أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - وداعا سيدة الابتسامة العذراء: ابتسام عبدالله














المزيد.....

وداعا سيدة الابتسامة العذراء: ابتسام عبدالله


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 19:12
المحور: الادب والفن
    


بصمت رزين وبوقار وسكينة، رحلت عنا ظهر الثلاثاء، 7/3/ ،2023 الإعلامية والروائية والمترجمة العراقية ابتسام عبدالله الدباغ، المولودة في كركوك، 1943.
لقد مثلت الاديبة المرحومة التميز للمرأة العراقية الماجدة في كل شيء: في الشكل والموضوع ؛ في العمل الوظيفي والابداع الفني ؛ في الوقار والحكمة ؛ في جمال الروح والقوام؛ في أناقة المقال والرداء؛ في النبل والوفاء؛ في الترجمة والقصة ؛ في الجمع النادر بين الثقافة والوعي، وبين الأدب والفن– ولكن كان أروع ما فيها ابتسامتها العفوية، الرقراقة، المأمونة، والعذراء التي طالما بددت دياجير ظلمات سلطة البعث الفاشي عن أعين مشاهدي التلفاز العراقي طوال القرن الماضي ؛ فرحمها الله، ورحم من وهبها اسماً على مسمّى.
وسأركز في نعيي لهذه الاستاذة الفذة المتعددة المواهب على ابداعها المنقطع النظير في فن اجراء المقابلات التلفازية عبر تقديمها لبرنامجها الثقافي الشهير «سيرة وذكريات» على شاشة تلفزيون العراق، والذي استضافت فيه أغلب المبدعين العراقيين وزائرية العرب، مثل: علي الوردي ومحمود درويش ومصطفى جواد ويوسف ادريس وفاتن حمامة وفيروز ومصطفى جمال الدين في سبعينات وثمانينات القرن المنصرم.
في هذا البرنامج - الذي دام سبع سنوات، وتستغرق كل حلقة فيه قرابة الساعة - اجتمعت تركيبة من العناصر المتفاعلة مع بعضها لتخلق كيمياء محببة شديدة الجمال والمتعة . وهي:
1. مقدمة البرنامج سيدة رزينة، جميلة جمالاً ربانياً بلا تزويق، أنيقة ببساطة، ذات صوت هادئ رخيم يشي بالثقة المطلقة ويبعث على الطمأنينة، بلا أدنى ذرة من تكلف واصطناع، وبوجه دائم الابتسام الساحر المأمون والمشجع.
2. هذه السيدة المحاورة كبيرة العقل، مثقفة ثقافة كونية، وتعرف قدراتها هذه، ولكنها تضعها على الرف، ولا تستدعيها إلا كومضات رهيفة ذكية عند الضرورة فقط.
3. هذه السيدة المحاورة مطلعة عن كثب وتتبع مسبق بتفاصيل السيرة الشخصية و بالمنجز الفني/ الأدبي/ الأكاديمي لضيفها الذي تحاوره، أي أنها حافظة للدرس، وضابطة لأدواته.
4. هذه السيدة المحاورة تعلم علم اليقين أن الهدف من برنامجها ليس هو اثبات نفسها ولا احراج الضيف، بل هو امتاع المشاهد بالتعرف على أفضل ما لدى هذا الضيف، بالسماح له للتعريف عن نفسه ومنجزه الابداعي بكل انسيابية وبلا أدنى مقاطعة. أي أنها تعي بأن برنامجها هذا هو من حصة الضيف، وليس لاستعراض عضلات المستضيف، بمناسبة وبدون مناسبة.
5. هذه السيدة المحاورة تحرص على جعل كل حلقة من حلقاتها ممتعة شكلا وموضوعاً في حواريات كيسة أشبه بجلسات السمر بين الاصدقاء .
6. هذه السيدة تعي قدرات ضيوفها و مستوياتهم فترتقي وتتواضع حسب مقاماتهم لتنال ثقتهم، فتتوهج قرائحهم.
7. هذه السيدة تعي أن للزمن أحكامة القاضية، فتتوارى عن الشاشة برزانة في الوقت المناسب.
وعلى حد اطلاعي، لم تستطع أي فنانة أخرى في التلفزيون العراقي التوفر النادر على كل هذا القدر الهائل من المؤهلات الراقية، و قد أستثني الأستاذتان القديرتان اعتقال الطائي و أمل حسين، وأن تأخرتا عنها بمراحل .

عسى لجحاجيح مقدمي برامج الاستضافة العراقيين الحاليين - من أصحاب الميمات والدالات والشوارب واللحى المصبوغة والصراخ والعويل والوجوه القمطريرة - التعلم من استاذة فن التحاور لفقيدتنا الراحلة التي لن تعوض قط: ابتسام عبد الله .

الف رحمة على روحك النبيلة ، ايتها الاديبة الكبيرة والفنانة القديرة والانسانة الراقية: ابتسام عبد الله .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى انعدام الحرية الرقمية: ثلاث حقائق مؤلمة عن وسائل ...
- من حكايات الغابة القديمة
- المبادئ العليا لحزب البعث
- أمراض الليبرالية القاتلة
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- التلاعب السياسي عبر الأدلجة التضليلية للأزمة 2-2
- التلاعب السياسي عبر الأدلجة التضليلية للأزمة 1-2
- تسلق قمة جبل المعبد
- نصيحة من القلب للسيد محمد شياع السوداني المحترم


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - وداعا سيدة الابتسامة العذراء: ابتسام عبدالله