أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني حتمية دوام خرابه: الرد على لبيب سلطان 6-10















المزيد.....

لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني حتمية دوام خرابه: الرد على لبيب سلطان 6-10


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 23:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعض خصائص الامبريالية الأمريكية في القرن الواحد والعشرين
تُعرَّف الإمبريالية، كما حددها قاموس الجغرافيا البشرية، بأنها "إنشاء و / أو الحفاظ على علاقة اقتصادية وثقافية وإقليمية غير متكافئة، عادة بين الدول وغالبًا في شكل إمبراطورية، تقوم على الهيمنة والتبعية". "هذه التحولات الجغرافية"، وفقًا لديفيد هارفي، "هي لب التطور الجغرافي غير المتكافئ " في الكرة الأرضية.. وبكلمة أخرى فإن الامبريالية تعني الهيمنة الاقتصادية والثقافية والاقليمية لدولة المركز الامبريالي على مقدرات شعوب البلدان التابعة لها.
المصدر:
Johnston, Ronald John (2000). The Dictionary of Human Geography (4th ed.). Wiley-Blackwell. p. 375.
Harvey, David 2008). "Reading Marx s Capital Vol 1 – Class 12, Chapters 26-33". Video Lecture. WordPress.
لا جدال في أن التفاوتات الهائلة الموجودة بين بلدان عالم اليوم قد نجمت عن عقابيل التاريخ الطويل للإمبريالية. في السباق للاستيلاء على التجارة الشرقية، أدى بناء الإمبريالية الغربية إلى استغلال كل البلدان التي تشكل اليوم الأطراف المتخلفة في النظام الرأسمالي الحالي. لكن هذه العملية لم تنته بعد، بسبب العديد من الطرق الجديدة التي تشكلت من خلالها الإمبريالية في القرن الحادي والعشرين. فمنذ منتصف القرن العشرين فصاعدًا ، لم تعد القوى الاستعمارية السابقة بحاجة إلى الاحتلالات العسكرية لنهب ثروات شعوب العالم، بعد أن تمكنت من تطوير الآليات الكفيلة باستمرارها في استغلال مستعمراتها السابقة اقتصاديًا وسياسياً وعسكرياً عن طريق محاصرتها بشتى أصناف الديون والأحلاف والمنتديات والعقوبات الاقتصادية. ولكون اسمها المعبِّر عن حقيقتها الفعلية: "الامبريالية" غدا سيء الصيت في كل أرجاء العالم، فقد أخترع قوّادوها المؤدلجون لها تسمية "العولمة" في وصف ديناميات استغلالها المستجد هذه. وفيما تكتسب العولمة الزخم يوماً بعد يوم، تغرق العديد من بلدان المستعمرات القديمة-الجديدة أعمق فاعمق في مستنقع ركود التنمية، وزيادة نسب البطالة، وتشرذم المجتمعات بالتكتلات المتقاطبة من كل نوع، وتفشي شتى الجرائم الاجتماعية فيها. ومع أن الاقتصاد السياسي لديناميكيات النهب الامبريالي وهيمنته باتت ساطعة الأضواء، ولكن ماكنة الدعاية الامبريالية الرهيبة استطاعت وتستطيع مواصلة جذب المصفقين لها من مختلف أنحاء العالم من خلال عملية التجهيل والتزييف اليومي الممنهج للحقائق وللوقائع عبر شتى قنوات التواصل الاجتماعي، ومنها شعوذات الدكتور لبيب سلطان المحترم في الحوار المتمدن الأغر تحت ستار "اللبرالية" – الفلسفة الذرائعية التي أخذت على عاتقها التطبيل والتزمير للإمبريالية البريطانية