نقص المياه في العراق يهدد المستقبل الزراعي ويقوض الأمن الغذائي.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن نقص المياه في العراق سيهدد المستقبل الزراعي في البلاد مما يساعد على تقوض الأمن الغذائي وهي بالتأكيد نتيجة غير مرغوب فيها لبلد مصنف بالفعل على أنه في الترتيب الخامس من حيث الهشاشة في التصدي لتغير المناخ.
إذن فلماذا تتباطأ التنمية الزراعية في العراق - بلد تتساقط فيه الأمطار، وفيه أنهار وخزين واعد من المياه الجوفية وهناك الكثير من فرص الري في سهل الرسوبي والبادية العراقية ؟ هل نقص المياه من دول التشارك المائي تركيا وايران هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى جفاف الأراضي وزحف الصحراء، أم سوء الإدارة وضعف تطيبق القوانين والتعليمات هو السبب الأساس والذي شجع دول التشارك المائي من فرض الأمر الواقع على العراق فيما يخص إطلاق الإيرادات المائية الى العراق فعلى سبيل المثال لا الحصر ، التحضر غير المخطط له، وتجزئة الأراضي الصالحة للزراعة ، والافتقار إلى البنية التحتية المناسبة للري والأسمدة والبذور. بالإضافة إلى ذلك ، أدت بيئة الأعمال المليئة بالتحديات في البلاد إلى زيادة الهجرة من الريف الى المدن ، مما أدى إلى استنفاد القوى العاملة المتاحة للعمل في المجال الزراعي. كل هذه اسباب اخرى لما آل اليه واقع البلد المتردي.
لفهم الروابط بين المياه والري والزراعة بشكل أفضل ، والعوامل التي تعيق التنمية الزراعية في العراق، يجب فهم كيفية استخدام مياه الري لتحسين الإنتاجية الزراعية ، والتحديات التي تواجه جمعيات مستخدمي المياه (WUAs) وأنظمة الري المستخدمة. حيث من دراسة العلاقة بين الزراعة والري وتحليل المعلومات والبيانات من واقع المشاريع الزراعية ، يلاحظ أنه لا توجد روابط قوية بين قطاعي الري والزراعة ، مما يعرقل الخطط الزراعية وتقل الإنتاجية الزراعية لافتقارالادارة إلى التنسيق والتفاعلات المنتظمة بين الحاجة الى المياه وطرق إستخدامها. بشكل عام ، ، مما يدل على أن الري والممارسات الزراعية الأخرى بحاجة إلى التكامل لتحسين الإنتاجية الزراعية.
أن توفير مياه الري على مدار العام هو التحدي الرئيسي في معظم أنظمة الري خاصة خلال فصل الصيف ويضاف الى ذلك سبب آخر كما أشرنا الى نقص التنسيق بين مسؤولي الزراعة والري ، فإنهم لا يحصلون على الدعم الذي يحتاجون إليه. مما يشكل خلل كبير في "توزيع المياه في الوقت المناسب وبشكل كاف وضروري لزيادة الإنتاجية الزراعية ، ولكن هناك عوامل أخرى مثل الأسمدة والبذور والمكننة الزراعية والدعم الفني للمزارعين التي تؤثر أيضًا على الإنتاج" ، وأنه "على الرغم من ان أنظمة الري تفتقر إلى التحديث ومواكبة التكنولوجيا الحديثة ولكن المزارعين، لا يزال يترددون في قبول الأدوات والتكنولوجيا الحديثة ، وهو أمر بالغ الأهمية لتحسين إنتاجية المزرعة ".
مكافحة الفساد من خلال دعم المزارعين بالبذور، ومبيدات الأعشاب، ومبيدات الآفات ، والمغذيات الدقيقة، وأدوات حماية النباتات ، والتكنولوجيا المحسنة ، والآلات الزراعية مثل الحراثة ، والجرارات، ودرسات القمح، وغيرها من وسائل الدعم ومن ضمنها تدريب المزراعين وبناء القابيليات لديهم لمواكبة التطورات الحديثة في مجال الزراعة والخزن والتسويق وغيرها. لذلك يجب أن يكون هناك إعانات مستمرة للمزارعين للحفاظ على العمليات الزراعية والمكونات الزراعية لمشاريع الري وإشراك "جمعية مستخدمي المياه". من أجل إحداث تأثير جماعي أكثر تكاملاً. وأن الوزارات الحكومية المسؤولة عن الري والزراعة يجب أن تتعاون لمعالجة قضايا المياه والغذاء ، مع إعطاء الأولوية للاستدامة طويلة الأجل لمشاريع الري والزراعة التي تمولها الدولة. وبشكل أكثر تحديدًا ، يجب أن تعمل معًا ، مع المشاركة النشطة لجمعيات مستخدمي المياه، لتقديم خدمات استشارية زراعية وتأمين زراعي في الوقت المناسب.
يمكن للخدمات التي تقودها الحكومة أن تعزز الإنتاجية الزراعية من خلال إدخال بذور وأسمدة وجداول ري محسنة جديدة ، على النحو الموصى به في القوانين المرعية. لكسب ثقة المزارعين، يجب أن تقترن هذه المدخلات الجديدة بالتأمين على المحاصيل ، أولاً من خلال المشاريع التجريبية وبعد ذلك من خلال برنامج موسع. يمكن لمثل هذا النهج الشامل أن يضمن تلبية جميع الاحتياجات الزراعية، وتقوية العلاقة بين الري والزراعة وإعادة بناء القطاع الزراعي من أجل مستقبل آمن غذائيًا في العراق.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل