والسدات العراقية ومستقبل الخزين الإستراتيجي ...
- أزمة المناخ هي أزمة مياه.؟
- تطرف المناخ من الفيضان الى السيول وخاصة في المناطق الجافة وا ...
- الفهم المشترك لقضايا المياه في العراق سيؤدي الى نهج تعاوني ب ...
- الحوكمة والسياسة المائية والحلول المستدامة في حوضي دجلة والف ...
- غياب تصوّر واضح لدى الحكومة العراقية عن مستقبل كمية ونوعية ا ...
- العراق في ظل ميزانية عملاقة ..هل ستبادر إلى إصلاح النظام الم ...


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - كيفية إنقاذ نهري دجلة والفرات ورافدهما.؟