منذ مطلع القرن التاسع عشر إلى اليوم. وقتها، تولى جون ستيوارت مل وأبوه من قبله، ومن لف لفهما من أساطين اللبرالية، تسويغ الاحتلال البريطاني للمستعمرات لنهب مواردها الطبيعية وتوفير الأسواق لمنتجاتها بالقول أن مردّ تلك الاحتلالات الامبريالية إنما هو الوفاء بالواجب الاخلاقي والحضاري الملقى على عاتق الإمبراطورية البريطانية في تحرير شعوب المستعمرات من تخلفها بغية ترقيتها وتعليمها قواعد الحكم الرشيد والتنمية الصناعية.
المصدر:
https://www.cairn.info/revue-histoire-politique-2010-2-page-2.htm
نفس هذه الدعاية استخدمها القزم جورج بوش بعد قرنين من الزمان لتسويغ الاحتلال الامريكي للعراق فيما أسماه بـ"عملية تحرير العراق"، مضيفاً إليها بعض التوابل الدينجية الصليبية. ونفس هذه البضاعة الفاسدة يسوِّقها اليوم الدكتور لبيب سلطان في تطويبه للرأسمالية مبيدة الشعوب وتبريره الفج لجرائمها المستطيرة الفظيعة والتي لا تغتفر في هيروشيما وناغازاكي وفيتنام ولاوس وكمبوديا والعراق وافغانستان وغيرها.
ومن التغييرات الهيكلية والأشكال الجديدة للإمبريالية في القرن الواحد والعشرين: تشكيل "سلاسل القيمة العالمية" و"شبكات المنتجات العالمية" التي تتولى إنجاز جميع العمليات المتضمنة في تصنيع المنتجات المنتشرة في بلدان المستعمرات السابقة ذات العمالة الرخيصة، لتغرف شركاتها المتعدية الأرباح غير المعهودة من فرط الاستغلال هذا. وللمزيد في هذا الموضوع البالغ الأهمية ، يُراجع:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=628514
وكذلك
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=628900
يضاف إلى هذا، فقد خلقت الامبريالية الأمريكية "نظامًا عالميًا جديدًا" يمكّنها من السيطرة على حلفائها الأوربيين واليابانيين. كان هذا الامتياز التاريخي والستراتيجي حاسماً في التأسيس للهيمنة الكونية الأمريكية لدعم أجندتها الإمبريالية الجديدة، وذلك لأنه ضَمِنَ أن تصبح الولايات المتحدة قوة عالمية بلا منازع، قادرة على تأمين السيطرة المطلقة على الموارد الاستراتيجية، وأمّن لها مكانة مميزة في السوق العالمية. ويمكن – بكل تجرد – النظر إلى هذه المكانة الجديدة وغير المعهودة بكونها أكبر جائحة مستديمة على الأمن و السلام العالميين عرفتها البشرية في ضوء غياب القوة المعادلة لها . والسبب في هذا هو أن الامبريالية الأمريكية لم يُشبع غطرستها كل هذا الهيلمان، بل عمدت لإعطاء نفسها الحق في شن العدوانات العسكرية ضد كل دولة ضعيفة عسكرياً تسول نفوس رؤساؤها من المخبولين احتلالها، دون أي مسوغ، ضاربين عرض الحائط لوائح القانون الدولي. لذا، فقد عمدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع الموساد الصهيوني إلى فبركة هجوم عملائها على مركز التجارة العالمي بنيويورك في 11 سبتمبر / أيلول 2001 لكي تتاح للولايات المتحدة الذريعة لإطلاق هذا "النظام العالمي الجديد"، مع ضمان الإفلات التام من العقاب.
المصدر:
https://www.c-span.org/video/?320748-5/washington-journal-architects-engineers-911-truth
وكذلك:
https://ine.uaf.edu/wtc7

