أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علوان حسين - نصيحة من القلب للسيد محمد شياع السوداني المحترم














المزيد.....

نصيحة من القلب للسيد محمد شياع السوداني المحترم


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 7405 - 2022 / 10 / 18 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحية طيبة
أنا لا أعرف جنابكم الكريم ، و لكن النصيحة هي حق المسلم على المسلم لإرادة الخير بفعل ما ينفع الشعب العراقي المكلوم و ترك ما يضره ويضرك . لذا ، فإن نصيحتي الأخوية لك هي أن تقدم طلب اعفائك من تكليفكم بتشكيل الوزارة الجديدة لأسباب خطيرة معروفة لكم و للشعب العراقي والتي تتهدد كل مستقبله . و لعل من المفيد التذكير بها :
معلوم أن كل التجربة السياسية المحاصصية التي بُنيت في العراق منذ بدء الاحتلال الأمريكي عام 2003 لحد الآن هي واحدة من أفظع التجارب الفاشلة في تواريخ كل الأمم ، و أكثرها دموية وفساداً ؛ وهي عار على كل الضالعين بها من العراقيين و اسيادهم الأجانب . هذه التجربة بكل مفاصلها وأطرها القانونية و التطبيقية هي الكارثة الكبرى التي تكفلت بإغراق كل مكونات الشعب العراقي العظيم طوال عقدين من الزمان بأنهار من الدماء الزكية ، و أفقرتها بسلب ترليونات الدولارات من أموالها ، وسلطت عليها السلاح المنفلت و حكم مافيات الفساد ، مما تسبب ويتسبب بإبادة وتهجير الملايين منها ، و سلبت سيادة الدولة وغاصت سمعة العراق الى الحضيض ، فثارت ثائرته في انتفاضة تشرين التي قدمت ألف شهيد ومفقود ، تلتها احتجاجات التيار الصدري وما رافقتها من قتول ، و أني لأرى شلوها الأكبر الغاطس رؤية العين .
معلوم لكم أن هذا الوضع الرهيب غير قابل للإصلاح بتاتاً لا بالدولة البوليسية و لا بالدولة الفاشلة التي تطيِّر الترقيعات و التسويات و الدعايات و الادعاءات و التصريحات التخديرية من طرف قوى فئوية مرهونة ارادتها للأجنبي لكونها هي التي حرصت كل الحرص على تأسيسه و إدامته بالعودة للوراء طوال عقدين من القتل و النهب ، و لأن مصالحها الاجرامية ومصالح ساسة ايران تكمن في ادامته أطول ما يمكن . وقد بات من واجب كل عراقي شريف العمل على تغيير هذا الواقع السياسي المتعفن جذرياً للحيلولة دون اندلاع الحرب الأهلية التي ما فتئت شياطينها تتراقص أمام أعيننا ليل نهار منذ عام 2005 ولحد الآن –تتلهب أحياناً وتتجمّر كل حين - وهي ما سيسيل لها المزيد من لعاب القوى الأجنبية . لذا ، فأنني أستصرخكم بعراقيتكم بأن تكونوا طرفا فاعلاً بقوة في التغيير الجذري لهذا الواقع المر خدمة لمصلحة الشعب العراقي كله و تطوره المستقبلي عبر عدم المشاركة فيه بالعودة اليه للوراء مطلقاً ، وليس ادامته ضمن حكومة اطارية غير شرعية دستورياً ومرتهنة لإيران ، ولا تمثل حتى 1% من كل سكان العراق .
إسأل نفسك : كيف تقبل بتشكيل وزارة تحاصصية فاشلة أثبت التاريخ تعفنها و التي رفضتها ويرفضها كل مكونات الشعب العراقي ، و يقاطعها التيار الصدري و شباب انتفاضة تشرين و القوى الديمقراطية ؟ و كيف تسمح أن يكون تقاسم الكراسي الوزارية هو السبب في استسلامك لإملاءات مسعود البرزاني بتسليم كركوك لعصاباته و غض النظر عن سرقته جهاراً نهاراً مليارات النفط العرافي المستخرج من كردستان العراق بلا حسيب ولا رقيب ؛ وفوق كل هذا تسليم 20% من الموازنة السنوية لأمراء الحرب هناك ، عدا الوزارات و الدرجات الخاصة الأخرى ؟
وكيف تقبل بتشكيل وزارة مرهونة ارادتها مسبقاً بالتعليمات والأحكام التي صاغتها قبل شهر مقدماً قوى الإطار لخدمة مصالحها الأنوية بالضد من مصالح الشعب العراقي بأجمعه ، و تضع نفسك تحت رحمة لجانها الاقتصادية المهيمنة على المقدرات المالية و الادارية لكل الوزارات ؟ هل تقبل لنفسك كل هذه الإملاءات الجائرة المسبقة و التي ما أنزل الله بها من سلطان ؟ تذكَّر موقف الإمام علي عليه السلام ازاء مطالبة الصحابيين الجليلين طلحة و الزبير زيادة حصتيهما من بيت مال المسلمين ؛ و هما من هما ! وتذكّر قصة خصف النعل و عفطة العنز ، وتأسى بها ، فإن فيها آيات لقوم يعقلون !
وهل تقبل أن تشترك في كل جرائر ما سبق ، وأن تتلطخ - علاوة عليها - يداك بدماء من سيسقط من العراقيين الشرفاء الذين سيخرجون متظاهرين ضد حكومتك المرتقبة ، مثلما صرحوا بهذا على رؤوس الاشهاد ؟
تذكَّر ، يا أخي في الدين والوطن ، أن للتاريخ لسان ، و أن أصحابك هم أصحاب الأيكة الذين يتخذونك ماشة نار ، و أن درب الصد ما رد !
كل الاحترام .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلبان السائبان لبلوب و صدبوب
- مات مفتي الناتو : القرضاي
- خنزيرة لندن تستقيل
- العدوان الارهابي الأخير على أهالي غزة : حلقة جديدة في مسلسل ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب ، قصيدة : -صُرّةُ ...
- بايدن و ابن سلمان : السمسار الخرف يستنجد بمومساته العتيقة
- مراجعات لمقال الدكتور لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجع ...
- مراجعات لمقال الدكتور لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجع ...
- مراجعات لمقال الدكتور لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجع ...
- مراجعات لمقال لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجعية والظل ...
- مراجعات لمقال الدكتور لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجع ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب ، قصيدة : -صُرّةُ ...
- يجب تكريس ضريح الشهيدة شيرين أبو عاقلة مزاراً مقدساً للعرب و ...
- شهداء الشيوعية : عبد علي جبر ونجليه حسن وحسين (5-5)
- شهداء الشيوعية : عبد علي جبر ونجليه حسن وحسين (4-5)
- شهداء الشيوعية : عبد علي جبر ونجليه حسن وحسين (3-5)
- شهداء الشيوعية : عبد علي جبر ونجليه حسن وحسين (2-5)
- شهداء الشيوعية : عبد علي جبر ونجليه حسن وحسين (1-5)
- قبقاب طفلة ترشيحا المفقودة
- مذخر أدوية الكاوبوي : آثار حكم اللصوص تمتد من العراق إلى ديل ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علوان حسين - نصيحة من القلب للسيد محمد شياع السوداني المحترم