وبالفعل، فقد قدمت سياسة "الحرب ضد الإرهاب" الذريعة المثالية لكي تدمر إدارة بوش بشكل منهجي جميع القيود المفروضة على مدى الهيمنة التي يمكن أن تمارسها الامبريالية الأمريكية من خلال انتهاكها لعديد المعاهدات والاتفاقيات الدولية. كان الغرض من هذه الإجراءات الأحادية الجانب هو خلق الظروف المثلى لصالح الشركات المتعدية الجنسية الأمريكية للانخراط في حروب الغزو وتوسيع العمليات العسكرية. وقتها، كان الاقتصاد الأمريكي غارقا في الركود، وسوق الأسهم متراجعاً، والعجز التجاري آخذ في الازدياد. وهكذا، فقد اعتمدت إدارة بوش على سابقة حروب البلقان في عهد الفاسق كلينتون - والتي تم تسويقها على اعتبار كونها تدخلًا إنسانيًاً - كحجر الأساس لغزوها العسكري الجديد لأفغانستان والعراق (الذي أعدت في مبدئه الخطط العسكرية أيضاً لاحتلال أيران وسوريا ولبنان وليبيا والسودان، مثلما شهد على هذا الجنرال الأمريكي ويزلي كلارك بالصورة والصوت).
المصدر:
https://www.youtube.com/watch?v=TY2DKzastu8
وفي عالم اليوم، لا تفلت من تهديد الاحتلال الأمريكي خارج نطاق الناتو سوى الدول النووية. كما عادت الامبريالية الأمريكية لانباع سياسة الاحتواء المزدوج عبر التنسيق مع النازيين الجدد والأوليغارشية الاوكرانية – لتنصيب دميتها الهزلية زيزو رئيساً على أوكرانيا كي يتولى شن حرب الابادة ضد السكان الروس في اقليم الدونباس، ومن ثم استفزاز روسيا لشن الحرب على أوكرانيا. وتتولى الامبريالية الامريكية مبيدة الشعوب الآن توفير كل ما يحتاجه النازيون الجدد الأوكران من أسلحة ومعدات ودولارات ودعايات كاذبة بغية مط أمد هذه الحرب المدمرة لثلاث سنين أو أكثر، لإضعاف الطرفين المتحاربين حتى آخر جندي أوكراني، ولها من بعدهم الصافي.
في أعقاب العدوان الأمريكي على العراق، أصبح واضحًا تمامًا أن المشروع الأمريكي في العراق كان مشروعًا إمبرياليًاً صرفاً نظراً لتدافع الشركات الأمريكية للحصول على العقود لبناء العراق بعد أن قامت الأسلحة الأمريكية الفتاكة بالتدمير الشامل له. لكن ما الذي جعل مثل هذه الحرب الإمبريالية ممكنة الوقوع على العراق وغيره في القرن الحادي والعشرين؟ خارجياً، بسبب الانهيار المأساوي للاتحاد السوفيتي وحلف وارشو - الذي ترك فراغاً رهيباً في النظام العالمي، فتأسس من بعده نظام هيمنة القطب الأمريكي الواحد. داخلياً، فإن القبول الواسع والطويل الأمد للنظام العالمي الإمبريالي في البلدان الإمبريالية ما كان ليتحقق بدون توظيف أيديولوجية الخداع والتجهيل الإمبريالي التي ترقى إلى حد فرض تصنيع طرق التفكير والاعتقاد والتصرف الجماعي كما لو كانت الإمبريالية غير موجودة، أو أنها بمثابة المسيح المخلص للبشرية. إن الدعم الصامت لغالبية مواطني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للحرب ضد العراق هو المثال على هذا الخداع والتجهيل الإمبريالي كأيديولوجية متطورة بشكل فعّال تتكفل بتوجيه غالبية مواطني الدول الإمبريالية حيثما تعيَّن عليهم اتخاذ موقف بشأن قضية الحرب الإمبريالية المفتوحة بهذه الذريعة الكاذبة أو تلك، وما أكثر الذرائع الامبريالية الأمريكية في ضوء حاجتها المستديمة لتصنيع الأعداء الوهميين لتمرير أجنداتها الشيطانية. و إذا ما استدعينا المقارنة التاريخية لغرض التوضيح ليس إلا، فيمكن مقارنة جبروت الامبريالية الأمريكية اليوم بجبروت الامبريالية البريطانية طوال الفترة 1874-1939، إنما بأنياب نووية، وبغياب تام لمنافسة بلدان اوروبا الغربية على هيمنتها العالمية.
يتبع، لطفاً.



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- التلاعب السياسي عبر الأدلجة التضليلية للأزمة 2-2
- التلاعب السياسي عبر الأدلجة التضليلية للأزمة 1-2
- تسلق قمة جبل المعبد
- نصيحة من القلب للسيد محمد شياع السوداني المحترم
- الكلبان السائبان لبلوب و صدبوب
- مات مفتي الناتو : القرضاي
- خنزيرة لندن تستقيل
- العدوان الارهابي الأخير على أهالي غزة : حلقة جديدة في مسلسل ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب ، قصيدة : -صُرّةُ ...
- بايدن و ابن سلمان : السمسار الخرف يستنجد بمومساته العتيقة
- مراجعات لمقال الدكتور لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجع ...
- مراجعات لمقال الدكتور لبيب سلطان : - معاداة الغرب منهج للرجع ...


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني حتمية دوام خرابه: الرد على لبيب سلطان 6-10